- جواهر البحار
- » كتاب الأدعية والأذكار
- » أحاديث في التحميد وأنواع المحامد
كان الكاظم (عليه السلام) يقول كثيراً: «الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات».
قال الأصبغ بن نباتة: كنت أركع عند باب أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنا أدعو الله، إذ خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أصبغ، قلت: لبّيك، قال: أيّ شيء كنت تصنع؟ قلت: ركعت وأنا أدعو، قال: أ فلا أعلّمك دعاء سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت: بلى، قال: قل: «الحمد لله على ما كان، والحمد لله على كلّ حال»، ثمّ ضرب بيده اليمنى على منكبي الأيسر، وقال: يا أصبغ، لئن ثبتت قدمك، وتمّت ولايتك، وانبسطت يدك، الله أرحم بك من نفسك.
قال الصادق (عليه السلام): من قال في كلّ يوم سبع مرّات: «الحمد لله على كلّ نعمة كانت أو هي كائنة»، فقد أدّى شكر ما مضى وشكر ما بقي.
قال زید الشحّام: قال الصادق (عليه السلام): من قال: «الحمد لله كما هو أهله» شغل كتّاب السماء، قلت: وكيف يشغل كتّاب السماء؟ قال (عليه السلام): يقولون: اللّهــمّ إنّا لا نعلم الغيب، فيقول: اكتبوها كما قالها عبدي وعليّ ثوابها.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ظهرت عليه النعمة فليكثر الحمد للّه، ومن كثرت همّه فعليه بالاستغفار، ومن ألحّ عليه الفقر فليكثر من قول «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه» ينفي اللّه عنه الفقر.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ نبيّاً من الأنبياء (عليه السلام) حمد الله تعالى بهذه المحامد، فأوحى الله تعالى جلّت عظمته: لقد شغلت الكاتبين قال: «اللّهــمّ لك الحمد كثيراً طيّباً مباركاً فيه كما ينبغي لك أن تحمد، وكما ينبغي لكرم وجهك، وعزَّ جلالك».
قال سنان بن طریف: قلت للصادق (عليه السلام): خشيت أن أكون مستدرجاً، قال (عليه السلام): ولم؟ قلت: لأنّي دعوت الله أن يرزقني داراً فرزقني، ودعوت الله أن يرزقني ألف درهم فرزقني ألفاً، ودعوته أن يرزقني خادماً فرزقني خادماً، قال (عليه السلام): فأيّ شيء تقول؟ قال: أقول: «الحمد لله»، قال (عليه السلام): فما أعطيت أفضل ممّا أعطيت.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ المؤمن يشبع من الطعام والشراب فيحمد الله، فيعطيه الله من الأجر ما يعطي الصائم، إنّ الله شاكر يحبّ أن يحمد.
قال الصادق (عليه السلام): الرجل منكم ليشرب شربة من الماء، فيوجب له الله بها الجنّة، ثمّ قال (عليه السلام): يأخذ الإناء فيضعه على فيه، ثمّ يشرب فينحّيه وهو يشتهيه فيحمد الله، ثمّ يعود فيشرب ثمّ ينحّيه فيحمد الله، ثمّ يعود ويشرب ثمّ ينحّيه فيحمد الله، فيوجب الله له بها الجنّة.
قال الصادق (عليه السلام): إنّي لا أحبّ أن تجدّد لي نعمة، إلّا حمدت الله عليها مائة مرّة.
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أورد عليه أمر يسرّه قال: «الحمد لله على هذه النعمة»، وإذا أورد أمر يغتمّ به قال: «الحمد لله على كلّ حال».
قال الصادق (عليه السلام): ما أنعم الله على عبد مؤمن نعمة بلغت ما بلغت فحمد الله عليها، إلّا كان حمد الله أفضل وأوزن وأعظم من تلك النعمة.
نفرت بغلة للباقر (عليه السلام) فيما بين مكّة والمدينة فقال: لئن ردّها الله عليّ لأشكرنّه حقّ شكره، فلمّا أخذها قال: «الحمد لله ربّ العالمين» _ ثلاث مرّات _ ثمّ قال _ ثلاث مرّات _: «شكراً لله».
جاء رجل إلى الصادق (عليه السلام) فقال: جعلت فداك، إنّي شيخ كبير، فعلّمني دعاء جامعاً، فقال (عليه السلام): احمد الله، فإنّك إذا حمدت اللّه لم يبق مصلٍّ إلّا دعا لك _ يعني (عليه السلام): قوله: «سمع الله لمن حمده» _.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أنّ الدنيا كلّها لقمة واحدة فأكلها العبد المسلم، ثمّ قال: «الحمد لله»، لكان قوله ذلك خيراً له من الدنيا وما فيها.
كتب العسكري (عليه السلام) إلى إسحاق بن إسماعيل: ليس من نعمة _ وإن جلّ أمرها وعظم خطرها _ إلّا والحمد لله _ تقدست أسماؤه _ عليها يؤدّي شكرها، وأنا أقول: «الحمد لله مثل ما حمد الله به حامد إلى أبد الأبد بما منّ به عليك من نعمة ونجاك به من الهلكة».
قال الصادق (عليه السلام): من قال أربع مرّات إذا أصبح: «الحمد لله ربّ العالمين» فقد أدّى شكر يومه، ومن قالها إذا أمسى فقد أدّى شكر ليلته.