قال محمّد بن مسلم: قال الباقر (عليه السلام): لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (عليه السلام) من الفضل لماتوا شوقاً، وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات، قلت: وما فيه؟ قال (عليه السلام): من أتاه تشوّقاً كتب الله له ألف حجّة متقبّلة، وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظاً سنته من كلّ آفة أهونها الشيطان، ووكّل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه، فإن مات سنته، حضرته ملائكة الرحمة، يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مدّ بصره، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير أن يروّعانه، ويفتح له باب إلى الجنّة، ويعطى كتابه بيمينه، ويعطى يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي منادٍ: هذا من زوّار قبر الحسين بن عليّ (عليه السلام) شوقاً إليه، فلا يبقى أحد في القيامة إلّا تمنّى يومئذٍ أنّه كان من زوّار الحسين بن عليّ (عليه السلام).
قال عبد الله بن میمون القدّاح: قلت للصادق (عليه السلام): ما لمن أتى الحسين بن عليّ (عليه السلام) زائراً عارفاً بحقّه غير مستنكف ولا مستكبر؟ قال (عليه السلام): يكتب له ألف حجّة مقبولة وألف عمرة مبرورة، وإن كان شقيّاً كتب سعيداً ولم يزل يخوض في رحمة الله.
قال الصادق (عليه السلام): من زار قبر الحسين (عليه السلام) لله وفي الله أعتقه الله من النار، وآمنه يوم الفزع الأكبر، ولم يسأل الله تعالى حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا أعطاه.
قال حمران بن أعین: زرت قبر الحسين (عليه السلام)، فلمّا قدمت جاءني الباقر (عليه السلام) وعمر بن عليّ بن عبد الله بن عليّ (عليه السلام)، فقال الباقر (عليه السلام): أبشر يا حمران، فمن زار قبور شهداء آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد الله بذلك وصلة نبيّه، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه.
قال الصادق (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين زوّار الحسين بن عليّ (عليه السلام)؟ فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلّا الله عزّ وجلّ، فيقول لهم: ماذا أردتم بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)؟ فيقول: يا ربّ، حبّاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحبّاً لعليّ وفاطمة (عليهما السلام)ورحمة له ممّا ارتكب منه، فيقال لهم: هذا محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، فالحقوا بهم، فأنتم معهم في درجتهم، الحقوا بلواء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيكونون في ظلّه وهو في يد عليّ (عليه السلام) حتّى يدخلون الجنّة جميعاً، فيكونون أمام اللواء وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه.