قال الصادق (عليه السلام): من صلّى على محمّد وآله (عليهم السلام) حين يصلّي العصر يوم الجمعة قبل أن ينفتل من صلاته عشر مرّات يقول: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيّين بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، وعليه وعليهم السلام، وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته» صلّت عليه الملائكة من تلك الجمعة إلى الجمعة المقبلة في تلك الساعة.
قال الباقر (عليه السلام): أفضل الأعمال يوم الجمعة الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد العصر، قال (عليه السلام): قيل له كيف نقول؟ قال (عليه السلام): تقولون: «صلوات الله وملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآل محمّد، والسلام عليه وعليهم، وعلى أرواحهم وعلى أجسادهم ورحمة الله وبركاته» يقولها مائة مرّة.
قال الصادق (عليه السلام): من يستغفر الله تعالى يوم الجمعة بعد العصر سبعين مرّة، يقول: «أستغفر الله وأتوب إليه» غفر الله عزّ وجلّ له ذنبه فيما سلف، وعصمه فيما بقي، فإن لم يكن له ذنب غفر له ذنوب والديه.
قال الكاظم (عليه السلام): إنّ لله يوم الجمعة ألف نفحة من رحمته يعطي كلّ عبد منها ما شاء، فمن قرأ ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ الۡقَدۡرِ﴾ بعد العصر يوم الجمعة مائة مرّة وهب الله له تلك الألف ومثلها.
قال الحسین بن أحمد بن عمر بن الصبّاح: حضرت مجلس الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري ١ _ قدّس الله روحه _ فقال بعضنا له: يا سيّدي، ما بالنا نرى كثيراً من الناس يصدّقون شبّور اليهود على من سرق منهم، وهم ملعونون على لسان عيسى ابن مريم (عليه السلام) ومحمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
فقال: لهذا علّتان ظاهرة وباطنة: فأمّا الظاهرة: فإنّها أسماء الله ومدائحه، إلّا أنّها عندهم مبتورة وعندنا صحيحة موفورة عن سادتنا أهل الذكر، نقلها لنا خلف عن سلف حتّى وصلت إلينا.
وأمّا الباطنة: فإنّا روّينا عن العالم (عليه السلام) أنّه قال: إذا دعا المؤمن يقول الله عزّ وجلّ: صوت أحبّ أن أسمعه، اقضوا حاجته واجعلوها معلّقة بين السماء والأرض، حتّى يكثر دعاؤه شوقاً منّي إليه، وإذا دعا الكافر يقول الله عزّ وجلّ: صوت أكره سماعه، اقضوا حاجته وعجّلوها له، حتّى لا أسمع صوته، ويشتغل بما طلبه عن خشوعه.
قالوا: فنحن نحبّ أن تملي علينا دعاء السمات الذي هو للشبّور حتّى ندعو به على ظالمنا ومضطهدنا، والمخاتلين لنا والمتعزّزين علينا؟ قال: حدّثني أبو عمر عثمان بن سعيد، قال: حدّثني محمّد بن راشد، قال: حدّثني محمّد بن سنان، قال: حدّثني المفضّل بن عمر الجعفي: أنّ خواصّاً من الشيعة سألوا عن هذه المسألة بعينها الصادق (عليه السلام)، فأجابهم بمثل هذا الجواب، وقال (عليه السلام): قال باقر علم الأنبياء (عليه السلام): لو يعلم الناس ما نعلمه من علم هذه المسائل، وعظم شأنها عند الله، وسرعة إجابة الله لصاحبها مع ما ادّخر له من حسن الثواب لاقتتلوا عليها بالسيوف، فإنّ ﴿اللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِ مَن يَشَآءُ﴾، ثمّ قال (عليه السلام): أما إنّي لو حلفت لبررت أنّ الاسم الأعظم قد ذكر فيها، فإذا دعوتم فاجتهدوا في الدعاء بالباقي وارفضوا الفاني، فإنّ ﴿مَا عِندَ اللَّهِ خَيۡرٌ وَأَبۡقَىٰ﴾.
ثمّ قال: هذا هو من مكنون العلم ومخزون المسائل المجابة عند الله تعالى، ثمّ ذكر دعاء السمات … .
توضیح وتبیین: هذا الدعاء من الدعوات التي اشتهرت بين أصحابنا غاية الاشتهار وفي جميع الأعصار والأمصار، وكانوا يواظبون عليها، وقال الشيخ إبراهيم بن عليّ الكفعمي _ طيّب الله تربته _ في كتاب صفوة الصفات: روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: لو حلفت أنّ في هذا الدعاء الاسم الأعظم لبررت، فادعوا به على ظالمنا ومضطهدنا والمتعزّزين علينا. (ص١٠١-١٠٢)