قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحيا ليلة عاشوراء فكأنّما عبد الله عبادة جميع الملائكة، وأجر العامل فيها كأجر سبعين سنة.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): يصلّي ليلة عاشوراء أربع ركعات، في كلّ ركعة الحمد مرّة، و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ خمسون مرّة، فإذا سلّمت من الرابعة فأكثر ذكر الله تعالى، والصلاة على رسوله، واللعن لأعدائهم ما استطعت.
قال الصادق: من بات عند قبر الحسين (عليه السلام) ليلة عاشوراء، لقي الله يوم القيامة ملطّخاً بدمه، وكأنّما قتل معه في عرصة كربلاء.
وروي أنّ من زاره (عليه السلام) وبات عنده في ليلة عاشوراء حتّى يصبح، حشره الله تعالى ملطّخاً بدم الحسين (عليه السلام) في جملة الشهداء معه (عليه السلام).
قال الصادق (عليه السلام): من قرأ يوم عاشوراء ألف مرّة سورة الإخلاص، نظر الرحمن إليه، ومن نظر الرحمن إليه لم يعذّبه أبداً.
قال الرضا (عليه السلام): من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرّت بنا في الجنّة عينه، ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادّخر لمنزله فيه شيئاً لم يبارك له فيما ادّخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد _ لعنهم الله _ في أسفل درك من النار.
قال السيّد ابن طاوس (رحمه الله): فإذا كان أواخر نهار يوم عاشوراء، فقم قائماً وسلّم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعلى مولانا الحسن بن عليّ (عليه السلام)، وعلى سيّدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وعترتهم الطاهرين(عليهم السلام)، وعزّهم على هذه المصائب بقلب محزون، وعين باكية، ولسان ذليل بالنوائب.
ثمّ اعتذر إلى الله جلّ جلاله، وإليهم من التقصير فيما يجب لهم عليك، وأن يعفو عمّا لم تعمله ممّا كنت تعلمه مع من يعزّ عليك، فإنّه من المستبعد أن يقام في هذا المصاب الهائل بقدر خطبه النازل.
واجعل كلّما يكون من الحركات والسكنات في الجزع عليه خدمة لله جلّ جلاله، ومتقرّباً بذلك إليه، واسأل من الله جلّ جلاله ومنهم ما يريدون أن يسأله منهم وما أنت محتاج إليه، وإن لم تعرفه ولم تبلغ أملك إليه فإنّهم أحقّ أن يعطوك على قدر إمكانهم، ويعاملوك بما يقصر عنه سؤالك من إحسانهم.
ولعلّ قائلاً يقول: هلّا كان الحزن والذي يعملونه من أوّل عشر المحرّم قبل وقوع القتل، يعملونه بعد يوم عاشوراء لأجل تجدّد القتل؟
فأقول: إنّ أوّل العشر كان الحزن خوفاً ممّا جرت الحال عليه، فلمّا قتل دخل تحت قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فىِ سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتَا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۞ فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَئهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيهْمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
فلمّا صاروا فرحين بسعادة الشهادة، وجب المشاركة لهم في السرور بعد القتل لنظفر معهم بالسعادة.
فإن قيل: فعلام تجدّدون قراءة المقتل والحزن كلّ عام؟ فأقول: لأنّ قراءته هو عرض قصة القتل على عدل الله جلّ جلاله، ليأخذ بثأره كما وعد من العدل، وأمّا تجدّد الحزن كلّ عشر والشهداء صاروا مسرورين، فلأنّه مواساة لهم في أيّام العشر، حيث كانوا فيها ممتحنين، ففي كلّ سنة ينبغي لأهل الوفاء أن يكونوا وقت الحزن محزونين، ووقت السرور مسرورين.