- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في الأدعية والأذكار عند الصباح والمساء
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من حافظين يرفعان إلى الله تعالى ما حفظا، فيرى الله تبارك وتعالى في أوّل الصحيفة خيراً وفي آخرها خيراً، إلّا قال لملائكته: اشهدوا أنّي قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ إبليس _ عليه لعائن الله _ يبثّ جنود الليل من حين تغيب الشمس وتطلع، فأكثروا ذكر الله عزّ وجلّ في هاتين الساعتين، وتعوّذوا بالله من شرّ إبليس وجنوده، وعوّذوا صغاركم في هاتين الساعتين، فإنّهما ساعتا غفلة.
قال الصادق (عليه السلام): إذا تغيّرت الشمس فاذكر الله عزّ وجلّ، وإن كنت مع قوم يشغلونك فقم وادع.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سرّه أن يلقى الله عزّ وجلّ يوم القيامة وفي صحيفته شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله، وتفتح له أبواب الجنّة الثمانية ويقال له: يا وليّ الله، ادخل من أيّها شئت، فليقل إذا أصبح: «الحمد لله الذي ذهب بالليل بقدرته، وجاء بالنهار برحمته خلقاً جديداً، مرحباً بالحافظين وحيّاكما الله من كاتبين»، ويلتفت عن يمينه ثمّ يلتفت عن شماله ويقول: اكتبا: «بسم الله الرحمن الرحيم، إنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأشهد ﴿أَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي الۡقُبُورِ﴾، على ذلك أحيا وعليه أموت، وعلى ذلك أبعث إن شاء الله، اللّهمّ، أقرئ محمّداً وآله منّي السلام».
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لمّا أسري بي علّمتني الملائكة قولاً أقوله إذا أصبحت وأمسيت: «اللّهمّ، إنّ ظلمي أصبح مستجيراً بعفوك، وذنبي أصبح مستجيراً بمغفرتك، وذلّي أصبح مستجيراً بعزّتك، وفقري أصبح مستجيراً بغناك، ووجهي البالي الفاني أصبح مستجيراً بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفنى»، وأقول ذلك إذا أمسيت.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان، إذا أصبحت فقل: «اللّهمّ، أنت ربّي لا شريك لك، أصبحنا وأصبح الملك لله» قلها ثلاثاً، وإذا أمسيت فقل مثل ذلك، فإنّهنّ يكفّرن ما بينهنّ من خطيئة.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من قرأ: ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ من قبل أن تطلع الشمس إحدى عشر مرّة، ومثلها ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ﴾، ومثلها آية الكرسيّ، منع ماله ممّا يخاف، ومن قرأ: ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ﴾ قبل أن تطلع الشمس، لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وإن جهد إبليس.
قال أبو المنذر الجهني: قلت: يا نبيّ الله، علّمني أفضل الكلام، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحیي ويميت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير» مائة مرّة في كلّ يوم، فأنت يومئذٍ أفضل الناس عملاً، إلّا من قال مثل ما قلت، وأكثر من «سبحان الله، والحمد لله،ولا إله إلّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله»، ولا تنسينّ الاستغفار في صلاتك، فإنّها ممحاة للخطايا بإذن الله.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من قال حين يمسي _ ثلاث مرّات _: ﴿سُبۡحَٰنَ اللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ ۞ وَلَهُ الۡحَمۡدُ فِي السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظۡهِرُونَ﴾ لم يفته خير يكون في تلك الليلة، وصرف عنه جميع شرّها، ومن قال مثل ذلك حين يصبح، لم يفته خير يكون في ذلك اليوم، وصرف عنه جميع شرّه.
فقد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلاً من الأنصار فقال له: ما غيّبك عنّا؟ فقال: الفقر _ يا رسول الله _ وطول السقم، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أ لا أعلّمك كلاماً إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم؟ قال: بلى، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أصبحت وأمسيت فقل: «لاحول ولا قوّة إلّا بالله، توكّلت على الحيّ الذي لا يموت، و﴿الۡحَمۡدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَداً وَلَمۡ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيراً﴾». قال الرجل: فوالله، ما قلته إلّا ثلاثة أيّام حتّى ذهب عنّي الفقر والسقم.
من سرّ آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد في الأوّلين، وصلّ على محمّد وآل محمّد في الآخرين، وصلّ على محمّد وآل محمّد في الملأ الأعلى، وصلّ على محمّد وآل محمّد في المرسلين. اللّهمّ أعط محمّداً الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة، اللّهمّ، إنّي آمنت بمحمّد وآله ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته وارزقني صحبته، وتوفّني على ملّته، واسقني من حوضه مشرباً رويّاً سائغاً هنيئاً لا أظمأ بعده أبداً إنّك على كلّ شيء قدير، اللّهمّ، كما آمنت بمحمّد ولم أره، فعرّفني في الجنان وجهه، اللّهمّ بلّغ روح محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) عنّي تحيّة كثيرة وسلاماً»
فإنّ من صلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الصلوات هدّمت ذنوبه وغفرت خطاياه ودام سروره، واستجيب دعاؤه، وأعطي أمله، وبسط له في رزقه، أعين على عدوّه، وهيّئ له سبب أنواع الخير، ويجعل من رفقاء نبيّه بين يديه في الجنان الأعلى، يقولهنّ ثلاث مرّات غدوّة وثلاثاً عشيّة.
قال الباقر (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا احمرّت الشمس على قلّة الجبل هملت عيناه دموعاً ثمّ قال: أمسى ظلمي مستجيراً بعفوك، وأمست ذنوبي مستجيرة بمغفرتك، وأمسى خوفي مستجيراً بأمنك، وأمسى ذلّي مستجيراً بعزّك، وأمسى فقري مستجيراً بغناك، وأمسى وجهي البالي الفاني مستجيراً بوجهك الباقي الكريم، اللّهمّ ألبسني عافيتك، وجلّلني كرامتك، وغشّني رحمتك، وقني شرّ خلقك من الجنّ والأنس، يا الله، يا رحمن، يا رحيم.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ عليّاً (عليه السلام) كان إذا أصبح يقول: «مرحباً بكما من ملكين حفيظين كريمين، أملي عليكما ما تحبّان إن شاء الله» فلا يزال في التسبيح والتهليل حتّى تطلع الشمس، وكذلك بعد العصر حتّى تغرب الشمس.
قال الصادق (عليه السلام): من قال عند غروب الشمس في كلّ يوم: «يا من ختم النبوّة بمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، اختم لي في يومي هذا بخير، وسنّتي بخير، وعمري بخير»، فمات في تلك الليلة، أو في تلك الجمعة، أو في ذلك الشهر، أو في تلك السنة دخل الجنّة.
قال الصادق (عليه السلام): ما على أحدكم أن يقول إذا أصبح وأمسى ثلاث مرّات: «اللّهمّ مقلّب القلوب والأبصار، ثبّت قلبي على دينك، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنّك أنت الوهّاب، وأجرني من النار برحمتك، اللّهمّ امدد لي في عمري، وأوسع عليّ من رزقي، وانشر عليّ من رحمتك، وإن كنت عندك في أمّ الكتاب شقيّاً، فاجعلني سعيداً، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمّ الكتاب».
قال الطوسي (رحمه الله): ويستحبّ أن يدعو بدعاء العشرات عند الصباح وعند المساء، وأفضله بعد العصر يوم الجمعة.
ويقول ما قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) عند مبيته على فراش النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقيه بمهجته من الأعداء، فإنّه من مهمّات الدعاء عند الصباح والمساء، وجدناه مرويّاً عن مولانا الصادق (عليه السلام)، أنّه لمّا قدم إلى العراق حيث طلبه المنصور، اجتمع إليه الناس فقالوا: يا مولانا، تربة قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كلّ داء، فهل من أمان من كلّ خوف؟
فقال (عليه السلام): نعم، إذا أراد أحدكم أن تكون أماناً من كلّ خوف فليأخذ السبحة من تربته، ويدعو بدعاء المبيت على فراشه ثلاث مرّات وهو: «أمسيت اللّهمّ معتصماً بذمامك وجوارك المنيع، الذي لا يطاول ولا يحاول من شرّ كلّ غاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق، من كلّ مخوف بلباس سابغة حصينة ولاء أهل بيت نبيّك (صلى الله عليه وآله وسلم)، محتجباً من كلّ قاصد لي إلى أذيّة بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقّهم، والتمسّك بحبلهم، موقناً أنّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم، أوالي من والوا، وأجانب من جانبوا، وأعادي من عادوا، فصلّ على محمّد وآله، وأعذني اللّهمّ بهم من شرّ كلّ ما أتّقيه يا عظيم، حجزت الأعادي عنّي ببديع السموات والأرض، إنّا ﴿جَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّاً وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّاً فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ﴾».
ثمّ يقبّل السبحة ويضعها على عينيه ويقول: «اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ هذه التربة، وبحقّ صاحبها، وبحقّ جدّه وأبيه، وبحقّ أمّه، وبحقّ أخيه، وبحقّ ولده الطاهرين، اجعلها شفاء من كلّ داء وأماناً من كلّ خوف، وحفظاً من كلّ سوء».
ثمّ يضعها في جبينه، فإن فعل ذلك في الغداة فلا يزال في أمان الله حتّى العشاء، وإن فعل ذلك في العشاء لايزال في أمان الله حتّى الغداة.
ويقول أيضاً عند الغروب: «اللّهمّ، إنّي أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأسألك خير ليلتي هذه وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرّ ليلتي هذه وشرّ ما فيها. اللّهمّ، إنّي أعوذ بك أن تكتب عليّ خطيئة أو إثماً. اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واكفني خطيئتها وإثمها، وأعطني يمنها وبركاتها وعونها ونورها، اللّهمّ، نفسي خلقتها وبيدك حياتها وموتها. اللّهمّ، فإن أمسكتها فإلى رضوانك والجنّة، وإن أرسلتها فصلّ على محمّد وآله، واغفر لها وارحمها».
ويقول أيضاً: ربّي الله، ﴿حَسۡبِيَ اللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَهُوَ رَبُّ الۡعَرۡشِ الۡعَظِيمِ﴾، لا حول ولا قوّة إلّا بالله، ما شاء الله كان، أشهد وأعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡماً﴾، ﴿وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَداً﴾، اللّهمّ، إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي، ومن شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم.
قال سلمان الفارسي: ما من عبد يقول حين يصبح ثلاثاً: «الحمد لله ربّ العالمين، الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه» إلّا صرف الله عنه سبعين نوعاً من البلاء أدناها الهمّ.
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول إذا أصبح: «سبحان الملك القدّوس» ثلاثاً، اللّهمّ، إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن درك الشقاء، ومن شرّ ما سبق في الكتاب، اللّهمّ، إنّي أسألك بعزّة ملكك، وشدّة قوّتك، وبعظم سلطانك، وبقدرتك على خلقك، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد»، ثمّ تسأل حاجتك، تقضى إن شاء الله تعالی .
قال الصادق (عليه السلام): من دعا إلى الله أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، وإن مات أخرجه الله إليه من قبره، وأعطاه الله بكلّ كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيّئة، وهو هذا العهد: اللّهمّ ربّ النور العظيم وربّ الكرسيّ الرفيع، وربّ البحر المسجور ومنزل التوراة والإنجيل والزبور وربّ الظلّ والحرور ومنزل الفرقان العظيم، وربّ الملائكة المقرّبين وربّ الأنبياء والمرسلين، اللّهمّ إنّي أسألك باسمك الكريم وبنور وجهك المنير وملكك القديم، يا حيّ يا قيّوم، وأسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون، يا حيّاً قبل كلّ حيّ، يا حيّاً بعد كلّ حيّ، يا حيّاً لا إله إلّا أنت.
اللّهمّ بلّغ مولانا الإمام المهديّ (عليه السلام) القائم بأمر الله عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها وسهلها وجبلها وبرّها وبحرها وعنّي وعن والديّ وولدي وإخواني من الصلوات زنة عرش الله ومداد كلماته وما أحصاه كتابه وأحاط به علمه.
اللّهمّ، إنّي أجدّد له في صبيحة هذا اليوم وما عشت به في أيّامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول، اللّهمّ، اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابّين عنه والمسارعين في حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والمستشهدين بين يديه.
اللّهمّ، فإن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً فأخرجني من قبري، مؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مجرّداً قناتي، ملبّياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي.
اللّهم أرني الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة واكحل مرهي بنظرة منّي إليه، وعجّل فرجه وأوسع منهجه واسلك بي محجّته وأنفذ أمره واشدد أزره وقوّ ظهره، واعمر اللّهمّ به بلادك وأحي به عبادك، فإنّك قلت وقولك الحقّ ﴿ظَهَرَ الۡفَسَادُ فِي الۡبَرِّ وَالۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي النَّاسِ﴾ فأظهر اللّهمّ، وليّك وابن وليّك وابن بنت نبيّك المسمّى باسم رسولك صلواتك عليه وآله في الدنيا والآخرة حتّى لا يظفر بشيء من الباطل إلّا مزّقه ويحقّ الله به الحقّ ويحقّقه.
اللّهمّ واجعله مفزعاً للمظلوم من عبادك وناصراً لمن لا يجد ناصراً غيرك ومجدّداً لما عطّل من أحكام كتابك ومشيّداً لما ورد من أعلام دينك وسنن نبيك (صلى الله عليه وآله وسلم).
واجعله اللّهمّ ممّن حصّنته من بأس المعتدين، اللّهمّ، وسرّ نبيّك محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) برؤيته ومن تبعه على دعوته وارحم استكانتنا من بعده.
اللّهمّ اكشف هذه الغمّة عن هذه الأمّة بحضوره وعجّل اللّهمّ ظهوره، ﴿إِنَّهُمۡ يَرَوۡنَهُ بَعِيداً ۞ وَنَرَىٰهُ قَرِيباً﴾ برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثمّ تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاثاً وتقول: العجل العجل العجل، يا مولاي يا صاحب الزمان. ١
قال الصادق (عليه السلام): إذا أمسيت قل: «اللّهمّ، إنّي أسألك عند إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وحضور صلواتك، وأصوات دعاتك، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد»، وادع بما أحببت.
قال الصادق (عليه السلام): ثلاث تناسخها الأنبياء من آدم حتّى وصلن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كان إذا أصبح يقول: «اللّهمّ، إنّي أسألك إيماناً تباشر به قلبي، ويقيناً حتّى أعلم أنّه لا يصيبني إلّا ما كتبت لي، ورضّني بما قسمت لي».
قال الباقر (عليه السلام): من قال إذا أصبح: «اللّهمّ، إنّي أصبحت في ذمّتك وجوارك، اللّهمّ، إنّي استودعك ديني ونفسي ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، وأعوذ بك يا عظيم من شرّ خلقك جميعاً، وأعوذ بك من شرّ ما يبلس به إبليس وجنوده» إذا قال هذا الكلام لم یضره یومهم ذلك شيء وإذا أمسی لم یضره تلك اللیلة بشيء إن شاء الله تعالی.
قیل للصادق (عليه السلام): علّمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال (عليه السلام): قل: «الحمد لله الذي يفعل ما يشاء، ولا يفعل ما يشاء غيره، الحمد لله كما يحبّ الله أن يحمد، الحمد لله كما هو أهله، اللّهمّ أدخلني في كلّ خير أدخلت فيه محمّداً وآل محمّد، وأخرجني من كلّ سوء أخرجت منه محمّداً وآل محمّد، صلّى الله على محمّد وآل محمّد».
قال الباقر (عليه السلام): من قال حين يطلع الفجر: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كلّ شيء قدير» عشر مرّات، «وصلّى الله على محمّد وآله» عشر مرّات، وسبّح خمساً وثلاثين مرّة، وهلّل خمساً وثلاثين مرّة، وحمد الله خمساً وثلاثين مرّة لم يكتب في ذلك الصباح من الغافلين، وإذا قالها في المساء لم يكتب في تلك الليلة من الغافلين.
عن داود الرقّي قال: قال الصادق (عليه السلام): لا تدع أن تدعو بهذا الدعاء ثلاث مرّات إذا أصبحت، وثلاث مرّات إذا أمسيت: «اللّهمّ اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد»، فإنّ أبي (عليه السلام) كان يقول: هذا من الدعاء المخزون.
قال الصادق (عليه السلام): أملوا أوّل صحائفكم خيراً وآخرها خيراً، يغفر لكم ما بينهما.
قيل لأبي الدرداء ذات يوم: احترقت دارك، فقال: لم تحترق، فجاء مخبر آخر، فقال: احترقت دارك، فقال: لم تحترق، فجاء ثالث فأجابه بذلك، ثمّ انكشف الأمر عن احتراق جميع ما حولها سواها، فقيل له: بم علمت بذلك؟ قال: سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من قال هذه الكلمات صبيحة يومه لم يصبه سوء فيه، ومن قالها في مساء ليلته لم يصبه سوء فيها، وقد قلتها وهي: «اللّهمّ، أنت ربّي لا إله إلّا أنت عليك توكّلت، وأنت ربّ العرش العظيم، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡماً﴾، اللّهمّ، إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي، ومن شرّ كل دابّة أنت آخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم».
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من قرأ حين يصبح سبعاً: «﴿فَاللَّهُ خَيۡرٌ حَٰفِظاً وَهُوَ أَرۡحَمُ الرَّٰحِمِينَ﴾، ﴿إِنَّ وَلِـِّۧيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الۡكِتَٰبَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّٰلِحِينَ﴾، ﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ اللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَهُوَ رَبُّ الۡعَرۡشِ الۡعَظِيمِ﴾»، حفظه الله عزّ وجلّ يومه ذلك.
روي أنّ الخضر وإلياس يجتمعان في كلّ موسم، فيفترقان عن هذا الدعاء، وهو: «بسم الله، ما شاء الله، لا قوّة إلّا بالله، ما شاء الله، كلّ نعمة من الله، ما شاء الله، الخير كلّه بيد الله عزّ وجلّ، ما شاء الله، لا يصرف السوء إلّا الله». قال: فمن قالها _ حين يصبح _ ثلاث مرّات أمن من الحرق والسرق والخرق.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لذكر الله بالغدوّ والآصال خير من حطم السيوف في سبيل الله عزّ وجلّ: يعني لمن ذكر الله عزّ وجلّ بالغدوّ، ويذكر ما كان منه في ليله من سوء عمله، واستغفر الله وتاب إليه، فإذا انتشر في ابتغاء ما قسم الله له، انتشر وقد حطّت عنه سيّئاته، وغفرت له ذنوبه.
وإذا ذكر الله عزّ وجلّ بالآصال _ وهي العشيّات _ راجع نفسه فيما كان منه يومه ذلك من سرف على نفسه، وإضاعة لأمر ربّه، وإذا ذكر الله عزّ وجلّ واستغفر الله تعالى وأناب، راح إلى أهله وقد غفرت له ذنوب يومه، وإنّما تحمد الشهادة أيضاً إذا كان من تائب إلى الله، مستغفر من معصية الله عزّ وجلّ.
قال محمّد بن عبد الله الإسكندري: كنت من ندماء أبي جعفر المنصور وخواصّه، وكنت صاحب سرّه، فبينا أنا إذ دخلت عليه ذات يوم فرأيته مغتمّاً فقلت له: ما هذا الفكر؟ يا أمير المؤمنين، فقال لي: يا محمّد، لقد هلك من أولاد فاطمة مائة أو يزيدون، وقد بقي سيّدهم وإمامهم، فقلت له: من ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: جعفر بن محمّد، رأس الروافض وسيّدهم، فقلت له: يا أمير المؤمنين، إنّه رجل قد شغلته العبادة عن طلب الملك والخلافة، فقال لي: قد علمت أنّك تقول به وبإمامته، ولكنّ الملك عقيم، قد آليت على نفسي أن لا أمسي عشيّتي حتّى أفرغ منه، ثمّ دعا بسيّاف وقال له: إذا أنا أحضرت الصادق (عليه السلام) وشغّلته بالحديث، ووضعت قلنسوتي فهو العلامة بيني وبينك، فاضرب عنقه.
فأمر بإحضار الصادق (عليه السلام) فأحضر في تلك الساعة، ولحقته في الدار وهو يحرّك شفتيه، فلم أدري ما الذي قرأ، إلّا إنّني رأيت القصر يموج كأنّه سفينة، فرأيت أبا جعفر المنصور يمشي بين يديه كما يمشي العبد بين يدي سيّده، حافي القدمين، مكشوف الرأس، يحمرّ ساعة ويصفرّ أخرى، وأخذ بعضد الصادق (عليه السلام)، وأجلسه على سرير ملكه في مكانه، وجثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه.
ثمّ قال: ما الذي جاء بك إلينا هذه الساعة يا بن رسول الله؟ قال (عليه السلام): دعوتني فأجبتك، قال: ما دعوتك، إنّما الغلط من الرسول، ثمّ قال: سل حاجتك يا بن رسول الله، قال (عليه السلام): أسألك أن لا تدعوني لغير شغل، قال: لك ذلك، وانصرف الصادق (عليه السلام).
فلمّا انصرف نام أبو جعفر ولم ينتبه إلى نصف الليل، فلمّا انتبه كنت جالساً عند رأسه، قال: لا تبرح _ يا محمّد _ من عندي حتّى أقضي ما فاتني من صلاتي وأحدّثك بحديث، قلت: سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين.
فلمّا قضى صلاته قال: اعلم أنّي لمّا أحضرت سيّدك الصادق (عليه السلام)، وهممت بما هممت به من سوء، رأيت تنّيناً قد حوى بذنبه جميع داري وقصري، وقد وضع شفته العليا في أعلاها والسفلى في أسفلها، وهو يكلّمني بلسان طلق ذلق عربيّ مبين: يا منصور، إنّ الله تعالى بعثني إليك وأمرني إن أنت أحدثت في عبدي الصالح الصادق حدثاً، ابتلعتك ومن في الدار جميعاً، فطاش عقلي وارتعدت فرائصي واصطكّت أسناني.
قلت: ليس هذا بعجيب، فإنّ الصادق (عليه السلام) وارث علم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وجدّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وعنده من الأسماء والدعوات التي لو قرأها على الليل المظلم لأنار، وعلى النهار المضيء لأظلم.
فقال محمّد بن عبد الله: فلمّا مضى (عليه السلام) استأذنت من أبي جعفر المنصور لزيارة مولانا الصادق (عليه السلام)، فأجاب ولم يأب، فدخلت عليه وسلّمت وقلت له: أسألك يا مولاي، بحقّ جدّك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أن تعلّمني الدّعاء الذي قرأته عند دخولك على أبي جعفر في ذلك اليوم، قال (عليه السلام): لك ذلك، فأملاه عليّ، ثمّ قال (عليه السلام): هذا حرز جليل ودعاء عظيم نبيل، من قرأه صباحاً كان في أمان الله إلى العشاء، ومن قرأه عشاء كان في حفظ الله تعالى إلى الصباح، وقد علّمنيه أبي باقر علوم الأوّلين والآخرين عن أبيه سيّد العابدين، عن أبيه سيّد الشهداء، عن أخيه سيّد الأصفياء، عن أبيه سيّد الأوصياء، عن محمّد سيّد الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)، استخرجه من كتاب الله العزيز الذي ﴿لَا يَأۡتِيهِ الۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِ تَنزِيلٌ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ وهو:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هداني للإسلام وأكرمني بالإيمان وعرّفني الحقّ الذي عنه يؤفكون و﴿النَّبَإِ الۡعَظِيمِ الَّذِي هُمۡ فِيهِ مُخۡتَلِفُونَ﴾، وسبحان الله الذي رفع السماء بغير عمد ترونها وأنشأ جنّات المأوى بلا أمد تلقونها، ولا إله إلّا الله السابغ النعمة الدافع النقمة الواسع الرحمة، والله أكبر ذو السلطان المنيع والإنشاء البديع والشأن الرفيع والحساب السريع، اللّهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك ونبيّك وأمينك وشهيدك التقيّ النقيّ البشير النذير السراج المنير وآله الطيّبين الأخيار، ما شاء الله تقرّباً إلى الله، ما شاء الله توجّهاً إلى الله، ما شاء الله تلطّفاً بالله، وما شاء الله ما يكن من نعمة فمن الله، ما شاء الله لا يصرف السوء إلّا الله، ما شاء الله لا يسوق الخير إلّا الله، ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله.
أعيذ نفسي وشعري وبشري وأهلي ومالي وولدي وذرّيّتي وديني ودنياي وما رزقني ربّي وما أغلقت عليه أبوابي وأحاطت به جدراني وما أتقلّب فيه من نعمه وإحسانه وجميع إخواني وأقربائي وقراباتي من المؤمنين والمؤمنات بالله العظيم، وبأسمائه التامّة العامّة الكاملة الشافية الفاضلة المباركة المنيفة المتعالية الزاكية الشريفة الكريمة الطاهرة العظيمة المخزونة المكنونة التي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر، وبأمّ الكتاب وفاتحته وخاتمته وما بينهما من سورة شريفة وآية محكمة وشفاء ورحمة وعوذة وبركة، وبالتوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وبصحف إبراهيم وموسى، وبكلّ كتاب أنزله الله، وبكلّ رسول أرسله الله، وبكلّ حجّة أقامها الله، وبكلّ برهان أظهره الله، وبكلّ آلاء الله وعزّة الله وعظمة الله وقدرة الله وسلطان الله وجلال الله ومنعة الله ومنّ الله وعفو الله وحلم الله وحكمة الله وغفران الله وملائكة الله وكتب الله، وبرسل الله وأنبيائه ومحمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيت رسول الله (عليهم السلام)، من غضب الله وسخط الله ونكال الله وعقاب الله وأخذ الله وبطشه واجتياحه واحتشائه واصطلامه وتدميره وسطواته ونقمته وجميع مثلاته، ومن إعراضه وصدوده وتنكيله وتوكيله وخذلانه ودمدمته وتخليته، ومن الكفر والنفاق والشكّ والشرك والحيرة في دين الله، ومن شرّ يوم النشور والحشر والموقف والحساب، ومن شرّ كتاب قد سبق ومن زوال النعمة وتحويل العافية وحلول النقمة وموجبات الهلكة ومن مواقف الخزي والفضيحة في الدنيا والآخرة.
وأعوذ بالله العظيم من هوىً مرد وقرين مله وصاحب مسه وجار موذٍ وغنىً مطغٍ وفقر منسٍ وقلب لا يخشع وصلاة لا ترفع ودعاء لا يسمع وعين لا تدمع ونفس لا تقنع وبطن لا يشبع وعمل لا ينفع واستغاثة لا تجاب وغفلة وتفريط يوجبان الحسرة والندامة ومن الرياء والسمعة والشكّ والعمى في دين الله، ومن نصب واجتهاد يوجبان العذاب، ومن مرد إلى النار، ومن ضلع الدين وغلبة الرجال وسوء المنظر في الدين والنفس والأهل والمال والولد والإخوان وعند معاينة ملك الموت، وأعوذ بالله العظيم من الغرق والحرق والشرق والسرق والهدم والخسف والمسخ والحجارة والصيحة والزلازل والفتن والعين والصواعق والبرق والقود والقرد والجنون والجذام والبرص وأكل السبع وميتة السوء وجميع أنواع البلايا في الدنيا والآخرة.
وأعوذ بالله العظيم من شرّ السامّة والهامّة واللامّة والخاصّة والعامّة والحامّة، ومن شرّ أحداث النهار، ومن شرّ طوارق الليل والنهار إلّا طارقاً يطرق بخير يا رحمان، ومن درك الشقاء وسوء القضاء وجهد البلاء وشماتة الأعداء وتتابع العناء والفقر إلى الأكفاء وسوء الممات وسوء المحيا وسوء المنقلب، وأعوذ بالله العظيم من شرّ إبليس وجنوده وأعوانه وأتباعه، ومن شرّ الجنّ والإنس، ومن شرّ الشيطان، ومن شرّ السلطان، ومن شرّ كلّ ذي شرّ، ومن شرّ ما أخاف وأحذر، ومن شرّ فسقة العرب والعجم، ومن شرّ فسقة الإنس والجنّ، ومن شرّ ما في النور والظلم، ومن شرّ ما هجم أو دهم، ومن شرّ كلّ سقم وهمّ وآفة وندم، ومن شرّ الليل والنهار والبرّ والبحر، ومن شرّ الفسّاق والدغّار والفجّار والكفّار والحسّاد والجبابرة والأشرار، ومن شرّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شرّ ما يلج في الأرض وما يخرج منها، ومن شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها، ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسۡتَقِيمٍ﴾.
وأعوذ بالله العظيم من شرّ ما استعاذ منه الملائكة المقرّبون والأنبياء المرسلون والشهداء وعبادك الصالحون محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة المهديّون والأوصياء والحجج المطهّرون عليهم السلام ورحمة الله وبركاته.
وأسألك أن تعطيني من خير ما سألوكه وأن تعيذني من شرّ ما استعاذوا بك منه، وأسألك من الخير كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، و﴿أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ الشَّيَٰطِينِ ۞ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ﴾.
اللّهمّ، من أرادني في يومي هذا وفيما بعده من الأيّام من جميع خلقك كلّهم من الجنّ والإنس قريب أو بعيد ضعيف أو شديد بشرّ أو مكروه أو مساءة بيد أو بلسان أو بقلب، فأحرج صدره وألجم فاه وأفحم لسانه واشدد سمعه وأقمح بصره وأرعب قلبه واشغله بنفسه وأمته بغيظه واكفناه بما شئت، وكيف شئت وأنّى شئت، بحولك وقوّتك إنّك على كلّ شيء قدير.
اللّهمّ اكفني شرّ من نصب لي حدّه، واكفني مكر المكرة وأعنّي على ذلك بالسكينة والوقار، وألبسني درعك الحصينة، وأحيني ما أحييتني في سترك الواقي وأصلح حالي كلّه، أصبحت في جوار الله ممتنعاً، وبعزّة الله التي لا ترام محتجباً وبسلطان الله المنيع محترزاً معتصماً ومتمسّكاً وبأسماء الله الحسنى كلّها عائذاً، أصبحت في حمى الله الذي لا يستباح وفي ذمّة الله التي لا تخفر وفي حبل الله الذي لا يجذم وفي جوار الله الذي لا يستضام وفي منع الله الذي لا يدرك وفي ستر الله الذي لا يهتك وفي عون الله الذي لا يخذل.
اللّهمّ اعطف علينا قلوب عبادك وإمائك وأوليائك برأفة منك ورحمة إنّك أنت أرحم الراحمين، وحسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا ليس وراء الله منتهى ولا دون الله ملجأ، من اعتصم بالله نجا ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾، ﴿فَاللَّهُ خَيۡرٌ حَٰفِظاً وَهُوَ أَرۡحَمُ الرَّٰحِمِينَ﴾ ﴿وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ﴾، ﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ اللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَهُوَ رَبُّ الۡعَرۡشِ الۡعَظِيمِ﴾، ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ الۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِالۡقِسۡطِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الۡعَزِيزُ الۡحَكِيمُ﴾، ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الۡإِسۡلَامُ﴾ تحصّنت بالله العظيم، واعتصمت بالله الذي لا يموت، ورميت كلّ عدوّ لنا بلا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
كان السجّاد (عليه السلام) يقرأ في كلّ صباح ومساء: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، سددت أفواه الجنّ والإنس والشياطين والسحرة والأبالسة من الجنّ والإنس والسلاطين ومن يلوذ بهم بالله العزيز الأعزّ وبالله الكبير الأكبر.
بسم الله الظاهر الباطن المكنون المخزون الذي أقام به السموات والأرض ثمّ استوى على العرش، ﴿بِسۡمِ اللَّهِ الرَّحۡمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾، ﴿وَوَقَعَ الۡقَوۡلُ عَلَيۡهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمۡ لَا يَنطِقُونَ﴾، ﴿مَا لَكُمۡ لَا تَنطِقُونَ﴾، ﴿قَالَ اخۡسَُٔواْ فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ ﴿وَعَنَتِ الۡوُجُوهُ لِلۡحَيِّ الۡقَيُّومِ وَقَدۡ خَابَ مَنۡ حَمَلَ ظُلۡماً﴾، ﴿وَخَشَعَتِ الۡأَصۡوَاتُ لِلرَّحۡمَٰنِ فَلَا تَسۡمَعُ إِلَّا هَمۡساً﴾، ﴿وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡراً وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي الۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُ وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِمۡ نُفُوراً﴾، ﴿وَإِذَا قَرَأۡتَ الۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَيۡنَكَ وَبَيۡنَ الَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِالۡأٓخِرَةِ حِجَاباً مَّسۡتُوراً﴾، ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّاً وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّاً فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ﴾، ﴿الۡيَوۡمَ نَخۡتِمُ عَلَىٰٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَتُكَلِّمُنَآ أَيۡدِيهِمۡ﴾ فهم لا ينطقون، ﴿لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي الۡأَرۡضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من استعمله كلّ صباح ومساء وكّل الله عزّ وجلّ به أربعة أملاك، يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وكان في أمان الله عزّ وجلّ، لو اجتهد الخلائق عن الجنّ والأنس أن يضارّوه ما قدروا وهو: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله ربّ الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه سمّ ولا داء، بسم الله أصبحت وعلى الله توكّلت، بسم الله على قلبي ونفسي، بسم الله على عقلي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على ما أعطاني ربّي، بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
الله ربّي لا أشرك به شيئاً، الله أكبر الله أكبر، الله أعزّ وأجلّ ممّا أخاف وأحذر، عزّ جارك وجلّ ثناؤك، ولا إله غيرك، اللّهمّ، إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي، ومن شرّ كلّ سلطان شديد، ومن شرّ كلّ شيطان مريد، ومن شرّ كلّ جبّار عنيد، ومن شرّ قضاء السوء، ومن شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، ﴿إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسۡتَقِيمٍ﴾، وأنت الله على كلّ شيء قدير، ﴿إِنَّ وَلِـِّۧيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الۡكِتَٰبَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّٰلِحِينَ﴾، ﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ اللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَهُوَ رَبُّ الۡعَرۡشِ الۡعَظِيمِ﴾.
قال سلمان الفارسي: أعطتني فاطمة (عليها السلام) رطباً لا عجم له، وقالت: هو من نخل غرسه الله لي في دار السلام بكلام علّمنيه أبي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، كنت أقوله غدوة وعشيّة، قلت: علّميني الكلام يا سيّدتي، فقالت (عليه السلام): إن سرّك أن لا يمسّك أذى الحمّى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه، فقلت: علّميني هذا الحرز.
فقالت (عليها السلام): «بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبّر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رقّ منشور، بقدر مقدور، على نبيّ محبور، الحمد لله الذي هو بالعزّ مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السرّاء والضرّاء مشكور، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين». قال سلمان: فتعلّمتهنّ، فوالله، لقد علّمتهنّ أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكّة ممّن بهم علل الحمّى، فكلّ بريء من مرضه بإذن الله تعالی .
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من عبد دعا بهذا الدعاء في كلّ غدوة إلّا كان في حرز الله إلى وقته، وكفي كلّ همّ وغمّ وحزن وكرب، وهو للدخول على السلطان، وحرز من الشيطان، فادعوا به عند الشدائد، فإن دعا به محزون فرّج عنه، وإن دعا به محبوس فرّج عنه، وبه تقضى الحوائج، وإيّاك أن تدعوا به على أحد، فإنّه أسرع من السهم النافذ وهو: بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ يا صريخ المكروبين، يا مجيب دعوة المضطرّين، يا كاشف الكرب العظيم، يا أرحم الراحمين، اكشف كربي وهمّي، فإنّه لا يكشف الكرب العظيم إلّا أنت، فقد تعرف حالي وحاجتي وفقري وفاقتي فاكفني ما أهمّني من أمر الدنيا والآخرة بجودك وكرمك.
اللّهمّ، بنورك اهتديت وبفضلك استغنيت وفي نعمتك أصبحت وأمسيت ذنوبي بين يديك، أستغفرك وأتوب إليك، اللّهمّ، إنّي أسألك من حلمك لجهلي ومن فضلك لفاقتي ومن مغفرتك لخطاياي، اللّهمّ، إنّي أسألك الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء، اللّهمّ اجعلني أخشاك إلى يوم ألقاك حتّى كأنّني أراك، اللّهمّ أوزعني أن أذكرك لا أنساك ليلاً ولا نهاراً ولا صباحاً ولا مساء، آمين ربّ العالمين، اللّهمّ إنّي عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل في قضائك، مجزل في فضلك وعطائك، اللّهمّ إنّي أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همّي.
اللّهمّ إنّي أسألك يا أكبر من كلّ كبير، يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة الخائفين، يا جار المستجيرين، يا مغيث المظلوم الحقير، يا رازق الطفل الصغير ويا مغني البائس الفقير ويا جابر العظم الكسير، يا مطلق المكبل الأسير، يا قاصم كلّ جبّار عنيد، اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً ويسراً وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب، إنّك سميع الدعاء، يا ذا الجلال والإكرام، اللّهمّ، إنّك عفوّ تحب العفو، فاعف عنّي، اللّهمّ، إنّك محسن فأحسن إليّ، اللّهمّ، إنّك رحيم تحبّ الرحمة، فارحمني.
اللّهمّ، إنّك لطيف تحبّ اللطف، فالطف بي، يا مقيل عثرتي ويا راحم عبرتي ويا مجيب دعوتي، أسألك الخير كلّه وأعوذ بك من الشرّ كلّه ما أحاط به علمك، يا غياث من لا غياث له، يا ذخر من لا ذخر له، يا سند من لا سند له، اغفر لي علمك فيّ وشهادتك عليّ، فإنّك تسمّيت لسعة رحمتك الرحمن الرحيم، اللّهمّ، إنّي أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك وأسألك حسن عبادتك وأسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما أعلم ومن خير ما لا أعلم، إنّك تعلم ولا أعلم وأنت علّام الغيوب.
اللّهمّ، بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نصبح وبك نمسي وبك نحيا وبك نموت وعليك أتوكّل وإليك النشور ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، وأشهد أن لا إله إلّا الله أحداً صمداً لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً ﴿أَفَرَءَيۡتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِ وَقَلۡبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾، اللّهمّ اطمس على أبصار أعدائنا كلّهم من الجنّ والإنس واجعل على بصره غشاوة واختم على قلبه وأخرج ذكري من قلبه واجعل بيني وبين عدوّي حجاباً وحصناً منيعاً لا يرومه سلطان ولا شيطان ولا إنس ولا جنّ.
اللّهمّ، إنّي أدرأ بك في نحره وأستعيذ بك من شرّه وأستعين بك عليه، فاكفنيه كيف شئت وأنّى شئت، اللّهمّ، لك الحمد وأنت المستعان وبك المستغاث وإليك المشتكى ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، اللّهمّ اجعل صدر يومي هذا فلاحاً وأوسطه صلاحاً وآخره نجاحاً، اللّهمّ اجعل لي في صدر جميع بني آدم وحواء والجنّ والإنس والشياطين والمردة رأفة ورحمة خيرهم بين أعينهم وشرّهم تحت أقدامهم، وبالله أستعين عليهم أن يفرط علی أحد منهم أو أن يطغى عزّ جارك وجلّ ثناؤك، ولا إله غيرك وحدك لا شريك لك، صلّ على محمّد وآل محمّد وارزقني الخير كلّه ما أحاط به علمك.
يا حنّان يا منّان، يا ذا الجلال والإكرام، والحمد لله على آلائه وأحمده على نعمائه وأشكره على آلائه وأومن بقضائه الذي لا هادي لمن أضلّ ولا خاذل لمن نصر، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله المصطفى وأمينه المرتضى انتجبه وحباه واختاره وارتضاه، اللّهمّ إنّي أسألك إيماناً صادقاً ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، تباركت ربّنا وتعاليت، تمّ نورك ربّي فهديت، وعظّم حلمك ربّي فعفوت، فلك الحمد، وجهك أكرم الوجوه وجاهك أفضل الجاه وعطيّتك أرفع العطايا وأهنؤها، تطاع ربّنا فتشكر وتعصى ربّنا فتغفر لمن تشاء، تجيب دعوة المضطرّ إذا دعاك وتكشف الضرّ وتشفي السقيم وتغفر الذنب العظيم، لا يحصي نعماءك أحد ربّنا، فلك الحمد حمداً أبداً لا يحصى عدده ولا يضمحلّ سرمده حمداً كما حمدك الحامدون من عبادك الأوّلين والآخرين.
اللّهمّ، إنّي أسألك النصيب الأوفر من الجنّة وأسألك الهدى والتقى والعافية والبشرى عند انقطاع الدنيا، اللّهمّ، إنّي أسألك تقوىً لا تنفد وفرجاً لا ينقطع وتوفيق الحمد ولباس التقوى وزينة الإيمان ومرافقة نبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) في أعلى جنّة الخلد، يا بارئ لا بدء له، يا دائم لا نفاد له، يا حيّ، يا محيي الموتى، يا قائم على كلّ نفس بما كسبت، أسألك الهدى والتقى والعافية والغنى والتوفيق لما تحبّ وترضى يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ، إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء، وبعزّتك التي قهرت بها كلّ شيء، وبعظمتك التي ذلّ لها كلّ شيء، وبقوّتك التي لا يقوم لها شيء، وبسلطانك الذي علا كلّ شيء، وبعلمك الذي أحاط بكلّ شيء، وباسمك الذي يبيد له كلّ شيء، وبوجهك الباقي بعد فناء كلّ شيء، وبنور وجهك الذي أضاء له كلّ شيء أن تغفر لي كلّ ذنب وتمحو عني كلّ خطيئة وأن توّفقني لما تحبّ وترضى وأن تكفيني ما همّني وما غمّني من الدنيا والآخرة وأن ترزقني عمل الخير كلّه ما أحاط به علمك آمين ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد رسوله وآله الطاهرين.
دعاء الاحتراز من الأعداء والتحصّن عن الأسواء بعزائم الله تبارك وتعالى، يقال ذلك بعد طلوع الشمس وعند غروبها، لمولانا سيّد العابدين (عليه السلام) وهو:
بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله ولا قوّة إلّا بالله، ولا غالب إلّا الله، غالب كلّ شيء وبه يغلب الغالبون ومنه يطلب الراغبون وعليه يتوكّل المتوكّلون وبه يعتصم المعتصمون ويثق الواثقون ويلتجئ الملتجئون وهم حسبهم ونعم الوكيل. احترزت بالله واحترست بالله ولجأت إلى الله واستجرت بالله واستعنت بالله وامتنعت بالله واعتززت بالله وقهرت بالله وغلبت بالله واعتمدت على الله واستترت بالله وحفظت بالله واستحفظت بالله خير الحافظين وتكهّفت بالله وحطّت نفسي وأهلي ومالي وإخواني وكلّ من يعنيني أمره بالله الحافظ اللطيف واكتلأت بالله وصحبت حافظ الصاحبين وحافظ الأصحاب الحافظين وفوّضت أمري إلى الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، واعتصمت بالله الذي من اعتصم به نجا من كلّ خوف، وتوكّلت على الله العزيز الجبّار وحسبي الله ونعم الوكيل، ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُ﴾ ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين وسلّم تسليماً عليهم أجمعين.
وتقول: ﴿اللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الۡحَيُّ الۡقَيُّومُ لَا تَأۡخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوۡمٌ﴾ إلى آخر الآية، وتقول: ﴿وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الۡجِنِّ وَالۡإِنسِ لَهُمۡ قُلُوبٌ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٌ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٌ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآ أُوْلَٰٓئِكَ كَالۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ الۡغَٰفِلُونَ﴾ ﴿سَوَآءٌ عَلَيۡكُمۡ أَدَعَوۡتُمُوهُمۡ أَمۡ أَنتُمۡ صَٰمِتُونَ ۞ إِنَّ الَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡ فَادۡعُوهُمۡ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ۞ أَلَهُمۡ أَرۡجُلٌ يَمۡشُونَ بِهَآ أَمۡ لَهُمۡ أَيۡدٍ يَبۡطِشُونَ بِهَآ أَمۡ لَهُمۡ أَعۡيُنٌ يُبۡصِرُونَ بِهَآ أَمۡ لَهُمۡ ءَاذَانٌ يَسۡمَعُونَ بِهَا﴾ ﴿إِنَّ وَلِـِّۧيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الۡكِتَٰبَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّٰلِحِينَ﴾ ﴿وَإِن تَدۡعُوهُمۡ إِلَى الۡهُدَىٰ لَا يَسۡمَعُواْ وَتَرَىٰهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ وَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ﴾ ﴿أُوْلَٰٓئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ الۡغَٰفِلُونَ﴾ ﴿إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡراً وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى الۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذاً أَبَداً﴾ ﴿فَأَوۡجَسَ فِي نَفۡسِهِ خِيفَةٗ مُّوسَىٰ ۞ قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ الۡأَعۡلَىٰ ۞ وَأَلۡقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلۡقَفۡ مَا صَنَعُوٓاْ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيۡدُ سَٰحِرٍ وَلَا يُفۡلِحُ السَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ﴾ ﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي الۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٌ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٌ يَسۡمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى الۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى الۡقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ ﴿بِسۡمِ اللَّهِ الرَّحۡمَٰنِ الرَّحِيمِ طسٓمٓ ۞ تِلۡكَ ءَايَٰتُ الۡكِتَٰبِ الۡمُبِينِ ۞ لَعَلَّكَ بَٰخِعٌ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ۞ إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ﴾ ﴿قَالَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكَ بِشَيۡءٍ مُّبِينٍ ۞ قَالَ فَأۡتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّٰدِقِينَ ۞ فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٌ مُّبِينٌ ۞ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيۡضَآءُ لِلنَّٰظِرِينَ﴾ ﴿قَالَ كَلَّآ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ﴾ ﴿يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفۡ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الۡمُرۡسَلُونَ﴾ ﴿اللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الۡعَرۡشِ الۡعَظِيمِ﴾ ﴿يَٰمُوسَىٰٓ أَقۡبِلۡ وَلَا تَخَفۡ إِنَّكَ مِنَ الۡأٓمِنِينَ﴾ ﴿قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجۡعَلُ لَكُمَا سُلۡطَٰناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيۡكُمَا بَِٔايَٰتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الۡغَٰلِبُونَ﴾ ﴿وَلَقَدۡ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ۞ وَنَجَّيۡنَٰهُمَا وَقَوۡمَهُمَا مِنَ الۡكَرۡبِ الۡعَظِيمِ ۞ وَنَصَرۡنَٰهُمۡ فَكَانُواْ هُمُ الۡغَٰلِبِينَ﴾ ﴿وَأَلۡقَيۡتُ عَلَيۡكَ مَحَبَّةٗ مِّنِّي وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَيۡنِيٓ ۞ إِذۡ تَمۡشِيٓ أُخۡتُكَ فَتَقُولُ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ مَن يَكۡفُلُهُ فَرَجَعۡنَٰكَ إِلَىٰٓ أُمِّكَ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَقَتَلۡتَ نَفۡساً فَنَجَّيۡنَٰكَ مِنَ الۡغَمِّ وَفَتَنَّٰكَ فُتُوناً﴾ ﴿وَحَرَّمۡنَا عَلَيۡهِ الۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهۡلِ بَيۡتٍ يَكۡفُلُونَهُ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُ نَٰصِحُونَ ۞ فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ ﴿وَقَالَ الۡمَلِكُ ائۡتُونِي بِهِ أَسۡتَخۡلِصۡهُ لِنَفۡسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الۡيَوۡمَ لَدَيۡنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ ﴿إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسۡتَقِيمٍ﴾.
هذا الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو به عقيب الفجر وفي المهمّات، وكذا الأئمّة (عليهم السلام)، ومن قرأه يوم الجمعة قبل الصلاة غفر الله له ذنوبه ولو كانت حشو ما بين السماء والأرض ودخل الجنّة بغير حساب، وكان في جوار الأنبياء (عليهم السلام)، ومن كتبه وحمله كان آمناً من كلّ شرّ، وبالجملة ففضله لا يحصى ولا يحدّ وهو:
اللّهمّ، إنّي أسألك يا مدرك الهاربين ويا ملجأ الخائفين ويا غياث المستغيثين، اللّهمّ، إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك العظيم الكبير الأكبر الطاهر المطهّر القدّوس المبارك ﴿وَلَوۡ أَنَّمَا فِي الۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَٰمٌ وَالۡبَحۡرُ يَمُدُّهُ مِنۢ بَعۡدِهِ سَبۡعَةُ أَبۡحُرٍ مَّا نَفِدَتۡ كَلِمَٰتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ يا الله _ عشراً _ يا ربّاه _ عشراً _ يا مولاه، يا غاية رغبتاه، يا هو يا هو يا من لا يعلم ما هو إلّا هو، ولا كيف هو إلّا هو، يا ذا الجلال والإكرام والإفضال والإنعام، يا ذا الملك والملكوت، يا ذا العزّ والكبرياء والعظمة والجبروت، يا حيّ لا يموت.
يا من علا فقهر، يا من ملك فقدر، يا من عبد فشكر، يا من عصي فستر، يا من بطن فخبر، يا من لا تحيط به الفكر، يا رازق البشر، يا مقدّر القدر، يا محصي قطر المطر، يا دائم الثبات، يا مخرج النبات، يا قاضي الحاجات، يا منجح الطلبات، يا جاعل البركات، يا محيي الأموات، يا رافع الدرجات، يا راحم العبرات، يا مقيل العثرات، يا كاشف الكربات.
يا نور الأرض والسماوات، يا صاحب كلّ غريب، يا شاهداً لا يغيب، يا مونس كلّ وحيد، يا ملجأ كلّ طريد، يا راحم الشيخ الكبير، يا عصمة الخائف المستجير، يا مغني البائس الفقير، يا فاكّ العاني الأسير، يا من لا يحتاج إلى التفسير، يا من هو بكلّ شيء خبير، يا من هو على كلّ شيء قدير، يا عالي المكان يا شديد الأركان، يا من ليس له ترجمان، يا نعم المستعان، يا قديم الإحسان، يا من هو كلّ يوم في شأن، يا من لا يخلو منه مكان، يا أجود الأجودين، يا أكرم الأكرمين، يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، يا أسرع الحاسبين، يا وليّ المؤمنين، يا يد الواثقين، يا ظهر اللاجين، يا غياث المستغيثين، يا جار المستجيرين، يا ربّ الأرباب ويا مسبّب الأسباب ويا مفتّح الأبواب، يا معتق الرقاب، يا بارئ النسم، يا جامع الأمم، يا ذا الجود والكرم.
يا عماد من لا عماد له، يا سند من لا سند له، يا عزّ من لا عزّ له، يا حرز من لا حرز له، يا غياث من لا غياث له، يا حسن البلايا، يا جزيل العطايا، يا جميل الثنايا، يا حليماً لا يعجل، يا جواداً لا يبخل، يا قريباً لا يغفل، يا صاحبي في وحدتي، يا عدّتي في شدّتي، يا كهفي حين تعييني المذاهب وتخذلني الأقارب ويسلمني كلّ صاحب، يا رجائي في المضيق، يا ركني الوثيق، يا إلهي بالتحقيق، يا ربّ البيت العتيق، يا شفيق يا رفيق، اكفني ما أطيق وما لا أطيق وفكّني من حلق المضيق إلى فرجك القريب واكفني ما أهمّني وما لم يهمّني من أمر دنياي وآخرتي برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من قرأ هذه الآيات الستّ في كلّ غداة، كفاه الله تعالى من كلّ سوء ولو ألقى نفسه إلى التهلكة، وهي: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾، ﴿هُوَ مَوۡلَىٰنَا وَعَلَى اللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ الۡمُؤۡمِنُونَ﴾ ﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٍ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِ وَهُوَ الۡغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزۡقُهَا وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَٰبٍ مُّبِينٍ﴾، ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لَّا تَحۡمِلُ رِزۡقَهَا اللَّهُ يَرۡزُقُهَا وَإِيَّاكُمۡ وَهُوَ السَّمِيعُ الۡعَلِيمُ﴾، ﴿مَا يَفۡتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٍ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَا وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُ مِنۢ بَعۡدِهِ وَهُوَ الۡعَزِيزُ الۡحَكِيمُ﴾، ﴿قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِ قُلۡ حَسۡبِيَ اللَّهُ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ الۡمُتَوَكِّلُونَ﴾، ﴿حَسۡبِيَ اللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَهُوَ رَبُّ الۡعَرۡشِ الۡعَظِيمِ﴾، وأمتنع بحول الله وقوّته من حولهم وقوّتهم، وأستشفع بـ ﴿رَبِّ الۡفَلَقِ ۞ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾، وأعوذ بما شاء الله لا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
قال داود الرقّي: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقال لي: يا داود، أ لا أعلّمك كلمات إن أنت قلتهنّ كلّ يوم صباحاً ومساء _ ثلاث مرّات _ آمنك الله ممّا تخاف؟ قلت: نعم، يا بن رسول الله، قال (عليه السلام): قل: «أصبحت بذمّة الله، وذمم رسله، وذمّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذمم الأوصياء (عليهم السلام)، آمنت بسرّهم وعلانيتهم، وشاهدهم وغائبهم، وأشهد أنّهم في علم الله وطاعته كمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)». فما دعوت إلّا فلجت على حاجتي.