أحاديث في الأحراز المروية عن أئمة أهل البيت (ع)، وفي الحرز الذي نجى به الإمام الصادق (ع) من محاولة اغتياله من قبل المنصور، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٩٥
قال الربیع صاحب المنصور: حججت مع أبي جعفر المنصور، فلمّا كنّا في بعض الطريق قال لي المنصور: يا ربيع، إذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ، فوالله العظيم، لا يقتله أحد غيري، احذر تدع أن تذكّرني به، فلمّا صرنا إلى المدينة أنساني الله عزّ وجلّ ذكره، فلمّا صرنا إلى مكّة قال لي: يا ربيع.
أ لم آمرك أن تذكّرني بجعفر بن محمّد إذا دخلنا المدينة؟ فقلت: نسيت ذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين، فقال لي: إذا رجعت إلى المدينة فذكّرني به فلا بدّ من قتله، فإن لم تفعل لأضربنّ عنقك، فقلت: نعم، يا أمير المؤمنين، ثمّ قلت لغلماني وأصحابي: اذكروني بجعفر بن محمّد، إذا دخلنا المدينة إن شاء الله تعالى، فلم يزل غلماني وأصحابي يذكّروني به في كلّ وقت ومنزل ندخله وننزل فيه حتّى قدمنا المدينة، فلمّا نزلنا بها دخلت إلى المنصور فوقفت بين يديه وقلت له: يا أمير المؤمنين، جعفر بن محمّد، فضحك وقال لي: نعم، اذهب يا ربيع، فأتني به ولا تأتني به إلّا مسحوباً، فقلت له: يا مولاي يا أمير المؤمنين، حبّاً وكرامة، وأنا أفعل ذلك طاعة لأمرك، ثمّ نهضت وأنا في حال عظيم من ارتكابي ذلك.
فأتيت الإمام الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) وهو جالس في وسط داره، فقلت له: جعلت فداك، إنّ أمير المؤمنين يدعوك إليه، فقال لي: السمع والطاعة، ثمّ نهض وهو معي يمشي، فقلت له: يا بن رسول الله، إنّه أمرني أن لا آتيه بك إلّا مسحوباً، فقال الصادق (عليه السلام): امتثل يا ربيع، ما أمرك به، فأخذت بطرف كمّه أسوقه إليه، فلمّا أدخلته إليه رأيته وهو جالس على سريره، وفي يده عمود حديد يريد أن يقتله به، ونظرت إلى جعفر (عليه السلام) وهو يحرّك شفتيه، فلم أشكّ أنّه قاتله، ولم أفهم الكلام الذي كان جعفر (عليه السلام) يحرّك به شفتيه، فوقفت أنظر إليهما.
قال الربيع: فلمّا قرب منه جعفر بن محمّد قال له المنصور: ادن منّي يا بن عمّي، وتهلّل وجهه، وقرّبه منه حتّى أجلسه معه على السرير، ثمّ قال: يا غلام، ائتني بالحقّة، فأتاه بالحقّة، فإذا فيها قدح الغالية، فغلّفه منها بيده، ثمّ حمله على بغلة وأمر له ببدرة وخلعة، ثمّ أمره بالانصراف، فلمّا نهض من عنده خرجت بين يديه حتّى وصل إلى منزله، فقلت له: بأبي أنت وأمّي، يا بن رسول الله، إنّي لم أشكّ فيه ساعة تدخل عليه يقتلك، ورأيتك تحرّك شفتيك في وقت دخولك فما قلت؟
قال (عليه السلام) لي: نعم، يا ربيع، اعلم أنّي قلت: «حسبي الربّ من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله الذي ﴿لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾، حسبي الذي لم يزل، حسبي، حسبي، حسبي، حسبي الله ونعم الوكيل، اللّهمّ احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واحفظني بعزّك، واكفني شرّه بقدرتك، ومنّ عليّ بنصرك وإلّا هلكت وأنت ربّي، اللّهــمّ إنّك أجلّ وأخير ممّا أخاف وأحذر، اللّهــمّ إنّي ادرأ بك في نحره، وأعوذ بك من شرّه، واستعينك عليه، وأستكفيك إيّاه، يا كافي موسى فرعون، ومحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) الأحزاب، ﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ﴾، ﴿أُولٰئِكَ الَّذينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولٰئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ﴾، ﴿لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ﴾ ﴿وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ … .
المصدر الأصلي: مهج الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩١
، ص٢٧٩-٢٨٠
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٩٦
قال أبو ربيع الحاجب: بعث المنصور إبراهيم بن جبلة إلى المدينة ليشخص جعفر بن محمّد، فحدّثني إبراهيم بعد قدومه بجعفر أنّه لمّا دخل إليه فأخبره برسالة المنصور … فلمّا قدّموا راحلته وخرج ليركب سمعته يقول: اللّهــمّ بك أستفتح، وبك أستنجح، وبمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) أتوجّه، اللّهمّ ذلّل لي حزونته وكلّ حزونة، وسهّل لي صعوبته وكلّ صعوبة، وارزقني من الخير فوق ما أرجو، واصرف عنّي من الشرّ فوق ما أحذر، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمّ الكتاب.
قال: فلمّا دخلنا الكوفة نزل فصلّى ركعتين، ثمّ رفع يده إلى السماء فقال: اللّهــمّ ربّ السماوات السبع وما أظلّت، وربّ الأرضين السبع وما أقلّت، والرياح وما ذرأت، والشياطين وما أضلّت، والملائكة وما عملت، وأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن ترزقني خير هذه البلدة، وخير ما فيها، وخير أهلها، وخير ما قدمت له، وأن تصرف عنّي شرّها، وشرّ ما فيها، وشرّ أهلها، وشرّ ما قدّمت له.
المصدر الأصلي: مهج الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩١
، ص٢٨٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٩٧
دعاء مولانا الإمام الرضا (عليه السلام) وقد غضب عليه المأمون فسكن: «بالله أستفتح، وبالله أستنجح، وبمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) أتوجّه، اللّهمّ سهّل لي حزونة أمري كلّه، ويسّر لي صعوبته، إنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمّ الكتاب».
المصدر الأصلي: خطّ الشيخ الجبعي (رحمه الله)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩١
، ص٣١٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٩٨
قال الصادق (عليه السلام): كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا حزبه ١ أمر دعا بهذا الدعاء وكان يقال له دعاء الفرج وهو: اللّهمّ احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، وارحمني بقدرتك عليّ، ولا أهلك وأنت رجاي، فكم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك بها شكري؟ وكم من بليّة ابتليتني قلّ لك بها صبري؟ فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قلّ عند بليّته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، اللّهمّ أعنّي على ديني بالدنيا وعلى آخرتي بالتقوى، واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته، يا من لا تضرّه الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، هب لي ما لا ينقصك واغفر لي ما لا يضرّك، إنّك ربّ وهّاب، أسألك فرجاً قريباً، وصبراً جميلاً، ورزقاً واسعاً، والعافية من البلاء، وشكر العافية.
وفي رواية: وأسألك تمام العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الغنى عن الناس، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
المصدر الأصلي: الروضة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩١
، ص٣١٦
(١) «حَزَبَه الأَمرُ»: نابَه، واشتدّ عليه. لسان العرب، ج١، ص٣٠٩.