إنّه (عليه السلام) ساير أنس بن مالك فأتى قبر خديجة فبكى، ثمّ قال: اذهب عنّي، قال أنس: فاستخفيت عنه، فلمّا طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلاً:
يا ربّ يا ربّ أنت مولاه
فارحم عُبيداً إليك ملجاه
يا ذا المعالي عليك معتمدي
طوبى لمن كنت أنت مولاه
طوبى لمن كان خادماً أرقا
يشكو إلى ذي الجلال بلواه
وما به علّة ولا سقم
أكثر من حبّه لمولاه
إذا اشتكى بثّه وغصّته
أجابه الله ثمّ لبّاه
إذا ابتلى بالظلام مبتهلاً
أكرمه الله ثمّ أدناه
فنودي:
لبيّك عبدي وأنت في كنفي
وكلّما قلتَ قد علمناه
صوتك تشتاقه ملائكتي
فحسبك الصوت قد سمعناه
دعاك عندي يجول في حُجُب
فحسبك الستر قد سفرناه
لو هبّت الريح من جوانبه
خرّ صريعاً لما تغشّاه
سلني بلا رغبة ولا رَهَب
ولا حساب إنّي أنا الله