أحاديث في إفشاء السلام والابتداء به وفضله وآدابه

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ في الجنّة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، يسكنها من أمّتي: من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام، ثمّ قال: إفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين.

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): يا أنس، أسبغ الوضوء، تمرّ على الصراط مرّ السحاب، أفش السلام، يكثر خير بيتك، أكثر من صدقة السرّ، فإنّها تطفئ غضب الربّ عزّ وجلّ.

قال الصادق (عليه السلام): من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنّة: من أنفق ولم يخف فقراً، وأنصف الناس من نفسه، وأفشى السلام في العالم، وترك المراء وان كان محقّاً.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا دخل أحدكم منزله فليسلّم على أهله يقول: السلام عليكم، فإن لم يكن له أهل فليقل: السلام علينا من ربّنا.

وقال (عليه السلام): إذا قال لك أخوك: حيّاك الله بالسلام، فقل أنت: فحيّاك الله بالسلام وأحلّك دار المقام‏.

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ أعجز الناس من عجز من الدعاء، وإنّ أبخل الناس من بخل بالسلام.

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): من لقي عشرة من المسلمين فسلّم عليهم، كتب الله له عتق رقبة.

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ للمسلم على أخيه المسلم من المعروف ستّاً: يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، ويسمّته إذا عطس، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

قال إسحاق بن عمّار الصیرفي: دخلت على الصادق (عليه السلام) وكنت تركت التسليم على أصحابنا في مسجد الكوفة، وذلك لتقيّة علينا فيها شديدة، فقال لي الصادق (عليه السلام): يا إسحاق، متى أحدثت هذا الجفاء لإخوانك؟ تمرّ بهم فلا تسلّم عليهم، فقلت له: ذلك لتقيّة كنت فيها، فقال (عليه السلام): ليس عليك في التقيّة ترك السلام، وإنّما عليك في التقيّة الإذاعة، إنّ المؤمن ليمرّ بالمؤمنين فيسلّم عليهم، فتردّ الملائكة: سلام عليك ورحمة الله وبركاته أبداً.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا غرار في الصلاة ولا التسليم.

قال الصادق (عليه السلام): ثلاثة يردّ عليهم الدعاء جماعة وإن كانوا واحداً: الرجل يعطس فيقال له: يرحمكم الله، فإنّ معه غيره، والرجل يسلّم على الرجل فيقول: السلام عليكم، والرجل يدعو للرجل فيقول: عافاكم الله.

قال عليّ (عليه السلام): نهى النبيّ (صلى الله عليه وآله) أن يسلّم على أربعة: على السكران في سكره، وعلى من يعمل التماثيل، وعلى من يلعب بالنرد، وعلى من يلعب بالأربعة عشر، وأنا أزيدكم الخامسة: أنهاكم أن تسلّموا على أصحاب الشطرنج.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خمس لا أدعهنّ حتّى الممات: الأكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفاً، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان، لتكون سنّة من بعدي.

وروي أنّ اليهود أتت النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقالوا: «السام عليك يا محمّد» _ والسام بلغتهم: الموت _ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «وعليكم»، فأنزل الله تعالی: ﴿وَ إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ﴾.