أحاديث في أن الإيمان قد لا يكون مستقرا عند الرجل وسرعان ما يزول عنه وفي قوله سبحانه: (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الإيمان والكفر
- » أحاديث في أنّ الإيمان مستقرّ ومستودع
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٢٣
قال عیسی شلقان: كنت قاعداً فمرّ موسى الكاظم (عليه السلام) ومعه بهمة، فقلت: يا غلام، ما ترى ما يصنع أبوك؟ يأمرنا بالشيء ثمّ ينهانا عنه، أمرنا أن نتولّى أبا الخطّاب، ثمّ أمرنا أن نلعنه ونتبرّأ منه؟ فقال الكاظم (عليه السلام) وهو غلام: إنّ الله خلق خلقاً للإيمان لا زوال له، وخلق خلقاً للكفر لا زوال له، وخلق خلقاً بين ذلك أعارهم الإيمان، يسمّون المعارين إذا شاء سلبهم، وكان أبو الخطّاب ممّن أعير الإيمان.
قال: فدخلت على الصادق (عليه السلام) فأخبرته بما قلت للكاظم (عليه السلام) وما قال لي، فقال الصادق (عليه السلام): إنّه نبعة نبوّة.
بيــان:
«البهمة»: ولد الضأن؛ و«أبو الخطّاب» هو محمّد بن مقلاص الأسدي الكوفي، وكان في أوّل الحال ظاهراً من أجلاّء أصحاب الصادق (عليه السلام)، ثمّ ارتدّ وابتدع مذاهب باطلة، ولعنه الصادق (عليه السلام) وتبرّأ منه. وروي الكشّي روايات كثيرة تدلّ على كفره ولعنه، واختلف الأصحاب فيما رواه في حال استقامته، والأكثر على جواز العمل بها، وكأنّه متفرّع على المسألة السابقة، فمن ادّعى جواز تحقّق الإيمان وزواله، يجوّز العمل بروايته لأنّه حينئذٍ كان مؤمناً، ومن زعم أنّه كاشف من عدم كونه مؤمناً لا يجوّز العمل بها. «إنّه نبعة نبوّة»، أي علمه من ينبوع النبوّة، أو هو غصن من شجرة النبوّة والرسالة.
«البهمة»: ولد الضأن؛ و«أبو الخطّاب» هو محمّد بن مقلاص الأسدي الكوفي، وكان في أوّل الحال ظاهراً من أجلاّء أصحاب الصادق (عليه السلام)، ثمّ ارتدّ وابتدع مذاهب باطلة، ولعنه الصادق (عليه السلام) وتبرّأ منه. وروي الكشّي روايات كثيرة تدلّ على كفره ولعنه، واختلف الأصحاب فيما رواه في حال استقامته، والأكثر على جواز العمل بها، وكأنّه متفرّع على المسألة السابقة، فمن ادّعى جواز تحقّق الإيمان وزواله، يجوّز العمل بروايته لأنّه حينئذٍ كان مؤمناً، ومن زعم أنّه كاشف من عدم كونه مؤمناً لا يجوّز العمل بها. «إنّه نبعة نبوّة»، أي علمه من ينبوع النبوّة، أو هو غصن من شجرة النبوّة والرسالة.
المصدر الأصلي: الكافي
/
، ص٢١٩-٢٢۰
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٢٤
قال الرضا (عليه السلام): إنّ جعفراً (عليه السلام) كان يقول: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ﴾، فالمستقرّ ما ثبت من الإيمان، والمستودع المعار، وقد هداكم الله لأمر جهله الناس، فاحمدوا الله على ما منّ عليكم به.
المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
، ص٢٢٢
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٢٥
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فمن الإيمان ما يكون ثابتاً مستقرّاً في القلوب، ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم، فإذا كانت لكم براءة من أحد، فقفوه حتّى يحضره الموت، فعند ذلك يقع حدّ البراءة …
ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجّة، فسمعتها أذنه ووعاها قلبه، إنّ أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلّا عبد امتحن الله قلبه للإيمان، ولا تعي حديثنا إلّا صدور أمينة، وأحلام رزينة.
أيّها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، فلأنا بطرق السماء أعلم منّي بطرق الأرض، قبل أن تشغر فتنة تطأ في خطامها، وتذهب بأحلام قومها.
بيــان:
وحاصل الكلام: أنّ شأنهم وما هم عليه من الكمال والقدرة على خوارق العادات، صعب لا يحصل لغيرهم، مستصعب الفهم على الخلق، أو فهم علومهم وإدراك أسرارهم مشكل يستصعبه أكثر الخلق، فلا يقبله حقّ القبول _ بحيث لا يخرج إلى طرف الإفراط بالغلوّ أو التفريط بعدم التصديق، أو القول بعدم الحقّ لسوء الفهم _ إلّا قلب عبد شرحه الله وصفّاه للإيمان، فيحمل كلّما يأتون به على وجهه، إذا وجد له محملاً، ويصدّق إجمالاً بكلّ ما عجز عن معرفته تفصيلاً، ويردّ علمه إليهم (عليهم السلام).
والمراد بطرق السماء: الطرق التي يصعد منها الملائكة، ويرفع فيها أعمال العباد، أو منازل سكّان السماوات ومراتبهم، أو الأمور المستقبلة وما خفي على الناس ممّا لا يعلم إلّا بتعليم ربّاني، فإنّ مجاري نزولها في السماء، أو أحكام الدين وقواعد الشريعة، وعلى ما يقابل كلّ واحد منها يحمل طرق الأرض. (ص٢٣٣-٢٣٤)
وحاصل الكلام: أنّ شأنهم وما هم عليه من الكمال والقدرة على خوارق العادات، صعب لا يحصل لغيرهم، مستصعب الفهم على الخلق، أو فهم علومهم وإدراك أسرارهم مشكل يستصعبه أكثر الخلق، فلا يقبله حقّ القبول _ بحيث لا يخرج إلى طرف الإفراط بالغلوّ أو التفريط بعدم التصديق، أو القول بعدم الحقّ لسوء الفهم _ إلّا قلب عبد شرحه الله وصفّاه للإيمان، فيحمل كلّما يأتون به على وجهه، إذا وجد له محملاً، ويصدّق إجمالاً بكلّ ما عجز عن معرفته تفصيلاً، ويردّ علمه إليهم (عليهم السلام).
والمراد بطرق السماء: الطرق التي يصعد منها الملائكة، ويرفع فيها أعمال العباد، أو منازل سكّان السماوات ومراتبهم، أو الأمور المستقبلة وما خفي على الناس ممّا لا يعلم إلّا بتعليم ربّاني، فإنّ مجاري نزولها في السماء، أو أحكام الدين وقواعد الشريعة، وعلى ما يقابل كلّ واحد منها يحمل طرق الأرض. (ص٢٣٣-٢٣٤)
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
، ص٢٢٧