أحاديث في أحوال أصحاب أمير المؤمنين (ع) رشيد الهجري وميثم التمار وقنبر مولى أمير المؤمنين (ع)، وفي كيفية استشهادهم وفي ذبح قنبر من قبل الحجاج بن يوسف، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٢٥٨
قال أبو حسّان العجلي: لقيت أمة الله بنت راشد الهجري، فقلت لها: أخبريني بما سمعت من أبيك.
قالت: سمعته يقول: قال لي حبيبي أمير المؤمنين عليه السلام: يا راشد، كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيّ بني أميّة، فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، أ يكون آخر ذلك إلى الجنّة؟ قال: نعم، يا راشد، وأنت معي في الدنيا والآخرة.
قالت: فوالله، ما ذهبت الأيّام حتّى أرسل إليه الدعيّ عبيد الله بن زياد، فدعاه إلى البراءة منه، فقال له ابن زياد: فبأيّ ميتة قال لك صاحبك تموت؟ قال: خبّرني خليلي عليه السلام أنّك تدعوني إلى البراءة منه، فلا أتبرّأ، فتقدّمني فتقطع يديّ ورجليّ ولساني، فقال: والله، لأكذّبنّ صاحبك، قدّموه واقطعوا يده ورجله واتركوا لسانه، فقطعوه ثمّ حملوه إلى منزلنا، فقلت له: يا أبت، جعلت فداك، هل تجد لما أصابك ألماً؟ قال: لا، والله، يا بنيّة، إلّا كالزحام بين الناس.
ثمّ دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له، فقال: آتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون ممّا أعلمنيه مولاي أمير المؤمنين عليه السلام، فأتوه بصحيفة ودواة، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم والكائنات ويسندها إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
فبلغ ذلك ابن زياد، فأرسل إليه الحجّام حتّى قطع لسانه فمات من ليلته تلك، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسمّيه راشد المبتلى، وكان قد ألقى إليه علم البلايا والمنايا، فكان يلقى الرجل ويقول له: يا فلان بن فلان، تموت ميتة كذا، وأنت يا فلان، تقتل قتلة كذا، فيكون الأمر كما قاله راشد رحمة الله عليه.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٢
، ص١٢١-١٢٢
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٢٥٩
قال إسحاق بن عمّار: كنت عند الكاظم عليه السلام ودخل عليه رجل، فقال له الكاظم عليه السلام: يا فلان، إنّك أنت تموت إلى شهر، فأضمرت في نفسي: كأنّه يعلم آجال شيعته.
فقال عليه السلام: يا إسحاق، وما تنكرون من ذلك وقد كان رشيد الهجري مستضعفاً وكان يعلم علم المنايا والبلايا، فالإمام أولى بذلك. ثمّ قال عليه السلام: يا إسحاق، تموت إلى سنتين ويتشتّت أهلك وولدك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون إفلاساً شديداً.
المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٢
، ص١٢٣
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٢٦٠
قالت قنو ابنة رشيد الهجري: قلت لأبي: ما أشدّ اجتهادك! فقال: يا بنيّة، سيجيء قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهاد أوّليهم.
المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٢
، ص١٢٣
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٢٦١
من معجزات أمير المؤمنين عليه السلام أنّ ميثم التمار كان عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها فأعتقه، فقال عليه السلام: ما اسمك؟ فقال: سالم، فقال عليه السلام: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أنّ اسمك الذي سمّاك به أبوك في العجم ميثم، قال: صدق الله ورسوله وصدق أمير المؤمنين، والله، إنّه لاسمي، قال عليه السلام: فارجع إلى اسمك الذي سمّاك به رسول الله صلى الله عليه وآله ودع سالماً، فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم.
فقال عليّ عليه السلام ذات يوم: إنّك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً فتخضب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، فتصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة، وامض حتّى أريك النخلة التي تصلب على جذعها، فأراه إيّاها.
وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت ولي غذّيت، ولم يزل معاهدها حتّى قطعت، وحتّى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة.
قال: وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول: إنّي مجاورك، فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أ تريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد.
وحجّ في السنة التي قتل فيها فدخل على أمّ سلمة _ رضي الله عنها _، فقالت: من أنت؟ قال: أنا ميثم، قالت: والله، لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يذكرك ويوصي بك عليّاً عليه السلام في جوف الليل، فسألها عن الحسين عليه السلام، فقالت: هو في حائط له، قال: أخبريه أنّني قد أحببت السلام عليه، ونحن ملتقون عند ربّ العالمين إن شاء الله، فدعت بطيب وطيّبت لحيته، وقالت: أما إنّها ستخضب بدم.
فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فأدخل عليه، فقيل له: هذا كان من آثر الناس عند عليّ عليه السلام، قال: ويحكم، هذا الأعجمي؟ قيل له: نعم، قال له عبيد الله: أين ربّك؟ قال: بالمرصاد لكلّ ظالم وأنت أحد الظلمة، قال: إنّك على عجمتك لتبلغ الذي تريد، أخبرني ما أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك؟ قال: أخبرني أنّك تصلبني عاشر عشرة، أنا أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة، قال: لنخالفنّه، قال: كيف تخالفه؟ فوالله، ما أخبر إلّا عن النبيّ صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله تعالی، فكيف تخالف هؤلاء؟ ولقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه وأين هو من الكوفة، وأنا أوّل خلق الله ألجم في الإسلام.
فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيدة، قال له ميثم: إنّك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الذي يقتلنا. فلمّا دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله، فخلّاه وأمر بميثم أن يصلب، فأخرج فقال له رجل لقيه: ما كان أغناك عن هذا؟ فتبسّم وقال _ وهو يومئ إلى النخلة _: لها خلقت ولي غذّيت.
فلمّا رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث، قال عمرو: قد كان _ والله _ يقول: إنّي مجاورك، فلمّا صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشّه وتجميره، فجعل ميثم يحدّث بفضائل بني هاشم. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، وكان أوّل خلق الله ألجم في الإسلام.
وكان قتل ميثم رحمة الله عليه قبل قدوم الحسين بن عليّ عليه السلام العراق بعشرة أيّام، فلمّا كان اليوم الثالث من صلبه طعن ميثم بالحربة فكـبّر، ثمّ انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دماً.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٢
، ص١٢٤-١٢٥
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٢٦٢
قال زیاد بن النصر الحارثي: كنت عند زياد إذا أتي برشيد الهجري، قال له زياد: ما قال لك صاحبك _ يعني عليّاً عليه السلام _ إنّا فاعلون بك؟ قال: تقطعون يديّ ورجليّ وتصلبونني، فقال زياد: أم والله، لأكذّبنّ حديثه، خلّوا سبيله.
فلمّا أراد أن يخرج، قال زياد: والله، ما نجد شيئاً شرّاً ممّا قال له صاحبه، اقطعوا يديه ورجليه واصلبوه، فقال رشيد: هيهات، قد بقي لي عندكم شيء أخبرني به أمير المؤمنين عليه السلام، فقال زياد: اقطعوا لسانه، فقال رشيد: الآن _ والله _ جاء التصديق لأمير المؤمنين عليه السلام.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٢
، ص١٢٥-١٢٦
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٢٦٣
إنّ الحجّاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: أحبّ أن أصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب، فأتقرّب إلى الله بدمه، فقيل له: ما نعلم أحداً كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه، فبعث في طلبه فأتي به.
فقال له: أنت قنبر؟ قال: نعم، قال: أبو همدان؟ قال: نعم، قال: مولى عليّ بن أبي طالب؟ قال: الله مولاي وأمير المؤمنين عليّ عليه السلام وليّ نعمتي. قال: ابرأ من دينه، قال: فإذا برئت من دينه تدلّني على دين غيره أفضل منه؟ قال: إنّي قاتلك، فاختر أيّ قتلة أحبّ إليك؟ قال: قد صيّرت ذلك إليك، قال: ولم؟ قال: لأنّك لا تقتلني قتلة إلّا قتلتك مثلها، وقد أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام أنّ ميتتي يكون ذبحاً ظلماً بغير حقّ، قال: فأمر به فذبح.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٢
، ص١٢٦