أحاديث في تعامل أمير المؤمين (ع) مع إخوته وفي حرصه عل بيت المال، وفي حوار معاوية مع أروى بنت الحارث بن عبد المطّلب في شأن أمير المؤمنين (ع)، وفي عدد إخوته وأخواته وأخواله وخالاته، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٢٥٥
سأل معاوية عقيلاً عن قصّة الحديدة المحمّاة المذكورة، فبكى … فقال معاوية: ذكرت من لا ينكر فضله، رحم الله أبا حسن، فلقد سبق من كان قبله وأعجز من يأتي بعده، هلمّ حديث الحديدة.
قال: نعم، أقويت ١ وأصابتني مخمصة شديدة، فسألته فلم تند صفاته ٢ ، فجمعت صبياني وجئته بهم والبؤس والضرّ ظاهران عليهم، فقال: ائتني عشيّة لأدفع إليك شيئاً، فجئته، يقودني أحد ولدي، فأمره بالتنحّي، ثمّ قال: ألا، فدونك، فأهويت حريصاً قد غلبني الجشع أظنّها صرّة، فوضعت يدي على حديد تلتهب ناراً، فلمّا قبضتها نبذتها وخرت كما يخور الثور تحت جازره، فقال لي: ثكلتك أمّك، هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا، فكيف بك وبي غداً أن سلكنا في سلاسل جهنّم؟ ثمّ قرأ: ﴿إِذِ الأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ﴾، ثمّ قال: ليس لك عندي فوق حقّك الذي فرضه الله لك إلّا ما ترى، فانصرف إلى أهلك.
فجعل معاوية يتعجّب ويقول: هيهات، عقمت النساء أن تلد بمثله.
المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٢
، ص١١٧-١١٨
(١) «أقوی الرجل»: نفد طعامه وفني زاده. لسان العرب، ج٥، ص٢١١.
(٢) «فلانٌ لا تَنْدَى صَفَاتُه»: كنایة عن البخل. أساس البلاغة، ص٦٢٦.
(٢) «فلانٌ لا تَنْدَى صَفَاتُه»: كنایة عن البخل. أساس البلاغة، ص٦٢٦.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٢٥٦
إنّ أروى بنت الحارث بن عبد المطّلب دخلت على معاوية بن أبي سفيان وقد قدم المدينة وهي عجوز كبيرة، فلمّا رآها معاوية قال: مرحباً بك يا خالة، كيف كنت بعدي؟
قالت: كيف أنت يا بن أختي؟ لقد كفرت النعمة، وأسأت لابن عمّك الصحبة، وتسمّيت بغير اسمك وأخذت غير حقّك بلا بلاء كان منك ولا من آبائك في ديننا، ولا سابقة كانت لكم، بل كفرتم بما جاء به محمّد صلى الله عليه وآله، فأتعس الله منكم الجدود، وأصعر منكم الخدود، وردّ الحق إلى أهله، فكانت كلمتنا هي العليا ونبيّنا هو المنصور على من ناواه، فوثبت قريش علينا من بعده حسداً لنا وبغياً، فكنّا _ بحمد الله ونعمته _ أهل بيت فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون، وكان سيّدنا فيكم بعد نبيّنا بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام، وغايتنا الجنّة وغايتكم النار.
فقال لها عمرو بن العاص: كفّي أيّتها العجوز الضالّة، واقصري من قولك مع ذهاب عقلك، إذ لا تجوز شهادتك وحدك.
فقالت: وأنت يا بن الباغية، تتكلّم وأمّك أشهر بغيّ بمكّة، وأقلّهم أجرة، وادّعاك خمسة من قريش، فسئلت أمّك عن ذلك فقالت: كلّ أتاها، فانظروا أشبههم به فألحقوه به، فغلب شبه العاص بن وائل _ جزّار قريش _ ألأمهم مكراً وأمهنهم خيراً، فما ألومك ببغضنا.
قال مروان بن الحكم: كفّي أيّتها العجوز واقصدي لما جئت له.
فقالت: وأنت يا بن الزرقاء، تتكلّم، والله، وأنت ببشير مولى ابن كلدة أشبه منك بالحكم بن العاص، وقد رأيت الحكم سبط الشعر مديد القامة، وما بينكما قرابة إلّا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرف، فاسأل عمّا أخبرتك به أمّك، فإنّها ستخبرك بذلك.
ثمّ التفتت إلى معاوية فقالت: والله، ما جرّأ هؤلاء غيرك وإنّ أمّك القائلة في قتل حمزة:
نحن جزیناكم بیوم بدر
والحرب بعد الحرب ذات السعر
إلى آخر الأبيات، فأجابتها ابنة عمّي:
خزیت في بدر وغیر بدر
یا بنت وقاع عظیم الكفر
إلى آخر الأبيات.
فالتفت معاوية إلى مروان وعمرو وقال: والله، ما جرّأها عليّ غيركما، ولا أسمعني هذا الكلام سواكما، ثمّ قال: يا خالة، اقصدي لحاجتك ودعي أساطير النساء عنك.
قالت: تعطيني ألفي دينار وألفي دينار وألفي دينار، قال: ما تصنعين بألفي دينار؟ قالت: أزوّج بها فقراء بني الحارث بن عبد المطّلب، قال: هي كذلك، فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت: أستعين بها على شدّة الزمان وزيارة بيت الله الحرام، قال: قد أمرت بها لك، فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت: أشتري بها عيناً خرّارة، في أرض حوّارة تكون لفقراء بني الحارث بن عبد المطّلب، قال: هي لك يا خالة، أما والله، لو كان ابن عمّك عليّ ما أمر بها لك.
قالت: تذكر عليّاً، فضّ الله فاك وأجهد بلاك، ثمّ علا نحيبها وبكاؤها وجعلت تقول:
ألا يا عين ويحك فاسعدينا
ألا فابكي أمير المؤمنينا
رزئنا خير من ركب المطايا
وجال بها ومن ركب السفينا
و من لبس النعال ومن حذاها
و من قرأ المثاني والمئينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين
رأيت البدر راق الناظرينا
ألا فأبلغ معاوية بن حرب
فلا قرّت عيون الشامتينا
أ في الشهر الحرام فجعتمونا
بخير الخلق طرّاً أجمعينا
مضى بعد النبيّ فدته نفسي
أبو حسن وخير الصالحينا
كأنّ الناس إذ فقدوا عليّاً
نعام جال في بلد سنينا
فلا والله لا أنسى عليّاً
وحسن صلاته في الراكعينا
لقد علمت قريش حيث كانت
بأنّك خيرها حسباً وديناً
فلا يفرح معاوية بن حرب
فإنّ بقيّة الخلفاء فينا
قال: فبكى معاوية، ثمّ قال: يا خالة، لقد كان كما قلت وأفضل. ١
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٢
، ص١١٨-١٢٠
(١) رواه المجلسي رحمة الله عليه عن بعض مؤلّفات أصحابنا.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٢٥٧
إخوته: طالب وعقيل وجعفر، وعليّ عليه السلام أصغرهم، وكلّ واحد منهم أكبر من أخيه بعشر سنين بهذا الترتيب، وأسلموا كلّهم وأعقبوا إلّا طالب، فإنّه أسلم ولم يعقب.
أخته أمّ هانئ واسمها فاختة وجمانة، وخاله حنين بن أسد بن هاشم، وخالته خالدة بنت أسد، وربيبه محمّد بن أبي بكر، وابن أخته جعدة بن هبيرة.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٢
، ص١٢٠-١٢١