أحاديث في أحوال أقرباء الإمام الصادق (ع) وأبناء عمومته، وفي الثائرين منهم على الدولة العباسية، وفي حسد من حسده منهم، وفي أعمال أم داود، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨٣
قال معلّی بن خنيس: كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ أقبل محمّد بن عبد الله بن الحسن ١ ، فسلّم عليه ثمّ ذهب، ورقّ له الصادق (عليه السلام) ودمعت عينه، فقلت له: لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع؟ قال (عليه السلام): رققت له لأنّه ينسب في أمر ليس له، لم أجده في كتاب عليّ من خلفاء هذه الأمّة ولا ملوكها.
المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٧٢
(١) محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (م ١٤٥ ه): الملقّب بالنفس الزكـيّة، ولد ونشأ بالمدينة، ولمّا قامت دولة العباسيّين تخلّف هو وأخوه إبراهيم عن الوفود على السفّاح، ثمّ على المنصور. فطلبه المنصور وأخاه، فتواريا بالمدينة، فخرج من مخبئه ثائراً في مائتين وخمسين رجلاً، فقبض على أمير المدينة، وبايعه أهلها بالخلافة. فانتدب المنصور لقتاله وليّ عهده عيسى بن موسى العبّاسي، فقتله عيسى في المدينة، وبعث برأسه إلى المنصور. راجع: الأعلام، ج٦، ص٢٢۰
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨٤
قال الصادق (عليه السلام): ليس منّا إلّا وله عدوّ من أهل بيتــه، فقيل لـه: بنو الحسن لا يعرفون لمن الحقّ؟ قال (عليه السلام): بلى، ولكن يمنعهم الحسد.
المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٧٣
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨٥
قال الصادق (عليه السلام): لو توفّي الحسن بن الحسن ١ بالزنا والربا وشرب الخمر كان خيراً ممّا توفّي عليه.
المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٧٣
(١) والظاهر: أنّه «الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب» المعروف بالحسن المثلّث. راجع: معجم رجال الحديث، ج٥، ص٢٨٨.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨٦
وقع بين جعفر (عليه السلام) وعبد الله بن الحسن كلام في صدر يوم، فأغلظ له في القول عبد الله بن حسن، ثمّ افترقا وراحا إلى المسجد، فالتقيا على باب المسجد، فقال الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) لعبد الله بن الحسن: كيف أمسيت يا أبا محمّد؟ فقال: بخير _ كما يقول المغضب _ فقال (عليه السلام): يا أبا محمّد، أ ما علمت أنّ صلة الرحم تخفّف الحساب؟ فقال: لا تزال تجيء بالشيء لا نعرفه، قال (عليه السلام): فإنّي أتلو عليك به قرآناً، قال: وذلك أيضاً؟ قال (عليه السلام): نعم، قال: فهاته، قال (عليه السلام): قول اللهعزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخشَونَ رَبَّهُم وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ﴾، قال (عليه السلام): فلا تراني بعدها قاطعاً رحمنا.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٧٤
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨٧
قالت خديجة بنت عمر بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب: سمعت عمّي محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام) وهو يقول: إنّما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح، لتسيل دمعتها، ولا ينبغي لها أن تقول هجراً، فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٧٩
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨٨
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٩٧
(١) عبد الرحمن بن مسلم أَبو مسلم الخراساني (م١٣٧ ه): الداعي الكبیر إلی الدولة العبّاسیة حتّی زالت الدولة الأموية سنة ١٣٢هـ علی یدیه، ولكنّ المنصور العبّاسي ظنّ من أبي مسلم ما أخافه أن يطمع بالملك، فقتله بالمدائن. راجع: الأعلام، ج٣، ص٣٣٧.
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨٩
كتب الصادق (عليه السلام) إلى عبد الله بن الحسن، حين حمل هو وأهل بيته يعزّيه عمّا صار إليه:
«بسم الله الرحمن الرحيم، إلى الخلف الصالح والذرّيّة الطيّبة من ولد أخيه وابن عمّه، أمّا بعد، فلئن كنت قد تفرّدت أنت وأهل بيتك ممّن حمل معك بما أصابكم ما انفردت بالحزن والغيظ والكآبة وأليم وجع القلب دوني، ولقد نالني من ذلك من الجزع والقلق وحرّ المصيبة مثل ما نالك.
ولكن رجعت إلى ما أمر الله جلّ وعزّ به المتّقين، من الصبر وحسن العزاء، حين يقول لنبيّه (صلى الله عليه وآله): ﴿وَاصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعيُنِنَا﴾، وحين يقول: ﴿فَاصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الحُوتِ﴾.
وحين يقول لنبيّه (صلى الله عليه وآله) حين مثّل بحمزة: ﴿وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصَّابِرينَ﴾، فصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يعاقب.
وحين يقول: ﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصطَبِر عَلَيهَا لَا نَسأَلُكَ رِزقًا نَّحنُ نَرزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقوَى﴾.
وحين يقول: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعونَ ۞ أُولَئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ﴾.
وحين يقول: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ﴾.
وحين يقول لقمان لابنه: ﴿وَاصبِر عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ﴾.
وحين يقول عن موسى: ﴿قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ استَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصبِرُوا إِنَّ الأَرضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِن عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ﴾.
وحين يقول: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ﴾.
وحين يقول: ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ وَتَوَاصَوا بِالمَرحَمَةِ﴾.
وحين يقول: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِّنَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.
وحين يقول: ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُم فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا استَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾.
وحين يقول: ﴿وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ﴾.
وحين يقول: ﴿وَاصبِر حَتَّىَ يَحكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيرُ الحَاكِمِينَ﴾؛ وأمثال ذلك من القرآن كثير.
واعلم أي عمّ وابن عمّ، أنّ اللهعزّ وجلّ لم يبال بضرّ الدنيا لوليّه ساعة قطّ ولا شيء أحبّ إليه من الضرّ والجهد والبلاء مع الصبر، وأنّه تبارك وتعالی لم يبال بنعيم الدنيا لعدوّه ساعة قطّ.
ولولا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه ويخوّفونهم ويمنعونهم، وأعداؤه آمنون مطمئنّون عالون ظاهرون، ولولا ذلك لما قتل زكريّا ويحيى بن زكريّا (عليهما السلام) ظلماً وعدواناً في بغيّ من البغايا.
ولولا ذلك ما قتل جدّك عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) _ لمّا قام بأمر الله عزّ وجلّ _ ظلماً، وعمّك الحسين بن فاطمة (عليه السلام) اضطهاداً وعدواناً.
ولولا ذلك ما قال الله عزّ وجلّ في كتابه: ﴿وَلَولَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلنَا لِمَن يَكفُرُ بِالرَّحمَنِ لِبُيُوتِهِم سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيهَا يَظهَرُونَ﴾.
ولولا ذلك لما قال في كتابه: ﴿أَيَحسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ۞ نُسَارِعُ لَهُم فِي الخَيرَاتِ بَل لَّا يَشعُرُونَ﴾.
ولولا ذلك لما جاء في الحديث: «لولا أن يحزن المؤمن، لجعلت للكافر عصابة من حديد، فلا يصدّع رأسه أبداً».
ولولا ذلك لما جاء في الحديث: «إنّ الدنيا لا تساوي عند الله عزّ وجلّ جناح بعوضة».
ولولا ذلك ما سقى كافراً منها شربة من ماء.
ولولا ذلك لما جاء في الحديث: «لو أنّ مؤمناً على قلّة جبل لابتعث الله له كافراً أو منافقاً يؤذيه».
ولولا ذلك لما جاء في الحديث: «إنّه إذا أحبّ الله قوماً أو أحبّ عبداً صبّ عليه البلاء صبّاً، فلا يخرج من غمّ إلّا وقع في غمّ».
ولولا ذلك لما جاء في الحديث: «ما من جرعتين أحبّ إلى الله عزّ وجلّ أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا، من جرعة غيظ كظم عليها، وجرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء واحتساب».
ولولا ذلك لما كان أصحاب رسول الله وآله (عليهم السلام) يدعون على من ظلمهم بطول العمر وصحّة البدن وكثرة المال والولد.
ولولا ذلك ما بلغنا أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا خصّ رجلاً بالترحّم عليه والاستغفار استشهد.
فعليكم يا عمّ وابن عمّ وبني عمومتي وإخوتي، بالصبر والرضا والتسليم والتفويض إلى الله عزّ وجلّ والرضا بالصبر على قضائه، والتمسّك بطاعته، والنزول عند أمره، أفرغ الله علينا وعليكم الصبر، وختم لنا ولكم بالأجر والسعادة، وأنقذنا وإيّاكم من كلّ هلكة، بحوله وقوّته إنّه سميع قريب، وصلّى الله على صفوته من خلقه محمّد النبيّ وأهل بيته (عليهم السلام).
المصدر الأصلي: إقبال الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٩٩-٣۰١
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩٠
قال إسماعيل بن الأرقط _ وأمّه أمّ سلمة أخت الصادق (عليه السلام) _ قال: مرضت في شهر رمضان مرضاً شديداً حتّى ثقلت، واجتمعت بنو هاشم ليلاً للجنازة وهم يرون أنّي ميّت، فجزعت أمّي عليّ، فقال لها الصادق (عليه السلام) خالي: اصعدي إلى فوق البيت فابرزي إلى السماء، وصلّي ركعتين، فإذا سلّمت قولي: «اللّهمّ، إنّك وهبته لي ولم يك شيئاً، اللّهمّ، وإنّي أستوهبكه مبتدئاً فأعرنيه» ففعلت فأفقت وقعدت، ودعوا بسحور لهم هريسة، فتسحّروا بها وتسحّرت معهم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣۰٤
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩١
لمّا بنى المنصور الأبنية ببغداد، جعل يطلب العلوية طلباً شديداً ويجعل من ظفر به منهم في الأسطوانات المجوّفة المبنيّة من الجصّ والآجر، فظفر ذات يوم بغلام منهم حسن الوجه عليه شعر أسود من ولد الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فسلّمه إلى البنّاء الذي كان يبني له، وأمره أن يجعله في جوف أسطوانة ويبني عليه، ووكّل به من ثقاته من يراعي ذلك، حتّى يجعله في جوف أسطوانة بمشهده، فجعله البنّاء في جوف أسطوانة، فدخلته رقّة عليه ورحمة له، فترك في الأسطوانة فرجة يدخل منها الروح، وقال للغلام: لا بأس عليك، فاصبر، فانّي سأخرجك من جوف هذه الأسطوانة إذا جنّ الليل.
ولمّا جنّ الليل جاء البنّاء في ظلمته وأخرج ذلك العلوي من جوف تلك الأسطوانة، وقال له: اتّق الله في دمي ودم الفعلة الذين معي وغيّب شخصك، فإنّي إنّما أخرجتك في ظلمة هذه الليلة من جوف هذه الأسطوانة، لأنّي خفت إن تركتك في جوفها أن يكون جدّك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة خصمي بين يدي اللهعزّ وجلّ، ثمّ أخذ شعره بآلات الجصّاصين كما أمكن، وقال له: غيّب شخصك وانج بنفسك، ولا ترجع إلى أمّك.
قال الغلام: فإن كان هذا هكذا، فعرّف أمّي أنّي قد نجوت وهربت، لتطيب نفسها، ويقلّ جزعها وبكاؤها إن لم يكن لعودي إليها وجه، فهرب الغلام، ولا يدري أين قصد من أرض الله، ولا إلى أيّ بلد وقع.
قال ذلك البنّاء: وقد كان الغلام عرّفني مكان أمّه، وأعطاني العلامة شعره، فانتهيت إليها في الموضع الذي كان دلّني عليه، فسمعت دويّاً كدويّ النحل من البكاء، فعلمت أنّها أمّه، فدنوت منها وعرّفتها خبر ابنها، وأعطيتها شعره، وانصرفت.
المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣۰٦-٣۰٧
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩٢
لمّا حبس المنصور عبد الله بن الحسن وجماعة من آل أبي طالب، وقتل ولديه محمّداً وإبراهيم، أخذ داود بن الحسن بن الحسن _ وهو ابن داية أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)، لأنّ أمّ داود أرضعت الصادق (عليه السلام) منها بلبن ولدها داود _ وحمله مكبّلاً بالحديد.
قالت أمّ داود: فغاب عنّي حيناً بالعراق ولم أسمع له خبراً، ولم أزل أدعو وأتضرّع إلى الله جلّ اسمه، وأسأل إخواني من أهل الديانة والجدّ والاجتهاد أن يدعوا الله تعالی، وأنا في ذلك كلّه لا أرى في دعائي الإجابة. فدخلت على جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) يوماً أعوده في علّة وجدها، فسألته عن حاله ودعوت له، فقال (عليه السلام) لي: يا أمّ داود، وما فعل داود؟ _ وكنت قد أرضعته بلبنه _ فقلت: يا سيّدي، وأين داود؟ وقد فارقني منذ مدّة طويلة، وهو محبوس بالعراق.
فقال (عليه السلام): وأين أنت عن دعاء الاستفتاح، وهو الدعاء الذي تفتح له أبواب السماء، ويلقى صاحبه الإجابة من ساعته، وليس لصاحبه عند الله تعالی جزاء إلّا الجنّة؟ فقلت له: كيف ذلك يا بن الصادقين (عليهم السلام)؟ فقال (عليه السلام) لي: يا أمّ داود، قد دنا الشهر الحرام العظيم شهر رجب، وهو شهر مسموع فيه الدعاء، شهر الله الأصمّ وصومي الثلاثة الأيّام البيض، وهي يوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، واغتسلي في يوم الخامس عشر وقت الزوال، ثمّ علّمها دعاء وعملاً مخصوصاً …
قالت أمّ داود: فمضيت به إلى الصادق (عليه السلام) فقال: إنّ المنصور رأى أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) في المنام، يقول له: أطلق ولدي، وإلّا ألقيك في النار، ورأى كأنّ تحت قدميه النار، فاستيقظ وقد سقط في يديه، فأطلقك يا داود.
المصدر الأصلي: إقبال الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣۰٧-٣۰٨