أحاديث في أصحاب الإمام الصادق (ع) وأحوالهم وفي أهل زمانه، وفي أصحابه الأربعة الذين يحبهم الإمام أحياء كانوا أو أمواتا، وفي ما كان يدور بينه وبين أصحابه من العظات والحكم والنصائح، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩٧
قال سعيد بن أبي الخصیب: دخلت أنا وابن أبي ليلى ١ المدينة، فبينا نحن في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) إذ دخل جعفر بن محمّد (عليه السلام)، فقمنا إليه فسألني عن نفسي وأهلي، ثمّ قال (عليه السلام): من هذا معك؟ فقلت: ابن أبي ليلى قاضي المسلمين، فقال: نعم، ثمّ قال (عليه السلام) له: تأخذ مال هذا فتعطيه هذا؟ وتفرّق بين المرء وزوجه، لا تخاف في هذا أحداً؟ قال: نعم، قال (عليه السلام): بأيّ شيء تقضي؟ قال: بما بلغني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن أبي بكر وعمر، قال (عليه السلام): فبلغك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أقضاكم عليّ (عليه السلام)؟ قال: نعم، قال (عليه السلام): فكيف تقضي بغير قضاء عليّ (عليه السلام) وقد بلغك هذا؟ قال: فاصفرّ وجه ابن أبي ليلى، ثمّ قال (عليه السلام): التمس زميلاً لنفسك، والله، لا أكلّمك من رأسي كلمة أبداً.
المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٣٤
(١) محمّد بن عبد الرحمن بن أبي لیلی (م ١٤٨ه): من فقهاء الكوفة وقاضيها في الدولة الأمویّة والعبّاسیّة حتّی بلغ مدّة قضائه ما زاد علی ثلاثین سنة. راجع: وفيات الأعيان، ج٤، ص١٧٩.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩٨
قال بعض الكوفيين: كنت بمنى إذ أقبل عمران بن عبد الله القمي ومعه مضارب للرجال والنساء، وفيها كنف، وضربها في مضرب الصادق (عليه السلام) إذ أقبل الصادق (عليه السلام) ومعه نساؤه، فقال (عليه السلام): ممّ هذا؟ فقلت: جعلت فداك، هذه مضارب، ضربها لك عمران بن عبد الله القمي، فنزل بها، ثمّ قال (عليه السلام): يا غلام عمران بن عبد الله، فأقبل فقال: جعلت فداك، هذه المضارب التي أمرتني أن أعملها لك، فقال (عليه السلام): بكم ارتفعت؟ فقال له: جعلت فداك، إنّ الكرابيس من صنعتي، وعملتها لك، فأنا أحبّ _ جعلت فداك _ أن تقبلها منّي هديّة، وقد رددت المال الذي أعطيتنيه، فقبض الصادق (عليه السلام) على يده، ثمّ قال (عليه السلام): أسأل الله تعالی أن يصلّي على محمّد وآل محمّد (عليهم السلام)، وأن يظلّك يوم لا ظلّ إلّا ظلّه.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٣٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩٩
قال الكاظم (عليه السلام): إنّ أبا الخطّاب ١ ممّن أعير الإيمان، ثمّ سلبه الله.
المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٣٦
(١) وهو محمّد بن مقلاص أبي زینب.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠٠
قال محمّد بن عبيد الله بن زرارة: لمّا بعث زرارة عبيداً ابنه إلى المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضيّ الصادق (عليه السلام)، فلمّا اشتدّ به الأمر أخذ المصحف وقال: من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي.
المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٣٩
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠١
قال محمّد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي: دخلت أنا وعمّي الحصين بن عبد الرحمن على الصادق (عليه السلام) فأدناه وقال (عليه السلام): من هذا معك؟ قال: ابن أخي إسماعيل، فقال (عليه السلام): رحم الله إسماعيل وتجاوز عنه سيّئ عمله، كيف خلّفتموه؟ قال: بخير، ما أبقى الله لنا مودّتكم، فقال (عليه السلام): يا حصين، لا تستصغروا مودّتنا، فإنّها من الباقيات الصالحات، قال: يا بن رسول الله، ما استصغرتها ولكن أحمد الله عليها.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٤۰
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠٢
قال الصادق (عليه السلام): أربعة أحبّ الناس إليّ أحياء وأمواتاً: بريد العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمّد بن مسلم، والأحول ١ أحبّ الناس أحياء وأمواتاً.
المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٤۰
(١) لقّب به محمّد بن عليّ بن النعمان المعروف بمؤمن الطاق.
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠٣
قال خالد بن نجيح الجوّاز: دخلت على الصادق (عليه السلام) وعنده خلق فقنّعت رأسي وجلست في ناحية وقلت في نفسي: ويحكم ما أغفلكم؟ عند من تكلّمون، عند ربّ العالمين، قال: فناداني ويحك يا خالد، إنّي _ والله _ عبد مخلوق، لي ربّ أعبده إن لم أعبده والله عذّبني بالنار، فقلت: لا والله، لا أقول فيك أبداً إلّا قولك في نفسك.
المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٤١
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠٤
قال الشقراني مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله): خرج العطاء أيّام أبي جعفر المنصور وما لي شفيع، فبقيت على الباب متحيّراً، وإذا أنا بجعفر الصادق (عليه السلام) فقمت إليه فقلت له: جعلني الله فداك، أنا مولاك الشقراني، فرحّب بي وذكرت له حاجتي، فنزل ودخل وخرج وأعطاني من كمّه فصبّه في كمّي، ثمّ قال (عليه السلام): «يا شقراني، إنّ الحسن من كلّ أحد حسن وإنّه منك أحسن لمكانك منّا، وإنّ القبيح من كلّ أحد قبيح وإنّه منك أقبح». وعظه على جهة التعريض لأنّه كان يشرب.
المصدر الأصلي: إعلام الورى، مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٤٩-٣٥۰
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠٥
قال داود بن عليّ ١ للصادق (عليه السلام): ما أنا قتلته _ يعني معلّى بن خنيس _
قال (عليه السلام): فمن قتله؟ قال: السيرافي _ وكان صاحب شرطته _ قال (عليه السلام): أقدنا ٢ منه؛ قال: قد أقدتك. فلمّا أخذ السيرافي وقدّم ليقتل جعل يقول: يا معشر المسلمين، يأمروني بقتل الناس فأقتلهم لهم، ثمّ يقتلونّي، فقتل السيرافي.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٥٣
(١) وهو والي الدولة العبّاسیة في مكّة ومدینة.
(٢) «أَقَدْتُه»: انتقمت منه بمثل ما أتى. كتاب العين، ج٥، ص١٩٧.
(٢) «أَقَدْتُه»: انتقمت منه بمثل ما أتى. كتاب العين، ج٥، ص١٩٧.
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠٦
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٥٣-٣٥٤
(١) «القُوهيّ»: منسوب إلی القوهستان، ضَرْب من الثياب بِيض، فارسي. لسان العرب، ج١٣، ص٥٣٢.
(٢) «المَرويّ»: منسوب إلی مرو، نوع من الثیاب. راجع: لسان العرب، ج١٥، ص: ٢٧٦.
(٢) «المَرويّ»: منسوب إلی مرو، نوع من الثیاب. راجع: لسان العرب، ج١٥، ص: ٢٧٦.
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠٧
قال الصادق (عليه السلام) لعبّاد بن كثير البصري الصوفي: ويحك يا عبّاد، غرّك أن عفّ بطنك وفرجك؟ إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولًا سَدِيدًا ۞ يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم﴾؛ اعلم أنّه لا يتقبّل الله عزّ وجلّ منك شيئاً حتّى تقول قولاً عدلاً.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٥٩
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠٨
كان رجل بالمدينة وكان له جارية نفيسة، فوقعتْ في قلب رجل وأعجب بها، فشكا ذلك إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: تعرّض لرؤيتها، وكلّما رأيتها فقل: أسأل الله من فضله، ففعل، فما لبث إلّا يسيراً حتّى عرض لوليّها سفر، فجاء إلى الرجل فقال: يا فلان، أنت جاري، وأوثق الناس عندي، وقد عرض لي سفر، وأنا أحبّ أن أودعك فلانة جاريتي تكون عندك.
فقال الرجل: ليس لي امرأة، ولا معي في منزلي امرأة، فكيف تكون جاريتك عندي؟ فقال: أقوّمها عليك بالثمن، وتضمنه لي تكون عندك، فإذا أنا قدمت فبعنيها أشتريها منك، وإن نلت منها نلت ما يحلّ لك، ففعل وغلّظ عليه في الثمن، وخرج الرجل فمكثت عنده ما شاء الله حتّى قضى وطره منها.
ثمّ قدم رسول لبعض خلفاء بني أميّة يشتري له جواري، فكانت هي فيمن سمّي أن يشتري، فبعث الوالي إليه فقال له: جارية فلان، قال: فلان غائب، فقهره على بيعها فأعطاه من الثمن ما كان فيه ربح، فلمّا أخذت الجارية، وأخرج بها من المدينة قدم مولاها، فأوّل شيء سأله عن الجارية كيف هي؟ فأخبره بخبرها، وأخرج إليه المال كلّه، الذي قوّمه عليه والذي ربح، فقال: هذا ثمنها فخذه، فأبى الرجل، فقال: لا آخذ إلّا ما قوّمت عليك، وما كان من فضل فخذه لك هنيئاً، فصنع الله له بحسن نيّته. ١
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٥٩-٣٦۰
(١) إنّ التعرّض لرؤيتها لايعني ارتكاب النظرة المحرمة، والتي فيها ريبة أو شهوة، فهو لا يمكن صدوره عن الإمام (عليه السلام) وإنّما أراد أن ينظر إليها كمن يرغب في الوصول إليها، فيكون ذلك مدعاة للدعاء الحثيث الذي يصدر من صاحبه في مثل هذه الحالات، فيوجّه قلبه إلى الله تعالى طالباً منه أن يرزقه من فضله، ثمّ تبيّن بعد ذلك كيف أنّ الله تعالى هيّأ الأسباب ليصل ذلك الداعي إلى مبتغاه.
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٠٩
قال يونس بن عمّار: قلت للصادق (عليه السلام): إنّ لي جاراً من قريش من آل محرز، قد نوّه باسمي وشهرني في كلّ ما مررت به، قال: هذا الرافضي يحمل الأموال إلى جعفر بن محمّد، فقال (عليه السلام) لي: ادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل وأنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأولين، فاحمد الله عزّ وجلّ ومجّده وقل: «اللّهمّ إنّ فلان بن فلان قد شهرني ونوّه بي، وغاظني، وعرّضني للمكاره، اللّهمّ اضربه بسهم عاجل تشغله به عنّي، اللّهمّ وقرّب أجله، واقطع أثره، وعجّل ذلك يا ربّ الساعة الساعة».
فلمّا قدمنا إلى الكوفة قدماً ليلاً، فسألت أهلنا عنه قلت: ما فعل فلان؟ فقالوا: هو مريض، فما انقضى آخر كلامي حتّى سمعت الصياح من منزله وقالوا: قد مات.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٦١-٣٦٢
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١٠
كان المعلّى بن خنيس (رحمة الله عليه) إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثاً مغبرّاً في زيّ ملهوف، فإذا صعد الخطيب المنبر مدّ يده نحو السماء ثمّ قال: «اللّهمّ هذا مقام خلفائك وأصفيائك، ومواضع أمنائك الذين خصصتهم، ابتزّوها وأنت المقدّر للأشياء، لا يغالب قضاؤك، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك، كيف شئت وأنّى شئت، علمك في إرادتك كعلمك في خلقك، حتّى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزّين، يرون حكمك مبدّلاً وكتابك منبوذاً، وفرائضك محرّفة عن جهات شرائعك، وسنن نبيّك (صلى الله عليه وآله) متروكة، اللّهمّ العن أعداءهم من الأوّلين والآخرين، والغادين والرائحين، والماضين والغابرين، اللّهمّ والعن جبابرة زماننا، وأشياعهم وأتباعهم وأحزابهم وأعوانهم، إنّك على كلّ شيء قدير».
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٦٣
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١١
قال سدير الصیرفي: سمعت الباقر (عليه السلام) وهو داخل وأنا خارج، وأخذ بيدي ثمّ استقبل البيت، فقال (عليه السلام): يا سدير، إنّما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها، ثمّ يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهتَدَى﴾ _ ثمّ أومأ بيده إلى صدره _ إلى ولايتنا.
ثمّ قال (عليه السلام): يا سدير، أ فأريك الصادّين عن دين الله؟ ثمّ نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان، وهم حلق في المسجد، فقال (عليه السلام): هؤلاء الصادّون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتاب مبين، إنّ هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم، فجال الناس فلم يجدوا أحداً يخبرهم عن الله تبارك وتعالی وعن رسوله (صلى الله عليه وآله) حتّى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالی وعن رسوله (صلى الله عليه وآله).
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٦٤-٣٦٥
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١٢
قال أبو الطیّار: قلت للصادق (عليه السلام) إنّه كان في يدي شيء فتفرّق وضقت به ضيقاً شديداً فقال لي: أ لك حانوت في السوق؟ فقلت: نعم، وقد تركته؛ فقال (عليه السلام): إذا رجعت إلى الكوفة فاقعد في حانوتك واكنسه، وإذا أردت أن تخرج إلى سوقك فصلّ ركعتين أو أربع ركعات، ثمّ قل في دبر صلاتك: «توجّهت بلا حول منّي ولا قوّة، ولكن بحولك يا ربّ، وقوّتك، وأبرأ من الحول والقوّة إلّا بك، فأنت حولي ومنك قوّتي، اللّهمّ فارزقني من فضلك الواسع رزقاً كثيراً طيّباً، وأنا خافض في عافيتك، فإنّه لا يملكها أحد غيرك».
المصدر الأصلي: تهذيب الأحكام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٦٧
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١٣
قال الصادق (عليه السلام): كنت أطوف وسفيان الثوري قريب منّي، فقال: يا أبا عبد الله، كيف كان يصنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحجر إذا انتهى إليه؟ فقلت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستلمه في كلّ طواف فريضة ونافلة، فتخلّف عنّي قليلاً، فلمّا انتهيت إلى الحجر، جزت ومشيت فلم أستلمه، فلحقني فقال: يا أبا عبد الله، أ لم تخبرني أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يستلم الحجر في كلّ طواف، فريضة ونافلة؟ قلت: بلى، قال: فقد مررت به فلم تستلم؟ فقلت: إنّ الناس كانوا يرون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لا يرون لي، وكان إذا انتهى إلى الحجر أفرجوا له حتّى يستلمه، وإنّي أكره الزحام.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٦٩
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١٤
قال عمر بن يزيد: حاضت صاحبتي وأنا بالمدينة، وكان ميعاد جمّالنا وإبّان مقامنا وخروجنا قبل أن تطهر، ولم تقرب المسجد ولا القبر ولا المنبر، فذكرت ذلك للصادق (عليه السلام) فقال: مرها فلتغتسل، ولتأت مقام جبرئيل، فإنّ جبرئيل (عليه السلام) كان يجيء فيستأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإن كان على حال لا ينبغي أن يأذن له، قام في مكانه حتّى يخرج إليه، وإن أذن له دخل عليه، فقلت: وأين المكان؟ قال (عليه السلام): حيال الميزاب الذي إذا خرجت من الباب يقال له باب فاطمة (عليها السلام) بحذاء القبر، إذا رفعت رأسك بحذاء الميزاب، والميزاب فوق رأسك، والباب من وراء ظهرك، وتجلس في ذلك الموضع، وتجلس معها نساء ولتدع ربّها، ولتؤمّن على دعائها، فقلت: وأيّ شيء تقول؟ قال (عليه السلام): تقول: «اللّهمّ إنّي أسألك بأنّك أنت الله الذي ليس كمثلك شيء، أن تفعل بي كذا وكذا»، فصنعت صاحبتي الذي أمرني، فطهرت ودخلت المسجد.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٦٩-٣٧۰
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١٥
قال الصادق (عليه السلام): قال لي إبراهيم بن ميمون: كنت جالساً عند أبي حنيفة فجاءه رجل فسأله، فقال: ما ترى في رجل قد حجّ حجّة الإسلام، أ يحجّ أفضل أم يعتق رقبة؟ قال: لا، بل عتق رقبة، فقال الصادق (عليه السلام): كذب _ والله _ وأثم، الحجّة أفضل من عتق رقبة ورقبة _ حتّى عدّ عشراً _ ثمّ قال (عليه السلام): ويحه، في أيّ رقبة طواف بالبيت، وسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، وحلق الرأس، ورمي الجمار؟ لو كان كما قال لعطّل الناس الحجّ، ولو فعلوا كان ينبغي للإمام أن يجبرهم على الحجّ إن شاؤوا وإن أبوا، فإنّ هذا البيت إنّما وضع للحجّ.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٧١
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١٦
قال عبد الأعلی مولی آل سام: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: إنّه ليست من احتمال أمرنا التصديق له والقبول فقط، من احتمال أمرنا ستره وصيانته من غير أهله، فأقرئهم السلام وقل لهم: رحم الله عبداً اجترّ مودّة الناس إلى نفسه، حدّثوهم بما يعرفون، واستروا عنهم ما ينكرون.
ثمّ قال: والله، ما الناصب لنا حرباً بأشدّ علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره، فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه وردّوه عنها، فإن قبل منكم وإلّا فتحمّلوا عليه بمن يثقّل عليه ويسمع منه، فإنّ الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتّى تقضى له، فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم، فإن هو قبل منكم وإلّا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم، ولا تقولوا: إنّه يقول ويقول، فإنّ ذلك يحمل عليّ وعليكم.
أما والله، لو كنتم تقولون ما أقول لأقررت أنّكم أصحابي، هذا أبو حنيفة له أصحاب، وهذا الحسن البصري له أصحاب، وأنا امرؤ من قريش قد ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كل شيء: بدء الخلق، وأمر السماء وأمر الأرض، وأمر الأوّلين وأمر الآخرين، وأمر ما كان وما يكون، كأنّي أنظر إلى ذلك نصب عيني.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٧٢
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١٧
قال سدير الصيرفي: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت له: والله، ما يسعك القعود، قال (عليه السلام): ولم يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك، والله، لو كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) ما لك من الشيعة والأنصار والموالي، ما طمع فيه تيم ولا عديّ، فقال (عليه السلام): يا سدير، وكم عسى أن تكونوا؟ قلت: مائة ألف، قال (عليه السلام): مائة ألف؟ قلت: نعم، ومائتي ألف، فقال (عليه السلام): ومائتي ألف؟ قلت: نعم، ونصف الدنيا، فسكت عنّي، ثمّ قال (عليه السلام): يخفّ عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع؟ قلت: نعم، فأمر بحمار وبغل أن يسرجا، فبادرت فركبت الحمار، فقال (عليه السلام): يا سدير، ترى أن تؤثرني بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل، قال (عليه السلام): الحمار أرفق بي.
فنزل فركب الحمار وركبت البغل، فمضينا فحانت الصلاة، فقال (عليه السلام): يا سدير، انزل بنا نصلّي، ثمّ قال (عليه السلام): هذه أرض سبخة لا يجوز الصلاة فيها، فسرنا حتّى صرنا إلى أرض حمراء، ونظر إلى غلام يرعى جداء ١ فقال (عليه السلام): والله، يا سدير، لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود.
ونزلنا وصلّينا، فلمّا فرغنا من الصلاة عطفت إلى الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٧٢-٣٧٣
(١) «الجَدَّاء»: الشاة المقطوعة الأذن. راجع: كتاب العين، ج٦، ص٩.
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١٨
قال سماعة بن مهران: قال لي الكاظم (عليه السلام): يا سماعة، أمنوا على فرشهم وأخافوني، أما والله، لقد كانت الدنيا وما فيها إلّا واحد يعبد الله، ولو كان معه غيره لأضافه اللهعزّ وجلّ إليه حيث يقول: ﴿إِنَّ إِبرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكِينَ﴾، فصبر بذلك ما شاء الله، ثمّ إنّ الله آنسه بإسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة.
أما والله، إنّ المؤمن لقليل، وإنّ أهل الكفر كثير، أ تدري لم ذاك؟ فقلت: لا أدري، جعلت فداك، فقال (عليه السلام): صيّروا أنساً للمؤمنين، يبثّون إليهم ما في صدورهم، فيستريحون إلى ذلك، ويسكنون إليه.
بيــان:
قوله (عليه السلام): «صيّروا أنساً»، أي إنّما جعل الله تعالی هؤلاء المنافقين في صورة المؤمنين، مختلطين بهم، لئلّا يتوحّش المؤمنون لقلّتهم.
قوله (عليه السلام): «صيّروا أنساً»، أي إنّما جعل الله تعالی هؤلاء المنافقين في صورة المؤمنين، مختلطين بهم، لئلّا يتوحّش المؤمنون لقلّتهم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٧٣
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١١٩
قال ســليمان الفرّاء: كان أصحابنا يــدفعون إلي عبد الله بن أبي یعفور الزكاة يقسّمها في أصحابه، فكان يقسّمها فيهم وهو يبكي، قال سليمان: فأقول له: ما يبكيك؟ فيقول: أخاف أن يروا أنّها من قبلي.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٧٤
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢٠
قال أبو ولّاد الحنّاط: اكتريت بغلاً إلى قصر ابن هبيرة ذاهباً وجائياً بكذا وكذا، وخرجت في طلب غريم لي، فلمّا صرت قرب قنطرة الكوفة أخبرت أنّ صاحبي توجّه إلى النيل، فتوجّهت نحو النيل، فلمّا أتيت النيل أخبرت أنّ صاحبي توجّه إلى بغداد، فاتّبعته وظفرت به، وفرغت ممّا بيني وبينه، ورجعنا إلى الكوفة، وكان ذهابي ومجيئي خمسة عشر يوماً، فأخبرت صاحب البغل بعذري، وأردت أن أتحلّل منه ممّا صنعت وأرضيه، فبذلت خمسة عشر درهماً، فأبى أن يقبل.
فتراضينا بأبي حنيفة، فأخبرته بالقصّة وأخبره الرجل، فقال لي: ما صنعت بالبغل؟ فقلت: قد دفعته إليه سليماً، قال: نعم، بعد خمسة عشر يوماً، قال: فما تريد من الرجل؟ قال: أريد كرى بغلي، فقد حبسه عليّ خمسة عشر يوماً، فقال: ما أرى لك حقّاً لأنّه اكتراه إلى قصر ابن هبيرة، فخالف وركبه إلى النيل وإلى بغداد، فضمن قيمة البغل وسقط الكرى، فلمّا ردّ البغل سليماً وقبضته لم يلزمه الكرى، فخرجنا من عنده وجعل صاحب البغل يسترجع، فرحمته ممّا أفتى به أبو حنيفة، فأعطيته شيئاً وتحلّلت منه.
فحججت تلك السنة، فأخبرت الصادق (عليه السلام) بما أفتى به أبو حنيفة، فقال (عليه السلام) لي: في مثل هذا القضاء وشبهه تحبس السماء ماءها، وتمنع الأرض بركتها، فقلت للصادق (عليه السلام): فما ترى أنت؟ قال (عليه السلام): أرى له عليك مثل كرى بغل ذاهباً من الكوفة إلى النيل، ومثل كرى بغل راكباً من النيل إلى بغداد، ومثل كرى بغل من بغداد إلى الكوفة، توفّيه إيّاه.
فقلت: جعلت فداك، قد علّفته بدراهم، فلي عليه علفه؟ فقال (عليه السلام): لا، لأنّك غاصب.
فقلت: أ رأيت لو عطب البغل ونفق، أ ليس كان يلزمني؟ قال (عليه السلام): نعم، قيمة بغل يوم خالفته.
قلت: فإن أصاب البغل كسر أو دبر أو غمز؟ فقال (عليه السلام): عليك قيمة ما بين الصحّة والعيب يوم تردّه عليه.
قلت: فمن يعرف ذلك؟ قال (عليه السلام): أنت وهو، إمّا أن يحلف هو على القيمة فيلزمك، فإن ردّ اليمين عليك فحلفت على القيمة لزمه ذلك، أو يأتي صاحب البغل بشهود يشهدون أنّ قيمة البغل حين أكرى كذا وكذا فيلزمك.
قلت: إن كنت أعطيته دراهم ورضي بها وحلّلني؟ فقال (عليه السلام): إنّما رضي بها وحلّلك حين قضى عليه أبو حنيفة بالجور والظلم، ولكن ارجع إليه فأخبره بما أفتيتك به، فإن جعلك في حلّ بعد معرفته فلا شيء عليك بعد ذلك.
قال أبو ولّاد: فلمّا انصرفت من وجهي ذلك لقيت المكاري، فأخبرته بما أفتاني به الصادق (عليه السلام) وقلت له: قل ما شئت حتّى أعطيكه، فقال: قد حبّبت إليّ جعفر بن محمّد (عليه السلام) ووقع في قلبي له التفضيل، وأنت في حلّ، وإن أحببت أن أردّ عليك الذي أخذته منك فعلت.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٧٥-٣٧٦
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢١
قال أبو عمارة الطيّار: قلت للصادق (عليه السلام): إنّي قد ذهب مالي وتفرّق ما في يدي، وعيالي كثير، فقال له الصادق (عليه السلام): إذا قدمت الكوفة فافتح باب حانوتك وابسط بساطك، وضع ميزانك، وتعرّض لرزق ربّك.
فلمّا أن قدم الكوفة، فتح باب حانوته، وبسط بساطه، ووضع ميزانه، فتعجّب من حوله بأن ليس في بيته قليل ولا كثير من المتاع، ولا عنده شيء.
فجاءه رجل فقال: اشتر لي ثوباً، فاشترى له وأخذ ثمنه، وصار الثمن إليه، ثمّ جاءه آخر فقال: اشتر لي ثوباً، فجلب له في السوق، ثمّ اشترى له ثوباً، فأخذ ثمنه فصار في يده، وكذلك يصنع التجّار يأخذ بعضهم من بعض، ثمّ جاءه رجل آخر فقال له: يا با عمارة، إنّ عندي عدلاً من كتّان، فهل تشتريه وأؤخّرك بثمنه سنة؟ فقال: نعم، احمله وجئ به، فحمله إليه فاشتراه منه بتأخير سنة، فقام الرجل فذهب، ثمّ أتاه آتٍ من أهل السوق فقال: يا أبا عمارة ما هذا العدل؟ قال: هذا عدل اشتريته، فقال: فتبيعني نصفه وأعجّل لك ثمنه؟ قال: نعم، فاشتراه منه وأعطاه نصف المتاع، فأخذ نصف الثمن … فصار في يده الباقي إلى سنة، فجعل يشتري بثمنه الثوب والثوبين ويعرض ويشتري ويبيع حتّى أثرى، وعرض وجهه، وأصاب معروفاً.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٧٦-٣٧٧
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢٢
قال زید النرسي: لمّا ظهر أبو الخطّاب بالكوفة وادّعى في الصادق (عليه السلام) ما ادّعاه، دخلت على الصادق (عليه السلام) مع عبيدة بن زرارة، فقلت له: جعلت فداك، لقد ادّعى أبو الخطّاب وأصحابه فيك أمراً عظيماً، إنّه لبّى بلبّيك جعفر لبّيك معراج، وزعم أصحابه أنّ أبا الخطّاب أسري به إليك، فلمّا هبط إلى الأرض دعا إليك ولذا لبّى بك، قال: فرأيت الصادق (عليه السلام) قد أرسل دمعته من حماليق ١ عينيه وهو يقول: يا ربّ، برئت إليك ممّا ادّعى فيّ الأجدع عبد بني أسد، خشع لك شعري وبشري، عبد لك ابن عبد لك، خاضع ذليل.
ثمّ أطرق ساعة في الأرض كأنّه يناجي شيئاً، ثمّ رفع رأسه وهو يقول: أجل، أجل، عبد خاضع خاشع، ذليل لربّه، صاغر راغم، من ربّه خائف وجل، لي _ والله _ ربّ أعبده لا أشرك به شيئاً، ما له أخزاه الله وأرعبه؟ ولا آمن روعته يوم القيامة، ما كانت تلبية الأنبياء هكذا، ولا تلبيتي ولا تلبية الرسل، إنّما لبّيت بـ «لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك». ثمّ قمنا من عنده فقال يا زيد: إنّما قلت لك هذا لأستقرّ في قبري، يا زيد، استر ذلك عن الأعداء.
المصدر الأصلي: كتاب زيد النرسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٧٨
(١) «الحَمَالِيق»: جمع حِمْلَاق، وهي باطن أجفان العین الذي يسوّده الكحل أو ما غطّته الأجفان من بياض المقلة. مجمع البحرين، ج٥، ص١٥٢.
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢٣
قال بشّار المكاري: دخلت على الصادق (عليه السلام) بالكوفة وقد قدّم له طبق رطب طبرزد وهو يأكل فقال: يا بشّار، ادن فكل، فقلت: هنّاك الله وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي، أوجع قلبي، وبلغ منّي، فقال (عليه السلام) لي: بحقّي، لمّا دنوت فأكلت، فدنوت فأكلت.
فقال (عليه السلام) لي: حديثك؟ قلت: رأيت جلوازاً ١ يضرب رأس امرأة، ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد، قال (عليه السلام): ولم فعل بها ذلك؟ قال: سمعت الناس يقولون: إنّها عثرت، فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب. فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتّى ابتلّ منديله ولحيته وصدره بالدموع.
ثمّ قال (عليه السلام): يا بشّار، قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعو الله عزّ وجلّ ونسأله خلاص هذه المرأة، ووجّه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدّم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنّا. فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلّى كلّ واحد منّا ركعتين، ثمّ رفع الصادق (عليه السلام) يده إلى السماء وقال: أنت الله _ إلى آخر الدعاء _
فخرّ ساجداً لا أسمع منه إلّا النفس ثمّ رفع رأسه، فقال (عليه السلام): قم، فقد أطلقت المرأة،
فخرجنا جميعاً.
فبينما نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجّهناه إلى باب السلطان، فقال (عليه السلام) له: ما الخبر؟ قال: قد أطلق عنها، قال (عليه السلام): كيف كان إخراجها؟ قال: لا أدري، ولكنّني كنت واقفاً على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلّمت؟ قالت: عثرت، فقلت: لعن الله ظالميك، يا فاطمة، ففعل بي ما فعل، فأخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حلّ، فأبت أن تأخذها، فلمّا رأى ذلك منها دخل وأعلم صاحبه بذلك، ثمّ خرج فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها.
فقال الصادق (عليه السلام): أبت أن تأخذ المائتي درهم؟ قال: نعم، وهي _ والله _ محتاجة إليها، فأخرج من جيبه صرّة فيها سبعة دنانير، وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها، فأقرئها منّي السلام، وادفع إليها هذه الدنانير، فذهبنا جميعاً فأقرأناها منه السلام، فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمّد (عليه السلام) السلام؟ فقلت لها: رحمك الله، والله، إنّ جعفر بن محمّد (عليه السلام) أقرأك السلام، فشقّت جيبها ووقعت مغشيّة عليها، فصبرنا حتّى أفاقت، وقالت: أعدها عليّ، فأعدناها عليها حتّى فعلت ذلك ثلاثاً، ثمّ قلنا لها: خذي، هذا ما أرسل به إليك، وأبشري بذلك، فأخذته منّا، وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله، فما أعرف أحداً توسّل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده (عليهم السلام).
فرجعنا إلى الصادق (عليه السلام) فجعلنا نحدّثه بما كان منها، فجعل يبكي ويدعو لها، ثمّ قلت: ليت شعري، متى أرى فرج آل محمّد (عليهم السلام)؟ قال (عليه السلام): يا بشّار، إذا توفّي وليّ الله وهو الرابع من ولدي في أشدّ البقاع بين شرار العباد، فعند ذلك يصل إلى ولد بني فلان مصيبة سواء، فإذا رأيت ذلك التقت حلق البطان، ولا مردّ لأمر الله. ٢
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٧٩-٣٨١
(١) «الجِلْواز»: الشرطي. كتاب العين، ج٦، ص٦٩.
(٢) وجد العلّامة المجلسي (رحمة الله عليه) هذا الخبر في كتاب مزار لبعض قدماء أصحابنا.
(٢) وجد العلّامة المجلسي (رحمة الله عليه) هذا الخبر في كتاب مزار لبعض قدماء أصحابنا.
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢٤
قال حفص بن عمر البجلي: شكوت إلى الصادق (عليه السلام) حالي، وانتشار أمري عليّ، فقال لي: إذا قدمت الكوفة فبع وسادة من بيتك بعشرة دراهم، وادع إخوانك، وأعدّ لهم طعاماً، وسلهم يدعون الله لك، ففعلت، وما أمكنني ذلك حتّى بعت وسادة، واتّخذت طعاماً كما أمرني، وسألتهم أن يدعوا الله لي، فوالله، ما مكثت إلّا قليلاً حتّى أتاني غريم لي، فدقّ الباب عليّ وصالحني من مال لي كثير، كنت أحسبه نحواً من عشرة آلاف درهم، ثمّ أقبلت الأشياء عليّ.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٨٢
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢٥
قال مولى لعليّ بن الحسين (عليه السلام): كنت بالكوفة، فقدم الصادق (عليه السلام) الحيرة، فأتيته فقلت: جعلت فداك، لو كلّمت داود بن علي أو بعض هؤلاء فأدخل في بعض هذه الولايات، فقال (عليه السلام): ما كنت لأفعل، قال: فانصرفت إلى منزلي، فتفكّرت، فقلت: ما أحسبه منعني إلّا مخافة أن أظلم أو أجور، والله، لآتينّه ولأعطينّه الطلاق والعتاق والأيمان المغلّظة أن لا أظلم أحداً ولا أجور، ولأعدلنّ.
قال: فأتيته فقلت: جعلت فداك، إنّي فكّرت في إبائك عليّ، فظننت أنّك إنّما كرهت ذلك مخافة أن أجور أو أظلم، وإنّ كلّ امرأة لي طالق وكلّ مملوك لي حرّ وعليّ وعليّ إن ظلمت أحداً، أو جرت عليه، وإن لم أعدل. قال (عليه السلام): كيف قلت؟ قال: فأعدت عليه الأيمان، فرفع رأسه إلى السماء فقال (عليه السلام): تناول السماء أيسر عليك من ذلك.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٨٣-٣٨٤
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢٦
قال العيّاشي: سألت عبد الله بن محمّد بن خالد عن محمّد بن مسلم، قال: كان رجلاً شريفاً موسراً، فقال له الباقر (عليه السلام): تواضع يا محمّد، فلمّا انصرف إلى الكوفة أخذ قوسرة ١ من تمر مع الميزان وجلس على باب مسجد الجامع،
وجعل ينادي عليه، فأتاه قومه فقالوا له: فضحتنا، فقال: إنّ مولاي أمرني بأمر فلن أخالفه، ولن أبرح حتّى أفرغ من بيع ما في هذه القوسرة، فقال له قومه: أمّا إذ أبيت إلّا أن تشتغل ببيع وشراء فاقعد في الطحّانين، فقعد في الطحّانين فهيّأ رحیً وجملاً وجعل يطحن.
وذكر أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن خالد البرقي ٢ : أنّه كان مشهوراً في العبادة، وكان من العبّاد في زمانه.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٨٩-٣٩۰
(١) «القَوْسَرَة»: لغة في القوصرة [لسان العرب، ج٥، ص٩٣]، و«القَوْصَرَّة»: وهي وعاء للتمر من قصب. كتاب العين، ج٥، ص٥٩.
(٢) كون نسبة الرجل «البرقي» وكنیته «أبومحمّد» وهم؛ لأنّ عبد الله بن محمّد بن خالد هذا هو الطیالسي وكان شیخاً للعیّاشي وكنیته «أبو العبّاس»، و«أبومحمّد» أخوه الحسن. راجع: رجال النجاشي، ص٢١٩.
(٢) كون نسبة الرجل «البرقي» وكنیته «أبومحمّد» وهم؛ لأنّ عبد الله بن محمّد بن خالد هذا هو الطیالسي وكان شیخاً للعیّاشي وكنیته «أبو العبّاس»، و«أبومحمّد» أخوه الحسن. راجع: رجال النجاشي، ص٢١٩.
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢٧
قال الصادق (عليه السلام): ما أحد أحيا ذكرنا وأحاديث أبي إلّا زرارة وأبو بصير المرادي، ومحمّد بن مسلم، وبريد بن معاوية. ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هدىً، هؤلاء حفّاظ الدين وأمناء أبي على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا وفي الآخرة.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٩۰
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢٨
قال أبوبصير: أتيت الصادق (عليه السلام) بعد أن كبرت سنّي ودقّ عظمي واقترب أجلي، مع أنّي لست أرى ما أصبر إليه في آخرتي، فقال (عليه السلام): يا أبا محمّد، إنّك لتقول هذا القول؟ فقلت: جعلت فداك، كيف لا أقوله؟ فقال (عليه السلام): أ ما علمت أنّ الله تبارك وتعالی يكرم الشباب منكم، ويستحيي من الكهول؟ قلت: جعلت فداك، كيف يكرم الشباب منّا ويستحيي من الكهول؟ قال (عليه السلام): يكرم الشباب منكم أن يعذّبهم، ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم، فهل سررتك؟ قلت: جعلت فداك، زدني، فإنّا قد نبزنا نبزاً ١ انكسرت له ظهورنا، وماتت له أفئدتنا، واستحلّت به الولاة دماءنا في حديث رواه فقهاؤهم هؤلاء، فقال (عليه السلام): الرافضة؟ قلت: نعم.
فقال (عليه السلام): والله، ما هم سمّوكم بل الله سمّاكم، أ ما علمت أنّه كان مع فرعون سبعون رجلاً من بني إسرائيل يدينون بدينه، فلمّا استبان لهم ضلال فرعون وهدى موسى (عليه السلام)، رفضوا فرعون ولحقوا موسى (عليه السلام)، وكانوا في عسكر موسى أشدّ أهل ذلك العسكر عبادة، وأشدّهم اجتهاداً، إلّا أنّهم رفضوا فرعون، فأوحى الله إلى موسى أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة، فإنّي قد نحلتهم؟ ثمّ ذخر الله هذا الاسم حتّى سمّاكم به، إذ رفضتم فرعون وهامان وجنودهما واتّبعتم محمّداً وآل محمد (عليهم السلام).
يا أبا محمّد، فهل سررتك؟ قلت: جعلت فداك، زدني، فقال (عليه السلام): افترق الناس كلّ فرقة واستشيعوا كلّ شيعة، فاستشيعتم مع أهل بيت نبيّكم، فذهبتم حيث ذهب الله، واخترتم ما اختار الله، وأحببتم من أحبّ الله، وأردتم من أراد الله، فأبشروا ثمّ أبشروا ثمّ ابشروا، فأنتم _ والله _ المرحومون، المتقبّل من محسنكم، والمتجاوز عن مسيئكم، من لم يلق الله بمثل ما أنتم عليه لم يتقبّل الله منه حسنة، ولم يتجاوز عنه سيّئة.
يا أبا محمّد، فهل سررتك؟ قلت: جعلت فداك، زدني، فقال (عليه السلام): إنّ الله وملائكته يسقطون الذنوب من ظهور شيعتنا، كما تسقط الريح الورق عن الشجر في أوان سقوطه، وذلك قول الله: ﴿وَالمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمدِ رَبِّهِم وَيَستَغفِرُونَ لِمَن فِي الأَرضِ﴾، فاستغفارهم _ والله _ لكم دون هذا العالم.
فهل سررتك يا أبا محمّد؟ قلت: جعلت فداك، زدني، فقال (عليه السلام): لقد ذكركم الله في كتابه، فقال: ﴿مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَّن قَضَى نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلًا﴾، والله، ما عنى غيركم إذ وفيتم بما أخذ عليكم ميثاقكم من ولايتنا، إذ لم تبدّلوا بنا غيرنا، ولو فعلتم لعيّركم الله كما عيّر غيركم في كتابه إذ يقول:
﴿وَمَا وَجَدنَا لأَكثَرِهِم مِّن عَهدٍ وَإِن وَجَدنَا أَكثَرَهُم لَفَاسِقِينَ﴾.
فهل سررتك؟ قلت: جعلت فداك، زدني، قال (عليه السلام): لقد ذكركم الله في كتابه، فقال: ﴿الأَخِلَّاء يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقِينَ﴾، فالخلق _ والله _ أعداء، غيرنا وشيعتنا، وما عنى بـ ﴿المُتَّقِينَ﴾ غيرنا وغير شيعتنا.
فهل سررتك يا أبا محمّد؟ قلت: جعلت فداك، زدني، فقال (عليه السلام): لقد ذكركم الله في كتابه، فقال: ﴿وَمَن يُطِعِ اللّهََ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾، فمحمّد (صلى الله عليه وآله) النبيّين، ونحن الصدّيقين والشهداء، وأنتم الصالحون، فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم الله، فوالله، ما عنى غيركم.
فهل سررتك؟ قلت: جعلت فداك، زدني، فقال (عليه السلام): لقد جمعنا الله ووليّنا وعدوّنا في آية من كتابه، فقال: قل: يا محمّد، ﴿هَل يَستَوِي الَّذِينَ يَعلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلبَابِ﴾.
فهل سررتك؟ قلت: جعلت فداك، زدني، فقال (عليه السلام): ذكركم الله في كتابه، فقال: ﴿مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الأَشرَارِ﴾، فأنتم في النار تطلبون، وفي الجنّة _ والله _ تحبرون.
فهل سررتك يا أبا محمّد؟ قلت: جعلت فداك، زدني، فقال (عليه السلام): لقد ذكركم الله في كتابه فأعاذكم من الشيطان، فقال: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَانٌ﴾، والله، ما عنی غيرنا وغير شيعتنا.
فهل سررتك؟ قلت: جعلت فداك، زدني، قال (عليه السلام): والله لقد ذكركم الله في كتابه، فأوجب لكم المغفرة، فقال: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِم لَا تَقنَطُوا مِن رَّحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾؛ قال: يا أبا محمّد، فإذا غفر الله الذنوب جميعاً فمن يعذّب؟ والله، ما عنى غيرنا وغير شيعتنا، وإنّها لخاصّة لنا ولكم.
فهل سررتك؟ قلت: جعلت فداك، زدني، قال (عليه السلام): والله، ما استثنى الله أحداً من الأوصياء ولا أتباعهم، ما خلا أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته إذ يقول: ﴿يَومَ لَا يُغنِي مَولًى عَن مَّولًى شَيئًا وَلَا هُم يُنصَرُونَ ۞ إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾، والله، ما عنى بالرحمة غير أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته.
فهل سررتك؟ قلت: جعلت فداك، زدني، قال: فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام): ليس على فطرة الإسلام غيرنا وغير شيعتنا، وسائر الناس من ذلك براء.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٩۰-٣٩٣
(١) «نَبَزَه»: لَقَّبَه. لسان العرب، ج٥، ص٤١٣.
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٢٩
قال زرارة: شهد أبو كدينة ١ الأزدي ومحمّد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاضٍ، ونظر في وجههما مليّاً، ثمّ قال: جعفريّين فاطميّين، فبكيا، فقال لهما: ما يبكيكما؟ فقالا: نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن نكون من إخوانهم، لما يرون من سخف ورعنا، ونسبتنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا أن نكون من شيعته، فإن تفضّل وقبلنا فله المنّ علينا والفضل قديماً فينا، فتبسّم شريك ثمّ قال: إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكم، يا وليد، أجزهما هذه المرّة ولا يعودا، قال: فحججنا فخبّرنا الصادق (عليه السلام) بالقصّة، فقال (عليه السلام): وما لشريك، شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٩٣
(١) كذا في البحار، ولكن ورد في المصدر: «أبوكریبة» وهو الصواب. راجع: الاختصاص، ص٢۰٢.
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٣٠
ذكر أبو النصر ١ محمّد بن مسعود أنّ ابن مسكان كان لا يدخل على الصادق (عليه السلام) شفقة أن لا يوفّيه حقّ إجلاله، فكان يسمع من أصحابه ويأبى أن يـدخل عليه إجلالاً له وإعظاماً له، وذكر يـونس بن عبد الرحمـن أنّ ابن مسكان كان رجلاً مؤمناً، وكان يتلقّى أصحابه إذا قدموا، فيأخذ ما عندهم.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٩٤
(١) كذا في البحار، ولكنّ الصواب: «أبو النضر» وهو العيّاشي.
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٣١
قال عبد الله بن الفضل الهاشمي: كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ دخل المفضّل بن عمر، فلمّا بصر به ضحك إليه، ثمّ قال (عليه السلام): إليّ يا مفضّل، فو ربّي، إنّي لأحبّك وأحبّ من يحبّك، يا مفضّل، لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان، فقال له المفضّل: يا بن رسول الله، لقد حسبت أن أكون قد أنزلت فوق منزلتي، فقال (عليه السلام): بل أنزلت المنزلة التي أنزلك الله بها، فقال: يا بن رسول الله، فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال (عليه السلام): منزلة سلمان من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: فما منزلة داود بن كثير الرقّي منكم؟ قال (عليه السلام): منزلة المقداد من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ثمّ أقبل عليّ فقال (عليه السلام): يا عبد الله بن الفضل، إنّ الله تبارك وتعالی خلقنا من نور عظمته، وصنعنا برحمته، وخلق أرواحكم منّا، فنحن نحنّ إليكم وأنتم تحنّون إلينا، والله، لو جهد أهل المشرق والمغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلاً وينقصوا منهم رجلاً ما قدروا على ذلك، وإنّهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وأنسابهم.
يا عبد الله بن الفضل، ولو شئت لأريتك اسمك في صحيفتنا، ثمّ دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة، فقلت: يا بن رسول الله، ما أرى فيها أثر الكتابة، فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة، ووجدت في أسفلها اسمي، فسجدت لله شكراً.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٩٥