- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في أحكام قضاء الصلوات
قال معاوية بن عمّار: قلت للصادق (عليه السلام): أيّ شيء يلحق الرجل بعد موته؟ قال (عليه السلام): يلحقه الحجّ عنه والصدقة عنه والصوم عنه.
صفوان بن يحيى مولى بجيلة، يكنّى أبا محمّد، بيّاع السابري، أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث وأعبدهم، كان يصلّي كلّ يوم خمسين ومائة ركعة، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر، ويخرج زكاة ماله كلّ سنة ثلاث مرّات، وذلك أنّه اشترك هو وعبد الله بن جندب وعليّ بن النعمان في بيت الله الحرام، فتعاقدوا جميعاً إن مات واحد منهم يصلّي من بقي بعده صلاته ويصوم عنه ويحجّ عنه ويزكّي عنه ما دام حيّاً، فمات صاحباه وبقي صفوان بعدهما وكان يفي لهما بذلك، ويصلّي لهما ويزكّي عنهما ويصوم عنهما ويحجّ عنهما، وكلّ شيء من البرّ والصلاح يفعله لنفسه كذلك يفعله عن صاحبيه.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الميّت يفرح بالترحّم والاستغفار له كما يفرح الحيّ بالهديّة تهدى إليه.
قال الصادق (عليه السلام): ستّة تلحق المؤمن بعد وفاته: ولد يستغفر له، ومصحف يخلفه، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وقليب يحفره، وسنّة يؤخذ بها من بعده.
قال الصادق (عليه السلام): من عمل من المسلمين عن ميّت عملاً أضعف له أجره ونفع الله عزّ وجلّ به الميّت.
قال الصادق (عليه السلام): يدخل على الميّت في قبره الصلاة والصوم والحجّ والصدقة والبرّ والدعاء، ويكتب أجره للذي فعله وللميّت.
سأل عمر بن يزيد الصادق (عليه السلام) أ يصلّى عن الميّت؟ فقال (عليه السلام): نعم، حتّى إنّه ليكون في ضيق فيوسّع عليه ذلك الضيق، ثمّ يؤتى فيقال له: خفّف عنك هذا الضيق بصلاة فلان أخيك عنك.
قال هشام بن سالم: سألت الصادق (عليه السلام) أو الكاظم (عليه السلام): يصل إلى الميّت الدعاء والصدقة والصلاة ونحو هذا؟ قال (عليه السلام): نعم، قلت: أ ويعلم من صنع ذلك به؟ قال (عليه السلام): نعم، ثمّ قال (عليه السلام): يكون مسخوطاً عليه فيرضى عنه.
قال عليّ بن أبي حمزة: سألت الصادق (عليه السلام) أو الكاظم (عليه السلام) عن الرجل يحجّ ويعتمر ويصلّي ويصوم ويتصدّق عن والديه وذوي قرابته؟ قال (عليه السلام): لا بأس به، يؤجر فيما يصنع وله أجر آخر بصلته قرابته، قلت: وإن كان لا يرى ما أرى وهو ناصب؟ قال (عليه السلام): يخفّف عنه بعض ما هو فيه.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الصلاة والصوم والصدقة والحجّ والعمرة وكلّ عمل صالح ينفع الميّت حتّى إنّ الميّت ليكون في ضيق فيوسّع عليه، ويقال: هذا بعمل ابنك فلان أو بعمل أخيك فلان أخوه في الدين.