- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الطهارة
- » أحاديث في أجر المصائب
قال الصادق (عليه السلام): ولد واحد يقدّمه الرجل، أفضل من سبعين ولداً يبقون بعده يدركون القائم (عليه السلام).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّي رأيت البارحة عجباً … رأيت رجلاً من أمّتي قد خفّ ميزانه، فجاء أفراطه ١ فثقّلوا ميزانه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تزوّجوا، فإنّي مكاثر بكم الأمم، حتّى أنّ السقط ليظلّ محبنطئاً على باب الجنّة، يقال له: ادخل، يقول: حتّى يدخل أبواي.
قال الشهید (رحمه الله): «السقط»: ... هو الذي يسقط من بطن أمّه قبل تمامه، و«محبنطئاً» _ بالهمز وتركه _ المتغضّب المستبطئ للشيء.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): النفساء يجرّها ولدها يوم القيامة بسرره إلى الجنّة.
قال الشهید (رحمه الله): «النفساء»: _ بضمّ النون وفتح الفاء _ المرأة إذا ولدت، و«السرر» _ بفتح السين المهملة وكسرها _ ما تقطعه القابلة من سرّة المولود التي هي موضع القطع، وما بقي بعد القطع فهو السرّة، وكان يريد الولد الذي لم تقطع سرّته.
قال عبيد بن عمير الليثي: إذا كان يوم القيامة خرج ولدان المسلمين من الجنّة بأيدهم الشراب، فيقول لهم الناس: اسقونا اسقونا، فيقولون: أبوينا أبوينا، قال: حتّى السقط محبنطئاً علی باب الجنّة يقول: لا أدخل حتّى يدخل أبواي.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة نودي في أطفال المؤمنين والمسلمين: أن اخرجوا من قبوركم فيخرجون من قبورهم، ثمّ ينادى فيهم: أن امضوا إلى الجنّة زمراً، فيقولون: ربّنا ووالدينا معنا؟ ثمّ ينادي فيهم ثانية: أن امضوا إلى الجنّة زمراً، فيقولون: ربّنا ووالدينا معنا؟ فيقول في الثالثة: ووالديكم معكم، فيثب كلّ طفل إلى أبويه، فيأخذون بأيديهم فيدخلون بهم الجنّة، فهم أعرف بآبائهم وأمّهاتهم يومئذٍ من أولادكم الذين في بيوتكم.
روي أنّ رجلاً كان يجيء بصبيّ له معه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّه مات فاحتبس والده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأل عنه، فقالوا: مات صبيّه الذي رأيته معه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هلّا آذنتموني؟ فقوموا إلى أخينا نعزّيه؟ فلمّا دخل عليه إذا الرجل حزين وبه كآبة فعزّاه، فقال: يا رسول الله، كنت أرجوه لكبر سنّي وضعفي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أ ما يسرّك أن يكون يوم القيامة بإزائك، فيقال له: ادخل الجنّة، فيقول: يا ربّ، وأبواي؟ فلا يزال يشفع حتّى يشفّعه الله عزّ وجلّ فيكم فيدخلكم جميعاً الجنّة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته:
أ قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: بحمدك، نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنّة وسمّوه بيت الحمد.
إنّ امرأة أتت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعها ابن لها مريض، فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يشفي ابني هذا، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هل لك فرط؟ قالت: نعم، يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): في الجاهلية أو في الإسلام؟ قالت: بل في الإسلام، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): جنّة حصينة، جنّة حصينة.
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتعاهد الأنصار ويعودهم ويسأل عنهم، فبلغه أنّ امرأة مات ابن لها فجزعت عليه، فأتاها فأمرها بتقوى الله عزّ وجلّ والصبر، فقالت: يا رسول الله، إنّي امرأة رقوب لا ألد ولم يكن لي ولد غيره، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرقوب التي يبقى لها ولدها، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من امرئ مسلم ولا امرأة مسلمة يموت لهما ثلاثة من الولد إلّا أدخلهما الجنّة، فقيل له: واثنان؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): واثنان.
في حديث آخر أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لها: أ ما تحبيّن أن ترينه على باب الجنّة وهو يدعوك إليها؟ فقالت: بلى، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): فإنّه كذلك.
وقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على مجلس من بني سلمة، فقال: يا بني سلمة، ما الرقوب فيكم؟ قالوا: الذي لا يولد له، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): بل هو الذي لا فرط له، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما المعدم فيكم؟ قالوا: الذي لا مال له، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): بل هو الذي يقدم وليس له عند الله خير.
مات لداود (عليه السلام) ولد فحزن عليه حزناً كثيراً، فأوحى الله إليه: يا داود، وما كان يعدل هذا الولد عندك؟ قال: كان _ يا ربّ _ يعدل عندي ملء الأرض ذهباً، قال: فلك عندي يوم القيامة ملء الأرض ثواباً.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): تجيء يوم القيامة أطفال المؤمنين عند عرض الخلائق للحساب، فيقول الله تعالی لجبرئیل (عليه السلام): اذهب بهؤلاء إلى الجنّة، فيقفون على أبواب الجنّة، ويسألون عن آبائهم وأمّهاتهم، فتقول لهم الخزنة: آباؤكم وأمّهاتكم ليسوا كأمثالكم، لهم ذنوب وسيّئات يطالبون بها، فيصيحون صيحة باكين، فيقول الله تعالی: يا جبرئیل، ما هذه الصيحة؟ فيقول: اللّهمّ أنت أعلم، هؤلاء أطفال المؤمنين، يقولون: لا ندخل الجنّة حتّى يدخل آباؤنا وأمّهاتنا، فيقول الله سبحانه وتعالى: يا جبرئیل، تخلّل الجمع وخذ بيد آبائهم وأمّهاتهم، فأدخلهم معهم الجنّة برحمتي.