- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في آداب النوم والانتباه
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أراد شيئاً من قيام الليل فأخذ مضجعه فليقل: «اللّهمّ لا تؤمنّي مكرك، ولا تنسني ذكرك، ولا تجعلني من الغافلين، أقوم إن شاء الله
ساعة كذا وكذا»، فإنّ الله عزّ وجلّ يوكّل به ملكاً يقيمه تلك الساعة، ومن أراد شيئاً من قيام الليل فغلبته عيناه حتّى يصبح، كان نومه صدقة من الله عليه، ويتمّم الله قيام ليلته.
قال الصادق (عليه السلام): إذا قمت في الليل من منامك فقل: الحمد لله الذي ردّ عليّ روحي لأحمده وأعبده.
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أوى إلى فراشه قال: «باسمك اللّهمّ أحيى وباسمك أموت»، فإذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني، وإليه النشور».
إذا توسّد الرجل يمينه فليقل: «بسم الله، اللّهمّ إنّي أسلمت نفسي إليك، ووجّهت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وتوكّلت عليك رهبة منك ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت»، ثمّ يسبّح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام).
ومن أصابه فزع عند منامه، فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوّذتين وآية الكرسيّ. ١
قال الباقر (عليه السلام) أو الصادق (عليه السلام): لا يدع الرجل أن يقول عند منامه: «أعيذ نفسي وذرّيّتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامّات من كلّ شيطان وهامّة، ومن كلّ عين لامّة»، فبذلك عوّذ به جبرئيل الحسن والحسين (عليهما السلام).
قال الصادق (عليه السلام): اقرأ ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ﴾ و﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا الۡكَٰفِرُونَ﴾ عند منامك، فإنّهما براءة من الشرك، و﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ﴾ نسبة الربّ عزّ وجلّ.
قال الصادق (عليه السلام): من قرأ ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ مائة مرّة حين يأخذ مضجعه، غفر له ما قبل ذلك خمسين عاماً. ١
قال الصادق (عليه السلام): من قرأ ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ﴾ إحدى عشرة مرّة حينما يأوي إلى فراشه، غفر له وشفّع في جيرانه، فإن قرأها مائة مرّة غفر ذنبه فيما يستقبل خمسين سنة. ١
عنهم (عليهم السلام): إذا أردت النوم تقول: «اللّهمّ، إن أمسكت بنفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها». ١
قال الصادق (عليه السلام): من قال حين يأوي إلى فراشه «لا إله إلّا الله» مائة مرّة بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن استغفر الله مائة مرّة حين ينام، بات وقد تحاتت الذنوب كلّها عنه كما يتحاتّ الورق من الشجر، ويصبح وليس عليه ذنب. ١
قال الصادق (عليه السلام): من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرّات: «الحمد لله الذي علا فقهر، والحمد لله الذي بطن فخبر، والحمد لله الذي ملك فقدر، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويميت الأحياء، وهو على كلّ شيء قدير» خرج من الذنوب كيوم ولدته أمّه. ١
من بات على طهر فكأنّما أحيى ليله. ١
إذا أوى إلى فراشه فليقل: «أعوذ بعزّة الله، وأعوذ بقدرة الله، وأعوذ بجمال الله، وأعوذ بسلطان الله، وأعوذ بجبروت الله، وأعوذ بملكوت الله، وأعوذ بدفع الله، وأعوذ بجمع الله، وأعوذ برحمة الله، وأعوذ برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعوذ بأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، من شرّ ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شرّ العامّة والسامّة، ومن شرّ فسقة العرب والعجم، ومن شرّ كلّ دابّة في الليل والنهار، أنت ﴿ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسۡتَقِيمٍ﴾».
فإذا أراد النوم فليتوسّد يمينه، وليقل: «بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، اللّهمّ، إنّي أسلمت نفسي إليك، ووجّهت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة منك ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك، اللّهمّ، آمنت بكلّ كتاب أنزلته وبكلّ رسول أرسلته».
ثمّ يسبّح تسبيح الزهراء (عليها السلام) ثمّ يقرأ: ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، والمعوّذتين ثلاثاً ثلاثاً، وآية السخرة، و﴿شَهِدَ اللَّهُ﴾، و﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ﴾ إحدى عشر مرّة.
ثمّ ليقل: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شئ قدير». ثمّ ليقل: «أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، من شرّ ما خلق وذرأ وبرأ وأنشأ وصوّر، ومن شرّ الشيطان وشركه ونزغه، ومن شرّ شياطين الإنس والجنّ، وأعوذ بكلمات الله التامّة، من شرّ السامّة والهامّة واللامّة والخاصّة والعامّة، ومن شرّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شرّ ما يلج في الأرض وما يخرج منها، ومن شرّ طوارق الليل والنهار، إلّا طارقاً يطرق بخير، بالله الرحمن استعنت، وعلى الله توكّلت، وهو حسبي ونعم الوكيل».
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من قرأ ﴿أَلۡهَىٰكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ عند النوم وقي فتنة القبر.
قال الكاظم (عليه السلام): يستحبّ أن يقرأ الإنسان عند النوم إحدى عشرة مرّة ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ الۡقَدۡرِ﴾.
ومن يتفرّغ بالليل يستحبّ أن يقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوّذتين وآية الكرسيّ.
ومن خاف اللصوص فليقرأ عند منامه: ﴿قُلِ ادۡعُواْ اللَّهَ أَوِ ادۡعُواْ الرَّحۡمَٰنَ أَيّاً مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ الۡأَسۡمَآءُ الۡحُسۡنَىٰ﴾ إلى آخرها.
ومن خاف الأرق ١ فليقل عند منامه: «سبحان الله ذي الشأن، دائم السلطان، عظيم البرهان، ﴿كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٍ﴾، ثمّ يقول: «يا مشبع البطون الجائعة، ويا كاسي الجنوب العارية، ويا مسكّن العروق الضاربة، ويا منوّم العيون الساهرة، سكّن عروقي الضاربة، وأذن لعيني نوماً عاجلاً».
ومن خاف الاحتلام فليقل عند منامه: «اللّهمّ، إنّي أعوذ بك من الاحتلام، وأن يلعب بي الشيطان في اليقظة والمنام».
ويقول لطلب الرزق عند المنام: «اللّهمّ، أنت الأوّل فلا شيء قبلك، وأنت الآخر فلا شيء بعدك، وأنت الظاهر فلا شيء فوقك، وأنت الباطن فلا شيء دونك، وأنت الآخر فلا شيء بعدك، اللّهمّ، ربّ السموات السبع، وربّ الأرضين السبع، وربّ التوراة والإنجيل، والزبور والفرقان الحكيم، أعوذ بك من شرّ كلّ دابّة أنت ﴿ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسۡتَقِيمٍ﴾».
ومن أراد رؤيا ميّت في منامه فليقل: «اللّهمّ، أنت الحيّ الذي لا يوصف، والإيمان يعرف منه، منك بدأت الأشياء، وإليك تعود، فما أقبل منها كنت ملجأه ومنجاه، وما أدبر منها لم يكن له ملجأ، ولا منجا منك إلّا إليك. أسألك بلا إله إلّا أنت، وأسألك ببسم الله الرحمن الرحيم، وبحقّ نبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) سيّد النبيّين، وبحقّ عليّ (عليه السلام) خير الوصيّين، وبحقّ فاطمة (عليها السلام) سيّدة نساء العالمين، وبحقّ الحسن والحسين (عليهما السلام) اللذين جعلتهما سيّدي شباب أهل الجنّة أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تريني ميّتي في الحال التي هو فيها».
ومن أراد الانتباه لصلاة الليل، وخاف النوم، فليقل عند منامه: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ﴾ إلى آخر السورة.
ثمّ يقول: «اللّهمّ، لا تنسني ذكرك، ولا تؤمنّي مكرك، ولا تجعلني من الغافلين، وأنبهني لأحبّ الساعات إليك، أدعوك فيها فتستجيب لي، وأسألك فتعطيني، وأستغفرك فتغفر لي، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت يا أرحم الراحمين».
قال الكاظم (عليه السلام): اللّهمّ لا تؤمنّي مكرك، ولا تنسني ذكرك، ولا تولّ عنّي وجهك، ولا تهتّك عنّي سترك، ولا تأخذني على تمدّدي، ولا تجعلني من الغافلين، وأيقظني من رقدتي، وسهّل لي القيام في هذه الليلة في أحبّ الأوقات، وارزقني فيها الصلاة والذكر والشكر والدعاء، حتّى أسألك فتعطيني وأدعوك فتستجیب لي، وأستغفرك فتغفر لي، إنّك أنت الغفور الرحيم.
فإذا انقلب على فراشه وانتبه فليقل: «لا إله إلّا الله الحيّ القيوم، وهو على كلّ شيء قدير، سبحان الله، ربّ النبيّين، وإله المرسلين، وسبحان الله، ربّ السموات السبع وما فيهنّ، وربّ الأرضين السبع وما فيهنّ، وربّ العرش العظيم، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين».
وإذا رأى رؤياً مكروهة، فليتحوّل عن شقّه الذي كان عليه، وليقل: ﴿إِنَّمَا النَّجۡوَىٰ مِنَ الشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡٔاً إِلَّا بِإِذۡنِ اللَّهِ﴾، أعوذ بالله وبما عاذت به ملائكة الله المقرّبون وأنبياؤه المرسلون والأئمّة المهديّون وعباده الصالحون من شرّ ما رأيت، ومن شرّ رؤياي أن تضرّني في ديني أو دنياي، ومن الشيطان الرجيم.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام): ما فعلت البارحة يا أبا الحسن؟ فقال (عليه السلام): صلّيت ألف ركعة قبل أن أنام، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف ذلك؟ فقال (عليه السلام): سمعتك يا رسول الله، تقول: من قال عند نومه ثلاثاً «يفعل الله ما يشاء بقدرته، ويحكم ما يريد بعزّته»، فقد صلّى ألف ركعة، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): صدقت.
قال عليّ (عليه السلام): من قرأ آية السخرة ١ عند نومه حرسته الملائكة وتباعدت عنه الشياطين.
قال الباقر (عليه السلام): من قرأ سورة القدر إحدى عشرة مرّة حين ينام، خلق الله له نوراً سعته سعة الهواء عرضاً وطولاً، ممتدّاً من قرار الهواء إلى حجب النور فوق العرش، في كلّ درجة منه ألف ملك، ولكلّ ملك ألف لسان، لكلّ لسان ألف لغة، يستغفرون لقارئها إلى زوال الليل، ثمّ يضع الله تعالی ذلك النور في جسد قارئها إلى يوم القيامة.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من قرأ التوحيد والمعوّذتين كلّ ليلة عشراً كان كمن قرأ القرآن كلّه وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، وإن مات في يومه أو ليلته مات شهيداً.
قال عليّ (عليه السلام): إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن وليقل: «بسم الله وضعت جنبي لله على ملّة إبراهيم ودين محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية من افترض الله طاعته، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن». فمن قال ذلك عند منامه حفظه الله تعالى من اللصّ المغير والهدم وتستغفر له الملائكة.
قال الصادق (عليه السلام): من قرأ عند منامه آية الكرسيّ ثلاث مرّات، والآية التي في آل عمران ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُو﴾ وآية السخرة، وآية السجدة، وكّل به شيطانان يحفظانه من مردة الشياطين، شاؤوا أو أبوا، ومعهما من الله ثلاثون ملكاً يحمدون الله عزّ وجلّ، ويسبّحونه ويهلّلونه ويكـبّرونه ويستغفرونه إلى أن ينتبه ذلك العبد من نومه، وثواب ذلك كلّه له.
قال الصادق (عليه السلام): من قرأ الواقعة كلّ ليلة قبل أن ينام، لقي الله ووجهه كالقمر في ليلة البدر.