- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في آداب الصلاة
قال الصادق (عليه السلام): إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يغمض الرجل عينيه في الصلاة. ١
قال زرارة: قلت للصادق (عليه السلام): بما استوجب إبليس من الله أن أعطاه ما أعطاه؟ فقال (عليه السلام): بشيء كان منه شكره الله عليه، قلت: وما كان منه _ جعلت فداك _؟ قال (عليه السلام): ركعتان ركعهما في السماء أربعة آلاف سنة.
قال الصادق (عليه السلام): إذا استقبلت القبلة فانس الدنيا وما فيها، والخلق وما هم فيه، واستفرغ قلبك عن كلّ شاغل يشغلك عن الله، وعاين بسرّك عظمة الله، واذكر وقوفك بين يديه يوم ﴿تَبۡلُواْ كُلُّ نَفۡسٍ مَّآ أَسۡلَفَتۡ وَرُدُّوٓاْ إِلَى اللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ الۡحَقِّ﴾، وقف على قدم الخوف والرجاء.
فإذا كـبّرت فاستصغر ما بين السموات العلى والثرى دون كبريائه، فإنّ الله تعالى إذا اطّلع على قلب العبد وهو يكـبّر وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره، قال: يا كاذب، أ تخدعني؟ وعزّتي وجلالي، لأحرمنّك حلاوة ذكري ولأحجبنّك عن قربي والمسارّة بمناجاتي.
واعلم أنّه غير محتاج إلى خدمتك وهو غنيّ عن عبادتك ودعائك، وإنّما دعاك بفضله ليرحمك ويبعّدك من عقوبته وينشر عليك من بركات حنّانيته ويهديك إلى سبيل رضاه ويفتح عليك باب مغفرته، فلو خلق الله عزّ وجلّ على ضعف ما خلق من العوالم أضعافاً مضاعفة على سرمد الأبد، لكان عنده سواء كفروا بأجمعهم به أو وحّدوه، فليس له من عبادة الخلق إلّا إظهار الكرم والقدرة، فاجعل الحياء رداء والعجز إزاراً، وادخل تحت سرّ سلطان الله تغنم فوائد ربوبيته مستعيناً به ومستغيثاً إليه.
قال الصادق (عليه السلام): ﴿الصَّلَوٰةِ الۡوُسۡطَىٰ﴾ الظهر، ﴿وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ إقبال الرجل على صلاته ومحافظته على وقتها حتّى لا يلهيه عنها ولا يشغله شيء.
قال العسكري (عليه السلام): حدّثني أبي عن أبيه (عليهما السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان من خيار أصحابه عنده أبو ذرّ الغفاري، فجاءه ذات يوم فقال: يا رسول الله، إنّ لي غنيمات قدر ستّين شاة، فأكره أن أبدو ١ فيها وأفارق حضرتك وخدمتك، وأكره أن أكلها إلى راعٍ فيظلمها ويسيء رعايتها، فكيف أصنع؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ابد فيها» فبدا فيها.
فلمّا كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا ذرّ، قال: لبّيك يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما فعلت غنيماتك؟ قال: يا رسول الله، إنّ لها قصّة عجيبة، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): وما هي؟ قال: يا رسول الله، بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي، فقلت: يا ربّ، صلاتي، ويا ربّ، غنمي، فآثرت صلاتي على غنمي، وأحضر الشيطان ببالي: يا أبا ذرّ، أين أنت إذ عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلّي فأهلكتها وما يبقى لك في الدنيا ما تعيش به؟ فقلت للشيطان: يبقى لي توحيد الله تعالى والإيمان برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وموالاة أخيه سيّد الخلق بعده عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وموالاة الأئمّة الهادين الطاهرين من ولده ومعاداة أعدائهم، فكلّما فات من الدنيا بعد ذلك جلل، فأقبلت على صلاتي فجاء ذئب فأخذ حملاً فذهب به، وأنا أحسّ به إذ أقبل على الذئب أسد فقطعه نصفين، واستنقذ الحمل وردّه إلى القطيع.
قال الصادق (عليه السلام): إذا صلّيت صلاة فريضة، فصلّها لوقتها صلاة مودّع يخاف أن لايعود إليها أبداً، ثمّ اصرف ببصرك إلى موضع سجودك، فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك، واعلم أنّك بين يدي من يراك ولا تراه.
قال الباقر (عليه السلام): دخل رجل مسجداً فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخفّف سجوده دون ما ينبغي ودون ما يكون من السجود، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نقر كنقر الغراب، لو مات على هذا مات على غير دين محمّد.
﴿قَدۡ أَفۡلَحَ الۡمُؤۡمِنُونَ ۞ الَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾ قال: غضّك بصرك في صلاتك، وإقبالك عليها.
لو كان ١ من رواية كما هو الظاهر، فيمكن القول بالتخيير بين النظر إلى موضع السجود والغمض، أو حمله على من يتوقّف حضور قلبه عليه كما قيل بهما أو يكون كناية عن الإعراض عمّا سوى الله، ولا يكون محمولاً على الحقيقة، فتكون الفقرة الثانية مفسّرة للأولى ومؤكّدة لها. (ص٢٣٥-٢٣٦)
قال أبان بن تغلب للصادق (عليه السلام): إنّي رأيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا قام في الصلاة غشي لونه لون آخر، فقال (عليه السلام) لي: والله، إنّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) كان يعرف الذي يقوم بين يديه.
قال بكر بن محمّد الأزدي: سأل الصادق (عليه السلام) أبو بصير _ وأنا جالس عنده _ عن الحور العین: جعلت فداك، أ خلق من خلق الدنيا أو خلق من خلق الجنّة؟ فقال (عليه السلام) له: ما أنت وذاك؟ عليك بالصلاة، فإنّ آخر ما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحثّ عليه الصلاة، إيّاكم أن يستخفّ أحدكم بصلاته، فلا هو إذا كان شابّاً أتمّها، ولا هو إذا كان شيخاً قوي عليها، وما أشدّ من سرقة الصلاة! فإذا قام أحدكم فليعتدل، وإذا ركع فليتمكّن، وإذا رفع رأسه فليعتدل، وإذا سجد فليتفرّج وليتمكّن، فإذا رفع رأسه فليعتدل، وإذا سجد فليتفرّج، وإذا رفع رأسه فليلبث حتّى يسكن.
عنهم (عليهم السلام): جاء خالد بن زيد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، أوصني وأقلل لعلّي أن أحفظ.
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): أوصيك بخمس: باليأس عمّا في أيدي الناس فإنّه الغنى، وإيّاك والطمع، فإنّه الفقر الحاضر، وصلّ صلاة مودّع، وإيّاك وما تعتذر منه، وأحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك.
قال أبوحمزة الثمالي: رأيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) يصلّي، فسقط رداؤه على أحد منكبيه، فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته، فسألته عن ذلك فقال (عليه السلام): ويحك، بين يدي من كنت؟ إنّ العبد لا يقبل من صلاته إلّا ما أقبل عليه منها بقلبه.
في سائر الكتب بعد قوله «بقلبه»: «فقلت: جعلت فداك، هلكنا، فقال (عليه السلام): كلّا، إنّ الله يتمّ ذلك بالنوافل».
هل يستحبّ للغير التأسّي به (عليه السلام) في ذلك؟ يحتمله لعموم التأسّي، وعدمه لعدم اشتراك العلّة، ومعلومية الاختصاص إلّا لمن كان له في الاستغراق في العبادة حظّ بالغ يناسب هذا الجناب، والأخير عندي أظهر وإن كان ظاهر بعض الأصحاب الأوّل. (ص٢٣٨)
قال عليّ (عليه السلام): ليخشع الرجل في صلاته، فإنّه من خشع قلبه لله عزّ وجلّ خشعت جوارحه، فلا يعبث بشيء.
قال الصادق (عليه السلام): من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما، انصرف وليس بينه وبين الله عزّ وجلّ ذنب إلّا غفره له.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ركعتان خفيفتان في تفكّر خير من قيام ليلة.
قال الصادق (عليه السلام): لا يجمع الله عزّ وجلّ لمؤمن الورع والزهد في الدنيا إلّا رجوت له الجنّة.
قال الصادق (عليه السلام): وإنّي لأحبّ للرجل منكم المؤمن إذا قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه إلى الله ولا يشغل قلبه بأمر الدنيا، فليس من مؤمن يقبل بقلبه في صلاته إلى الله إلّا أقبل الله إليه بوجهه، وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبّة له بعد حبّ الله عزّ وجلّ إيّاه.
قال الصادق (عليه السلام): أبصر عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) رجلاً ينقر بصلاته، فقال (عليه السلام): منذ كم صلّيت بهذه الصلاة؟ فقال له الرجل: منذ كذا وكذا، فقال (عليه السلام): مثلك عند الله كمثل الغراب إذا ما نقر، لو متّ متّ على غير ملّة أبي القاسم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ قال عليّ (عليه السلام): إنّ أسرق الناس من سرق صلاته.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ ربكم لرحيم يشكر القليل، إنّ العبد ليصلّي الركعتين يريد بها وجه الله فيدخله الله به الجنّة.
قال الصادق (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى: إنّما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي، ويكفّ نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، أجعل له في الظلمات نوراً وفي الجهالة علماً، أكلأه بعزّتي، وأستحفظه بملائكتي، يدعوني فألبّيه، ويسألني فأعطيه، فمثل ذلك عندي كمثل جنّات الفردوس، لا تيبس ثمارها، ولا تتغيّر عن حالها.
قال الصادق (عليه السلام): تخفيف الفريضة وتطويل النافلة من العبادة.
قال الرضا (عليه السلام): فإن هو أقبل على صلاته بكليّته رفعت صلاته كاملة، وإن سها فيها بحديث النفس نقص من صلاته بقدر ما سها وغفل، ورفع من صلاته ما أقبل عليه منها، ولايعطي الله القلب الغافل شيئاً، وإنّما جعلت النافلة لتكمل بها الفريضة.
كتب الصادق (عليه السلام) إلى مسمع ١ : إنّي أحبّ لك أن تتّخذ في دارك مسجداً في بعض بيوتك، ثمّ تلبس ثوبين طمرين غليظين، ثمّ تسأل الله أن يعتقك من النار، وأن يدخلك الجنّة، ولا تتكلّم بكلمة باطلة ولا بكلمة بغي.
قال أبوحازم: قال رجل لزين العابدين (عليه السلام): تعرف الصلاة؟ فحملت عليه، فقال (عليه السلام): مهلاً يا أبا حازم، فإنّ العلماء هم الحلماء الرحماء، ثمّ واجه السائل فقال (عليه السلام): نعم، أعرفها، فسأله عن أفعالها وتروكها وفرائضها ونوافلها حتّى بلغ قوله: ما افتتاحها؟ قال (عليه السلام): التكبير، قال: ما برهانها؟ قال (عليه السلام): القراءة، قال: ما خشوعها؟ قال (عليه السلام): النظر إلى موضع السجود، قال: ما تحريمها؟ قال (عليه السلام): التكبير، قال: ما تحليلها؟ قال (عليه السلام): التسليم، قال: ما جوهرها؟ قال (عليه السلام): التسبيح، قال: ما شعارها؟ قال (عليه السلام): التعقيب، قال: ما تمامها؟ قال (عليه السلام): الصلاة على محمّد وآل محمّد، قال: ما سبب قبولها؟ قال (عليه السلام): ولايتنا والبراءة من أعدائنا، فقال: ما تركت لأحد حجّة، ثمّ نهض يقول: ﴿اللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُ﴾، وتوارى.
كان السجّاد (عليه السلام) قائماً يصلّي حتّى وقف ابنه محمّد (عليه السلام) وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر، فسقط فيها فنظرت إليه أمّه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث، وتقول: يا بن رسول الله، غرق ولدك محمّد (عليه السلام)، وهو لا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر.
فلمّا طال عليها ذلك قالت حزناً على ولدها: ما أقسى قلوبكم! يا أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فأقبل على صلاته، ولم يخرج عنها إلّا عن كمالها وإتمامها، ثمّ أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومدّ يده إلى قعرها _ وكانت لا تنال إلّا برشاء طويل _ فأخرج ابنه محمّداً (عليه السلام) على يديه يناغي ويضحك، لم يبتلّ به ثوب ولا جسد بالماء، فقال (عليه السلام): «هاك، ضعيفة اليقين بالله» فضحكت لسلامة ولدها، وبكت لقوله (عليه السلام): «يا ضعيفة اليقين بالله»، فقال (عليه السلام): ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾ لو علمت أنّي كنت بين يدي جبّار، لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عنّي، أ فمن يرى راحم بعده؟
قال في النهاية: ناغت الأمّ صبيّها، لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة؛ و«التثريب»: التوبيخ؛ وجزاء «لو» مقدّر أو هي للتمنّي.
قيل: إنّ الناس متفاوتون في أمر الصلاة، فعبد يرى قرب الله منه في الصلاة وعبد يرى قيام الله عليه في الصلاة، وعبد يرى شهادة الله في الصلاة، وعبد يرى قيام الله له في الصلاة، وهذا كلّه على مقدار مراتب إيمانهم.
قيل: إنّ الصلاة أفضل العبادة لله، وهي أحسن صورة خلقها الله، فمن أدّاها بكمالها وتمامها فقد أدّى واجب حقّها، ومن تهاون فيها ضرب بها وجهه.
قال الرضا (عليه السلام): إنّ رجلاً من أصحاب عليّ (عليه السلام) _ يقال له قيس _ كان يصلّي، فلمّا صلّى ركعة أقبل أسود فصار في موضع السجود، فلمّا نحّى جبينه عن موضعه تطوّق الأسود في عنقه ثمّ انساب في قميصه.
وإنّي أقبلت يوماً من الفرع فحضرت الصلاة، فنزلت فصرت إلى ثمامة، فلمّا صلّيت ركعة أقبل أفعي نحوي، فأقبلت على صلاتي لم أخفّفها ولم ينتقص منها شيء، فدنا منّي ثمّ رجع إلى ثمامة، فلمّا فرغت من صلاتي ولم أخفّف دعائي دعوت بعضهم معي، فقلت: دونك الأفعى تحت الثمامة، فقتله، ومن لم يخف إلّا الله كفاه.
قال في النهاية: «انسابت حيّة»، أي دخلت وجرّت، وقال: «الفُرع» _ بضمّ الفاء وسكون الراء _ موضع معروف بين مكّة والمدينة، وقال: «الثمام»: نبت صغير وقصير لا يطول، والظاهر أنّ المصير إلى الثمامة لكونها سترة.
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا حضرت الصلاة اقشعرّ جلده واصفرّ لونه وارتعد كالسعفة ١ .
روي أنّ مولانا زين العابدين (عليه السلام) كان إذا قال: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ الدِّينِ﴾ يکـرّرها في قراءته حتّى كان يظنّ من يراه أنّه قد أشرف على مماته.
روي أنّ مولانا جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه، فلمّا أفاق سئل: ما الذي أوجب ما انتهت حاله إليه؟ فقال (عليه السلام) ما معناه: ما زلت أکـرّر آيات القرآن حتّى بلغت إلى حال كأنّني سمعتها مشافهة ممّن أنزلها.
قال زين العابدين (عليه السلام): فأمّا حقوق الصلاة: فأن تعلم أنّها وفادة إلى الله، وأنّك فيها قائم بين يدي الله، فإذا علمت ذلك كنت خليقاً أن تقوم فيها مقام العبد الذليل الراغب الراهب الخائف الراجي المستكين المتضرّع المعظّم، مقام من يقوم بين يديه بالسكون والوقار وخشوع الأطراف ولين الجناح وحسن المناجاة له في نفسه والطلب إليه في فكاك رقبته التي أحاطت بها خطيئته واستهلكتها ذنوبه، ولا قوّة إلّا بالله
كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا قام إلى الصلاة يربدّ وجهه خوفاً من الله تعالی، وكان لصدره أو لجوفه أزيز كأزيز المرجل ١ .
إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا قام إلى الصلاة كأنّه ثوب ملقىً.
كان عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلوّن، فيقال له: ما لك يا أمير المؤمنين؟ فيقول (عليه السلام): جاء وقت أمانة الله التي عرضها على السموات والأرض، ﴿فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا الۡإِنسَٰنُ﴾، فلا أدري أحسن أداء ما حملت أم لا؟
كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا قام للصلاة، كأنّه ساق شجرة لا يتحرّك منه شيء إلّا ما حرّكت الريح منه.
كان الباقر (عليه السلام) والصادق (عليه السلام) إذا قاما إلى الصلاة تغيّرت ألوانهما حمرة ومرّة صفرة، كأنّما يناجيان شيئاً يريانه.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يجوز صلاة امرئ حتّى يطهّر خمس جوارح: الوجه واليدين والرأس والرجلين بالماء والقلب بالتوبة.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الرجلين من أمّتي يقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد، وإنّ ما بين صلاتيهما مثل ما بين السماء والأرض.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من صلّى ركعتين ولم يحدّث فيهما نفسه بشيء من أمور الدنيا، غفر الله له ذنوبه.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف من على يمينه وشماله متعمّداً في الصلاة فلا صلاة له.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ العبد ليصلّي الصلاة لا يكتب له سدسها ولا عشرها، وإنّما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ العبد إذا عجّل فقام لحاجته يقول الله تبارك وتعالى: أ ما يعلم عبدي أنّي أنا أقضي الحوائج؟
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيّته لأبي ذرّ: يا أبا ذرّ، ركعتان مقتصدتان في تفكّر خير من قيام ليلة والقلب لاهٍ.
قال الباقر (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله، وكان يصلّي صلاة مودّع يرى أن لا يصلّي بعدها أبداً.
إنّ أبا جعفر المنصور خرج في يوم جمعة متوكّئاً على يد الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام)، فقال رجل يقال له رزام مولى خالد بن عبد الله: من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أمير المؤمنين على يده؟ فقيل له: هذا أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)، فقال: إنّي _ والله _ ما علمت لوددت أنّ خدّ المنصور نعل لجعفر (عليه السلام)، ثمّ قام فوقف بين يدي المنصور فقال له: أسأل يا أمير المؤمنين؟ فقال له المنصور: سل هذا، فقال: إنّي أريدك بالسؤال، فقال له المنصور: سل هذا، فالتفت رزام إلى الإمام جعفر بن محمّد (عليه السلام) فقال له: أخبرني عن الصلاة وحدودها.
فقال له الصادق (عليه السلام): للصلاة أربعة آلاف حدّ لست تؤاخذ بها، فقال: أخبرني بما لا يحلّ تركه ولا تتمّ الصلاة إلّا به، فقال الصادق (عليه السلام): لا يتمّ الصلاة إلّا لذي طهر سابغ وتمام بالغ غير نازغ ولا زائغ، عرف فوقف، وأخبت ١ فثبت، فهو واقف بين اليأس والطمع والصبر والجزع، كأنّ الوعد له صنع والوعيد به وقع، يذلّ عرضه ويمثّل غرضه، وبذل في الله المهجة وتنكّب إليه المحجّة، غير مرتغم بارتغام، يقطع علائق الاهتمام بعين من له قصد، وإليه وفد ومنه استرفد.
فإذا أتى بذلك كانت هي الصلاة التي بها أمر وعنها أخبر، وإنّها هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فالتفت المنصور إلى الصادق (عليه السلام)، فقال: يا أبا عبد الله، لا نزال من بحرك نغترف وإليك نزدلف، تبصّر من العمى وتجلو بنورك الطخياء ٢ ، فنحن نعوم في سبحات قدسك وطامي بحرك.
(٢) «الطَخْيَاء»: ظُلمة الليل. لسان العرب، ج١٥، ص٥.
قال الصادق (عليه السلام): ما من عبد يقوم إلى الصلاة فيقبل بوجهه إلى الله، إلّا أقبل الله إليه بوجهه، فإن التفت صرف الله وجهه عنه، ولا يحسب من صلاته إلّا ما أقبل بقلبه إلى الله، ولقد صلّى الباقر (عليه السلام) ذات يوم فوقع على رأسه شيء فلم ينزعه من رأسه حتّى قام إليه جعفر فنزعه من رأسه تعظيماً لله وإقبالاً على صلاته، وهو قول الله ﴿أَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً﴾، وهي أيضاً في الولاية.
قال السيّد ابن طاوس (رحمه الله): وجدت في صحف إدريس (عليه السلام): إذا دخلتم في الصلاة فاصرفوا لها خواطركم وأفكاركم، وادعوا الله دعاء طاهراً متفرّغاً، وسلوه مصالحكم ومنافعكم بخضوع وخشوع وطاعة واستكانة، وإذا ركعتم وسجدتم فأبعدوا عن نفوسكم أفكار الدنيا وهواجس السوء وأفعال الشرّ واعتقاد المكر ومآكل السحت والعدوان والأحقاد، واطرحوا بينكم ذلك كلّه.
سئل الكاظم (عليه السلام) عن الرجل، أ يصلح له أن يغمض عينيه متعمّداً في صلاته؟ قال (عليه السلام): لا بأس.
قال عليّ (عليه السلام): ثمّ تأويل مدّ عنقك في الركوع تخطر في نفسك: آمنت بك ولو ضربت عنقي، ثمّ تأويل رفع رأسك من الركوع إذا قلت: «سمع الله لمن حمده الحمد لله ربّ العالمين» تأويله: الذي أخرجني من العدم إلى الوجود، وتأويل السجدة الأولى أن تخطر في نفسك وأنت ساجد: منها خلقتني، ورفع رأسك تأويله: ومنها أخرجتني، والسجدة الثانية: وفيها تعيدني، ورفع رأسك تخطر بقلبك: ومنها تخرجني تارة أخرى.
كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا صلّى رفع بصره إلى السماء، فلمّا نزل ﴿الَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾ طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى الأرض.
قال الحسن بن كثير الخزّاز: رأيت الصادق (عليه السلام) وعليه قميص غليظ خشن تحت ثيابه، وفوقه جبّة صوف وفوقها قميص غليظ، فمسستها فقلت: إنّ الناس يكرهون لباس الصوف، قال (عليه السلام): كلّا، كان أبي محمّد بن عليّ (عليه السلام) يلبسها، وكان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يلبسها، وكانوا يلبسون أغلظ ثيابهم إذا قاموا إلى الصلاة.
وكان (عليه السلام) إذا صلّى برز إلى موضع خشن فيصلّي فيه ويسجد على الأرض، فأتى الجبّان _ وهو جبل بالمدينة يوماً _ ثمّ قام على حجارة خشنة محرقة، فأقبل يصلّي _ وكان كثير البكاء _ فرفع رأسه من السجود وكأنّما غمس في الماء من كثرة دموعه.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا صلّيت فصلّ صلاة مودّع.
فيما أوحى الله إلى داود: لربما صلّى العبد فأضرب بها وجهه وأحجب عنّي صوته، أ تدري من ذلك يا داود؟ ذلك الذي يكثر الالتفات إلى حرم المؤمنين بعين الفسق، وذلك الذي حدّثته نفسه لو ولي أمراً لضرب فيه الأعناق ظلماً، يا داود، نح على خطيئتك كالمرأة الثكلى على ولدها، وكم ركعة طويلة فيها بكاء بخشية قد صلّاها صاحبها لا تساوي عندي فتيلاً حين نظرت في قلبه ووجدته إن سلّم من الصلاة، وبرزت له امرأة وعرضت عليه نفسها أجابها، وإن عامله مؤمن خانه.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أ لا أدلّكم على أكسل الناس وأسرق الناس وأبخل الناس وأجفى الناس وأعجز الناس؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): فأمّا أبخل الناس فرجل يمرّ بمسلم ولا يسلّم عليه، وأمّا أكسل الناس فعبد صحيح فارغ لايذكر الله بشفة ولا لسان، وأمّا أسرق الناس فالذي يسرق من صلاته، فصلاته تلفّ كما يلفّ الثوب الخلق، فيضرب بها وجهه، وأمّا أجفى الناس فرجل ذكرت بين يديه فلم يصلّ عليّ، وأمّا أعجز الناس فمن عجز عن الدعاء.
قال السجاد (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الحسن بن عليّ (عليه السلام) كان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وكان إذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنّة وتعوّذ بالله من النار.
قالت عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحدّثنا ونحدّثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنّه لم يعرفنا ولم نعرفه.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لو صلّيتم حتّى تكونوا كالأوتار وصمتم حتّى تكونوا كالحنايا، لم يقبل الله منكم إلّا بورع.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا ذرّ، ما دمت في الصلاة فإنّك تقرع باب الملك، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ ربّك يباهي الملائكة بثلاثة نفر: رجل يصبح في أرض قفر، فيؤذّن ويقيم ثمّ يصلّي، فيقول ربّك عزّ وجلّ للملائكة: انظروا إلى عبدي يصلّي ولا يراه أحد غيري، فينزل سبعون ألف ملك يصلّون وراءه ويستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم.
ورجل قام من الليل يصلّي وحده، فسجد ونام وهو ساجد، فيقول: انظروا إلى عبدي، روحه عندي وجسده ساجد لي.
ورجل في زحف، فيفرّ أصحابه ويثبت هو يقاتل حتّى قتل.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ العبد إذا اشتغل بالصلاة جاءه الشيطان وقال له: اذكر كذا، اذكر كذا، حتّى يضلّ الرجل أن يدري كم صلّى.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من حبس نفسه في صلاة الفريضة فأتمّ ركوعها وسجودها وخشوعها، ثمّ مجّد الله عزّ وجلّ وعظّمه وحمّده حتّى يدخل وقت صلاة أخرى لم يلغ بينهما، كتب الله له كأجر الحاجّ المعتمر، وكان من أهل علّيّين.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ من الصلاة لما يقبل نصفها وثلثها وربعها وخمسها إلى العشر، وإنّ منها لما يلفّ كما يلفّ الثوب الخلق، فيضرب بها وجه صاحبها، وإنّما لك من صلاتك ما أقبلت عليه بقلبك.
قال الصادق (عليه السلام): والله، إنّه ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلاة واحدة، فأيّ شيء أشدّ من هذا؟ والله، إنّكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلّي لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها، إنّ الله عزّ وجلّ لا يقبل إلّا الحسن، فكيف تقبل ما يستخفّ به؟
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء، ولم يشتغل قلبه بما تراه عيناه، ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه، ولم يحزن صدره بما أعطي غيره.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا قام العبد إلى الصلاة، فكان هواه وقلبه إلى الله تعالی، انصرف كيوم ولدته أمّه.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الله مقبل على العبد ما لم يلتفت.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) _ وقد رأى مصلّياً يعبث بلحيته _: أمّا هذا، لو خشع قلبه لخشعت جوارحه.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الله يبغض الشهرتين: شهرة اللباس وشهرة الصلاة.
قال الباقر (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند عائشة ليلتها، قالت: يا رسول الله، ولم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عائشة، أ لا أكون عبداً شكوراً؟
عن عليّ بن يقطين قال: قال الكاظم (عليه السلام): مر أصحابك أن يكفّوا ألسنتهم ويدعوا الخصومة في الدين، ويجتهدوا في عبادة الله، وإذا قام أحدهم في صلاة فريضة فليحسن صلاته وليتمّ ركوعه وسجوده، ولا يشغل قلبه بشيء من أمور الدنيا، فإنّي سمعت أبي (عليه السلام) يقول: إنّ ملك الموت يتصفّح وجوه المؤمنين عند حضور الصلوات المفروضات.
قال الصادق (عليه السلام): الصلاة وكّل بها ملك ليس له عمل غيرها، فإذا فرغ منها قبضها ثمّ صعد بها، فإن كانت ممّا تقبل قبلت، وإن كانت ممّا لا تقبل قيل له: ردّها على عبدي، فينزل بها حتّى يضرب بها وجهه، ثمّ يقول له: أفّ لك، لا يزال لك عمل يعنتني.
قال الصادق (عليه السلام): اعلم أنّ الصلاة حجزة الله في الأرض، فمن أحبّ أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته فلينظر، فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش والمنكر فإنّما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): الصلاة ميزان، فمن وفّى استوفى.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل الذي لا يتمّ صلاته كمثل حبلى حملت، إذا دنا نفاسها أسقطت، فلا هي ذات حمل ولا ذات ولد.
دخل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) المسجد فنظر إلى أنس بن مالك يصلّي وينظر حوله، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) له: يا أنس، صلّ صلاة مودّع، ترى أنّك لا تصلّي بعدها صلاة أبداً، اضرب ببصرك موضع سجودك، لا تعرف من عن يمينك ولا عن شمالك، واعلم أنّك بين يدي من يراك ولا تراه.
قال الصادق (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ ﴿الَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾: الخشوع غضّ البصر في الصلاة، وقال (عليه السلام): من التفت بالكلّية في صلاته قطعها.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه كان إذا دخل الصلاة، كان كأنّه بناء ثابت أو عمود قائم لا يتحرّك، وكان ربما ركع أو سجد فيقع الطير عليه، ولم يطق أحد أن يحكي صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلّا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وعليّ بن الحسين (عليه السلام).
قال الصادق (عليه السلام): إذا أحرمت في الصلاة فأقبل عليها، فإنّك إذا أقبلت أقبل الله عليك، وإذا أعرضت أعرض الله عنك، فربما لم يرفع من الصلاة إلّا الثلث أو الربع أو السدس على قدر إقبال المصلّي على صلاته، ولا يعطي الله الغافل شيئاً.
وأمّا تغميض العين فقد عرفت أنّ ظاهر أكثر الأخبار استحباب النظر إلى موضع السجود، وقال في المنتهى: يكره تغميض العين في الصلاة، وروي النهي عنه من طريق العامّة عن ابن عبّاس عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن طريق الخاصّة عن مسمع عن الصادق (عليه السلام): أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يغمض الرجل عينه في الصلاة.
ويحتمل التخيير كما مرّ، والأفضل النظر إلى موضع السجود في القيام، وعدّ الشهيد (رحمه الله) في النفلية من المكروهات تحديد النظر إلى شيء بعينه وإن كان بين يديه، بل ينظر نظر خاشع، والتقدّم والتأخّر إلّا لضرورة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ من أغبط أوليائي عندي رجل خفيف الحاذ ١ ذو حظّ من صلاة، أحسن عبادة ربّه في الغيب وكان غامضاً في الناس، جعل رزقه كفافاً فصبر، عجّلت عليه منيّته مات، فقلّ تراثه وقلّت بواكيه.