- جواهر البحار
- » كتاب العقود والإيقاعات
- » أحاديث في آداب الدين
قال الرضا (عليه السلام): إن كان لك على رجلٍ حقّ، فوجدته بمكّة أو في الحرم، فلا تطالبه ولا تسلّم عليه فتفزعه، إلّا أن تكون أعطيته حقّك في الحرم، فلا بأس أن تطالبه في الحرم.
قال الصادق (عليه السلام): إنّي أردت أن أستبضع بضاعة إلى اليمن، فأتيت الباقر (عليه السلام)، فقلت: إنّي أردت أن أستبضع فلاناً، فقال (عليه السلام) لي: أ ما علمت أنّه يشرب الخمر؟ فقلت: قد بلغني عن المؤمنين أنّهم يقولون ذلك، فقال (عليه السلام): صدّقهم، لأنّ الله يقول: ﴿يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، ثمّ قال (عليه السلام): إنّك إن استبضعته فهلكت أو ضاعت، فليس على الله أن يأجرك، ولا يخلف عليك، فقلت: ولم؟ قال (عليه السلام): لأنّ الله تعالى يقول: ﴿وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً﴾، فهل سفيه أسفه من شارب الخمر؟ إنّ العبد لا يزال في فسحة من ربّه ما لم يشرب الخمر، فإذا شربها خرق الله عليه سرباله، فكان ولده وأخوه وسمعه وبصره ويده ورجله إبليس، يسوقه إلى كلّ شرّ ويصرفه عن كلّ خير.