- جواهر البحار
- » كتاب الأدعية والأذكار
- » أحاديث في آداب الدعاء والذكر
قال الله تعالی: أنا عند ظنّ عبدي بي، فلا يظنّ بي إلّا خيراً.
قال الصادق (عليه السلام): إذا دعوت فظنّ حاجتك بالباب.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): يكفي من الدعاء مع البرّ ما يكفي الطعام من الملح.
قال الكفعمي (رحمه الله)في كتاب الجنّة الواقية من كتاب الشدّة شطراً يسيراً ممّا يتعلّق بآداب الداعي وملخّصه أنّها أقسام:
الأوّل: ما يتقدّم الدعاء، وهو الطهارة، وشمّ الطيب، والرواح إلى المسجد، والصدقة، واستقبال القبلة، وحسن الظنّ بالله في تعجيل إجابته، وإقباله بقلبه، وأن لا يسأل محرّماً، وتنظيف البطن من الحرام بالصوم، وتجديد التوبة.
الثاني: ما يقارنه، وهو ترك العجلة فيه، والإسرار به، والتعميم، وتسمية الحاجة، والخشوع والبكاء والتباكي، والاعتراف بالذنب، وتقديم الإخوان، ورفع اليدين به، والدعاء بما كان متضمّناً للاسم الأعظم، والمدحة لله والثناء عليه تعالى، وأيسر ذلك قراءة سورة التوحيد، وتلاوة الأسماء الحسنى، وقوله: «يا من هو أقرب إليّ من حبل الوريد» إلى آخر الدعاء.
الثالث: ما يتأخّر عن الدعاء، وهو معاودة الدعاء مع الإجابة وعدمها، وأن يختم دعاءه بالصلاة على محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل محمّد، وقول «ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله»، وقول «يا الله، المانع بقدرته خلقه ...»، وأن يمسح بيده وجهه وصدره.
الرابع: سبب الإجابة، وقد يرجع إلى الوقت إلى آخر ما سنورده في باب الأوقات والحالات التي ترجى فيها الإجابة. (ص٣٠٦)
سئل الصادق (عليه السلام) عن الدعاء ورفع اليدين، فقال (عليه السلام): على خمسة أوجه: الأوّل: التعوّذ، فتستقبل القبلة بباطن كفّيك، الثاني: الدعاء في الرزق، فتبسط كفّيك، وتفضي بباطنهما إلى السماء، الثالث: التبتّل، فايماؤك بأصبعك السبّابة، الرابع: الابتهال، فترفع يديك تجاوز بهما رأسك، الخامس: التضرّع، أن تحرّك أصبعك السبّابة ممّا يلي وجهك، وهو دعاء الخيفة.
قال الباقر (عليه السلام): ما بسط عبد يده إلى الله عزّ وجلّ إلّا استحيى الله أن يردّها صفراً، حتّى يجعل فيها من فضله ورحمته ما يشاء، فإذا دعا أحدكم فلا يردّ يده حتّى يمسح بها على رأسه ووجهه.
وفي خبر آخر: على وجهه وصدره.
قال الصادق (عليه السلام): ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول «ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله» إلّا أجيب صاحبه.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صلّوا على محمّد وآل محمّد، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقبل دعاءكم عند ذكر محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعائكم له وحفظكم إيّاه (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كلّ دعاء محجوب عن السماء، حتّى يصلّي على محمّد وآله.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ داود النبيّ (عليه السلام) كان ذات يوم في محرابه، إذ مرّت به دودة حمراء صغيرة، تدبّ حتّى انتهت إلى موضع سجوده، فنظر إليها داود وحدّث في نفسه: لم خلقت هذه الدودة؟ فأوحى الله إليها: تكلّمي، فقالت له: يا داود، هل سمعت حسّي أو استبنت على الصفا أثري؟ فقال لها داود (عليه السلام): لا، قالت: فإنّ الله يسمع دبيبي ونفسي وحسّي ويرى أثر مشيي، فاخفض من صوتك.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ولكن يحبّ أن يبثّ إليه الحوائج فإذا دعوت فسمّ حاجتك وما من شيء أحبّ إلى الله من أن يسأل.
قال الصادق (عليه السلام): عليكم بالدعاء، فإنّه شفاء من كلّ داء، وإذا دعوت فظنّ أنّ حاجتك بالباب.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من سرّه أن يستجيب الله له في الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء عند الرخاء.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ العبد لتكون له الحاجة إلى الله، فيبدأ بالثناء على الله، والصلاة على محمّد وآله حتّى ينسى حاجته، فيقضيها من غير أن يسأله إيّاها، وقول «لا إله إلّا الله» سيّد الأذكار.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على النبيّ وآله ثمّ سل حاجتك، فإنّ الله أكرم من أن يسأل حاجتين يقضي أحدهما ويمنع عن الآخر.
قال الصادق (عليه السلام): إيّاكم أن يسأل أحد منكم ربّه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة، حتّى يبدأ بالثناء على الله تعالى والمدحة له، والصلاة على النبيّ وآله، ثمّ الاعتراف بالذنب، ثمّ المسألة.
قال الحسن بن عليّ (عليه السلام): من قرأ القرآن كانت له دعوة مجابة، إمّا معجّلة وإمّا مؤجّلة.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا دعا أحدكم فليعمّ، فإنّه أوجب للدعاء، ومن قدّم أربعين رجلاً من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه، استجيب له فيهم وفي نفسه.
قال الكاظم (عليه السلام): إذا نزل بالرجل الشدّة والنازلة فليصم، فإنّ الله يقول: ﴿اسْتَعينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ﴾ والصبر الصوم، وقال (عليه السلام): دعوة الصائم يستجاب عند إفطاره.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): اغتنموا الدعاء عند الرقّة، فإنّها رحمة.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاء من قلبه لاهٍ.
روي أنّه لا تردّ يد عبد عليها عقيق. ١
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أمرني جبرئيل أن أقرأ القرآن قائماً، وأن أحمده راكعاً، وأن أسبّحه ساجداً، وأن أدعوه جالساً.
قال الصادق (عليه السلام): اغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية.
قال الصادق (عليه السلام): إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربّه شيئاً إلّا أعطاه، فلييأس من الناس كلّهم، ولا يكون له رجاء إلّا من عند الله، فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلّا أعطاه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذرّ: يا أبا ذرّ، أ لا أعلّمك كلمات ينفعك الله عزّ وجلّ بهنّ؟ قلت: بلی، يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): احفظ الله يحفظك الله، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، ولو أنّ الخلق كلّهم جهدوا على أن ينفعوك بما لم يكتبه الله لك ما قدروا عليه.
قال سيّد العابدين (عليه السلام): الدعاء بعد ما ينزل البلاء لا ينتفع به.
قال الصادق (عليه السلام): من توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ صلّى ركعتين فأتمّ ركوعهما وسجودهما، ثمّ سلّم وأثنى على الله عزّ وجلّ وعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ سأل حاجته فقد طلب في مظانّه، ومن طلب الخير في مظانّه لم يخب.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ في كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام): أنّ المدحة قبل المسألة، فإذا دعوت الله عزّ وجلّ فمجّده، قلت: كيف أمجّده؟ قال: تقول: يا من هو أقرب إليّ من حبل الوريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من ليس كمثله شيء.
قال الصادق (عليه السلام): ما من رهط أربعين رجلاً اجتمعوا فدعوا الله عزّ وجلّ في أمرٍ إلّا استجاب الله لهم، فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عشر مرّات إلّا استجاب الله سبحانه لهم، فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرّة، ويستجيب الله العزيز الجبّار له.
قال الصادق (عليه السلام): كان أبي (عليه السلام) إذا حزنه أمر جمع النساء والصبيان ثمّ دعا وأمّنوا.
قال الصادق (عليه السلام): الداعي والمؤمّن شريكان في الأجر.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ رجلاً أتى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، أجعل ثلث صلاتي لك، لا بل أجعل نصف صلاتي لك، لا بل أجعل كلّها لك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذاً تكفى مؤونة الدنيا والآخرة. سئل الصادق (عليه السلام): ما معنى أجعل صلاتي كلّها لك؟ قال: يقدّمه بين يدي كلّ حاجة، فلا يسأل الله عزّ وجلّ شيئاً حتّى يبدأ بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ يسأل الله تعالى حوائجه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من قوم اجتمعوا في مجلس، فلم يذكروا الله عزّ وجلّ ولم يصلّوا على نبيّهم (صلى الله عليه وآله وسلم)، إلّا كان ذلك المجلس حسرة ووبالاً عليهم.
قال رجل من أصحاب الصادق (عليه السلام): إنّي لأجد آيتين في كتاب الله أطلبهما فلا أجدهما، فقال (عليه السلام): وما هما؟ قال: ﴿ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُم﴾ فندعوه فلا نرى إجابة، قال (عليه السلام): أ فترى الله أخلف وعده؟ قال: لا، قال (عليه السلام): فمه؟ قال: لا أدري، قال (عليه السلام): لكنّي أخبرك، من أطاع الله فيما أمر به ثمّ دعاه من جهة الدعاء أجابه، قال: وما جهة الدعاء؟ قال (عليه السلام): تبدأ فتحمد الله وتمجّده، وتذكر نعمه عليك فتشكره، ثمّ تصلّي على النبيّ وآله، ثمّ تذكر ذنوبك فتقرّ بها، ثمّ تستغفر منها، فهذه جهة الدعاء، ثمّ قال (عليه السلام): وما الآية الأخرى؟ قال: قوله ﴿وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ وأراني أنفق ولا أرى خلفاً، قال (عليه السلام): أ فترى الله أخلف وعده؟ قال: لا، قال (عليه السلام): فمه؟ قال: لا أدري، قال (عليه السلام): لو أنّ أحدكم اكتسب المال من حلّه، وأنفق في حقّه، لم ينفق درهماً إلّا أخلف الله عليه.
قال الصادق (عليه السلام): من قرأ مائة آية من أيّ القرآن شاء، ثمّ قال سبع مرّات: «يا الله»، فلو دعا على الصخور فلقها.
قال الحلبي للصادق (عليه السلام): إنّ لي جارية تعجبني، فليس يكاد يبقى لي منها ولد، ولي منها غلام، وهو يبكي ويفزع بالليل، وأتخوّف عليه أن لا يبقى.
فقال الصادق (عليه السلام): فأين أنت من الدعاء؟ قم من آخر الليل، فتوضّأ وأسبغ الوضوء، وصلّ ركعتين صلاتك، فاحمد الله، وإيّاك أن تسأله حتّى تمدحه _ ردّد ذلك مراراً يأمره بالمدحة _ فإذا فرغت من مدحة ربّك فصلّ على نبيّك، ثمّ سله يعطك، أ ما بلغك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتى على رجل وهو يصلّي، فلمّا قضى الرجل الصلاة أقبل يسأل ربّه حاجته، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): عجّل العبد على ربّه، وأتى على آخر وهو يصلّي، فلمّا قضى صلاته مدح ربّه، فلمّا فرغ من مدحة ربّه صلّى على نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): سل تعط، سل تعط.
قال الصادق (عليه السلام): أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود (عليه السلام): قل للجبّارين: لا يذكرونّي، فإنّه لا يذكرنّي عبد إلّا ذكرته، وإن ذكروني ذكرتهم فلعنتهم.
قال الصادق (عليه السلام): إذ أراد أحدكم أن يستجاب له فليطيّب كسبه، وليخرج من مظالم الناس، وإنّ الله لا يرفع إليه دعاء عبد وفي بطنه حرام، أو عنده مظلمة لأحد من خلقه.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان الداعي مطعمه حراماً وغذّي بحرام، فأنّى يستجاب لذلك؟
سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن اسم الله الأعظم، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): كلّ اسم من أسماء الله أعظم، ففرّغ قلبك من كلّ ما سواه، وادعه بأيّ اسم شئت، فليس في الحقيقة لله اسم دون اسم، بل هو الله الواحد القهّار.
قال الصادق (عليه السلام): ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبّار عزّ وجلّ إلّا استحيا اللّه عزّ وجلّ أن يردّها صفراً، حتّى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فإذا دعا أحدكم فلا يردّ يده حتّى يمسحها على رأسه ووجهه.
قال الرضا (عليه السلام): دعوة العبد سرّاً دعوة واحدة، تعدل سبعين دعوة علانية.