- جواهر البحار
- » كتاب العقود والإيقاعات
- » أحاديث في آداب التجارة
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكّيهم، ولهم عذاب أليم: المرخي ذيله من العظمة، والمزكّي سلعته بالكذب، ورجل استقبلك بودّ صدره فيواري وقلبه ممتلئ غشّاً.
إذا أردت أن تغدو في حاجتك، وقد طلعت الشمس، وذهبت حمرتها، فصلّ ركعتين: بالحمد و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ﴾، فإذا سلّمت فقل: اللّهــمّ إنّي غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني، فارزقني من فضلك رزقاً حسناً واسعاً حلالاً طيّباً، وأعطني فيما رزقتني العافية، غدوت بحول الله وقوّته، غدوت بغير حول منّي ولا قوّة، ولكن بحولك وقوّتك، وأبرأ إليك من الحول والقوّة، اللّهــمّ إنّي أسألك بركة هذا اليوم، فبارك لي في جميع أموري يا أرحم الراحمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
فإذا انتهيت إلى السوق فقل: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله.
وقال الصادق (عليه السلام): اللّهــمّ إنّي أسألك خيرها وخير أهلها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ أهلها، اللّهــمّ إنّي أعوذ بك أن أبغي أو يبغى عليّ، أو أن أَظلم أو أُظلم، أو أعتدي أو يعتدى عليّ، وأعوذ بك من إبليس وجنوده، وفسقة العرب والعجم، حسبي الله لا إله إلّا هو، عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم.
وإذا أردت أن تشتري شيئاً فقل: يا حيّ، يا قيّوم، يا دائم، يا رؤوف، يا رحيم، أسألك بعونك وقدرتك، وما أحاط به علمك، أن تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقاً، وأوسعها فضلاً، وخيرها لي عاقبة له، لأنّه لا خير فيما لا عاقبة له.
وإذا اشتريت دابّة أو رأساً فقل: اللّهمّ ارزقني أطولها حياة، وأكثرها منفعة، وخيرها عاقبة.
قال الصادق (عليه السلام): إذا اشتريت شيئاً من متاع أو غيره فكـبّره وقل: «اللّهــمّ إنّي اشتريته ألتمس فيه من فضلك، فاجعل لي فيه فضلاً، اللّهــمّ إنّي اشتريته ألتمس فيه من رزقك، فاجعل لي فيه رزقاً»، ثمّ أعد كلّ واحدة ثلاث مرّات.
قال يحيى بن العلا وإسحاق بن عمّار: ما ودّعنا الصادق (عليه السلام) قطّ إلّا أوصانا بخصلتين: عليكم بصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، فإنّهما مفتاح الرزق.
حرز للمسافر والمتّجر، إذا دخل حانوته أوّل النهار: يقرأ الإخلاص إحدى وعشرين مرّة، ثمّ يقول: اللّهــمّ يا واحد، يا أحد، يا من ليس كمثله أحد، أسألك بفضل ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ أن تبارك لي فيما رزقتني، وأن تكفيني شرّ كلّ أحد.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من اتّجر بغير فقه، ارتطم في الربا.
قال مختار التمّار _ وكان رجلاً من أهل البصرة _ كنت أبيت في مسجد الكوفة، وأبول في الرحبة، وآخذ الخبز من البقّال، فخرجت ذات يوم أريد بعض أسواقها، فإذا بصوت بي فقال: يا هذا، ارفع إزارك، فإنّه أنقى لثوبك، وأتقى لربّك، قلت: من هذا؟ فقيل لي: هذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): غفر الله عزّ وجلّ لرجل كان من قبلكم، كان سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا قضى، سهلاً إذا اقتضى.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من باع واشترى فليجتنب خمس خصال، وإلّا فلا يبيعنّ ولا يشترينّ: الربا، والحلف، وكتمان العيب، والحمد إذا باع، والذمّ إذا اشترى.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكثروا ذكر الله عزّ وجلّ إذا دخلتم الأسواق، وعند اشتغال الناس، فإنّه كفّارة للذنوب، وزيادة في الحسنات، ولا تكتبوا في الغافلين.
قال عليّ (عليه السلام): إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق، فقولوا حين تدخلون الأسواق: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله، اللّهــمّ إنّي أعوذ بك من صفقة خاسرة، ويمين فاجرة، وأعوذ بك من بوار الأيّم.
قال الصادق (عليه السلام): أربعة ينظر الله عزّ وجلّ إليهم يوم القيامة: من أقال نادماً، أو أغاث لهفاناً، أو أعتق نسمة، أو زوّج عزباً.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قال حين يدخل السوق: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير» أعطي من الأجر عدد ما خلق الله إلى يوم القيامة.
قال الصادق (عليه السلام): ثلاثة يدخلهم الله الجنّة بغير حساب: إمام عادل، وتاجر صدوق، وشيخ أفنى عمره في طاعة الله.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجبرئيل: أيّ البقاع أحبّ إلى الله تبارك وتعالى؟ قال: المساجد، وأحبّ أهلها إلى الله أوّلهم دخولاً إليها، وآخرهم خروجاً منها، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): فأيّ البقاع أبغض إلى الله تعالى؟ قال: الأسواق، وأبغض أهلها إليه أوّلهم دخولاً وآخرهم خروجاً منها.
إذا كنت في تجارتك وحضرت الصلاة، فلا يشغلك عنها متجرك، فإنّ الله وصف قوماً ومدحهم فقال: ﴿رِجالٌ لا تُلْهيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾، وكان هؤلاء القوم يتّجرون، فإذا حضرت الصلاة تركوا تجارتهم، وقاموا إلى صلاتهم، وكانوا أعظم أجراً ممّن لا يتّجر فيصلّي، ومن اتّجر فليجتنب الكذب، ولو أنّ رجلاً خاط قلانس وحشاها قطناً عتيقاً، لما جاز له حتّى يبيّن عيبه المكتوم، وإذا سألك شرى ثوب فلا تعطه من عندك، فإنّها خيانة ولو كان الذي عندك أجود ممّا عند غيرك، واستعمل في تجارتك مكارم الأخلاق، والأفعال الجميلة للدين والدنيا.
إذا أردت أن تحرز متاعك، فاقرأ آية الكرسيّ واكتبها، وضعها في وسطه، واكتب أيضاً: ﴿وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾، لا ضيعة على ما حفظه الله، فإن تولّوا فقل: «حسبي الله لا إله إلّا هو، عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم»، فإنّك قد أحرزت إن شاء الله، فلا يصل إليه سوء بإذن الله.
قال الصادق (عليه السلام): من كان الأخذ أحبّ إليه من العطاء فهو مغبون؛ لأنّه يرى العاجل بغفلته أفضل من الآجل، وينبغي للمؤمن إذا أخذ أن يأخذ بحقّ، وإذا أعطى ففي حقّ وبحقّ ومن حقّ. فكم من آخذ معط دينه وهو لا يشعر، وكم من معط مورث نفسه سخط الله، وليس الشأن في الأخذ والإعطاء، ولكنّ الناجي من اتّقى الله في الأخذ والإعطاء، واعتصم بحبال الورع.
والناس في هاتين الخصلتين خاصّ وعامّ: فالخاصّ ينظر في دقيق الورع، فلا يتناول حتّى يتيقّن أنّه حلال، وإذا أشكل عليه تناول عند الضرورة، والعامّ ينظر في الظاهر، فما لم يجده ولا يعلمه غصباً ولا سرقةً تناول، وقال: لا بأس، هو لي حلال، والأمين في ذلك من يأخذ بحكم الله، وينفق في رضى الله.
كان عليّ (عليه السلام) يأتي السوق، فيقول: يا أهل السوق، اتّقوا الله، وإيّاكم والحلف، فإنّه ينفق السلعة ويمحق البركة، وإنّ التاجر فاجر إلّا من أخذ الحقّ وأعطاه، السلام عليكم.
ثمّ يمكث الأيّام، ثمّ يأتي فيقول مثل مقالته، فكان إذا جاء قالوا: قد جاء المرد شكنبه _ أي قد جاء عظيم البطن _ فيقول: أسفله طعام وأعلاه علم.