- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث دعوة المنادي في السحر
قال الصادق (عليه السلام) في قوله ﴿سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّي﴾: أخّرهم إلى السحر.
قال الصادق (عليه السلام): … في كلّ ليلة في الثلث الأخير ملكاً ينادي: هل من تائب يتاب عليه؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ اللّهمّ أعط كلّ منفق خلفاً، وكلّ ممسك تلفاً.
قال محمّد بن عبدة النيشابوري: قلت للصادق (عليه السلام): إنّ الناس يروون عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ في الليل ساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلّا استجيب له؟ قال (عليه السلام): نعم، قلت: متى هي؟ جعلت فداك، قال (عليه السلام): ما بين نصف الليل إلى الثلث الباقي منه، قلت له: أ هي ليلة من الليالي معلومة أو كلّ ليلة؟ قال (عليه السلام): بل كلّ ليلة.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ من عباده المؤمنين كلّ دعّاء، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس، فإنّها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وتهبّ الرياح وتقسم فيها الأرزاق وتقضى فيها الحوائج العظام.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لنوف البكّالي ذات ليلة _ وقد خرج (عليه السلام) من فراشه فنظر إلى النجوم فقال _: يا نوف، إنّ داود (عليه السلام) قام في مثل هذه الساعة من الليل، فقال (عليه السلام): إنّها ساعة لا يدعو فيها عبد ربّه إلّا استجيب له، إلّا أن يكون عشّاراً أو عريفاً أو شرطياً أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة.
قال الرضيّ (رحمه الله): العرطبة هي الطنبور، والكوبة هي الطبل، وقد قيل أيضاً: العرطبة: الطبل، والكوبة: الطنبور.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ الله تبارك وتعالى لينادي كلّ ليلة جمعة من فوق عرشه من أوّل الليل إلى آخره:
أ لا عبد مؤمن يدعوني لدينه أو دنياه قبل طلوع الفجر، فأجيبه؟
أ لا عبد مؤمن يتوب إليّ من ذنوبه قبل طلوع الفجر، فأتوب عليه؟
أ لا عبد مؤمن قد قتّرت عليه رزقه، فأزيده وأوسّع عليه؟
أ لا عبد سقيم يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر، فأعافيه؟
أ لا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أطلقه من سجنه، فأخلّي سربه؟
أ لا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر، فأنتصر له وآخذ له بظلامته؟
قال (عليه السلام): فلا يزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر.
قال عمر بن أذینة: قال الصادق (عليه السلام): إنّ في الليلة ساعة ما يوافق فيها عبد مؤمن يصلّي ويدعو الله فيها إلّا استجاب له، قلت: أصلحك الله، وأيّ ساعات الليل؟ قال (عليه السلام): إذا مضى نصف الليل، وبقي السدس الأوّل من أوّل النصف الثاني.
قال الصادق (عليه السلام): ينادي منادٍ حين يمضي ثلث الليل: يا باغي الخير، أقبل، يا طالب الشرّ، أقصر، هل من تائب يتاب عليه؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل فيعطى؟ حتّى يطلع الفجر.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام) في وصيّته: يا عليّ، صلّ من الليل ولو قدر حلب شاة، وبالأسحار فادع، فإنّ عند ذلك لا تردّ دعوة، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَالۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِالۡأَسۡحَارِ﴾.