أحاديث في عقاب الكفار وسبب سلب النعم منهم، وأثر الذنوب والمعاصي على سلب النعم الإلهية، وقد يذنب المؤمن الذنب حتى لا يدخله العجب، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٥٢
قال الصادق(عليه السلام): إنّ أبي(عليه السلام) كان يقول: إنّ الله قضى قضاء حتماً، لا ينعم على عبده بنعمة فيسلبها إيّاه، قبل أن يحدث العبد ما يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة، وذلك قول الله: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم﴾.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص٥٦
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٥٣
قال عليّ(عليه السلام): وأيم الله، ما كان قوم قطّ في غضّ نعمة من عيش فزال عنهم إلّا بذنوب اجترحوها؛ لأنّ الله تعالی ليس بظلّام للعبيد، ولو أنّ الناس حين تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم، فزعوا إلى ربّهم بصدق من نيّاتهم ووله من قلوبهم، لردّ عليهم كلّ شارد، وأصلح لهم كلّ فاسد.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص٥٧
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٥٤
قال السجّاد(عليه السلام): ما من مؤمن تصيبه رفاهية في دولة الباطل إلّا ابتلي قبل موته ببدنه أو ماله، حتّى يتوفّر حظّه في دولة الحق.
المصدر الأصلي: الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص٥٧
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٥٥
قال الفضل بن شاذان، عن الرضا(عليه السلام): إن سأل سائل فقال: أخبرني هل يجوز أن يكلّف الحكيم عبده فعلاً من الأفاعيل لغير علّة ولا معني؟ قيل له: لا يجوز ذلك؛ لأنّه حكيم غير عابث ولا جاهل.
فإن قال: فأخبرني لم كلّف الخلق؟ قيل: لعلل؛ فإن قال: فأخبرني من تلك العلل معروفة موجودة هي أم غير معروفة ولا موجودة؟ قيل: بل هي معروفة وموجودة عند أهلها؛
فإن قال: أ تعرفونها أنتم أم لا تعرفونها؟ قيل: لهم منها ما نعرفه ومنها ما لا نعرفه …
فإن قال: فلم أمروا بالصلاة؟ قيل: لأنّ في الصلاة الإقرار بالربوبية، وهو صلاح عامّ؛ لأنّ فيه خلع الأنداد والقيام بين يدي الجبّار بالذلّ والاستكانة والخضوع والاعتراف وطلب الإقالة من سالف الذنوب ووضع الجبهة على الأرض كلّ يوم وليلة، ليكون العبد ذاكراً للّٰه تعالى غير ناسٍ له، ويكون خاشعاً وجلاً متذلّلاً طالباً راغباً في الزيادة للدين والدنيا مع ما فيه من الانزجار عن الفساد وصار ذلك عليه في كلّ يوم وليلة، لئلّا ينسى العبد مدبّره وخالقه فيبطر ويطغى، وليكون في ذكر خالقه والقيام بين يدي ربّه زاجراً له عن المعاصي وحاجزاً ومانعاً عن أنواع الفساد.
فإن قال: فلم أمروا بالوضوء وبدئ به؟ قيل: لأن يكون العبد طاهراً إذا قام بين يدي الجبّار عند مناجاته إيّاه، مطيعاً له فيما أمره، نقيّاً من الأدناس والنجاسة، مع ما فيه من ذهاب الكسل، وطرد النعاس، وتزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبّار.
فإن قال: لم وجب ذلك على الوجه واليدين والرأس والرجلين؟ قيل: لأنّ العبد إذا قام بين يدي الجبّار فإنّما ينكشف من جوارحه، ويظهر ما وجب فيه الوضوء، وذلك أنّه بوجهه يسجد ويخضع، وبيده يسأل ويرغب ويرهب ويتبتّل وينسك، وبرأسه يستقبل في ركوعه وسجوده، وبرجليه يقوم ويقعد.
فإن قال: فلم وجب الغسل على الوجه واليدين، وجعل المسح على الرأس والرجلين، ولم يجعل ذلك غسلاً كلّه أو مسحاً كلّه؟ قيل: لعلل شتّى: منها أنّ العبادة العظمى، إنّما هي الركوع والسجود، وإنّما يكون الركوع والسجود بالوجه واليدين لا بالرأس والرجلين؛ ومنها أنّ الخلق لا يطيقون في كلّ وقت غسل الرأس والرجلين، ويشتدّ ذلك عليهم في البرد والسفر والمرض وأوقات من الليل والنهار، وغسل الوجه واليدين أخفّ من غسل الرأس والرجلين، وإنّما وضعت الفرائض على قدر أقلّ الناس طاقة من أهل الصحّة، ثمّ عمّ فيها القوي والضعيف؛ ومنها أنّ الرأس والرجلين ليسا هما في كلّ وقت باديين ظاهرين كالوجه واليدين لموضع العمامة والخفّين وغير ذلك.
فإن قال: فلم وجب الوضوء ممّا خرج من الطرفين خاصّة ومن النوم دون سائر الأشياء؟ قيل: لأنّ الطرفين هما طريق النجاسة، وليس للإنسان طريق تصيبه النجاسة من نفسه إلّا منهما فأمروا بالطهارة عند ما تصيبهم تلك النجاسة من أنفسهم، وأمّا النوم فإنّ النائم إذا غلب عليه النوم، يفتح كلّ شيء منه واسترخى، وكان أغلب الأشياء عليه في الخروج منه الريح فوجب عليه الوضوء لهذه العلّة.
فإن قال: فلم لم يؤمروا بالغسل من هذه النجاسة كما أمروا بالغسل من الجنابة؟ قيل: لأنّ هذا شيء دائم غير ممكن للخلق الاغتسال منه كلّما يصيب ذلك و﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾، والجنابة ليس هي أمراً دائماً، إنّما هي شهوة يصيبها إذا أراد ويمكنه تعجيلها وتأخيرها الأيّام الثلاثة والأقلّ والأكثر وليس ذلك هكذا.
فإن قال: فلم أمروا بالغسل من الجنابة ولم يؤمروا بالغسل من الخلاء، وهو أنجس من الجنابة وأقذر؟ قيل: من أجل أنّ الجنابة من نفس الإنسان، وهو شيء يخرج من جميع جسده، والخلاء ليس هو من نفس الإنسان، إنّما هو غذاء يدخل من باب ويخرج
من باب …
فإن قال: فلم أمروا بالصوم؟ قيل: لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش، فيستدلّوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً لما أصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل ورائضاً لهم على أداء ما كلّفهم ودليلاً في الآجل وليعرفوا شدّة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدّوا إليهم ما افترض الله تعالی لهم في أموالهم ١ .
المصدر الأصلي: عیون أخبار الرضا(عليه السلام)، علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص٥٨-٨٠
(١) وفي نقل العیون والعلل والبحار مواضع من الاختلاف، فراجع عیون أخبار الرضا(عليه السلام)، ج٢، ص٩٩؛ علل الشرائع، ج١، ص٢٥١.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٥٦
كتب الرضا(عليه السلام) في جواب مسائل محمّد بن سنان: وعلّة الزكاة من أجل قوت الفقراء، وتحصين أموال الأغنياء؛ لأنّ الله تبارك وتعالی كلّف أهل الصحّة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى، كما قال عزّ وجلّ: لتبلونّ في أموالكم بإخراج الزكاة، وأنفسكم بتوطين الأنفس على
الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عزّ وجلّ، والطمع في الزيادة مع ما فيه من الرحمة والرأفة لأهل الضعف، والعطف على أهل المسكنة، والحثّ لهم على المواساة وتقوية الفقراء، والمعونة لهم على أمر الدين، وهم عظة لأهل الغنى وعبرة لهم ليستدلّوا على فقر الآخرة بهم، وما لهم من الحثّ في ذلك على الشكر للّٰه عزّ وجلّ، لما خوّلهم وأعطاهم والدعاء والتضرّع والخوف من أن يصيروا مثلهم في أمور كثيرة من أداء الزكاة والصدقات وصلة الأرحام واصطناع المعروف.
وعلّة الحج الوفادة إلى الله عزّ وجلّ وطلب الزيادة، والخروج من كلّ ما اقترف، وليكون تائباً ممّا مضى مستأنفاً لما يستقبل وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذّات، والتقرّب بالعبادة إلى الله عزّ وجلّ، والخضوع والاستكانة والذلّ شاخصاً في الحرّ والبرد والخوف والأمن، دائباً في ذلك دائماً وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله عزّ وجلّ، ومنه ترك قساوة القلب وجسارة الأنفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء والأمل وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ومن في البرّ والبحر، ممّن يحجّ ومن لا يحجّ، من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾.
وعلّة فرض الحج مرّة واحدة؛ لأنّ الله عزّ وجلّ وضع الفرائض على أدنى القوم قوّة، فمن تلك الفرائض الحجّ المفروض واحد، ثمّ رغّب أهل القوّة على قدر طاقتهم ١ .
المصدر الأصلي: عیون أخبار الرضا(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص٩٣-٩٦
(١) وفي نقل المصدر مواضع من الاختلاف في العبارة، فراجع: عیون أخبار الرضا(عليه السلام)، ج٢، ص٨٨.
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٥٧
قال الباقر أو الصادق(عليه السلام): إنّ الله تبارك وتعالی يقول: إنّ من عبادي من يسألني الشيء من طاعتي لأحبّه، فأصرف ذلك عنه لكي لا يعجبه عمله.
المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١١٤
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٥٨
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): لولا أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب ما خلّى الله عزّ وجلّ بين عبده المؤمن وبين ذنب أبداً ١ .
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١١٤
(١) إنّ هذا الحديث لا يعني تخفيف قبح الذنب قبال العجب، لتأتي شبهة تجرّي العبد على معصية ربّه، وإنّما يدلّ على أنّ الله تعالى الذي له القدرة على أن يحول بين المرء وقلبه، وأن يكرّه الفسوق إلى عبده، قد يوكل أمر العبد إلى نفسه، فيقع في الإثم فتلومه نفسه، وهو بدوره مدعاة إلى نفي العجب عنه.
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٥٩
قال عليّ(عليه السلام): وكلّما كانت البلوى والاختبار أعظم كانت المثوبة والجزاء أجزل، أ لا ترون أنّ الله سبحانه اختبر الأوّلين من لدن آدم إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار لا تضرّ ولا تنفع، ولا تبصر ولا تسمع، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياماً، ثمّ وضعه بأوعر بقاع الأرض حجراً، وأقلّ نتائق الدنيا مدراً ولكنّ الله يختبر عباده بأنواع الشدائد، ويتعبّدهم بألوان المجاهد، ويبتليهم بضروب المكاره إخراجاً للتكـبّر من قلوبهم، وإسكاناً للتذلّل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبوابا فتحاً إلى فضله، وأسباباً ذللاً لعفوه، فالله الله، في عاجل البغي، وآجل وخامة الظلم، وسوء عاقبة الكبر.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١١٤-١١٥