أحاديث في العابد الذي استزله الشيطان حتى قتل بسببه، وفي العابد الذي عبد الله أربعين سنة ثم لم يقبل الله قربانه، وفي العابد الذي شمله عذاب العاصين، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب النبوة
- » أحاديث في نوادر أخبار بني إسرائيل
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٧٤
كان في بني إسرائيل عابد اسمه برصيصا، عبد الله زماناً من الدهر حتّى كان يؤتى بالمجانين يداويهم ويعوّذهم فيبرؤون على يده، وإنّه أتي بامرأة في شرف قد جنّت وكان لها اخوة فأتوه بها وكانت عنده، فلم يزل به الشيطان يزيّن له حتّى وقع عليها فحملت، فلمّا استبان حملها قتلها ودفنها. فلمّا فعل ذلك ذهب الشيطان حتّى لقي أحد إخوتها، فأخبره بالذي فعل الراهب وأنّه دفنها في مكان كذا، ثمّ أتى بقيّة إخوتها رجلاً رجلاً فذكر ذلك له، فجعل الرجل يلقى أخاه فيقول: والله، لقد أتاني آتٍ ذكر لي شيئاً يكبر عليّ ذكره، فذكره بعضهم لبعض حتّى بلغ ذلك ملكهم، فسار الملك والناس فاستنزلوه فأقرّ لهم بالذي فعل، فأمر به فصلب.
فلمّا رفع على خشبته تمثّل له الشيطان فقال: أنا الذي ألقيتك في هذا، فهل أنت مطيعي فيما أقول لك، أخلّصك ممّا أنت فيه؟ قال: نعم، قال: اسجد لي سجدة واحدة، فقال: كيف أسجد لك وأنا على هذه الحالة؟ فقال: أكتفي منك بالإيماء، فأومأ له بالسجود، فكفر بالله، وقتل الرجل. فأشار الله تعالی إلى قصّته في هذه الآية: ﴿كَمَثَلِ الشَّيطَانِ إِذ قَالَ لِلإِنسَانِ اكفُر فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ العَالَمِينَ ۞ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَينِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ﴾.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٤٨٦-٤٨٧
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٧٥
قال الباقر(عليه السلام): كان في بني إسرائيل رجل، وكان له بنتان فزوّجهما من رجلين: واحد زرّاع، وآخر يعمل الفخّار، ثمّ إنّه زارهما فبدأ بامرأة الزرّاع، فقال لها: كيف حالك؟ قالت: قد زرع زوجي زرعاً كثيراً، فإن جاء الله بالسماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً، ثمّ ذهب إلى الأخرى فسألها عن حالها، فقالت: قد عمل زوجي فخّاراً كثيراً، فإن أمسك الله السماء عنّا فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً، فانصرف وهو يقول: اللّهمّ، أنت لهما.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٤٨٨
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٧٦
قال الباقر(عليه السلام): كان قاضٍ في بني إسرائيل، وكان يقضي بالحقّ فيهم، فلمّا حضرته الوفاة قال لامرأته: إذا متّ فاغسليني وكفّنيني وغطّي وجهي، وضعيني على سريري، فإنّك لا ترين سوءاً إن شاء الله تعالی، فلمّا مات فعلت ما كان أمرها به، ثمّ مكثت بعد ذلك حيناً، ثمّ إنّها كشفت عن وجهه فإذا دودة تقرض من منخره، ففزعت من ذلك. فلمّا كان بالليل أتاها في منامها _ يعني رأته في النوم _ فقال لها: فزعت ممّا رأيت؟ قالت: أجل، قال: والله، ما هو إلّا في أخيك، وذلك أنّه أتاني ومعه خصم له، فلمّا جلسا قلت: اللّهمّ اجعل الحقّ له، فلمّا اختصما كان الحقّ له ففرحت، فأصابني ما رأيت لموضع هواي مع موافقة الحقّ له.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٤٨٩
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٧٧
قال الصادق(عليه السلام): إنّ قوماً من بني إسرائيل قالوا لنبيّ لهم: ادع لنا ربّك يمطر علينا السماء إذا أردنا، فسأل ربّه ذلك فوعده أن يفعل، فأمطر السماء عليهم كلّما أرادوا، فزرعوا فنمت زروعهم وحسنت، فلمّا حصدوا لم يجدوا شيئاً، فقالوا: إنّما سألنا المطر للمنفعة، فأوحى الله تعالی: إنّهم لم يرضوا بتدبيري لهم.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٤٨٩
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٧٨
قال الصادق(عليه السلام): إنّ رجلاً كان في بني إسرائيل، قد دعا الله أن يرزقه غلاماً، يدعو ثلاثاً وثلاثين سنة، فلمّا رأى أنّ الله تعالی لا يجيبه قال: يا ربّ، أ بعيد أنا منك؟ فلا تسمع منّي، أم قريب أنت؟ فلا تجيبني، فأتاه آتٍ في منامه، فقال له: إنّك تدعو الله بلسان بذيّ، وقلب علق غير نقيّ، وبنيّة غير صادقة، فأقلع من بذائك وليتّق الله قلبك ولتحسن نيّتك، قال(عليه السلام): ففعل الرجل ذلك، فدعا الله عزّ وجلّ فولد له غلام.
المصدر الأصلي: قصص الأنبیاء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٤٩٠
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٧٩
قال الكاظم(عليه السلام): كان في بني إسرائيل رجل صالح، وكانت له امرأة صالحة، فرأى في النوم أنّ الله تعالی قد وقّت لك من العمر كذا وكذا سنة، وجعل نصف عمرك في سعة، وجعل النصف الآخر في ضيق، فاختر لنفسك إمّا النصف الأوّل وإمّا النصف الأخير، فقال الرجل: إنّ لي زوجة صالحة وهي شريكي في المعاش، فأشاورها في ذلك وتعود إليّ فأخبرك. فلمّا أصبح الرجل قال لزوجته: رأيت في النوم كذا وكذا، فقالت: يا فلان، اختر النصف الأوّل وتعجّل العافية، لعلّ الله سيرحمنا، ويتمّ لنا النعمة.
فلمّا كان في الليلة الثانية أتى الآتي فقال: ما اخترت؟ فقال: اخترت النصف الأوّل؛ فقال: ذلك لك، فأقبلت الدنيا عليه من كلّ وجه، ولمّا ظهرت نعمته، قالت له زوجته: قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرّهم، وجارك وأخوك فلان فهبهم. فلمّا مضى نصف العمر وجاز حدّ الوقت، رأى الرجل الذي رآه أوّلاً في النوم، فقال: إنّ الله تعالی قد شكر لك ذلك، ولك تمام عمرك سعة مثل ما مضى.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٤٩٢
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٨٠
قال الباقر(عليه السلام): خرجت امرأة بغيّ على شباب من بني إسرائيل فأفتنتهم، فقال بعضهم: لو كان العابد فلان رآها أفتنته، وسمعت مقالتهم فقالت: والله، لا أنصرف إلى منزلي حتّى أفتنه، فمضت نحوه في الليل فدقّت عليه، فقالت: آوي عندك؟ فأبى عليها، فقالت: إنّ بعض شباب بني إسرائيل راودوني عن نفسي، فإن أدخلتني وإلّا لحقوني وفضحوني، فلمّا سمع مقالتها فتح لها. فلمّا دخلت عليه رمت بثيابها، فلمّا رأى جمالها وهيئتها وقعت في نفسه، فضرب يده عليها، ثمّ رجعت إليه نفسه، وقد كان يوقد تحت قدر له، فأقبل حتّى وضع يده على النار، فقالت: أيّ شيء تصنع؟ فقال: أحرقها، لأنّها عملت العمل. فخرجت حتّى أتت جماعة بني إسرائيل فقالت: الحقوا فلاناً فقد وضع يده على النار، فأقبلوا فلحقوه وقد احترقت يده.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٤٩٢
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٨١
قال الصادق(عليه السلام): كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف من أمر الدنيا شيئاً، فنخر إبليس نخرة فاجتمع إليه جنوده، فقال: من لي بفلان؟ فقال بعضهم: أنا؛ فقال: من أين تأتيه؟ فقال: من ناحية النساء؛ قال: لست له، لم يجرّب النساء، فقال له آخر: فأنا له، قال: من أين تأتيه؟ قال: من ناحية الشراب واللذّات، قال: لست له، ليس هذا بهذا، قال آخر: فأنا له، قال: من أين تأتيه؟ قال: من ناحية البرّ، قال: انطلق فأنت صاحبه.
فانطلق إلى موضع الرجل، فأقام حذاءه يصلّي، وكان الرجل ينام والشيطان لا ينام، ويستريح والشيطان لا يستريح، فتحوّل إليه الرجل وقد تقاصرت إليه نفسه واستصغر عمله؛ فقال: يا عبد الله، بأيّ شيء قويت على هذه الصلاة؟ فلم يجبه، ثمّ أعاد عليه فلم يجبه، ثمّ أعاد عليه، فقال: يا عبد الله، إنّي أذنبت ذنباً وأنا تائب منه، فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة، قال: فأخبرني بذنبك حتّى أعمله وأتوب، فإذا فعلته قويت على الصلاة، قال: ادخل المدينة، فسل عن فلانة البغيّة، فأعطها درهمين ونل منها، قال: ومن أين لي درهمين؟ ما أدري ما الدرهمين؟ فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين فناوله إيّاهما.
فقام فدخل المدينة بجلابيبه يسأل عن منزل فلانة البغيّة، فأرشده الناس، وظنّوا أنّه جاء يعظها فأرشدوه فجاء إليها فرمى إليها بالدرهمين وقال: قومي، فقامت فدخلت منزلها وقالت: ادخل، وقالت: إنّك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلي في مثلها، فأخبرني بخبرك، فأخبرها؛ فقالت له: يا عبد الله، إنّ ترك الذنب أهون من طلب التوبة، وليس كلّ من طلب التوبة وجدها، وإنّما ينبغي أن يكون هذا شيطاناً مثّل لك، فانصرف فإنّك لا ترى شيئاً فانصرف، وماتت من ليلتها، فأصبحت فإذا على بابها مكتوب: احضروا فلانة، فإنّها من أهل الجنّة، فارتاب الناس فمكثوا ثلاثاً لا يدفنونها ارتياباً في أمرها، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى نبيّ من الأنبياء لا أعلمه إلّا موسى بن عمران(عليه السلام): أن ائت فلانة فصلّ عليها، ومر الناس أن يصلّوا عليها، فإنّي قد غفرت لها، وأوجبت لها الجنّة بتثبيطها عبدي فلاناً عن معصيتي.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٤٩٥-٤٩٦
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٨٢
قال الكاظم(عليه السلام): إنّ رجلاً في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة، ثمّ قرّب قرباناً فلم يقبل منه، فقال لنفسه: وما أوتيت إلّا منك، وما الذنب إلّا لك، فأوحى الله تبارك وتعالی إليه: ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٥٠٠
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٨٣
قال الباقر(عليه السلام): إنّ فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبّدين، وكانت العبادة في أولاد ملوك بني إسرائيل، وإنّهم خرجوا يسيرون في البلاد ليعتبروا، فمرّوا بقبر على ظهر طريق قد سفى عليه السافي، ليس يتبيّن منه إلّا رسمه، فقالوا: لو دعونا الله الساعة فينشر لنا صاحب هذا القبر فساءلناه كيف وجد طعم الموت، فدعوا الله وكان دعاؤهم الذي دعوا الله به: «أنت إلهنا يا ربّنا، ليس لنا إله غيرك، والبديع الدائم غير الغافل، الحيّ الذي لا يموت، لك في كلّ يوم شأن، تعلم كلّ شيء بغير تعليم، انشر لنا هذا الميّت بقدرتك».
فخرج من ذلك القبر رجل أبيض الرأس واللحية، ينفض رأسه من التراب فزعاً شاخصاً بصره إلى السماء، فقال لهم: ما يوقفكم على قبري؟ فقالوا: دعوناك لنسألك كيف وجدت طعم الموت؟ فقال لهم: لقد سكنت في قبري تسعة وتسعين سنة ما ذهب عنّي ألم الموت وكربه، ولا خرج مرارة طعم الموت من حلقي، فقالوا له: متّ يوم متّ وأنت على ما نرى أبيض الرأس واللحية؟ قال: لا، ولكن لمّا سمعت الصيحة: اخرج، اجتمعت تربة عظامي إلى روحي فبقيت فيه، فخرجت فزعاً شاخصاً بصري مهطعاً إلى صوت الداعي، فابيضّ لذلك رأسي ولحيتي.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٥٠١
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٨٤
قال أبو عمارة ١ : روّينا أنّ عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشّاء في حوائج الناس عانياً بما يصلحهم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٥٠٨
(١) أبو عمارة: كنية لجماعة، أكثرهم من أصحاب الباقر(عليه السلام) وكلّهم مجاهيل. مرآة العقول، ج٩، ص١١٧.
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٨٥
قال الصادق(عليه السلام): إنّ الله بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلّباها على أهلها، فلمّا انتهيا إلى المدينة وجدا رجلاً يدعو الله ويتضرّع إليه، فقال أحدهما للآخر: أ ما ترى هذا الداعي؟ فقال: قد رأيته ولكن أمضي لما أمرني به ربّي، فقال: ولكنّي لا أحدث شيئاً حتّى أرجع إلى ربّي، فعاد إلى الله تبارك وتعالی فقال: يا ربّ، إنّي انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلاناً يدعوك ويتضرّع إليك، فقال: امض لما أمرتك به، فإنّ ذلك رجل لم يتمعّر ١ وجهه غضباً لي قطّ.
المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد:
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٥٠٩
(١) «تمعّر»: تغیّر. لسان العرب، ج٥، ص١٨١.