أحاديث في فضل من حفظ أربعين حديثاً، ووصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) في من حفظ من الأمة أربعين حديثا وفي البيان تجد توضيحا هاما حول كيفية الأربعين حديث التي أرادتها الروايات الشريفة، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب العقل والعلم والجهل
- » أحاديث في من حفظ أربعين حديثاً
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٦
قال الصادق(عليه السلام): من حفظ عنّي أربعين حديثاً من أحاديثنا في الحلال والحرام بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ولم يعذّبه.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٥٤
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٧
قال الحسين(عليه السلام): إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أوصى إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وكان فيما أوصى به أن قال له: يا عليّ، من حفظ من أمّتي أربعين حديثاً يطلب بذلك وجه الله عزّ وجلّ والدار الآخرة، حشره الله يوم القيامة مع النبيّين والصدّيقين والشهداء الصالحين وحسن أولئك رفيقاً، فقال عليّ(عليه السلام): يا رسول الله، أخبرني ما هذه الأحاديث؟ فقال(صلى الله عليه وآله): أن تؤمن بالله وحده لا شريك له وتعبده ولا تعبد غيره، فهذه أربعون حديثاً من استقام عليها وحفظها عنّي من أمّتي دخل الجنّة برحمة الله، وكان من أفضل الناس وأحبّهم إلى الله عزّ وجلّ بعد النبيّين والصدّيقين، وحشره الله يوم القيامة مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
بيــان:
(١) ظاهر هذا الخبر أنّه لا يشترط في حفظ الأربعين حديثاً، كونها منفصلة بعضها عن بعض في النقل، بل يكفي لذلك حفظ خبر واحد، يشتمل على أربعين حكماً؛ إذ كلّ منها يصلح لأن يكون حديثاً برأسه، ويحتمل أن يكون المراد بيان مورد هذه الأحاديث، أي أربعين حديثاً يتعلّق بهذه الأمور، وشرح هذه الخصال سيأتي في أبوابها، وتصحيح عدد الأربعين إنّما يتيسّر بجعل بعض الفقرات المكررّة ظاهراً تفسيراً وتأكيداً لبعض. (ص١٥٦)
(٢) هذا المضمون مشهور مستفيض بين الخاصّة والعامّة، بل قيل: إنّه متواتر، واختلف فيما أريد بالحفظ فيها، فقد قيل: إنّ المراد الحفظ عن ظهر القلب، فإنّه هو المتعارف المعهود في الصدر السالف، فإنّ مدارهم كان على النقش على الخواطر لا على الرسم في الدفاتر، حتّى منع بعضهم من الاحتجاج بما لم يحفظه الراوي عن ظهر القلب. وقد قيل: إنّ تدوين الحديث من المستحدثات في المائة الثانية من الهجرة، وقيل: المراد الحراسة عن الاندراس بما يعمّ الحفظ عن ظهر القلب والكتابة والنقل من الناس ولو من كتاب وأمثال ذلك، وقيل: المراد تحمّله على أحد الوجوه المقرّرة التي سيأتي ذكرها في باب آداب الرواية. والحقّ أنّ للحفظ مراتب يختلف الثواب بحسبها، فأحدها: حفظ لفظها سواء كان في الخاطر أو في الدفاتر، وتصحيح لفظها واستجازتها وإجازتها وروايتها. وثانيها: حفظ معانيها والتفكّر في دقائقها، واستنباط الحكم والمعارف منها. وثالثها: حفظها بالعمل بها، والاعتناء بشأنها، والاتّعاظ بمودعها، ويؤمي إليه خبر السكوني.
وظاهر أكثر الأخبار تخصيص الأربعين بما يتعلّق بأمور الدين من أصول العقائد والعبادات القلبية والبدنية، لا ما يعمّها وسائر المسائل من المعاملات والأحكام، بل يظهر من بعضها كون تلك الأربعين جامعة لأمّهات العقائد والعبادات والخصال الكريمة والأفعال الحسنة، فيكون المراد ببعثه فقيهاً عالماً أن يوفّقه الله لأن يصير بالتدبّر في هذه الأحاديث والعمل بها للّٰه من الفقهاء العالمين العاملين، وعلى سائر الاحتمالات يكون المراد بعثه في القيامة في زمرتهم، لتشبّهه بهم وإن لم يكن منهم. ويطلق الفقيه غالباً في الأخبار على العالم العامل الخبير بعيوب النفس وآفاتها، التارك للدنيا، الزاهد فيها، الراغب إلى ما عنده تعالى من نعيمه وقربه ووصاله، واستدلّ بعض الأفاضل بهذا الخبر على حجّيّة خبر الواحد، وتوجيهه ظاهر. (ص١٥٦-١٥٨)
(١) ظاهر هذا الخبر أنّه لا يشترط في حفظ الأربعين حديثاً، كونها منفصلة بعضها عن بعض في النقل، بل يكفي لذلك حفظ خبر واحد، يشتمل على أربعين حكماً؛ إذ كلّ منها يصلح لأن يكون حديثاً برأسه، ويحتمل أن يكون المراد بيان مورد هذه الأحاديث، أي أربعين حديثاً يتعلّق بهذه الأمور، وشرح هذه الخصال سيأتي في أبوابها، وتصحيح عدد الأربعين إنّما يتيسّر بجعل بعض الفقرات المكررّة ظاهراً تفسيراً وتأكيداً لبعض. (ص١٥٦)
(٢) هذا المضمون مشهور مستفيض بين الخاصّة والعامّة، بل قيل: إنّه متواتر، واختلف فيما أريد بالحفظ فيها، فقد قيل: إنّ المراد الحفظ عن ظهر القلب، فإنّه هو المتعارف المعهود في الصدر السالف، فإنّ مدارهم كان على النقش على الخواطر لا على الرسم في الدفاتر، حتّى منع بعضهم من الاحتجاج بما لم يحفظه الراوي عن ظهر القلب. وقد قيل: إنّ تدوين الحديث من المستحدثات في المائة الثانية من الهجرة، وقيل: المراد الحراسة عن الاندراس بما يعمّ الحفظ عن ظهر القلب والكتابة والنقل من الناس ولو من كتاب وأمثال ذلك، وقيل: المراد تحمّله على أحد الوجوه المقرّرة التي سيأتي ذكرها في باب آداب الرواية. والحقّ أنّ للحفظ مراتب يختلف الثواب بحسبها، فأحدها: حفظ لفظها سواء كان في الخاطر أو في الدفاتر، وتصحيح لفظها واستجازتها وإجازتها وروايتها. وثانيها: حفظ معانيها والتفكّر في دقائقها، واستنباط الحكم والمعارف منها. وثالثها: حفظها بالعمل بها، والاعتناء بشأنها، والاتّعاظ بمودعها، ويؤمي إليه خبر السكوني.
وظاهر أكثر الأخبار تخصيص الأربعين بما يتعلّق بأمور الدين من أصول العقائد والعبادات القلبية والبدنية، لا ما يعمّها وسائر المسائل من المعاملات والأحكام، بل يظهر من بعضها كون تلك الأربعين جامعة لأمّهات العقائد والعبادات والخصال الكريمة والأفعال الحسنة، فيكون المراد ببعثه فقيهاً عالماً أن يوفّقه الله لأن يصير بالتدبّر في هذه الأحاديث والعمل بها للّٰه من الفقهاء العالمين العاملين، وعلى سائر الاحتمالات يكون المراد بعثه في القيامة في زمرتهم، لتشبّهه بهم وإن لم يكن منهم. ويطلق الفقيه غالباً في الأخبار على العالم العامل الخبير بعيوب النفس وآفاتها، التارك للدنيا، الزاهد فيها، الراغب إلى ما عنده تعالى من نعيمه وقربه ووصاله، واستدلّ بعض الأفاضل بهذا الخبر على حجّيّة خبر الواحد، وتوجيهه ظاهر. (ص١٥٦-١٥٨)
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٥٤