أحاديث في غزوة تبوك وقصّة العقبة ولماذا خلف النبي (صلى الله عليه وآله) أميرالمؤمنين (عليه السلام) في المدينة عند توجهه إلى تبوك، وخطبة الرسول الأكرم (ص) قبل التوجه إلى تبوك، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب المتبع في البحار، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » أحاديث في غزوة تبوك وقصّة العقبة
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٣٨
إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان أخصّ الناس بأمير المؤمنين عليه السلام، وكان هو أحبّ الناس إليه، وأسعدهم عنده، وأفضلهم لديه، فلمّا بلغ أمير المؤمنين عليه السلام إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبيّ صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله، إنّ المنافقين يزعمون أنّك خلّفتني استثقالاً ومقتاً.
فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله: ارجع يا أخي إلى مكانك، فإنّ المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي، أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص ٢٠٨
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٣٩
قوله ﴿وَلَكِن بَعُدَت عَلَيهِمُ الشُّقَّةُ﴾، يعني: إلى تبوك. وذلك أنّ رسول الله ّ صلى الله عليه وآله لم يسافر سفراً أبعد منه ولا أشدّ منه، وكان سبب ذلك أنّ الصيّافة كانوا يقدمون المدينة من الشام معهم الدرنوك والطعام وهم الأنباط، فأشاعوا بالمدينة أنّ الروم قد اجتمعوا يريدون غزو رسول الله صلى الله عليه وآله في عسكر عظيم، وأنّ هرقل قد سار في جنوده وجلب معهم غسّان وجذام وفهراً وعاملة، وقد قدم عساكره البلقاء ونزل هو حمص.
فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه التهيّؤ إلى تبوك وهي من بلاد البلقاء، وبعث إلى القبائل حوله وإلى مكّة وإلى من أسلم من خزاعة ومزينة وجهينة، فحثّهم على الجهاد، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بعسكره فضرب في ثنيّة الوداع، وأمر أهل الجدة أن يعينوا من لا قوّة به، ومن كان عنده شيء أخرجوا وحملوا وقوّوا وحثّوا على ذلك.
وخطب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أيّها الناس، إنّ أصدق الحديث كتاب الله، وأولى القول كلمة التقوى، وخير الملل ملّة إبراهيم، وخير السنّة سنن محمّد صلى الله عليه وآله، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عزائمها، وشرّ الأمور محدثاتها، وأحسن الهدى هدى الأنبياء، وأشرف القتل قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدى ما اتّبع، وشرّ العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى، وشرّ المعذرة حين يحضر الموت، وشرّ الندامة يوم القيامة.
ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلّا نزراً، ومنهم من لا يذكر الله إلّا هجراً، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين والارتياب من الكفر، والتباعد من عمل الجاهلية، والغلول من جمر جهنّم، والسكر جمر النار، والشعر من إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل إبليس، والشباب شعبة من الجنون، وشرّ المكاسب كسب الربا، وشرّ المآكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقيّ من شقي في بطن أمّه.
وإنّما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع، والأمر إلى آخره، وملاك العمل خواتيمه، وأربى الربا الكذب، وكلّ ما هو آتٍ قريب، وشنآن المؤمن فسق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن توكّل على الله كفاه، ومن صبر ظفر، ومن يعف يعف الله عنه، ومن كظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزيّة يعوّضه الله، ومن يتّبع السمعة يسمّع الله به، ومن يصمّ يضاعف الله له، ومن يعص الله يعذّبه. اللّهمّ اغفر لي ولأمّتي، اللّهمّ اغفر لي ولأمّتي، أستغفر الله لي ولكم.
فرغب الناس في الجهاد لمّا سمعوا هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله، وقدمت القبائل من العرب ممّن استنفرهم، وقعد عنه قوم من المنافقين وغيرهم.
ولقي رسول الله صلى الله عليه وآله الجدّ بن قيس فقال له: يا أبا وهب، أ لا تنفر معنا في هذه القرى؟ لعلّك أن تحتفد بنات الأصفر.
فقال: يا رسول الله، والله، إنّ قومي ليعلمون أنّه ليس فيهم أحد أشدّ عجباً بالنساء منّي، وأخاف إن خرجت معك أن لا أصبر إذا رأيت بنات الأصفر، فلا تفتنّي وائذن لي أن أقيم، وقال لجماعة من قومه: لا تخرجوا في الحرّ.
فقال ابنه: ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وتقول له ما تقول، ثمّ تقول لقومك: لا تنفروا في الحرّ، والله، لينزلنّ الله في هذا قرآناً يقرأه الناس إلى يوم القيامة، فأنزل الله على رسوله في ذلك: ﴿وَمِنهُم مَّن يَقُولُ ائذَن لِّي وَلاَ تَفتِنِّي أَلاَ فِي الفِتنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكَافِرِينَ﴾.
ثمّ قال الجدّ بن قيس: أ يطمع محمّد أنّ حرب الروم مثل حرب غيرهم؟ لا يرجع من هؤلاء أحد أبداً.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٢١٣
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٤٠
وجاء البكّاءون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهم سبعة من بني عمرو بن عوف … فقالوا: يا رسول الله، ليس بنا قوّة أن نخرج معك، فأنزل الله فيهم: ﴿لَيسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلَا عَلَى المَرضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لله وَرَسُولِهِ مَا عَلَى المُحسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، قال: وإنّما سألوا هؤلاء البكّاءون نعلاً يلبسونها، ثمّ قال: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَستَأذِنُونَكَ وَهُم أَغنِيَاء رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ﴾؛ والمستأذنون: ثمانون رجلاً من قبائل شتّى، والخوالف: النساء.
المصدر الأصلي: تفسیر القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٢١٤
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٤١
وكان أبو ذرّ تخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة أيّام، وذلك أنّ جمله كان أعجف ١ فلحق بعد ثلاثة أيّام، ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه وحمل ثيابه على ظهره، فلمّا ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كن أبا ذرّ، فقالوا: هو أبو ذرّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أدركوه بالماء، فإنّه عطشان، فأدركوه بالماء.
ووافى أبو ذرّ رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه إداوة فيها ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا ذرّ، معك ماء وعطشت؟ فقال: نعم، يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي، انتهيت إلى صخرة عليها ماء السماء فذقته فإذا هو عذب بارد، فقلت: لا أشربه حتّى يشربه حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا ذرّ، رحمك الله، تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك، وتدخل الجنّة وحدك، يسعد بك قوم من أهل العراق، يتولّون غسلك وتجهيزك والصلاة عليك ودفنك.
المصدر الأصلي: تفسیر القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٢١٥-٢١٦
(١) «الأعجف»: المهزول. مجمع البحرين، ج٥، ص٩٢.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٤٢
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حذيفة، فانهض بنا أنت وسلمان وعمّار وتوكّلوا على الله، فإذا جزنا الثنيّة الصعبة، فأذّنوا للناس أن يتّبعونا.
فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على ناقته، وحذيفة وسلمان أحدهما آخذ بخطام ناقته يقودها، والآخر خلفها يسوقها، وعمّار إلى جانبها، والقوم على جمالهم ورجالتهم منبثّون حوالي الثنيّة على تلك العقبات، وقد جعل الذين فوق الطريق حجارة في دباب، فدحرجوها من فوق لينفّروا الناقة برسول الله صلى الله عليه وآله لتقع في المهوى الذي يهول الناظر النظر إليه من بعده.
فلمّا قربت الدباب من ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله أذن الله تعالی لها فارتفعت ارتفاعاً عظيماً، فجاوزت ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله ثمّ سقطت في جانب المهوى، ولم يبق منها شيء إلّا صار كذلك، وناقة رسول الله صلى الله عليه وآله كأنّها لا تحسّ بشيء من تلك القعقعات التي كانت للدباب.
ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمّار: اصعد الجبل، فاضرب بعصاك هذه وجوه رواحلهم، فارم بها، ففعل ذلك عمّار فنفرت بهم وسقط بعضهم، فانكسر عضده، ومنهم من انكسرت رجله ومنهم من انكسر جنبه، واشتدّت لذلك أوجاعهم، فلمّا جبرت واندملت بقيت عليهم آثار الكسر إلى أن ماتوا.
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله _ في حذيفة وأمير المؤمنين عليه السلام _: إنّهما أعلم الناس بالمنافقين، لقعوده في أصل الجبل ومشاهدته من مرّ سابقاً لرسول الله صلى الله عليه وآله، وكفى الله رسوله أمر من قصد له، وعاد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة، فكسا الله الذلّ والعار من كان قعد عنه، وألبس الخزي من كان دبّر على عليّ عليه السلام ما دفع الله عنه.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري عليه السلام، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٢٣١-٢٣٢
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٤٣
قیل للصادق عليه السلام: علم رسول الله صلى الله عليه وآله أسماء المنافقين؟ فقال عليه السلام: لا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله لمّا كان في غزوة تبوك كان يسير على ناقته والناس أمامه، فلمّا انتهى إلى العقبة وقد جلس عليها أربعة عشر رجلاً، ستّة من قريش وثمانية من أفناء الناس أو على عكس هذا.
فأتاه جبرئيل عليه السلام، فقال: إنّ فلاناً وفلاناً وفلاناً فقد قعدوا لك على العقبة لينفّروا ناقتك، فناداهم رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فلان ويا فلان ويا فلان، أنتم القعود لتنفّروا ناقتي، وكان حذيفة خلفه، فلحق بهم، فقال صلى الله عليه وآله: يا حذيفة، سمعت؟ قال: نعم، قال صلى الله عليه وآله: اكتم.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٢٣٣