أحاديث في غزوة أحد وما أصاب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في هذه الغزوة، والتئام جروح أمير المؤمنين (عليه السلام) على يد النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب المتبع في البحار، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب تاريخ نبينا (ص)
- » أحاديث في غزوة أحد وغزوة حمراء الأسد
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٢٦
لمّا كان من المشركين يوم أحد من كسر رباعية الرسول صلى الله عليه وآله وشجّه حتّى جرت الدماء على وجهه، فقال صلى الله عليه وآله: كيف يفلح قوم نالوا هذا من نبيّهم وهو مع ذلك حريص على دعائهم إلى ربّهم؟ فأعلمه الله سبحانه أنّه ليس إليه فلاحهم، وأنّه ليس إليه إلّا أن يبلّغ الرسالة، ويجاهد حتّى يظهر الدين، وإنّما ذلك إلى الله.
وكان الذي كسر رباعيته وشجّه في وجهه عتبة بن أبي وقّاص، فدعا عليه بأن لا يحول عليه الحول حتّى يموت كافراً، فمات كافراً قبل حول الحول، وأدمى وجهه رجل من هذيل _ يقال له عبد الله بن قميئة _ فدعا عليه فكان حتفه أن سلّط الله عليه تيساً فنطحه حتّى قتله.
وروي أنّه صلى الله عليه وآله كان يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللّهمّ اهد قومي، فإنّهم لا يعلمون».
وقال أنس بن مالك: أتي رسول الله صلى الله عليه وآله بعليّ عليه السلام يومئذٍ وعليه نيّف وستّون جراحة من طعنة وضربة ورمية، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يمسحها وهي تلتئم بإذن الله تعالی كأن لم تكن.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٢٠-٢٣
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٢٧١٤٢٧
قال ابن عبّاس: لمّا كان يوم أحد صعد أبو سفيان الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «اللّهمّ إنّه ليس لهم أن يعلونا»، فمكث أبو سفيان ساعة، وقال: يوماً بيوم، إنّ الأيّام دول، وإنّ الحرب سجال، فقال صلى الله عليه وآله: أجيبوه، فقالوا: لا سواء، قتلانا في الجنّة، وقتلاكم في النار، فقال: لنا عزّى ولا عزّى لكم. فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: الله مولانا ولا مولى لكم، فقال أبو سفيان: أعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أعلى وأجلّ.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٢٣
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٢٨
قال الطبرسي رحمة الله عليه: ﴿وَتِلكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ﴾ أي نصرّفها مرّة لفرقة ومرّة عليها، وإنّما يصرّف الله سبحانه الأيّام بين المسلمين والكفّار، بتخفيف المحنة على المسلمين أحياناً، وتشديدها عليهم أحياناً، لا بنصرة الكفّار عليهم؛ لأنّ النصرة تدلّ على المحبّة، والله لا يحبّ الكافرين، وإنّما جعل الله الدنيا متقلّبة لكيلا يطمئنّ المسلم إليها، ولتقلّ رغبته فيها، إذ تفنى لذّاتها، ويظعن مقيمها، ويسعى للآخرة التي يدوم نعيمها، وإنّما جعل الدولة مرّة للمؤمنين ومرّة عليهم؛ ليدخل الناس في الإيمان على الوجه الذي يجب الدخول فيه لذلك، وهو قيام الحجّة، فإنّه لو كانت الدولة دائماً للمؤمنين لكان الناس يدخلون في الإيمان على سبيل اليمن والفأل، على أنّ كلّ موضع حضره النبيّ صلى الله عليه وآله لم يخل من ظفر، إمّا في ابتداء الأمر وإمّا في انتهائه، وإنّما لم يستمرّ ذلك لما بيّنّاه.
ثمّ حمل النبيّ صلى الله عليه وآله وأصحابه على المشركين فهزموهم، وقتل عليّ بن أبي طالب عليه السلام أصحاب اللواء، وأنزل الله نصرته على المسلمين، قال الزبير: فرأيت هنداً وصواحبها هاربات مصعدات في الجبال، نادية خدّامهنّ ما دون أخذهنّ شيء، فلمّا نظرت الرماة إلى القوم قد انكشفوا، ورأوا النبيّ صلى الله عليه وآله وأصحابه ينتهبون الغنيمة، أقبلوا يريدون النهب واختلفوا، فقال بعضهم: لا نترك أمر رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال بعضهم: ما بقي من الأمر شيء، ثمّ انطلقوا عامّتهم وألحقوا بالعسكر.
فلمّا رأى خالد بن الوليد قلّة الرماة واشتغال المسلمين بالغنيمة، ورأى ظهورهم خالية، صاح في خيله من المشركين وحمل على أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله من خلفهم، فهزموهم وقتلوهم، ورمى عبد الله بن قميئة الحارثي رسول الله صلى الله عليه وآله بحجر فكسر أنفه ورباعيته، وشجّه في وجهه فأثقله، وتفرّق عنه أصحابه، وأقبل يريد قتله، فذبّ مصعب بن عمير _ وهو صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر ويوم أحد وكان اسم رايته العقاب _ عن رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى قتل مصعب بن عمير، قتله ابن قميئة فرجع وهو يرى أنّه قتل رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: إنّي قتلت محمّداً، وصاح صائح: «ألا إنّ محمّداً قد قتل»؛ ويقال: إنّ الصائح كان إبليس _ لعنه الله _ فانكفأ الناس وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو الناس ويقول: «إليّ عباد الله، إليّ عباد الله»، فاجتمع إليه ثلاثون رجلاً، فحموه حتّى كشفوا عنه المشركين، ورمى سعد بن أبي وقّاص حتّى اندقّت سية قوسه، وأصيبت يد طلحة بن عبيد الله فيبست، وأصيبت عين قتادة بن النعمان يومئذٍ حتّى وقعت على وجنته، فردّها رسول الله صلى الله عليه وآله مكانها فعادت كأحسن ما كانت.
فلمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله أدركه أبيّ بن خلف الجمحي وهو يقول: لا نجوت إن نجوت، فقال القوم: يا رسول الله، أ لا يعطف عليه رجل منّا؟ فقال صلى الله عليه وآله: دعوه، حتّى إذا دنا منه، وكان أبيّ قبل ذلك يلقى رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقول: عندي رمكة أعلفها كلّ يوم فرق ذرّة أقتلك عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله بل أنا أقتلك _ إن شاء الله تعالى _.
فلمّا كان يوم أحد ودنا منه تناول رسول الله صلى الله عليه وآله الحربة من الحرث بن الصمة، ثمّ استقبله فطعنه في عنقه، فخدش خدشة فتدهدأ عن فرسه، وهو يخور خوار الثور وهو يقول: قتلني محمّد، فاحتمله أصحابه وقالوا: ليس عليك بأس؛ فقال: بلى، لو كانت هذه الطعنة بربيعة ومضر لقلتهم، أ ليس قال لي: أقتلك؟ فلو بزق عليّ بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث إلّا يوماً حتّى مات.
وفشا في الناس أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد قتل، فقال بعض المسلمين: ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبيّ، فيأخذ لنا أماناً من أبي سفيان، وبعضهم جلسوا وألقوا بأيديهم، وقال أناس من أهل النفاق: فالحقوا بدينكم الأوّل، وقال أنس بن النضر عمّ أنس بن مالك: يا قوم، إن كان محمّد قد قتل، فإنّ ربّ محمّد لم يقتل، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله، وموتوا على ما مات عليه، ثمّ قال: اللّهمّ، إنّي أعتذر إليك ممّا يقوله هؤلاء _ يعني المنافقين _ وأبرأ إليك ممّا جاء به هؤلاء _ يعني المنافقين _ ثمّ شدّ بسيفه، فقاتل حتّى قتل.
ثمّ إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله انطلق إلى الصخرة وهو يدعو الناس، فأوّل من عرف رسول الله صلى الله عليه وآله كعب بن مالك، قال: عرفت عينيه تحت المغفر تزهران، فناديت بأعلى صوتي: يا معاشر المسلمين، هذا رسول الله صلى الله عليه وآله، فأشار إليّ أن اسكت، فانحازت إليه طائفة من أصحابه، فلامهم النبيّ صلى الله عليه وآله على الفرار، فقالوا: يا رسول الله، فديناك بآبائنا وأمّهاتنا، أتانا الخبر أنّك قتلت فرعبت قلوبنا فولّينا مدبرين، فأنزل الله تعالی هذه الآية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ﴾ يعني: أنّه بشر اختاره الله لرسالته، وقد مضت قبله رسل بعثوا، فأدّوا الرسالة ومضوا وماتوا، وقتل بعضهم، وإنّه يموت كما ماتت الرسل، فليس الموت بمستحيل عليه ولا القتل.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٢٣-٢٨
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٢٩
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وكانت فاطمة عليها السلام بنته تغسل عنه الدم، وعليّ بن أبي طالب عليه السلام يسكب عليها بالمجنّ، فلمّا رأت فاطمة عليها السلام أنّ الماء لا يزيد الدم إلّا كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتّى إذا صار رماداً ألزمته الجرح، فاستمسك الدم.
المصدر الأصلي: تفسير البيضاوي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣١
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣٠
﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوا مِنكُم يَومَ التَقَى الجَمعَانِ إِنَّمَا استَزَلَّهُمُ الشَّيطَانُ بِبَعضِ مَا كَسَبُوا﴾ يعني: إنّ الذين انهزموا يوم أحد إنّما كان السبب في انهزامهم أنّ الشيطان طلب منهم الزلل فأطاعوه، واقترفوا ذنوباً بترك المركز، والحرص على الغنيمة أو الحياة، فمنعوا التأييد وقوّة القلب لمخالفة النبيّ صلى الله عليه وآله، وقيل: استزلال الشيطان تولّيهم، وذلك بسبب ذنوب تقدّمت لهم، فإنّ المعاصي يجرّ بعضها بعضاً كالطاعة، وقيل: استزلّهم بذكر ذنوب سلفت منهم وكرهوا القتل قبل إخلاص التوبة والخروج من المظلمة.
المصدر الأصلي: تفسير البيضاوي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٣
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣١
روي أنّ رجلاً من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله من بني عبد الأشهل كان شهد أحداً، قال: شهدت أحداً أنا وأخ لي فرجعنا جريحين، فلمّا أذّن مؤذّن رسول الله صلى الله عليه وآله بالخروج في طلب العدوّ قلنا: لا تفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وآله، والله، ما لنا دابّة نركبها، وما منّا إلّا جريح ثقيل، فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وكنت أيسر جرحاً من أخي.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٩-٤٠
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣٢
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعبد الله بن جبير وأصحابه: إن رأيتمونا قد هزمناهم حتّى أدخلناهم مكّة فلا تبرحوا من هذا المكان، وإن رأيتموهم قد هزمونا حتّى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا وألزموا مراكزكم.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٤٩
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣٣
كلّما حملت طائفة على رسول الله صلى الله عليه وآله استقبلهم أمير المؤمنين عليه السلام فيدفعهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ويقتلهم حتّى انقطع سيفه، وبقيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله نسيبة بنت كعب المازنية، وكانت تخرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزواته تداوي الجرحى، وكان ابنها معها، فأراد أن ينهزم ويتراجع فحملت عليه، فقالت: يا بنيّ، إلى أين تفرّ؟ عن الله وعن رسوله؟ فردّته فحمل عليه رجل فقتله، فأخذت سيف ابنها، فحملت على الرجل فضربته على فخذه، فقتلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «بارك الله عليك يا نسيبة»، وكانت تقي رسول الله صلى الله عليه وآله بصدرها وثدييها حتّى أصابتها جراحات كثيرة، وحمل ابن قميئة على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: أروني محمّداً، لا نجوت إن نجا، فضربه على حبل عاتقه ونادى: قتلت محمّداً واللّات والعزّى.
ونظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجل من المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ظهره وهو في الهزيمة، فناداه: «يا صاحب الترس، ألق ترسك ومرّ إلى النار»، فرمى بترسه؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا نسيبة، خذي الترس، فأخذت الترس، وكانت تقاتل المشركين؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان.
فلمّا انقطع سيف أمير المؤمنين عليه السلام جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله، إنّ الرجل يقاتل بالسلاح، وقد انقطع سيفي، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ذا الفقار، فقال: قاتل بهذا، ولم يكن يحمل على رسول الله صلى الله عليه وآله أحد إلّا استقبله أمير المؤمنين عليه السلام، فإذا رأوه رجعوا، فانحاز رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ناحية أحد فوقف، وكان القتال من وجه واحد، وقد انهزم أصحابه فلم يزل أمير المؤمنين عليه السلام يقاتلهم حتّى أصابه في وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه ورجليه تسعون جراحة فتحاموه، وسمعوا منادياً من السماء: «لا سيف إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا عليّ».
فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا محمّد، هذه _ والله _ المواساة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لأنّي منه وهو منّي، فقال جبرئيل: وأنا منكما.
وكانت هند بنت عتبة في وسط العسكر، فكلّما انهزم رجل من قريش دفعت إليه ميلاً ومكحلةً، وقالت: إنّما أنت امرأة فاكتحل بهذا، وكان حمزة بن عبد المطّلب يحمل على القوم، فإذا رأوه انهزموا ولم يثبت له أحد، وكانت هند بنت عتبة _ عليها اللعنة _ قد أعطت وحشيّاً عهداً: لئن قتلت محمّداً أو عليّاً أو حمزة لأعطينّك رضاك _ وكان وحشيّ عبداً لجبير بن مطعم حبشيّاً _.
فقال وحشي: أمّا محمّد صلى الله عليه وآله فلا أقدر عليه، وأمّا عليّ عليه السلام فرأيته رجلاً حذراً كثير الالتفات فلم أطمع فيه، فكمنت لحمزة فرأيته يهدّ الناس هدّاً، فمرّ بي فوطأ على جرف نهر فسقط، فأخذت حربتي فهززتها ورميته فوقعت في خاصرته وخرجت من مثانته، فسقط فأتيته فشققت بطنه فأخذت كبده وجئت بها إلى هند، فقلت لها: هذه كبد حمزة، فأخذتها في فمها فلاكتها فجعلها الله في فيها مثل الداغصة ١ فلفظتها ورمت بها، فبعث الله ملكاً فحمله وردّه إلى موضعه. فقال الصادق عليه السلام: أبى الله أن يدخل شيئاً من بدن حمزة النار.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٥٣-٥٥
(١) «الداغِصة»: الشَحْمة التي تحت الجلدة الكائنة فوق الركبة. لسان العرب، ج٧، ص٣٦.
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣٤
كان عمرو بن قيس قد تأخّر إسلامه، فلمّا بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله في الحرب أخذ سيفه وترسه وأقبل كالليث العادي يقول: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، ثمّ خالط القوم فاستشهد، فمرّ به رجل من الأنصار فرآه صريعاً بين القتلى، فقال: يا عمرو، وأنت على دينك الأوّل؟ قال: لا، والله، إنّي أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، ثمّ مات.
فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله، إنّ عمرو بن قيس قد أسلم وقتل، فهو شهيد؟ قال صلى الله عليه وآله: إي والله، شهيد، ما رجل لم يصلّ لله ركعة دخل الجنّة غيره.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٥٦
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣٥
كان حنظلة بن أبي عامر رجل من الخزرج، تزوّج في تلك الليلة التي كانت صبيحتها حرب أحد ببنت عبد الله بن أبيّ بن سلول، ودخل بها في تلك الليلة، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقيم عندها، فأنزل الله: ﴿إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمرٍ جَامِعٍ لَم يَذهَبُوا حَتَّى يَستَأذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَستَأذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالله وَرَسُولِهِ فَإِذَا استَأذَنُوكَ لِبَعضِ شَأنِهِم فَأذَن لِّمَن شِئتَ مِنهُم﴾؛ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله، فدخل حنظلة بأهله ووقع عليها، فأصبح وخرج وهو جنب، فحضر القتال، فبعثت امرأته إلى أربعة نفر من الأنصار لمّا أراد حنظلة أن يخرج من عندها، وأشهدت عليه أنّه قد واقعها، فقيل لها: لم فعلت ذلك؟ قالت: رأيت في هذه الليلة في نومي كأنّ السماء قد انفرجت فوقع فيها حنظلة ثمّ انضمّت، فعلمت أنّها الشهادة، فكرهت أن لا أشهد عليه فحملت منه.
فلمّا حضر القتال نظر إلى أبي سفيان على فرس يجول بين العسكر، فحمل عليه فضرب عرقوب فرسه فاكتسعت الفرس، وسقط أبو سفيان إلى الأرض وصاح: يا معشر قريش، أنا أبو سفيان وهذا حنظلة يريد قتلي، وعدا أبو سفيان ومرّ حنظلة في طلبه، فعرض له رجل من المشركين فطعنه فمشى إلى المشرك في طعنه فضربه فقتله، وسقط حنظلة إلى الأرض بين حمزة وعمرو بن الجموح وعبد الله بن حزام وجماعة من الأنصار.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «رأيت الملائكة تغسل حنظلة بين السماء والأرض بماء المزن في صحائف من ذهب»؛ فكان يسمّى «غسيل الملائكة».
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٥٨
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣٦
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من له علم بعمّي حمزة؟ فقال له الحارث بن الصمة: أنا أعرف موضعه؛ فجاء حتّى وقف على حمزة، فكره أن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيخبره؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: يا عليّ، اطلب عمّك، فجاء عليّ عليه السلام فوقف على حمزة، فكره أن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؛ فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى وقف عليه، فلمّا رأى ما فعل به بكى، ثمّ قال: والله، ما وقفت موقفاً قطّ أغيظ عليّ من هذا المكان؛ وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالقتلى فجمعوا فصلّى عليهم، ودفنهم في مضاجعهم، وكـبّر على حمزة سبعين تكبيرة؛ وصاح إبليس بالمدينة: قتل محمّد، فلم يبق أحد من نساء المهاجرين والأنصار إلّا وخرج.
وخرجت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله تعدو على قدميها حتّى وافت رسول الله صلى الله عليه وآله وقعدت بين يديه، وكان إذا بكى رسول الله صلى الله عليه وآله بكت، وإذا انتحب انتحبت.
ونادى أبو سفيان: موعدنا وموعدكم في عام قابل فنقتتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام:
قل: نعم.
وارتحل رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل المدينة واستقبلته النساء يولولن ويبكين، فاستقبلته زينب بنت جحش، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: احتسبي، فقالت: من يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: أخاك، قالت: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعونَ﴾، هنيئاً له الشهادة، ثمّ قال صلى الله عليه وآله لها: احتسبي، قالت: من يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: حمزة بن عبد المطّلب، قالت: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعونَ﴾، هنيئاً له الشهادة، ثمّ قال صلى الله عليه وآله لها: احتسبي، قالت: من يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: زوجك مصعب بن عمير، قالت: واحزناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ للزوج عند المرأة لحدّاً ما لأحد مثله، فقيل لها: لم قلت ذلك في زوجك؟ قالت: ذكرت يتم ولده.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٦٢-٦٤
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣٧
وتآمرت قريش على أن يرجعوا ويغيّروا على المدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيّ رجل يأتينا بخبر القوم؟ فلم يجبه أحد، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا آتيكم بخبرهم، قال صلى الله عليه وآله: اذهب، فإن كانوا ركبوا الخيل وجنّبوا الإبل فهم يريدون المدينة، والله، لئن أرادوا المدينة لأنازلنّ الله فيهم، وإن كانوا ركبوا الإبل وجنّبوا الخيل فإنّهم يريدون مكّة.
فمضى أمير المؤمنين عليه السلام على ما به من الألم والجراحات، حتّى كان قريباً من القوم فرآهم قد ركبوا الإبل وجنّبوا الخيل، فرجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرادوا مكّة.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٦٤
الحديث: ١۳
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣٨
قال الله: ﴿إِن يَمسَسكُم قَرحٌ﴾، فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح، فلمّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله حمراء الأسد وقريش قد نزلت الروحاء، قال عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد: نرجع فنغير على المدينة، فقد قتلنا سراتهم وكبشهم يعنون حمزة، فوافاهم رجل خرج من المدينة فسألوه الخبر، فقال: تركت محمّداً وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم أحدّ الطلب.
فقال أبو سفيان: هذا النكد والبغي، قد ظفرنا بالقوم وبغينا، والله، ما أفلح قوم قطّ بغوا، فوافاهم نعيم بن مسعود الأشجعي، فقال أبو سفيان: أين تريد؟ قال: المدينة لأمتار لأهلي طعاماً، قال: هل لك أن تمرّ بحمراء الأسد، وتلقى أصحاب محمّد، وتعلمهم أنّ حلفاءنا وموالينا قد وافونا من الأحابيش حتّى يرجعوا عنّا، ولك عندي عشرة قلائص أملأها تمراً وزبيباً؟ قال: نعم، فوافى من غد ذلك اليوم حمراء الأسد، فقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: أين تريدون؟ قالوا: قريشاً، قال: ارجعوا، فإنّ قريشاً قد اجتمعت إليهم حلفاؤهم ومن كان تخلّف عنهم، وما أظنّ إلّا وأوائل خيلهم يطلعون عليكم الساعة، فقالوا: ﴿حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ﴾، ما نبالي.
ونزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: ارجع يا محمّد، فإنّ الله قد أرعب قريشاً ومرّوا لا يلوون على شيء، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وأنزل الله: ﴿الَّذِينَ استَجَابُوا لله وَالرَّسُولِ﴾.
فلمّا دخلوا المدينة قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟ فأنزل الله تعالی: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتكُم مُّصِيبَةٌ﴾، وذلك أنّ يوم بدر قتل من قريش سبعون، وأسر منهم سبعون، وكان الحكم في الأسارى القتل، فقامت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله، هبهم لنا ولا تقتلهم حتّى نفاديهم.
فنزل جبرئيل، فقال: إنّ الله قد أباح لهم الفداء أن يأخذوا من هؤلاء ويطلقوهم على أن يستشهد منهم في عام قابل بقدر ما يأخذون منه الفداء؛ فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الشرط، فقالوا: قد رضينا به، نأخذ العام الفداء من هؤلاء ونتقوّى به، ويقتل منّا في عام قابل بعدد من نأخذ منهم الفداء، وندخل الجنّة، فأخذوا منهم الفداء وأطلقوهم.
فلمّا كان في هذا اليوم وهو يوم أحد قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله سبعون، فقالوا: يا رسول الله، ما هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟ فأنزل الله: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتكُم﴾ إلى قوله: ﴿هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم﴾ بما اشترطتم يوم بدر.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٦٥-٦٦
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٣٩
لمّا كان يوم أحد شجّ النبيّ صلى الله عليه وآله في وجهه، وكسرت رباعيته، فقام رافعاً يديه يقول: إنّ الله اشتدّ غضبه على اليهود أن قالوا: العزير ابن الله، واشتدّ غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح ابن الله، وإنّ الله اشتدّ غضبه على من أراق دمي، وآذاني في عترتي.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٧١
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤٠
لمّا رجع عليّ بن أبي طالب عليه السلام من أحد، ناول فاطمة عليها السلام سيفه وقال:
أ فاطم هاك السيف غير ذميم
فلست برعديد ولا بلئيم
لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد
ومرضاة ربّ بالعباد رحيم
وسمع يوم أحد _ وقد هاجت ريح عاصف _ كلام هاتف يهتف وهو يقول:
لا سيف إلّا ذو الفقار
ولا فتى إلّا عليّ
فإذا ندبتم هالكاً
فابكوا الوفيّ أخا الوفيّ
بيــان:
والمراد بـ «الوفيّ» حمزة وهو أخو الوفيّ أبي طالب. (ص٧٢)
والمراد بـ «الوفيّ» حمزة وهو أخو الوفيّ أبي طالب. (ص٧٢)
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤١
قال زرارة: ذهبت أنا وبكير مع رجل من ولد عليّ عليه السلام إلى المشاهد حتّى انتهينا إلى أحد، فأرانا قبور الشهداء، ثمّ دخل بنا الشعب فمضينا معه ساعة حتّى مضينا إلى مسجد هناك، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله صلّى فيه، فصلّينا فيه، ثمّ أرانا مكاناً في رأس جبل، فقال: إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله صعد إليه فكان يكون فيه ماء المطر.
قال زرارة: فوقع في نفسي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لم يصعد إلى ما ثمّ، فقلت: أمّا أنا فإنّي لا أجيء معكم، أنا نائم ههنا حتّى تجيؤوا، فذهب هو وبكير، ثمّ انصرفوا وجاءوا إليّ، فانصرفنا جميعاً حتّى إذا كان الغد أتينا الباقر عليه السلام فقال لنا: أين كنتم أمس؟ فإنّي لم أراكم، فأخبرناه ووصفنا له المسجد والموضع الذي زعم أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله صعد إليه فغسل وجهه فيه.
فقال الباقر عليه السلام: ما أتى رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك المكان قطّ، فقلت له: يروى لنا أنّه كسرت رباعيته؟ فقال عليه السلام: لا، قبضه الله سليماً، ولكنّه شجّ في وجهه، فبعث عليّاً عليه السلام فأتاه بماء في حجفة، فعافه رسول الله عليه السلام أن يشرب منه وغسل وجهه.
المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٧٣-٧٤
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤٢
إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله انتهى إلى رجل قد فوّق سهماً ليرمي بعض المشركين، فوضع يده فوق السهم وقال صلى الله عليه وآله: ارمه، فرمى ذلك المشرك به فهرب المشرك من السهم، وجعل يروغ من السهم يمنة ويسرة، والسهم يتبعه حيثما راغ حتّى سقط السهم في رأسه، فسقط المشرك ميّتاً، فأنزل الله: ﴿فَلَم تَقتُلُوهُم وَلَكِنَّ الله قَتَلَهُم وَمَا رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ الله رَمَى﴾.
المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٧٨-٧٩
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤٣
كان أبو غرّة الشاعر حضر مع قريش يوم بدر ويحرّض قريشاً بشعره على القتال، فأسر في السبعين الذين أسروا، فلمّا وقع الفداء على القوم، قال أبو غرّة: يا أبا القاسم، تعلم أنّي رجل فقير، فامنن على بناتي، فقال صلى الله عليه وآله: إن أطلقك بغير فداء ألّا تكثر علينا بعدها؟ قال: لا، والله، فعاهده على أن لا يعود.
فلمّا كان حرب أحد دعته قريش إلى الخروج معها ليحرّض الناس بشعره على القتال، فقال: إنّي عاهدت محمّداً أن لا أكثر عليه بعد ما منّ عليّ، قالوا: ليس هذا من ذلك، إنّ محمّداً لا يسلم منّا في هذه الدفعة، فغلبوه على رأيه، فلم يؤسر يوم أحد من قريش غيره.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أ لم تعاهدني؟ قال: إنّهم غلبوني على رأيي، فامنن على بناتي، قال صلى الله عليه وآله: «لا، تمشي بمكّة وتحرّك كتفيك وتقول: سخرت من محمّد مرّتين»، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمن لا يلسع من جحر مرّتين، يا عليّ، اضرب عنقه.
المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٧٩
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤٤
وجعل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله يقاتلون عنه، حتّى قتل منهم سبعون رجلاً، وثبت أمير المؤمنين عليه السلام وأبو دجانة وسهل بن حنيف للقوم، يدفعون عن النبيّ صلى الله عليه وآله فكثر عليهم المشركون، ففتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينيه ونظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقد كان أغمي عليه ممّا ناله، فقال صلى الله عليه وآله: يا عليّ، ما فعل الناس؟ فقال عليه السلام: نقضوا العهد، وولّوا الدبر، فقال له: فاكفني، هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي، فحمل عليهم أمير المؤمنين عليه السلام، فكشفهم.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٨٣
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤٥
وجعل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله يقاتلون عنه، حتّى قتل منهم سبعون رجلاً، وثبت أمير المؤمنين عليه السلام وأبو دجانة وسهل بن حنيف للقوم، يدفعون عن النبيّ صلى الله عليه وآله فكثر عليهم المشركون، ففتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينيه ونظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقد كان أغمي عليه ممّا ناله، فقال صلى الله عليه وآله: يا عليّ، ما فعل الناس؟ فقال عليه السلام: نقضوا العهد، وولّوا الدبر، فقال له: فاكفني، هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي، فحمل عليهم أمير المؤمنين عليه السلام، فكشفهم.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٨٣
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤٦
لمّا انتهت فاطمة عليها السلام وصفيّة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، ونظرتا إليه قال لعليّ عليه السلام: أمّا عمّتي فاحبسها عنّي، وأمّا فاطمة فدعها، فلمّا دنت فاطمة عليها السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ورأته قد شجّ في وجهه وأدمي فوه إدماء، صاحت وجعلت تمسح الدم، وتقول: اشتدّ غضب الله على من أدمى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان يتناول في يده رسول الله صلى الله عليه وآله ما يسيل من الدم، فيرميه في الهواء فلا يتراجع منه شيء.
المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٩٥-٩٦
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤٧
وكانت امرأة من بني النجّار قتل أبوها وزوجها وأخوها مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فدنت من رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون قيام على رأسه، فقال لرجل: أ حيّ رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم، قالت: أستطيع أن أنظر إليه؟ قال: نعم، فأوسعوا لها فدنت منه وقالت: كلّ مصيبة جلل بعدك، ثمّ انصرفت.
المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٩٨
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤٨
وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة حين دفن القتلى، فمرّ بدور بني الأشهل وبني ظفر، فسمع بكاء النوائح على قتلاهنّ، فترقرقت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى، ثمّ قال: لكنّ حمزة لا بواكي له اليوم.
فلمّا سمعها سعد بن معاذ وأسيد بن حضير قالا: لا تبكينّ امرأة حميمها حتّى تأتي فاطمة عليها السلامفتسعدها. فلمّا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله الواعية على حمزة _ وهو عند فاطمة عليها السلام على باب المسجد _ قال: ارجعن رحمكنّ الله، فقد آسيتنّ بأنفسكنّ.
المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٩٨-٩٩
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٤٩
قال الصادق عليه السلام: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كفّن حمزة بثيابه ١ ولم يغسّله ولكنّه صلّى عليه.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص١٠٦
(١) ورد في المصدر: «في ثیابه». راجع: الكافي، ج٣، ص٢١٢.
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٥٠
قال الباقر عليه السلام: دفن رسول الله صلى الله عليه وآله عمّه حمزة في ثيابه بدمائه التي أصيب فيها، وزاده النبيّ صلى الله عليه وآله برداً، فقصّر عن رجليه فدعا له بإذخر فطرحه عليه، وصلّى عليه سبعين صلاة وكـبّر عليه سبعين تكبيرة.
المصدر الأصلي: تهذيب الأحكام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص١٠٧
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٥١
قال الصادق عليه السلام: كان ممّا منّ الله على رسوله أنّه كان يقرأ ولا يكتب. فلمّا توجّه أبو سفيان إلى أحد، كتب العبّاس إلى النبيّ صلى الله عليه وآله فجاءه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة فقرأه ولم يخبر أصحابه وأمرهم أن يدخلوا المدينة، فلمّا دخلوا المدينة أخبرهم.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص١١١
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٥٢
وقام خيثمة أبو سعد بن خيثمة، فقال: لقد أخطأتني وقعة بدر، وقد كنت عليها حريصاً، لقد بلغ من حرصي أن ساهمت ابني في الخروج، فخرج سهمه فرزق الشهادة، وقد رأيت ابني البارحة في النوم في أحسن صورة، يسرح في ثمار الجنّة وأنهارها، وهو يقول: الحق بنا ترافقنا في الجنّة، فقد وجدت ما وعدني ربّي حقّاً، وقد _ والله _ يا رسول الله، أصبحت مشتاقاً إلى مرافقته في الجنّة، وقد كبرت سنّي ورقّ عظمي وأحببت لقاء ربّي، فادع الله أن يرزقني الشهادة.
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فقتل بأحد شهيداً.
المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص١٢٥
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٥٣
فلمّا سوّى رسول الله صلى الله عليه وآله الصفوف بأحد قام فخطب الناس، فقال: أيّها الناس، إنّه قد قذف في قلبي أنّ من كان على حرام فرغب عنه ابتغاء ما عند الله غفر له ذنبه، ومن صلّى عليّ صلّى الله عليه وملائكته عشراً، ومن أحسن من مسلم أو كافر وقع أجره على الله في عاجل دنياه وفي آجل آخرته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلّا صبيّاً أو امرأة أو مريضاً أو عبداً مملوكاً، ومن استغنى عنها استغنى الله عنه والله غنيّ حميد.
ما أعلم من عمل يقرّبكم إلى الله إلّا وقد أمرتكم به، ولا أعلم من عمل يقرّبكم إلى النار إلّا وقد نهيتكم عنه، وإنّه قد نفث الروح الأمين في روعي أنّه لن تموت نفس حتّى تستوفي أقصى رزقها لا ينقص منه شيء وإن أبطأ عنها، فاتّقوا الله ربّكم، وأجملوا في طلب الرزق، ولا يحملنّكم استبطاؤه على أن تطلبوه بمعصية ربّكم، فإنّه لن يقدر على ما عنده إلّا بطاعته. قد بيّن لكم الحلال والحرام غير أنّ بينهما شبهاً من الأمر، لم يعلمها كثير من الناس إلّا من عصم، فمن تركها حفظ عرضه ودينه، ومن وقع فيها كان كالراعي إلى جنب الحمى أوشك أن يقع فيه، وما من ملك إلّا وله حمى، ألا وإنّ حمى الله محارمه، والمؤمن من المؤمنين كالرأس من الجسد إذا اشتكى تداعى عليه سائر جسده،
والسلام عليكم.
المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص١٢٥-١٢٧
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٥٤
وكان مخيريق اليهودي من أحبار اليهود، فقال يوم السبت _ ورسول الله صلى الله عليه وآله بأحد _: يا معشر اليهود، والله، إنّكم لتعلمون أنّ محمّداً صلى الله عليه وآله نبيّ، وأنّ نصره عليكم حقّ. فقالوا: ويحك، اليوم يوم السبت، فقال: لا سبت، ثمّ أخذ سلاحه وحضر مع النبيّ صلى الله عليه وآله فأصيب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «مخيريق خير يهود»، وكان قد قال حين خرج إلى أحد: إن أصبت فأموالي لمحمّد صلى الله عليه وآله يضعها حيث أراه الله، فهي عامّة صدقات النبيّ صلى الله عليه وآله.
وكان عمرو بن الجموح رجلاً أعرج، فلمّا كان يوم أحد _ وكان له بنون أربعة يشهدون مع النبيّ صلى الله عليه وآله المشاهد أمثال الأسد _ أراد قومه أن يحبسوه وقالوا: أنت رجل أعرج ولا حرج عليك وقد ذهب بنوك مع النبيّ صلى الله عليه وآله، قال: بخ، يذهبون إلى الجنّة وأجلس أنا عندكم؟ فقالت هند بنت عمرو بن حرام امرأته: كأنّي أنظر إليه مولّياً قد أخذ درقته وهو يقول: اللّهمّ لا تردّني إلى أهلي.
فخرج ولحقه بعض قومه يكلّمونه في القعود فأبى وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله، إنّ قومي يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك، والله، إنّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنّة؛ فقال صلى الله عليه وآله له: أمّا أنت فقد عذرك الله، ولا جهاد عليك، فأبى، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله لقومه وبنيه: «لا عليكم أن لا تمنعوه، لعلّ الله يرزقه الشهادة»، فخلّوا عنه، فقتل يومئذٍ شهيداً.
فحملته هند بعد شهادته وابنها خلّاد وأخاها عبد الله على بعير، فلمّا بلغت منقطع الحرّة برك البعير، فكان كلّما توجّهه إلى المدينة برك، وإذا وجّهته إلى أحد أسرع، فرجعت إلى النبيّ صلى الله عليه وآله فأخبرته بذلك، فقال صلى الله عليه وآله: إنّ الجمل لمأمور، هل قال عمرو شيئاً؟ قالت: نعم، إنّه لمّا توجّه إلى أحد استقبل القبلة، ثمّ قال: اللّهمّ لا تردّني إلى أهلي وارزقني الشهادة.
فقال صلى الله عليه وآله: «فلذلك الجمل لا يمضي، إنّ منكم _ يا معشر الأنصار _ من لو أقسم على الله لأبرّه، منهم عمرو بن الجموح؛ يا هذه، ما زالت الملائكة مظلّة على أخيك من لدن قتل إلى الساعة، فينظرون أين يدفن؟»، ثمّ مكث رسول الله صلى الله عليه وآله في قبرهم، ثمّ قال: يا هند، قد ترافقوا في الجنّة جميعاً، بعلك وابنك وأخوك، فقالت هند: يا رسول الله، فادع لي، عسى أن يجعلني معهم.
المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص١٣٠-١٣١
الحديث: ٣٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٥٥
قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد: ادفنوا عبد الله بن عمرو، وعمرو بن الجموح في قبر واحد.
ويقال: أنّهما وجدا وقد مثّل بهما كلّ مثلة، قطّعت إرابهما عضواً عضواً، فلا يعرف أبدانهما، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: ادفنوهما في قبر واحد.
ويقال: إنّما دفنهما في قبر واحد لما كان بينهما من الصفا، فقال: ادفنوا هذين المتحابّين في الدنيا في قبر واحد.
فدخل السيل عليهما وكان قبرهما ممّا يلي السيل، فحفر عنهما وعليهما نمرتان.
وعبد الله قد أصابه جرح في وجهه، فيده على وجهه فأميطت يده عن جرحه، فثعب الدم فردّت إلى مكانها فسكن الدم. قال الواقدي: وكان جابر يقول: رأيته في حفرته كأنّه نائم ما تغيّر من حاله قليل ولا كثير، فقيل: أ فرأيت أكفانه؟ قال: إنّما كفّن في نمرة خمّر بها وجهه وعلى رجليه الحرمل، فوجدنا النمرة كما هي، والحرمل على رجليه كهيئته، وبين ذلك وبين دفنه ستّ وأربعون سنة، فشاورهم جابر في أن يطيّبه بمسك، فأبى ذلك أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وقالوا: لا تحدثوا فيهم شيئاً.
ويقال: إنّ معاوية لمّا أراد أن يجري العين التي أحدثها بالمدينة _ وهي كظامة _ نادى مناديه بالمدينة: من كان له قتيل بأحد فليشهد، فخرج الناس إلى قتلاهم فوجدوهم رطاباً يتثنّون، فأصابت المسحاة رجل رجل منهم، فثعبت دماً، فقال أبو سعيد الخدري: لا ينكر بعد هذا منكر أبداً.
المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص١٣١-١٣٢