أحاديث في فضل النبي داود والنبي سليمان (عليهما السلام) وفي أنهما قد نالا ما لم ينله أحد من الأنبياء وفي ما يحتويه الزبور من أخبار، وفي أن القائم يحكم بحكم داود النبي (عليه السام)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب النبوة
- » أحاديث في عمر داود (ع) ووفاته وفضائله
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٧
﴿وَلَقَد آتَينَا دَاوُدَ وَسُلَيمَانَ عِلمًا﴾، قال: إنّ الله عزّ وجلّ أعطى داود(عليه السلام) وسليمان(عليه السلام) ما لم يعط أحداً من أنبياء الله من الآيات: علّمهما منطق الطير، وألان لهما الحديد والصفر من غير نار، وجعلت الجبال يسبّحن مع داود(عليه السلام)، وأنزل عليه الزبور، فيه توحيد وتمجيد ودعاء، وأخبار رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين(عليه السلام)، والأئمّة(عليهم السلام)، وأخبار الرجعة، وذكر القائم(عليه السلام) لقوله: ﴿وَلَقَد كَتَبنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.
بيــان:
يمكن أن يكون تسبيح الجبال كناية عن تسبيح الملائكة الساكنين بها، أو بأن خلق الله الصوت فيها، أو على القول بأنّ للجمادات شعوراً فلا حاجة إلى كثير تكلّف، وأمّا الطيور فلا دليل على عدم تمييزها وقابليّتها للتسبيح، مع أنّ كثيراً من الأخبار دلّت على أنّ لها تسبيحاً، وما سيأتي من قصّة النمل يؤيّده. (ص٣-٤)
يمكن أن يكون تسبيح الجبال كناية عن تسبيح الملائكة الساكنين بها، أو بأن خلق الله الصوت فيها، أو على القول بأنّ للجمادات شعوراً فلا حاجة إلى كثير تكلّف، وأمّا الطيور فلا دليل على عدم تمييزها وقابليّتها للتسبيح، مع أنّ كثيراً من الأخبار دلّت على أنّ لها تسبيحاً، وما سيأتي من قصّة النمل يؤيّده. (ص٣-٤)
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٣
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٨
قال الباقر(عليه السلام): دخل عليّ(عليه السلام) المسجد، فاستقبله شابّ وهو يبكي وحوله قوم يسكتونه، فقال عليّ(عليه السلام): ما أبكاك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ شريحاً ١ قضى عليّ بقضيّة ما أدري ما هي؟ إنّ هؤلاء النفر خرجوا بأبي معهم في سفرهم فرجعوا ولم يرجع أبي، فسألتهم عنه فقالوا: مات، فسألتهم عن ماله فقالوا: ما ترك مالاً، فقدّمتهم إلى شريح فاستحلفهم وقد علمت يا أمير المؤمنين، أنّ أبي خرج ومعه مال كثير.
فقال لهم أمير المؤمنين(عليه السلام): ارجعوا، فردّهم جميعاً والفتى معهم إلى شريح، فقال(عليه السلام) له: يا شريح، كيف قضيت بين هؤلاء؟ قال: يا أمير المؤمنين، ادّعى هذا الفتى على هؤلاء النفر أنّهم خرجوا في سفر وأبوه معهم فرجعوا ولم يرجع أبوه، فسألتهم عنه فقالوا: مات؛ وسألتهم عن ماله، فقالوا: ما خلّف شيئاً؛ فقلت للفتى: هل لك بيّنة على ما تدّعي؟ قال: لا، فاستحلفتهم.
فقال(عليه السلام) لشريح: يا شريح، هيهات، هكذا تحكم في مثل هذا؟ فقال: كيف هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال عليّ(عليه السلام): يا شريح، والله، لأحكمنّ فيه بحكم ما حكم به خلق قبلي إلّا داود النبيّ(عليه السلام).
يا قنبر، ادع لي شرطة الخميس، فدعاهم فوكّل بهم بكلّ واحد منهم رجلاً من الشرطة، ثمّ نظر أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى وجوههم، فقال(عليه السلام): ما ذا تقولون؟ أ تقولون إنّي لا أعلم ما صنعتم بأب هذا الفتى، إنّي إذاً لجاهل، ثمّ قال: فرّقوهم وغطّوا رءوسهم، ففرّق بينهم وأقيم كلّ واحد منهم إلى أسطوانة من أساطين المسجد، ورءوسهم مغطّاة بثيابهم، ثمّ دعا بعبيد الله بن أبي رافع كاتبه، فقال: هات صحيفة ودواتاً، وجلس عليّ(عليه السلام) في مجلس القضاء واجتمع الناس إليه، فقال(عليه السلام): إذا أنا كـبّرت فكـبّروا، ثمّ قال للناس: أفرجوا، ثمّ دعا بواحد منهم فأجلسه بين يديه فكشف عن وجهه، ثمّ قال لعبيد الله: اكتب إقراره وما يقول، ثمّ أقبل عليه بالسؤال.
ثمّ قال(عليه السلام) له: في أيّ يوم خرجتم من منازلكم وأبو هذا الفتى معكم؟ فقال الرجل: في يوم كذا وكذا، فقال(عليه السلام): وفي أيّ شهر؟ قال: في شهر كذا وكذا، قال(عليه السلام): وإلى أين بلغتم من سفركم حين مات أبو هذا الفتى؟ قال: إلى موضع كذا وكذا، قال(عليه السلام): وفي أيّ منزل مات؟ قال: في منزل فلان بن فلان، قال(عليه السلام): وما كان من مرضه؟ قال: كذا وكذا، قال(عليه السلام): كم يوماً مرض؟ قال: كذا وكذا يوماً، قال(عليه السلام): فمن كان يمرّضه وفي أيّ يوم مات ومن غسّله وأين غسّله ومن كفّنه وبما كفّنتموه ومن صلّى عليه ومن نزل قبره؟
فلمّا سأله عن جميع ما يريد، كـبّر عليّ(عليه السلام) وكـبّر الناس معه، فارتاب أولئك الباقون ولم يشكّوا أنّ صاحبهم قد أقرّ عليهم وعلى نفسه، فأمر أن يغطّى رأسه وأن ينطلقوا به إلى الحبس، ثمّ دعا بآخر، فأجلسه بين يديه وكشف عن وجهه، ثمّ قال(عليه السلام): كلّا، زعمت أنّي لا أعلم ما صنعتم؟ فقال: يا أمير المؤمنين، ما أنا إلّا واحد من القوم، ولقد كنت كارهاً لقتله، فأقرّ، ثمّ دعا بواحد بعد واحد، وكلّهم يقرّ بالقتل وأخذ المال، ثمّ ردّ الذي كان أمر به إلى السجن، فأقرّ أيضاً فألزمهم المال والدم.
وقال شريح: يا أمير المؤمنين، وكيف كان حكم داود(عليه السلام)؟ فقال: إنّ داود النبي(عليه السلام) مرّ بغلمة يلعبون وينادون بعضهم: «مات الدين»، فدعا منهم غلاماً فقال له: يا غلام، ما اسمك؟ فقال: اسمي «مات الدين»، فقال له داود(عليه السلام): من سمّاك بهذا الاسم؟ قال: أمّي، فانطلق إلى أمّه، فقال(عليه السلام): يا امرأة، ما اسم ابنك هذا؟ قالت: «مات الدين»، فقال(عليه السلام) لها: ومن سمّاه بهذا الاسم؟ قالت: أبوه، قال(عليه السلام): وكيف كان ذلك؟ قالت: إنّ أباه خرج في سفر له ومعه قوم وهذا الصبي حمل في بطني، فانصرف القوم ولم ينصرف زوجي، فسألتهم عنه، فقالوا: مات، قلت: أين ما ترك؟ قالوا: لم يخلف مالاً، فقلت: أوصاكم بوصيّة؟ فقالوا: نعم، زعم أنّك حبلى فما ولدت من ولد ذكر أو أنثى فسمّيه «مات الدين»، فسمّيته، فقال(عليه السلام): أ تعرفين القوم الذين كانوا خرجوا مع زوجك؟ قالت: نعم، قال(عليه السلام): فأحياء هم أم أموات؟ قالت: بل أحياء؛ قال(عليه السلام): فانطلقي بنا إليهم، ثمّ مضى معها فاستخرجهم من منازلهم، فحكم بينهم بهذا الحكم، فثبّت عليهم المال والدم، ثمّ قال للمرأة: سمّي ابنك «عاش الدين».
المصدر الأصلي: من لا یحضره الفقیه
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١١-١٣
(١) شريح بن الحارث الكندي (م۷۸ه): الشهير بالقاضي شریح؛ لأنّه ولي قضاء الكوفة زمن عمر وعثمان، فأقرّه أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) وبعده معاوية. وكان بينه وبين أمير المؤمنين(عليه السلام) اختلاف في أمر القضاء ذكر في كتب التاريخ والحديث. راجع: موسوعة طبقات الفقهاء، ج۱، ص۳۹۶ـ۳۹۸.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٩
قال الصادق(عليه السلام) ١: أوحى الله تعالی إلى داود(عليه السلام): إنّك نعم العبد لولا أنّك تأكل من بيت المال، ولا تعمل بيدك شيئاً، فبكى داود(عليه السلام) فأوحى الله تعالی إلى الحديد أن لن لعبدي داود، فألان الله تعالی له الحديد، فكان يعمل كلّ يوم درعاً فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمائة وستّين درعاً فباعها بثلاثمائة وستين ألفاً، واستغنى عن بيت المال.
المصدر الأصلي: من لا یحضره الفقیه
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٣
(١) وردت الروایة في المصدر عن أمیرالمؤمنین علي(عليه السلام)، راجع: من لا يحضره الفقيه، ج٣، ص١٦٢.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٩٠
قال الصادق(عليه السلام): إذا قام قائم آل محمّد عليه وعليهم السلام حكم بين الناس بحكم داود(عليه السلام) لا يحتاج إلى بيّنة يلهمه الله تعالی فيحكم بعلمه.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٤
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٩١
يقال: إنّ داود(عليه السلام) جزّأ ساعات الليل والنهار على أهله، فلم يكن ساعة إلّا وإنسان من أولاده في الصلاة، فقال تعالی: ﴿اعمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكرًا﴾.
المصدر الأصلي: البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٥
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٩٢
قال عليّ(عليه السلام): وإن شئت ثلّثت بداود(عليه السلام) صاحب المزامير، وقارئ أهل الجنّة، فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده، ويقول لجلسائه: أيّكم يكفيني بيعها؟ ويأكل قرص الشعير من ثمنها.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٥
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٩٣
قال الصادق(عليه السلام): إنّ داود(عليه السلام) لمّا وقف الموقف بعرفة نظر إلى الناس وكثرتهم، فصعد الجبل فأقبل يدعو، فلمّا قضى نسكه أتاه جبرئيل، فقال له: يا داود، يقول لك ربّك: لم صعدت الجبل؟ ظننت أنّه يخفى عليّ صوت من صوت؟ ثمّ مضى به إلى البحر إلى جدّة، فرسب به في الماء مسيرة أربعين صباحاً في البرّ فإذا صخرة ففلقها فإذا فيها دودة، فقال: يا داود، يقول لك ربّك: أنا أسمع صوت هذه في بطن هذه الصخرة في قعر هذا البحر، فظننت أنّه يخفى عليّ صوت من صوت؟
بيــان:
لعلّه إنّما ظنّ هذا غيره فنسب إليه ليعلم غيره ذلك، أو أنّه ظنّ أنّ من أدب الدعاء أن لا تكون الأصوات مختلطة، فنبّه بذلك على خلافه، أو أنّ فعله لمّا كان مظنّة ذلك عوتب بذلك، وإن لم يكن غرضه ذلك، والله يعلم.
لعلّه إنّما ظنّ هذا غيره فنسب إليه ليعلم غيره ذلك، أو أنّه ظنّ أنّ من أدب الدعاء أن لا تكون الأصوات مختلطة، فنبّه بذلك على خلافه، أو أنّ فعله لمّا كان مظنّة ذلك عوتب بذلك، وإن لم يكن غرضه ذلك، والله يعلم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٦
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٩٤
قال الصادق(عليه السلام): قال داود النبي(عليه السلام): لأعبدنّ الله اليوم عبادة ولأقرأنّ قراءة لم أفعل مثلها قطّ، فدخل محرابه ففعل، فلمّا فرغ من صلاته إذا هو بضفدع في المحراب، فقال له: يا داود، أعجبك اليوم ما فعلت من عبادتك وقراءتك؟ فقال: نعم، فقال: لا يعجبنّك، فإنّي أسبّح الله في كلّ ليلة ألف تسبيحة، يتشعّب لي مع كلّ تسبيحة ثلاثة آلاف تحميدة، وإنّي لأكون في قعر الماء فيصوّت الطير في الهواء فأحسبه جائعاً، فأطفو له على الماء ليأكلني وما لي ذنب.
المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٦