أحاديث في علل اختلاف الأخبار، وكيفية الجمع بينها، وعناية النبي الأكرم بأمير المؤمنين (عليهما السلام) علميا، وأن المعصوم يبين الأصول والعلماء يبينون الفروع، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٧١
قال عليّ(عليه السلام): وليس كلّ أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) يسأله عن الشيء فيفهم، كان منهم من يسأله ولا يستفهمه، حتّى أن كانوا ليحبّون أن يجيء الأعرابي والطاري فيسأل رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتّى يسمعوا. وكنت أدخل على رسول الله(صلى الله عليه وآله) كلّ يوم دخلة وكلّ ليلة دخلة فيخلّيني فيها، أدور معه حيثما دار، وقد علم أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري.
وربما كان ذلك في بيتي، يأتيني رسول الله(صلى الله عليه وآله) أكثر ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عنّي نساءه، فلا يبقى عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في بيتي، لم تقم عنه فاطمة(عليها السلام) ولا أحد من بنيّ، وكنت إذا سألته أجابني، وإذا سكتّ عنه وفنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) آية من القرآن إلّا أقرأنيها وأملاها عليّ فكتبتها بخطّي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصّها وعامّها.
ودعا الله لي أن يعطيني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علماً أملاه عليّ وكتبته منذ دعا الله لي بما دعاه، وما ترك شيئاً علّمه الله من حلال ولا حرام، أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد قبله في أمر بطاعة أو نهي عن معصية إلّا علّمنيه وحفّظنيه، فلم أنس حرفاً واحداً، ثمّ وضع(صلى الله عليه وآله) يده على صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً، فقلت: يا نبيّ الله، بأبي أنت وأمّي، إنّي منذ دعوت الله عزّ وجلّ لي بما دعوت لم أنس شيئاً، ولم يفتني شيء لم أكتبه، أ فتتخوّف عليّ النسيان فيما بعد؟ فقال(صلى الله عليه وآله): لا، لست أخاف عليك النسيان ولا الجهل.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٢٨-٢٣٠
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٧٢
قال زرارة: سألت الباقر(عليه السلام) عن مسألة فأجابني، ثمّ جاء رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني، ثمّ جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلمّا خرج الرجلان قلت: يا بن رسول الله، رجلان من أهل العراق من شيعتك قدما يسألان، فأجبت كلّ واحد منهما بغير ما أجبت به الآخر، فقال(عليه السلام): يا زرارة، إنّ هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لقصدكم الناس، ولكان أقلّ لبقائنا وبقائكم.
قال زرارة: فقلت للصادق(عليه السلام): شيعتكم لو حملتموهم على الأسنّة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين، فسكت، فأعدت عليه ثلاث مرّات، فأجابني بمثل جواب أبيه.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٣٦-٢٣٧
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٧٣
قال الرضا(عليه السلام): علينا إلقاء الأصول إليكم وعليكم التفرّع.
المصدر الأصلي: السرائر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٤٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٧٤
قال عليّ(عليه السلام) لابن عبّاس _ لمّا بعثه للاحتجاج على الخوارج _: لا تخاصمهم بالقرآن، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكن حاجّهم بالسنّة، فإنّهم لن يجدوا عنها محيصاً.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٤٥
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٧٥
قال زرارة: سألت الباقر(عليه السلام)، فقلت: جعلت فداك، يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان، فبأيّهما آخذ؟ فقال(عليه السلام): يا زرارة، خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذّ النادر، فقلت: يا سيّدي، إنّهما معاً مشهوران مرويّان مأثوران عنكم، فقال(عليه السلام): خذ بقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك، فقلت: إنّهما معاً عدلان مرضيّان موثّقان، فقال(عليه السلام): انظر ما وافق منهما مذهب العامّة فاتركه وخذ بما خالفهم، قلت: ربما كانا موافقين لهم أو مخالفين، فكيف أصنع؟ فقال(عليه السلام): إذاً فخذ بما فيه الحائطة لدينك واترك ما خالف الاحتياط، فقلت: إنّهما معاً موافقان للاحتياط أو مخالفان له، فكيف أصنع؟ فقال(عليه السلام): إذاً فتخيّر أحدهما فتأخذ به وتدع الآخر.
وفي رواية أنّه(عليه السلام) قال: إذاً فأرجه حتّى تلقى إمامك فتسأله.
المصدر الأصلي: غوالي اللئالي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٤٥-٢٤٦
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٧٦
قال المفضّل بن عمر: سمعت الصادق(عليه السلام) يوماً _ ودخل عليه الفيض بن المختار ١ ، فذكر له آية من كتاب الله عزّ وجلّ يأوّلها الصادق(عليه السلام) _ فقال له الفيض: جعلني الله فداك، ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ قال(عليه السلام): وأيّ الاختلاف يا فيض؟ فقال له الفيض: إنّي لأجلس في حلقهم بالكوفة، فأكاد أن أشكّ في اختلافهم في حديثهم حتّى أرجع إلى المفضّل بن عمر، فيوقفني من ذلك على ما تستريح إليه نفسي وتطمئنّ إليه قلبي.
فقال الصادق(عليه السلام): أجل، هو كما ذكرت يا فيض، إنّ الناس أولعوا بالكذب علينا، إنّ الله افترض عليهم لايريد منهم غيره، وإنّي أحدّث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتّى يتأوّله على غير تأويله، وذلك أنّهم لا يطلبون بحديثنا وبحبّنا ما عند الله، وإنّما يطلبون الدنيا، وكلّ يحبّ أن يدعى رأساً، إنّه ليس من عبد يرفع نفسه إلّا وضعه الله، وما من عبد وضع نفسه إلّا رفعه الله وشرّفه، فإذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس _ وأومأ بيده إلى رجل من أصحابه _ فسألت أصحابنا عنه، فقالوا: زرارة بن أعين ٢ .
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٤٦
(١) الفیض بن المختار الجعفي: من أصحاب الباقر والصادق والكاظم(عليهم السلام)، سكن الكوفة وكان عیناً ثقة. راجع: رجال النجاشي، ص٣١١.
(٢) زرارة بن أعین (م١٥٠ه): كوفي، شیخ أصحابنا في زمانه، كان من تلامیذ الحكم بن عتیبة، ثمّ استبصر ولزم الإمام الباقر والصادق(عليهما السلام)، فكان له عندهما منزلة، وآل زرارة بیت كبیر فی الكوفة، فیهم كثیر من العلماء والمحدّثین یُنسبون إلیه ویُعرفون بالزراري. راجع: أعیان الشیعة، ج٧، ص٤٦.
(٢) زرارة بن أعین (م١٥٠ه): كوفي، شیخ أصحابنا في زمانه، كان من تلامیذ الحكم بن عتیبة، ثمّ استبصر ولزم الإمام الباقر والصادق(عليهما السلام)، فكان له عندهما منزلة، وآل زرارة بیت كبیر فی الكوفة، فیهم كثیر من العلماء والمحدّثین یُنسبون إلیه ویُعرفون بالزراري. راجع: أعیان الشیعة، ج٧، ص٤٦.
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٧٧
قال یونس بن عبد الرحمن: قال لي الرضا(عليه السلام): فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنّا إن تحدّثنا حدّثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة، إنّا عن الله وعن رسوله نحدّث ولا نقول: قال فلان وفلان فيتناقض كلامنا، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أوّلنا وكلام أوّلنا مصداق لكلام آخرنا، وإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه وقولوا: أنت أعلم وما جئت به، فإنّ مع كلّ قول منّا حقيقة وعليه نور، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان ١ .
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٥٠
(١) ورد في المصدر: «فذلك من قول الشیطان». راجع: اختیار معرفة الرجال، ص٢٢٥.
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٧٨
قال الصادق(عليه السلام): كان المغيرة بن سعيد ١ يتعمّد الكذب على أبي(عليه السلام) ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي، يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدسّ فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي(عليه السلام)، ثمّ يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن يبثّوها في الشيعة، فكلّ ما كان في كتب أصحاب أبي(عليه السلام) من الغلوّ فذاك ممّا دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٥٠
(١) المغیرة بن سعید (م١١٩ه): سكن الكوفة، كان أوّلاً من أصحاب الإمام الباقر(عليه السلام). ثمّ انحرف عنه وغلا فیه وادّعی لنفسه أشیاء عظیمة، فكان الإمام الباقر(عليه السلام) ینكره ویلعنه. تبعه جماعة تسمّی المغیریة. راجع: الأعلام، ج٧، ص٢٧٦.