أحاديث في الجنة ونعيمها وكيفية قصورها وغرفها وفي أن شجرة طوبي هي منت مهر السيدة فاطمة الزهراء (سلام عليها) وضرورة طلب الجنة والتعوذ من النار وطلب حور العين بعد الصلوات وفي اللبنات التي تبنى بها البيوت في الجنة وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب العدل والمعاد
- » أحاديث في الجنّة ونعيمها
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٣٤
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): إنّ في الجنّة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، يسكنها من أمّتي: من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١١٩
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٣٥
قال أبو الولّاد: قلت للصادق(عليه السلام): جعلت فداك، إنّ رجلاً من أصحابنا ورعاً سلماً كثير الصلاة، قد ابتلي بحبّ اللهو وهو يسمع الغناء، فقال(عليه السلام): أ يمنعه ذلك من الصلاة لوقتها أو من صوم أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ؟ قلت: لا، ليس يمنعه ذلك من شيء من الخير والبرّ، فقال(عليه السلام): هذا من خطوات الشيطان، مغفور له ذلك إن شاء الله.
ثمّ قال(عليه السلام): إنّ طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذّات والشهوات _ أعني الحلال ليس الحرام _ فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم، فألقى الله في همّة أولئك الملائكة اللذّات والشهوات كي لا يعيبوا المؤمنين، قال(عليه السلام): فلمّا أحسّوا ذلك من همّهم عجّوا إلى الله من ذلك، فقالوا: ربّنا، عفوك عفوك، ردّنا إلى ما خلقنا له وأجبرتنا عليه، فإنّا نخاف أن نصير في أمر مريج ١ ، فنزع الله ذلك من هممهم، فإذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنّة في الجنّة استأذن أولئك الملائكة على أهل الجنّة فيؤذن لهم، فيدخلون عليهم فيسلّمون عليهم ويقولون لهم: ﴿سَلاَمٌ عَلَيكُم بِمَا صَبَرتُم﴾ في الدنيا عن اللذّات والشهوات الحلال.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٤١-١٤٢
(١) «المَریج»: المختلط والمضطرب. راجع: لسان العرب، ج٢، ص٣٦٥.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٣٦
بينما رسول الله(صلى الله عليه وآله) جالس ذات يوم، إذ دخلت أمّ أيمن ١ في ملحفتها شيء، فقال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا أمّ أيمن، أيّ شيء في ملحفتك؟ فقالت: يا رسول الله، فلانة بنت فلانة أملكوها ٢ فنثروا عليها فأخذت من نثارها شيئاً، ثمّ إنّ أمّ أيمن بكت، فقال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله): ما يبكيك؟ فقالت: فاطمة(عليها السلام) زوّجتها فلم تنثر عليها شيئاً، فقال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله): لا تبكينّ، فوالذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، لقد شهد إملاك فاطمة(عليها السلام) جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في ألوف من ملائكة، ولقد أمر الله طوبى، فنثرت عليهم من حللها وسندسها وإستبرقها ودرّها وزمرّدها وياقوتها وعطرها، فأخذوا منه حتّى ما دروا ما يصنعون به، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة(عليها السلام)، فهي في دار عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٤٢
(١) أمّ أیمن: بركة بنت ثعلبة بن عمرو، ولكنّها غلبت علیها كنیتها، كانت مولاة لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، فزوّجها النبي(صلى الله عليه وآله) زید بن حارثة، فولدت له أسامة بن زید. راجع: أعیان الشیعة، ج٣، ص٥٥٥.
(٢) «الإملاك»: التزويج وعقد النكاح. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٤، ص ٣٥٩
(٢) «الإملاك»: التزويج وعقد النكاح. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٤، ص ٣٥٩
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٣٧
قال الصادق(عليه السلام): قال الله تبارك وتعالی: يا عبادي الصدّيقين، تنعّموا بعبادتي في الدنيا، فإنّكم تتنعّمون بها في الآخرة.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٥٥
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٣٨
قال الصادق(عليه السلام): ثلاث أعطين سمع الخلائق: الجنّة، والنار، والحور العين، فإذا صلّى العبد وقال: اللّهمّ أعتقني من النار وأدخلني الجنّة وزوّجني من الحور العين، قالت النار: يا ربّ، إنّ عبدك قد سألك أن تعتقه منّي فأعتقه، وقالت الجنّة: يا ربّ، إنّ عبدك قد سألك إيّاي فأسكنه، وقالت الحور العين: يا ربّ، إنّ عبدك قد خطبنا إليك فزوّجه منّا، فإن هو انصرف من صلاته ولم يسأل من الله شيئاً من هذا، قلن الحور العين: إنّ هذا العبد فينا لزاهد، وقالت الجنّة: إنّ هذا العبد فيّ لزاهد، وقالت النار: إنّ هذا العبد فيّ لجاهل.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٥٥-١٥٦
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٣٩
قال الصادق(عليه السلام): إنّ للجنّة باباً يقال له المعروف، لا يدخله إلّا أهل المعروف، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٥٦
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤٠
سئل الصادق(عليه السلام) عن قول الرجل للرجل: «جزاك الله خيراً» ما يعني به؟ قال الصادق(عليه السلام): إنّ خيراً نهر في الجنّة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الأوصياء وشيعتهم، على حافتي ذلك النهر جواري نابتات، كلّما قلعت واحدة نبتت أخرى، سمّي بذلك النهر وذلك قوله: ﴿فِيهِنَّ خَيرَاتٌ حِسَانٌ﴾، وإذا قال الرجل لصاحبه: «جزاك الله خيراً» فإنّما يعني بذلك تلك المنازل التي أعدّها الله عزّ وجلّ لصفوته وخيرته من خلقه.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٦٢
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤١
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) عند حنين الجذع بمفارقته(صلى الله عليه وآله) وصعوده المنبر: والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ حنين خزّان الجنان وحورها وقصورها إلى من يوالي محمّداً(صلى الله عليه وآله) وعليّاً(عليه السلام) وآلهما الطيّبين(عليهم السلام)، ويبرأ من أعدائهما لأشدّ من حنين هذا الجذع إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وإنّ الذي يسكّن حنينهم وأنينهم ما يرد عليهم من صلاة أحدكم _ معاشر شيعتنا _ على محمّد(صلى الله عليه وآله) وآله الطيّبين(عليهم السلام)، أو صلاة نافلة أو صوم أو صدقة، وإنّ من عظيم ما يسكّن أنينهم إلى شيعة محمّد(صلى الله عليه وآله) وعليّ(عليه السلام) ما يتّصل بهم من إحسانهم إلى إخوانهم المؤمنين ومعونتهم لهم على دهرهم.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٦٣-١٦٤
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤٢
قال عليّ(عليه السلام): دخل رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذات يوم على فاطمة(عليها السلام) وهي حزينة، فقال لها _ وساق الحديث في أحوال القيامة إلى أن قال _: فتقولين: يا ربّ، أرني الحسن والحسين(عليهما السلام)، فيأتيانك وأوداج الحسين(عليه السلام) تشخب دماً، وهو يقول: يا ربّ، خذ لي اليوم حقّي ممّن ظلمني، فيغضب عند ذلك الجليل، ويغضب لغضبه جهنّم والملائكة أجمعون، فتزفر جهنّم عند ذلك زفرة، ثمّ يخرج فوج من النار، ويلتقط قتلة الحسين(عليه السلام) وأبناءهم وأبناء أبنائهم.
المصدر الأصلي: تفسير فرات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٧٢
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤٣
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة فرأيت فيها قيعان، ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضّة وربما أمسكوا، فقلت لهم: ما بالكم قد أمسكتم؟ فقالوا: حتّى تجيئنا النفقة، فقلت: وما نفقتكم؟ قالوا: قول المؤمن: «سبحان الله والحمد للّٰه ولا إله إلّا الله والله أكبر»، فإذا قال بنينا، وإذا أمسك أمسكنا.
المصدر الأصلي: تفسير النعماني
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٧٧
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤٤
قال الصادق(عليه السلام): إنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) خطب الناس فقال فيها: ألا وإنّ التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها، وأعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنّة، وفتحت لهم أبوابها ووجدوا ريحها وطيبها، وقيل لهم: ﴿ادخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ﴾.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٨٣
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤٥
قال الصادق(عليه السلام): عليكم بتلاوة القرآن، فإنّ درجات الجنّة على عدد آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق، فكلّما قرأ آية رقي درجة.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٨٦
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤٦
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): من قال: «سبحان الله» غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: «الحمد للّٰه» غرس الله له بها شجرةً في الجنّة، ومن قال: «لا إله إلّا الله» غرس الله له بها شجرةً في الجنّة، ومن قال: «الله أكبر» غرس الله له بها شجرة في الجنّة. فقال رجل من قريش: يا رسول الله، إنّ شجرنا في الجنّة لكثير، قال(صلى الله عليه وآله): نعم، ولكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبطِلُوا أَعمَالَكُم﴾.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٨٦-١٨٧
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤٧
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لو أنّ ثوباً من ثياب أهل الجنّة ألقي على أهل الدنيا لم يحتمله أبصارهم ولماتوا من شهوة النظر إليه، وقد ورد عنهم(عليه السلام): كلّ شيء من الدنيا سماعه أعظم من عيانه، وكلّ شيء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه. وفي الوحي القديم: أعددت لعبادي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر بقلب بشر.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٩١
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤٨
كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يذكّر الناس، فذكر الجنّة وما فيها من الأزواج والنعيم وفي القوم أعرابي فجثا ١ لركبتيه وقال: يا رسول الله، هل في الجنّة من سماع؟ قال(صلى الله عليه وآله): نعم، يا أعرابي، إنّ في الجنّة لنهراً حافتاه أبكار من كلّ بيضاء يتغنّين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قطّ، فذلك أفضل نعيم الجنّة. قال الراوي: سألت أبا الدرداء: بم يتغنّين؟ قال: بالتسبيح.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٩٦
(١) «جَثی»: جلس على ركبتيه للخصومة ونحوها. لسان العرب، ج١٤، ص١٣١.
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٤٩
قال العبّاس بن یزید: قلت للصادق(عليه السلام): جعلت فداك، قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَإِذَا رَأَيتَ ثَمَّ رَأَيتَ نَعِيمًا وَمُلكًا كَبِيرًا﴾؟ فقال(عليه السلام) لي: إذا أدخل الله أهل الجنّة الجنّة أرسل رسولاً إلى وليّ من أوليائه فيجد الحجبة على بابه، فيقولون له: قف حتّى نستأذن لك، فما يصل إليه رسول الله إلّا بإذن، وهو قوله:﴿وَإِذَا رَأَيتَ ثَمَّ رَأَيتَ نَعِيمًا وَمُلكًا كَبِيرًا﴾.
المصدر الأصلي: فضائل الشيعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٩٧
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٥٠
قال الصادق(عليه السلام): لو أنّ حوراء من حور الجنّة أشرفت على أهل الدنيا وأبدت ذؤابة من ذوائبها، لأمتن أهل الدنيا _ أو لأماتت أهل الدنيا _ وإنّ المصلّي ليصلّي فإذا لم يسأل ربّه أن يزوّجه من الحور العين، قلن: ما أزهد هذا فينا.
المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٩٩
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٥١
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة، والمجاهدون في سبيل الله تعالی قوّاد أهل الجنّة، والرسل سادات ١ أهل الجنّة.
المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٩٩
(١) ورد في المصدر: «سادة أهل الجنّة». راجع: النوادر، ص٢٠.
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٥٢
قال عليّ(عليه السلام): ما خير بخير بعده النار، ولا شرّ بشرّ بعده الجنّة، وكلّ نعيم دون الجنّة محقور، وكلّ بلاء دون النار عافية.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص١٩٩-٢٠٠
الحديث: ٢٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٥٣
قال الصادق(عليه السلام): إنّ الناس يعبدون الله على ثلاثة أصناف: صنف منهم يعبدونه رجاء ثوابه فتلك عبادة الخدّام، وصنف منهم يعبدونه خوفاً من ناره فتلك عبادة العبيد، وصنف منهم يعبدونه حبّاً له فتلك عبادة الكرام.
بيــان:
فإن قيل: إذا ارتفعت هممهم في الدنيا _ مع تشبّثهم بعلائقها _ عن أن ينظروا مع محبّة الله سبحانه وقربه إلى جنّة ونار، ففي الآخرة مع قطع علائقهم ودواعيهم وقوّة أسباب المحبّة والقرب، أحرى أن لا ينظروا إليهما ولا يتلذّذوا بشهوات الجنّة وملاذّها.
قلت: للتلذّذ بالمستلذّات الجسمانية أيضاً مراتب ودرجات، بحسب اختلاف أحوال أهل الجنّة، فمنهم من يتلذّذ بها كالبهائم، يرتعون في رياضها، ويتمتّعون بنعيمها كما كانوا في الدنيا من غير استلذاذ بقرب ووصال، أو إدراك لمحبّة وكمال.
ومنهم من يتمتّع بنعيمها من حيث إنّها دار كرامة الله التي اختارها لأوليائه وأكرمهم بها، وأنّها محلّ رضوان الله تعالی وقربه، فمن كلّ ريحان يستنشقون نسيم لطفه، ومن كلّ فاكهة يذوقون طعم رحمته، ولا يستلذّون بالحور إلّا لأنّه أكرمهم بها الربّ الغفور، ولا يسكنون في القصور إلّا لأنّه رضيها لهم المالك الشكور.
فالجنّة جنّتان: روحانية وجسمانية، والجنّة الجسمانية قالب للجنّة الروحانية، فمن كان في الدنيا يقنع من العبادات والطاعات بجسد بلا روح، ولا يعطيها حقّها من المحبّة والإخلاص، وسائر مكمّلات الأعمال ففي الآخرة أيضاً لا ينتفع إلّا بالجنّة الجسمانية، ومن فهم في الدنيا روح العبادة وأنس بها واستلذّ منها وأعطاها حقّها، فهو في الجنّة الجسمانية لا يستلذّ إلّا بالنعم الروحانية.
ولنضرب لك في ذلك مثلاً لمزيد الإيضاح، فنقول: ربما يجلس بعض سلاطين الزمان على سريره، ويطلب عامّة رعاياه ووزرائه وأمرائه ومقرّبي حضرته، ويعطيهم شيئاً من الحلاوات، فكلّ صنف من أصناف الخلق ينتفع بما يأخذه من ذلك نوعاً من الانتفاع، ويلتذّ نوعاً من الالتذاذ على حسب معرفته لعظمة السلطان ورتبة إنعامه:
فمنهم جاهل لا ينتفع بذلك، إلّا أنّه حلو ترغب الذائقة فيه، فلا فرق في ذلك عنده بين أن يأخذه من بائعه في السوق أو من يد السلطان، ومنهم من يعرف شيئاً من عظمة السلطان، ويريد بذلك الفخر على بعض أمثاله أو من هو تحت يده أنّ السلطان أكرمني بذلك، وهكذا حتّى ينتهي الأمر إلى من هو من مقرّبي حضرة السلطان، ومن طالبي لطفه وإكرامه، فهو لا يلتذّ بذلك إلّا لأنّه خرج من يد السلطان، وأنّه علامة لطفه وإكرامه، فهو يضنّ بذلك ويخفيه، ويفتخر بذلك ويبديه مع أنّ في بيته أضعاف ذلك مبذولة لخدمه وعبيده، فهو لا يجد من الحلاوة إلّا طعم القرب والإكرام، ولو جعل السلطان علامة إكرامه في بذل أمر الأشياء وأبشعها، لكان عنده أحلى من جميع الحلاوات.
ولذا ترى في عشق المجاز إذا ضرب المعشوق محبّه ضرباً وجيعاً على جهة الإكرام، فهو أشهى عنده من كلّ ما يستلذّ منه سائر الأنام، فإذا كان مثل ذلك في المجاز ففي الحقيقة أولى وأحرى.
فإذا فهمت ذلك عرفت أنّ أولياء الله تعالی في الدنيا أيضاً في الجنّة والنعيم، إذ هم في عبادة ربّهم متلذّذون بقربه ووصاله، وفي التنعّم بنعيم الدنيا، إنّما يتلذّذون لكونه ممّا خلق لهم ربّهم ومحبوبهم وحباهم بذلك ورزقهم وأعطاهم، وفي البلايا والمصائب أيضاً يلتذّون بمثل ذلك؛ لأنّهم يعلمون أنّ محبّهم ومحبوبهم اختار ذلك لهم، وعلم فيه صلاحهم، فبذلك امتحنهم فهم بذلك راضون شاكرون.
فتنعّمهم بالبلايا كتمتّعهم بالنعم والهدايا، إذ جهة الاستلذاذ فيهما واحدة عندهم، فهم في الدنيا والآخرة بقربه ولطفه وحبّه يتنعّمون، وفيهما لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فإذا فازوا بهذه الدرجة القصوى، ووصلوا إلى تلك المرتبة الفضلى، لا يعبدونه تعالی خوفاً من ناره وأنّها محرقة، بل لأنّها دار الخذلان والحرمان ومحلّ أهل الكفر والعصيان ومن سخط عليه الرحمن، ولا طمعاً في جنّته من حيث كونها محلّ المشتهيات النفسانية والملاذّ الجسمانية، بل من حيث إنّها محلّ رضوان الله وأهل كرامته وقربه ولطفه.
فلو كانت النار محلّ أهل كرامة الله لاختاروها كما اختاروا في الدنيا محنها ومشاقّها، لعلمهم بأنّ رضى الله فيها، ولو كانت الجنّة محلّ من غضب الله عليه لتركوها وفرّوا منها كما تركوا ملاذّ الدنيا لما علموا أنّ محبوبهم لا يرتضيها.
وإذا دريت ذلك حقّ درايته سهل عليك الجمع بين ما ورد من عدم كون العبادة للجنّة والنار، والمبالغة في طلب الجنّة والاستعاذة من النار، وما ورد في بعض الروايات والدعوات من التصريح بكون العبادة لابتغاء الدار الآخرة، فإنّ من طلب الآخرة لقربه ووصاله لم يطلب إلّا وجهه، ومن طلبها لاستلذاذه وتمتّعه الجسماني لم يعبد إلّا نفسه.
وتحقيق هذا المقام يحتاج إلى نوع آخر من الكلام وذكر مقدّمات غير مأنوسة لأكثر الأنام، وفيما ذكرنا كفاية لمن شمّ روحاً من رياض محبّة ذي الجلال والإكرام، وعسى أن نتمّم هذا المرام في بابي الحبّ والإخلاص بعض الإتمام، والله المرجوّ لكلّ خير وفضل وإنعام. (ص٢٠٣-٢٠٥)
فإن قيل: إذا ارتفعت هممهم في الدنيا _ مع تشبّثهم بعلائقها _ عن أن ينظروا مع محبّة الله سبحانه وقربه إلى جنّة ونار، ففي الآخرة مع قطع علائقهم ودواعيهم وقوّة أسباب المحبّة والقرب، أحرى أن لا ينظروا إليهما ولا يتلذّذوا بشهوات الجنّة وملاذّها.
قلت: للتلذّذ بالمستلذّات الجسمانية أيضاً مراتب ودرجات، بحسب اختلاف أحوال أهل الجنّة، فمنهم من يتلذّذ بها كالبهائم، يرتعون في رياضها، ويتمتّعون بنعيمها كما كانوا في الدنيا من غير استلذاذ بقرب ووصال، أو إدراك لمحبّة وكمال.
ومنهم من يتمتّع بنعيمها من حيث إنّها دار كرامة الله التي اختارها لأوليائه وأكرمهم بها، وأنّها محلّ رضوان الله تعالی وقربه، فمن كلّ ريحان يستنشقون نسيم لطفه، ومن كلّ فاكهة يذوقون طعم رحمته، ولا يستلذّون بالحور إلّا لأنّه أكرمهم بها الربّ الغفور، ولا يسكنون في القصور إلّا لأنّه رضيها لهم المالك الشكور.
فالجنّة جنّتان: روحانية وجسمانية، والجنّة الجسمانية قالب للجنّة الروحانية، فمن كان في الدنيا يقنع من العبادات والطاعات بجسد بلا روح، ولا يعطيها حقّها من المحبّة والإخلاص، وسائر مكمّلات الأعمال ففي الآخرة أيضاً لا ينتفع إلّا بالجنّة الجسمانية، ومن فهم في الدنيا روح العبادة وأنس بها واستلذّ منها وأعطاها حقّها، فهو في الجنّة الجسمانية لا يستلذّ إلّا بالنعم الروحانية.
ولنضرب لك في ذلك مثلاً لمزيد الإيضاح، فنقول: ربما يجلس بعض سلاطين الزمان على سريره، ويطلب عامّة رعاياه ووزرائه وأمرائه ومقرّبي حضرته، ويعطيهم شيئاً من الحلاوات، فكلّ صنف من أصناف الخلق ينتفع بما يأخذه من ذلك نوعاً من الانتفاع، ويلتذّ نوعاً من الالتذاذ على حسب معرفته لعظمة السلطان ورتبة إنعامه:
فمنهم جاهل لا ينتفع بذلك، إلّا أنّه حلو ترغب الذائقة فيه، فلا فرق في ذلك عنده بين أن يأخذه من بائعه في السوق أو من يد السلطان، ومنهم من يعرف شيئاً من عظمة السلطان، ويريد بذلك الفخر على بعض أمثاله أو من هو تحت يده أنّ السلطان أكرمني بذلك، وهكذا حتّى ينتهي الأمر إلى من هو من مقرّبي حضرة السلطان، ومن طالبي لطفه وإكرامه، فهو لا يلتذّ بذلك إلّا لأنّه خرج من يد السلطان، وأنّه علامة لطفه وإكرامه، فهو يضنّ بذلك ويخفيه، ويفتخر بذلك ويبديه مع أنّ في بيته أضعاف ذلك مبذولة لخدمه وعبيده، فهو لا يجد من الحلاوة إلّا طعم القرب والإكرام، ولو جعل السلطان علامة إكرامه في بذل أمر الأشياء وأبشعها، لكان عنده أحلى من جميع الحلاوات.
ولذا ترى في عشق المجاز إذا ضرب المعشوق محبّه ضرباً وجيعاً على جهة الإكرام، فهو أشهى عنده من كلّ ما يستلذّ منه سائر الأنام، فإذا كان مثل ذلك في المجاز ففي الحقيقة أولى وأحرى.
فإذا فهمت ذلك عرفت أنّ أولياء الله تعالی في الدنيا أيضاً في الجنّة والنعيم، إذ هم في عبادة ربّهم متلذّذون بقربه ووصاله، وفي التنعّم بنعيم الدنيا، إنّما يتلذّذون لكونه ممّا خلق لهم ربّهم ومحبوبهم وحباهم بذلك ورزقهم وأعطاهم، وفي البلايا والمصائب أيضاً يلتذّون بمثل ذلك؛ لأنّهم يعلمون أنّ محبّهم ومحبوبهم اختار ذلك لهم، وعلم فيه صلاحهم، فبذلك امتحنهم فهم بذلك راضون شاكرون.
فتنعّمهم بالبلايا كتمتّعهم بالنعم والهدايا، إذ جهة الاستلذاذ فيهما واحدة عندهم، فهم في الدنيا والآخرة بقربه ولطفه وحبّه يتنعّمون، وفيهما لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فإذا فازوا بهذه الدرجة القصوى، ووصلوا إلى تلك المرتبة الفضلى، لا يعبدونه تعالی خوفاً من ناره وأنّها محرقة، بل لأنّها دار الخذلان والحرمان ومحلّ أهل الكفر والعصيان ومن سخط عليه الرحمن، ولا طمعاً في جنّته من حيث كونها محلّ المشتهيات النفسانية والملاذّ الجسمانية، بل من حيث إنّها محلّ رضوان الله وأهل كرامته وقربه ولطفه.
فلو كانت النار محلّ أهل كرامة الله لاختاروها كما اختاروا في الدنيا محنها ومشاقّها، لعلمهم بأنّ رضى الله فيها، ولو كانت الجنّة محلّ من غضب الله عليه لتركوها وفرّوا منها كما تركوا ملاذّ الدنيا لما علموا أنّ محبوبهم لا يرتضيها.
وإذا دريت ذلك حقّ درايته سهل عليك الجمع بين ما ورد من عدم كون العبادة للجنّة والنار، والمبالغة في طلب الجنّة والاستعاذة من النار، وما ورد في بعض الروايات والدعوات من التصريح بكون العبادة لابتغاء الدار الآخرة، فإنّ من طلب الآخرة لقربه ووصاله لم يطلب إلّا وجهه، ومن طلبها لاستلذاذه وتمتّعه الجسماني لم يعبد إلّا نفسه.
وتحقيق هذا المقام يحتاج إلى نوع آخر من الكلام وذكر مقدّمات غير مأنوسة لأكثر الأنام، وفيما ذكرنا كفاية لمن شمّ روحاً من رياض محبّة ذي الجلال والإكرام، وعسى أن نتمّم هذا المرام في بابي الحبّ والإخلاص بعض الإتمام، والله المرجوّ لكلّ خير وفضل وإنعام. (ص٢٠٣-٢٠٥)
المصدر الأصلي: العقائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص٢٠٠
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٥٤
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إذا أراد الله تبارك وتعالی قبض روح المؤمن قال: يا ملك الموت، انطلق أنت وأعوانك إلى عبدي، فطالما نصب نفسه من أجلي فأتني بروحه لأريحه عندي، فيأتيه ملك الموت بوجه حسن وثياب طاهرة وريح طيّبة، فيقوم بالباب فلا يستأذن بوّاباً ولا يهتك حجاباً ولا يكسر باباً معه خمسمائة ملك أعوان، معهم طنان الريحان والحرير الأبيض والمسك الأذفر، فيقولون: السلام عليك يا وليّ الله، أبشر، فإنّ الربّ يقرئك السلام، أما إنّه عنك راضٍ غير غضبان، وأبشر بروح وريحان وجنّة نعيم، أمّا الروح فراحة من الدنيا وبلائها، وأمّا الريحان من كلّ طيب في الجنّة، فيوضع على ذقنه فيصل ريحه إلى روحه، فلا يزال في راحة حتّى يخرج نفسه، ثمّ يأتيه رضوان خازن الجنّة، فيسقيه شربة من الجنّة لا يعطش في قبره ولا في القيامة حتّى يدخل الجنّة ريّاناً، فيقول: يا ملك الموت، ردّ روحي حتّى يثني على جسدي، وجسدي على روحي، فيقول ملك الموت: ليثن كلّ واحد منكما على صاحبه، فيقول الروح: جزاك الله من جسد خير الجزاء، لقد كنت في طاعة الله مسرعاً، وعن معاصيه مبطئاً، جزاك الله عنّي من جسد خير الجزاء، فعليك السلام إلى يوم القيامة، ويقول الجسد للروح مثل ذلك.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص٢٠٧-٢٠٨
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٥٥
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): يدخل الجنّة رجلان كانا يعملان عملاً واحداً، فيرى أحدهما صاحبه فوقه، فيقول: يا ربّ، بما أعطيته، وكان عملنا واحداً؟ فيقول الله تبارك وتعالی: سألني ولم تسألني، ثمّ قال: سلوا الله وأجزلوا، فإنّه لا يتعاظمه شيء.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨
، ص٢٢١