أحاديث في الإمامة ومناظرة هشام بن الحكم لعمرو بن عبيد وإثباته الإمامة، وأن الأرض لا تخلو من الحجة ساعة واحدة، وأن مثل أهل البيت (ع) كمثل النجوم، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٣٣
قال الصادق عليه السلام: إنّ الحجّة لا تقوم لله على خلقه إلّا بإمام حيّ يعرف.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٢
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٣٤
قال الباقر عليه السلام: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بطهور، فلمّا فرغ أخذ بيد عليّ عليه السلام فألزمها يده، ثمّ قال صلى الله عليه وآله: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ﴾، ثمّ ضمّ يده إلى صدره وقال صلى الله عليه وآله: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، ثمّ قال صلى الله عليه وآله: يا عليّ، أنت أصل الدين، ومنار الإيمان، وغاية الهدى، وقائد الغرّ المحجّلين، أشهد لك بذلك.
المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٣
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٣٥
كان عند الصادق عليه السلام جماعة من أصحابه، فيهم حمران بن أعين، ومؤمن الطاق، وهشام بن سالم، والطيّار وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم ١ ، وهو شابّ، فقال الصادق عليه السلام: يا هشام، قال: لبّيك يا بن رسول الله، قال عليه السلام: أ لا تحدّثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد ٢ ؟ وكيف سألته؟ قال هشام: جعلت فداك يا بن رسول الله، إنّي أجلّك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك، فقال الصادق عليه السلام: يا هشام، إذا أمرتكم بشيء فافعلوه.
قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، وعظم ذلك عليّ فخرجت إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة، فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متّزر بها من صوف وشملة مرتدٍ بها والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي.
ثمّ قعدت في آخر القوم على ركبتي، ثمّ قلت: أيّها العالم، أنا رجل غريب تأذن لي، فأسألك عن مسألة؟ فقال: نعم، قلت له: أ لك عين؟ قال: يا بنيّ، أيّ شيء هذا من السؤال؟ فقلت: هكذا مسألتي. فقال: يا بنيّ، سل وإن كانت مسألتك حمقاً، فقلت: أجبني فيها، فقال لي: سل.
فقلت: أ لك عين؟ قال: نعم، قلت: فما ترى بها؟ قال: الألوان والأشخاص.
فقلت: أ لك أنف؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بها؟ قال: أتشمّم بها الرائحة.
قلت: أ لك فم؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع به؟ قال: أعرف به طعم الأشياء.
قلت: أ لك لسان؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع به؟ قال: أتكلّم به.
قلت: أ لك أذن؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الأصوات.
قلت: أ لك يد؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع بها؟ قال: أبطش بها، وأعرف بها الليّن من الخشن.
قلت: أ لك رجلان؟ قال: نعم، قلت: ما تصنع بهما؟ قال: أنتقل بهما من مكان إلى مكان.
قلت: أ لك قلب؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع به؟ قال: أميّز به كلّ ما ورد على هذه الجوارح.
قلت: أ فليس في هذه الجوارح غنىً عن القلب؟ قال: لا، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟
قال: يا بنيّ، إنّ الجوارح إذا شكّت في شيء شمّته أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته ردّته إلى القلب، فيستيقن اليقين ويبطل الشكّ، فقلت: إنّما أقام الله القلب لشكّ الجوارح؟ قال: نعم، قلت: فلا بدّ من القلب وإلّا لم يستقم الجوارح؟ قال: نعم.
فقلت: يا أبا مروان، إنّ الله تعالى ذكره لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماماً يصحّح لها الصحيح، وينفي ما شككت فيه، ويترك هذا الخلق كلّهم في حيرتهم وشكّهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماماً يردّون إليهم شكّهم وحيرتهم، ويقيم لك إماماً لجوارحك تردّ إليه حيرتك وشكّك؟ فسكت ولم يقل شيئاً.
ثمّ التفت إليّ، فقال: أنت هشام؟ فقلت: لا، فقال لي: أ جالسته؟ فقلت: لا، فقال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: فأنت إذاً هو، ثمّ ضمّني إليه وأقعدني في مجلسه، وما نطق حتّى قمت.
فضحك الصادق عليه السلام ثمّ قال: يا هشام، من علّمك هذا؟ فقلت: يا بن رسول الله، جرى على لساني، قال عليه السلام: يا هشام، هذا _ والله _ مكتوب في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.
المصدر الأصلي: إكمال الدين، علل الشرائع، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٦-٨
(١) هشام بن الحكم (م١٧٩-١٩٩ه): من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام، ولد بالكوفة ومات ببغداد، له مناظرات ومصنّفات في الكلام ولا سیّما في الإمامة، حتّی یقال إنّه فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب بالنظر. راجع: الفهرست للطوسي، ص٤٩٣.
(٢) عمرو بن عبيد (م ١٤٤ه): من شیوخ المعتزلة في عصره ومفتيها، وأحد الزهّاد المشهورين. راجع: الأعلام، ج٥، ص٨١.
(٢) عمرو بن عبيد (م ١٤٤ه): من شیوخ المعتزلة في عصره ومفتيها، وأحد الزهّاد المشهورين. راجع: الأعلام، ج٥، ص٨١.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٣٦
قال یونس بن یعقوب: كنت عند الصادق عليه السلام فورد عليه رجل من الشام، فقال: إنّي صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك.
فقال له الصادق عليه السلام: كلامك هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله بعضه، ومن عندي بعضه، فقال له الصادق عليه السلام: فأنت إذاً شريك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا، قال عليه السلام: فسمعت الوحي عن الله؟ قال: لا، قال عليه السلام: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا، فالتفت إليّ الصادق عليه السلام، فقال: يا يونس، هذا خصم نفسه قبل أن يتكلّم. ثمّ قال عليه السلام: يا يونس، لو كنت تحسن الكلام كلّمته. قال يونس: فيا لها من حسرة، فقلت: جعلت فداك، سمعتك تنهى عن الكلام وتقول: ويل لأصحاب الكلام، يقولون: هذا ينقاد وهذا لا ينقاد، وهذا ينساق وهذا لا ينساق، وهذا نعقله وهذا لا نعقله، فقال الصادق عليه السلام: إنّما قلت: ويل لقوم تركوا قولي بالكلام وذهبوا إلى ما يريدون به، ثمّ قال عليه السلام: اخرج إلى الباب، من ترى من المتكلّمين فأدخله.
فخرجت فوجدت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام، ومحمّد بن النعمان الأحول ١ فكان متكلّماً، وهشام بن سالم وقيس الماصر وكانا متكلّمين، وكان قيس عندي أحسنهم كلاماً، وكان قد تعلّم الكلام من عليّ بن الحسين عليه السلام، فأدخلتهم عليه.
فلمّا استقرّ بنا المجلس _ وكنّا في خيمة للصادق عليه السلام في طرف جبل في طريق الحرم وذلك قبل الحجّ بأيّام _ أخرج الصادق عليه السلام رأسه من الخيمة فإذا هو ببعير يخبّ، قال عليه السلام: هشام، وربّ الكعبة، وكنّا ظننّا أنّ هشاماً رجل من ولد عقيل كان شديد المحبّة للصادق عليه السلام، فإذا هشام بن الحكم قد ورد وهو أوّل ما اختطت لحيته، وليس فينا إلّا من هو أكبر سنّاً منه. فوسّع له الصادق عليه السلام وقال له: ناصرنا بقلبه ويده ولسانه.
ثمّ قال عليه السلام لحمران: كلّم الرجل _ يعني الشامي _ فكلّمه حمران وظهر عليه.
ثمّ قال عليه السلام: يا طاقي، كلّمه، فكلّمه فظهر عليه _ يعني بالطاقي محمّد بن النعمان _.
ثمّ قال عليه السلام لهشام بن سالم، فكلّمه فتعارفا.
ثمّ قال عليه السلام لقيس الماصر: كلّمه، فكلّمه، فأقبل الصادق عليه السلام يتبسّم من كلامهما وقد استخذل الشامي في يده.
ثمّ قال عليه السلام للشامي: كلّم هذا الغلام _ يعني هشام بن الحكم _ فقال: نعم.
ثمّ قال الشامي لهشام: يا غلام، سلني في إمامة هذا _ يعني الصادق عليه السلام _ فغضب هشام حتّى ارتعد، ثمّ قال له: أخبرني يا هذا، أ ربّك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربّي أنظر لخلقه، قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال: كلّفهم وأقام لهم حجّة ودليلاً على ما كلّفهم، وأزاح في ذلك عللهم، فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟ قال الشامي: هو رسول الله صلى الله عليه وآله، قال هشام: فبعد رسول الله صلى الله عليه وآله من؟ قال: الكتاب والسنّة، فقال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنّة فيما اختلفنا فيه، حتّى رفع عنّا الاختلاف ومكّننا من الاتّفاق؟ فقال الشامي: نعم، قال هشام: فلم اختلفنا نحن وأنت، جئتنا من الشام فخالفتنا وتزعم أنّ الرأي طريق الدين، وأنت مقرّ بأنّ الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين؟ فسكت الشامي كالمفكّر.
فقال الصادق عليه السلام: ما لك لا تتكلّم؟ قال: إن قلت: إنّا ما اختلفنا كابرت، وإن قلت: إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلت؛ لأنّهما يحتملان الوجوه، وإن قلت: قد اختلفنا وكلّ واحد منّا يدّعي الحقّ، فلم ينفعنا إذاً الكتاب والسنّة، ولكن لي عليه مثل ذلك.
فقال له الصادق عليه السلام: سله تجده مليّاً، فقال الشامي لهشام: من أنظر للخلق، ربّهم أم أنفسهم؟ فقال: بل ربّهم أنظر لهم، فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم، ويرفع اختلافهم، ويبيّن لهم حقّهم من باطلهم؟ فقال هشام: نعم. قال الشامي: من هو؟ قال هشام: أمّا في ابتداء الشريعة فرسول الله صلى الله عليه وآله، وأمّا بعد النبيّ صلى الله عليه وآله فغيره، قال الشامي: من هو غير النبيّ القائم مقامه في حجّته؟ قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟ قال الشامي: بل في وقتنا هذا، قال هشام: هذا الجالس _ يعني الصادق عليه السلام _ الذي نشدّ إليه الرحال، ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن أب عن جدّ. قال الشامي: وكيف لي بعلم ذلك؟ فقال هشام: سله عمّا بدا لك، قال: قطعت عذري، فعليّ السؤال.
فقال الصادق عليه السلام: أنا أكفيك المسألة يا شامي، أخبرك عن مسيرك وسفرك، خرجت يوم كذا، وكان طريقك كذا، ومررت على كذا، ومرّ بك كذا، فأقبل الشامي كلّ ما وصف له شيئاً من أمره يقول: صدقت والله، ثمّ قال الشامي: أسلمت لله الساعة.
فقال له الصادق عليه السلام: بل آمنت بالله الساعة، إنّ الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون، والإيمان عليه يثابون. قال الشامي: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً صلى الله عليه وآله رسول الله، وأنّك وصيّ الأنبياء.
فأقبل الصادق عليه السلام على حمران، فقال: يا حمران، تجري الكلام على الأثر فتصيب؛ والتفت إلى هشام بن سالم، فقال: تريد الأثر ولا تعرف؛ ثمّ التفت إلى الأحول، فقال: قيّاس روّاغ تكسر باطلاً بباطل، إلّا أنّ باطلك أظهر؛ ثمّ التفت إلى قيس الماصر، فقال: تتكلّم وأقرب ما تكون من الخبر من الرسول صلى الله عليه وآله أبعد ما تكون منه، تمزج الحقّ بالباطل، وقليل الحقّ يكفي عن كثير الباطل، أنت والأحول قفّازان ٢ حاذقان.
قال يونس بن يعقوب: فظننت _ والله _ أنّه عليه السلام يقول لهشام قريباً ممّا قال لهما، فقال عليه السلام: يا هشام، لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلّم الناس، اتّق الزلّة، والشفاعة من وراءك.
بيــان:
قوله عليه السلام: «على الأثر»، أي على حسب ما يقتضيه كلامك السابق، فلا يختلف كلامك بل يتعاضد، أو على أثر كلام السائل ووفقه، أو على مقتضى ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله من الأخبار المأثورة ...
قوله عليه السلام «تلوي رجليك»: يقال: لويت الحبل: فتلته، ولوّى الرجل رأسه: أمال وأعرض، ولوت الناقة ذنبها: حرّكته، والمعنى: أنّك كلّما قربت تقع من الطيران على الأرض تلوي رجليك، كما هو دأب الطيور ثمّ تطير ولا تقع، والغرض أنّك لا تُغلب من خصمك قطّ، وإذا قرب أن يغلب عليك تجد مفرّاً حسناً فتغلب عليه؛ و«الزلّة» إشارة إلى ما وقع منه في زمن الكاظم عليه السلام من ترك التقيّة، كما سيأتي في أبواب تاريخه عليه السلام.(ص١٥-١٧)
قوله عليه السلام: «على الأثر»، أي على حسب ما يقتضيه كلامك السابق، فلا يختلف كلامك بل يتعاضد، أو على أثر كلام السائل ووفقه، أو على مقتضى ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله من الأخبار المأثورة ...
قوله عليه السلام «تلوي رجليك»: يقال: لويت الحبل: فتلته، ولوّى الرجل رأسه: أمال وأعرض، ولوت الناقة ذنبها: حرّكته، والمعنى: أنّك كلّما قربت تقع من الطيران على الأرض تلوي رجليك، كما هو دأب الطيور ثمّ تطير ولا تقع، والغرض أنّك لا تُغلب من خصمك قطّ، وإذا قرب أن يغلب عليك تجد مفرّاً حسناً فتغلب عليه؛ و«الزلّة» إشارة إلى ما وقع منه في زمن الكاظم عليه السلام من ترك التقيّة، كما سيأتي في أبواب تاريخه عليه السلام.(ص١٥-١٧)
المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٩-١٣
(١) وهو محمّد بن عليّ بن النعمان، الملقّب بالأحول المعروف بمؤمن الطاق.
(٢) القُفّازة: ما لا استقرار له. لسان العرب، ج٥، ص٣٩٦.
(٢) القُفّازة: ما لا استقرار له. لسان العرب، ج٥، ص٣٩٦.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٣٧
قال منصور بن حازم: قلت للصادق عليه السلام: إنّ الله أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون بالله، قال عليه السلام: صدقت، قلت: من عرف أنّ له ربّاً فقد ينبغي أن يعرف أنّ لذلك الربّ رضاً وسخطاً، وأنّه لا يعرف رضاه وسخطه إلّا برسول، فمن لم يأته الوحي فينبغي أن يطلب الرسل، فإذا لقيهم عرف أنّهم الحجّة، وأنّ لهم الطاعة المفترضة، فقلت للناس: أ ليس تعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان هو الحجّة من الله على خلقه … .
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص١٨
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٣٨
قال جابر بن یزید الجعفي: قلت للباقر عليه السلام: لأيّ شيء يحتاج إلى النبيّ والإمام؟ فقال عليه السلام: لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيّ أو إمام، قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ﴾. وقال النبيّ صلى الله عليه وآله: «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون» يعني صلى الله عليه وآله بأهل بيته الأئمّة الذين قرن الله عزّ وجلّ طاعتهم بطاعته، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾، وهم المعصومون المطهّرون الذين لا يذنبون ولا يعصون، وهم المؤيّدون الموفّقون المسدّدون، بهم يرزق الله عباده، وبهم يعمّر بلاده، وبهم ينزّل القطر من السماء، وبهم تخرج بركات الأرض، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجّل عليهم بالعقوبة والعذاب، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم، صلوات الله عليهم أجمعين.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص١٩
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٣٩
قال الصادق عليه السلام: لمّا انقضت نبوّة آدم عليه السلام وانقطع أكله، أوحى الله عزّ وجلّ إليه أن يا آدم، قد انقضت نبوّتك، وانقطع أكلك، فانظر إلى ما عندك من العلم والإيمان وميراث النبوة وأثرة ١ العلم والاسم الأعظم، فاجعله في العقب من ذرّيّتك عند هبة الله، فإنّي لم أدع الأرض بغير عالم يعرف به طاعتي وديني، ويكون نجاة لمن أطاعه.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص١٩-٢٠
(١) «الأُثْرَة»: البقيّة من العلم. تاج العروس، ج٦، ص٩.
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤٠
قيل للصادق عليه السلام: تبقى الأرض بغير إمام؟ قال عليه السلام: لو بقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٢١
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤١
قال الصادق عليه السلام: لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام، وقال عليه السلام: إنّ آخر من يموت، الإمام؛ لئلّا يحتجّ أحدهم على الله عزّ وجلّ تركه بغير حجّة.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٢١
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤٢
قال الصادق عليه السلام: إنّ الأرض لا تخلو من أن يكون فيها من يعلم الزيادة والنقصان، فإذا جاء المسلمون بزيادة طرحها، وإذا جاءوا بالنقصان أكمله لهم، فلولا ذلك اختلط على المسلمين أمورهم.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٢٥
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤٣
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: في كلّ خلف من أمّتي عدل من أهل بيتي، ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٣٠
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤٤
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: إنّ أئمّتكم قادتكم إلى الله، فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم.
المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٣٠
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤٥
قال الرضا عليه السلام: فإن قال: فلم جعل أولي الأمر، وأمر بطاعتهم؟ قيل: لعلل كثيرة: …
منها: أنّا لا نجد فرقة من الفرق، ولا ملّة من الملل بقوا وعاشوا إلّا بقيّم ورئيس، لما لا بدّ لهم منه في أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق ممّا يعلم أنّه لا بدّ لهم منه ولا قوام لهم إلّا به، فيقاتلون به عدوّهم ويقسّمون به فيئهم، ويقيم لهم جمعتهم وجماعتهم، ويمنع ظالمهم من مظلومهم.
ومنها: أنّه لو لم يجعل لهم إماماً قيّماً أميناً حافظاً مستودعاً لدرست الملّة، وذهب الدين، وغيّرت السنّة والأحكام، ولزاد فيه المبتدعون، ونقص منه الملحدون، وشبّهوا ذلك على المسلمين، لأنّا قد وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين مع اختلافهم واختلاف أهوائهم وتشتّت أنحائهم، فلو لم يجعل لهم قيّماً حافظاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله فسدوا على نحو ما بيّنّا، وغيّرت الشرائع والسنن والأحكام والإيمان، وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين.
المصدر الأصلي: عیون أخبار الرضا عليه السلام، علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٣٢
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤٦
قال الباقر عليه السلام: لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة، لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.
المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٣٤
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤٧
قال الصادق عليه السلام: الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق.
المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٣٨
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤٨
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّما مثل أهل بيتي في هذه الأمّة كمثل نجوم السماء، كلّما غاب نجم طلع نجم.
المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٤٤
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤٩
قيل للصادق عليه السلام: تترك الأرض بغير إمام؟ قال عليه السلام: لا؛ قیل له: تكون الأرض وفيها إمامان؟ قال عليه السلام: لا، إلّا إمام صامت لا يتكلّم، ويتكلّم الذي قبله.
المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٣
، ص٥١