أحاديث في إثبات المعراج وما شاهده النبي (ص) في الجنان من عمل الملائكة ومشاهدته لصورة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وما دار بينه وبين الله عز وجل من حوار وكلام، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤٠
قال(صلى الله عليه وآله): لمّا أسري بي إلى السماء، دخلت الجنّة فرأيت فيها قيعان، ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضّة، وربما أمسكوا، فقلت لهم: ما بالكم قد أمسكتم؟ فقالوا: حتّى تجيئنا النفقة، فقلت: وما نفقتكم؟ قالوا: قول المؤمن: «سبحان الله والحمد للّٰه ولا إله إلّا الله والله أكبر»، فإذا قال بنينا وإذا سكت أمسكنا.
المصدر الأصلي: تفسیر النعماني
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٢٩١-٢٩٢
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤١
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): ليلة أسري بي إلى السماء فبلغت السماء الخامسة، نظرت إلى صورة عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة؟ فقال جبرئيل: يا محمّد، اشتهت الملائكة أن ينظروا إلى صورة علي(عليه السلام) فقالوا: ربّنا إنّ بني آدم في دنياهم يتمتّعون غدوة وعشيّة بالنظر إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، حبيب حبيبك محمّد(صلى الله عليه وآله)، وخليفته ووصيّه وأمينه، فمتّعنا بصورته قدر ما تمتّع أهل الدنيا به، فصوّر لهم صورته من نور قدسه عزّ وجلّ، فعليّ(عليه السلام) بين أيديهم ليلاً ونهاراً يزورونه وينظرون إليه غدوة وعشيّة.
المصدر الأصلي: المحتضر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٠٤
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤٢
قال الباقر(عليه السلام): فلمّا ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه، صارت تلك الضربة في صورته التي في السماء، فالملائكة ينظرون إليه غدوة وعشيّة، ويلعنون قاتله ابن ملجم. فلمّا قتل الحسين بن عليّ(عليه السلام)، هبطت الملائكة وحملته حتّى أوقفته مع صورة عليّ(عليه السلام) في السماء الخامسة، فكلّما هبطت الملائكة من السماوات من عُلى، وصعدت ملائكة السماء الدنيا فمن فوقها إلى السماء الخامسة لزيارة صورة علي(عليه السلام)، والنظر إليه وإلى الحسين بن علي(عليه السلام) مشحّطاً بدمه، لعنوا يزيد وابن زياد ومن قاتلوا الحسين بن عليّ(عليه السلام) إلى يوم القيامة.
قال الأعمش: قال لي الصادق(عليه السلام): هذا من مكنون العلم ومخزونه لا تخرجه إلّا إلى أهله.
المصدر الأصلي: المحتضر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٠٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤٣
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لمّا أسري بي إلى السماء ما سمعت شيئاً قطّ هو أحلى من كلام ربّي عزّ وجلّ، فقلت: يا ربّ، اتّخذت إبراهيم خليلاً، وكلّمت موسى تكليماً، ورفعت إدريس مكاناً عليّاً، وآتيت داود زبوراً، وأعطيت سليمان ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فماذا لي يا ربّ؟
فقال جلّ جلاله: يا محمّد، اتّخذتك خليلاً كما اتّخذت إبراهيم خليلاً، وكلّمتك تكليماً كما كلّمت موسى تكليماً، وأعطيتك فاتحة الكتاب وسورة البقرة ولم أعطهما نبيّاً قبلك، وأرسلتك إلى أسود أهل الأرض وأحمرهم، وإنسهم وجنّهم، ولم أرسل إلى جماعتهم نبيّاً قبلك؛ وجعلت الأرض لك ولأمّتك مسجداً وطهوراً، وأطعمت أمّتك الفيء ولم أحلّه لأحد قبلها، ونصرتك بالرعب حتّى أنّ عدوّك ليرعب منك، وأنزلت سيّد الكتب كلّها مهيمناً عليك قرآناً عربيّاً مبيناً، ورفعت لك ذكرك، حتّى لا أذكر بشيء من شرائع ديني إلّا ذكرت معي.
المصدر الأصلي: المحتضر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٠٥
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤٤
قال الصادق(عليه السلام): لمّا عرج برسول الله(صلى الله عليه وآله) انتهى به جبرئيل(عليه السلام) إلى مكان فخلّى عنه، فقال(صلى الله عليه وآله) له: يا جبرئيل، أ تخلّيني على هذه الحال؟ فقال: امضه، فوالله، لقد وطأت مكاناً ما وطأه بشر، وما مشى فيه بشر قبلك.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٠٦
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤٥
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لقد أسرى ربّي بي، فأوحى إليّ من وراء الحجاب ما أوحى، وشافهني إلى أن قال لي: يا محمّد، من أذلّ لي وليّاً فقد أرصد لي بالمحاربة، ومن حاربني حاربته. قلت: يا ربّ، ومن وليّك هذا؟ فقد علمت أنّ من حاربك حاربته، قال: ذاك من أخذت ميثاقه لك ولوصيّك ولذرّيّتكما بالولاية.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٠٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤٦
قال الهادي(عليه السلام): قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لمّا أسري بي إلى السماء الرابعة، نظرت إلى قبّة من لؤلؤ لها أربعة أركان وأربعة أبواب، كلّها من إستبرق أخضر، قلت: يا جبرئيل، ما هذه القبّة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها؟ فقال: حبيبي محمّد، هذه صورة مدينة يقال لها قم، تجتمع فيها عباد الله المؤمنون ينتظرون محمّداً(صلى الله عليه وآله) وشفاعته للقيامة والحساب، يجري عليهم الغمّ والهمّ والأحزان والمكاره؛ فسئل الهادي(عليه السلام): متى ينتظرون الفرج؟ قال(عليه السلام): إذا ظهر الماء على وجه الأرض.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣١١
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤٧
قال الصادق(عليه السلام): ليس من شيعتنا من أنكر أربعة أشياء: المعراج، والمساءلة في القبر، وخلق الجنّة والنار، والشفاعة.
المصدر الأصلي: صفات الشيعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣١١-٣١٢
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤٨
قال الصادق(عليه السلام): ليس من شيعتنا من أنكر أربعة أشياء: المعراج، والمساءلة في القبر، وخلق الجنّة والنار، والشفاعة.
المصدر الأصلي: صفات الشيعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣١١-٣١٢
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٤٩
قال الصادق(عليه السلام): كان النبيّ(صلى الله عليه وآله) يكثر تقبيل فاطمة(عليها السلام)، فعاتبته على ذلك عائشة، فقالت: يا رسول الله، إنّك لتكثر تقبيل فاطمة(عليها السلام)، فقال لها: إنّه لمّا عرج بي إلى السماء مرّ بي جبرئيل على شجرة طوبى، فناولني من ثمرها فأكلته، فحوّل الله ذلك ماء إلى ظهري، فلمّا أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة(عليها السلام)، فما قبّلتها إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها.
المصدر الأصلي: المحتضر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣١٥
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥٠
قال الباقر(عليه السلام): إنّ الله تبارك وتعالی لمّا أسرى بنبيّه(صلى الله عليه وآله) قال له: يا محمّد، إنّه قد انقضت نبوّتك، وانقطع أكلك، فمن لأمّتك من بعدك؟ فقلت: يا ربّ، إنّي قد بلوت خلقك فلم أجد أحداً أطوع لي من عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فقال عزّ وجلّ: ولي يا محمّد، فمن لأمّتك؟ فقلت: يا ربّ، إنّي قد بلوت خلقك، فلم أجد أحداً أشدّ حبّاً لي من عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فقال عزّ وجلّ: ولي يا محمّد، فأبلغه أنّه راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور لمن أطاعني.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٣٩
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥١
قال الباقر(عليه السلام): إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) حيث أسري به، لم يمرّ بخلق من خلق الله إلّا رأى منه ما يحبّ من البشر واللطف والسرور به، حتّى مرّ بخلق من خلق الله، فلم يلتفت إليه ولم يقل له شيئاً، فوجده قاطباً عابساً، فقال(صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل، ما مررت بخلق من خلق الله إلّا رأيت البشر واللطف والسرور منه إلّا هذا، فمن هذا؟ قال: هذا مالك خازن النار، وهكذا خلقه ربّه، قال(صلى الله عليه وآله): فإنّي أحبّ أن تطلب إليه أن يريني النار، فقال له جبرئيل(عليه السلام): إنّ هذا محمّد(صلى الله عليه وآله) رسول الله، وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار، فأخرج له عنقاً منها فرآها، فلمّا أبصرها لم يكن ضاحكاً حتّى قبضه الله عزّ وجلّ.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٤١
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥٢
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لمّا عرج بي إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حجب النور، ناداني ربّي جلّ جلاله: يا محمّد، أنت عبدي وأنا ربّك، فلي فاخضع، وإيّاي فاعبد، وعليّ فتوكّل، وبي فثق، فإنّي قد رضيت بك عبداً وحبيباً ورسولاً ونبيّاً، وبأخيك علي(عليه السلام) خليفةً وباباً، فهو حجّتي على عبادي، وإمام لخلقي، به يعرف أوليائي من أعدائي، وبه يميّز حزب الشيطان من حزبي، وبه يقام ديني، وتحفظ حدودي، وتنفّذ أحكامي، وبك وبه وبالأئمّة من ولده أرحم عبادي وإمائي، وبالقائم منكم أعمّر أرضي بتسبيحي وتقديسي وتحليلي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهّر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى، وكلمتي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيّتي، وإيّاه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي، وأمدّه بملائكتي لتؤيّده على إنفاذ أمري، وإعلان ديني، ذلك وليّي حقّاً ومهديّ عبادي صدقاً.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٤١-٣٤٢
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥٣
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فرأيت فيها قصراً من ياقوت أحمر يرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره، وفيه قبّتان من درّ وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل، لمن هذا القصر؟ قال: هو لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وتهجّد بالليل والناس نيام.
قال عليّ(عليه السلام): فقلت: يا رسول الله، وفي أمّتك من يطيق هذا؟ فقال(صلى الله عليه وآله): أ تدري ما إطابة الكلام؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، قال(صلى الله عليه وآله): من قال: «سبحان الله والحمد للّٰه ولا إله إلّا الله والله أكبر»، أ تدري ما إدامة الصيام؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال(صلى الله عليه وآله): من صام شهر الصبر _ شهر رمضان _ ولم يفطر منه يوماً، أ تدري ما إطعام الطعام؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال(صلى الله عليه وآله): من طلب لعياله ما يكفّ به وجوههم عن الناس، أ تدري ما التهجّد بالليل والناس نيام؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: من لم ينم حتّى يصلّي العشاء الآخرة، والناس من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين ينام بينهما.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٤٢-٣٤٣
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥٤
قال أبو حمزة الثمالي: سألت زين العابدين(عليه السلام) عن الله جلّ جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال(عليه السلام): تعالى الله عن ذلك، قلت: فلم أسرى بنبيّه محمّد(صلى الله عليه وآله) إلى السماء؟ قال(عليه السلام): ليريه ملكوت السماوات، وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه، قلت: فقول الله عزّ وجلّ: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ۞ فَكَانَ قَابَ قَوسَينِ أَو أَدنَى﴾؟ قال(عليه السلام): ذاك رسول الله(صلى الله عليه وآله) دنا من حجب النور، فرأى ملكوت السماوات، ثمّ تدلّى، فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض، حتّى ظنّ أنّه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٤٧
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥٥
قيل للكاظم(عليه السلام): لأيّ علّة عرج الله بنبيّه(صلى الله عليه وآله) إلى السماء، ومنها إلى سدرة المنتهى، ومنها إلى حجب النور، وخاطبه وناجاه هناك، والله لا يوصف بمكان؟ فقال(عليه السلام): إنّ الله لا يوصف بمكان، ولا يجري عليه زمان، ولكنّه عزّ وجلّ أراد أن يشرّف به ملائكته وسكّان سماواته، ويكرمهم بمشاهدته، ويريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، وليس ذلك على ما يقوله المشبّهون، سبحان الله وتعالى عمّا يصفون.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٤٨
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥٦
قال أمير المؤمنين(عليه السلام): دخلت أنا وفاطمة(عليها السلام) على رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فوجدته يبكي بكاء شديداً، فقلت: فداك أبي وأمّي يا رسول الله، ما الذي أبكاك؟ فقال(صلى الله عليه وآله): يا عليّ، ليلة أسري بي إلى السماء، رأيت نساء من أمّتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهنّ، فبكيت لما رأيت من شدّة عذابهنّ: رأيت امرأة معلّقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلّقة بلسانها والحميم يصبّ في حلقها، ورأيت امرأة معلّقة بثدييها، ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها.
ورأيت امرأة قد شدّ رجلاها إلى يديها وقد سلّط عليها الحيّات والعقارب، ورأيت امرأة صمّاء عمياء خرساء في تابوت من نار، يخرج دماغ رأسها من منخرها، وبدنها متقطّع من الجذام والبرص، ورأيت امرأة معلّقة برجليها في تنور من نار، ورأيت امرأة تقطّع لحم جسدها من مقدّمها ومؤخّرها بمقاريض من نار، ورأيت امرأة تحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعاءها، ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار، وعليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب، والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها، والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار.
فقالت فاطمة(عليها السلام): حبيبي وقرّة عيني، أخبرني ما كان عملهنّ وسيرتهنّ حتّى وضع الله عليهنّ هذا العذاب؟
فقال: يا بنتي، أمّا المعلّقة بشعرها فإنّها كانت لا تغطّي شعرها من الرجال، وأمّا المعلّقة بلسانها فإنّها كانت تؤذي زوجها، وأمّا المعلّقة بثدييها فإنّها كانت تمتنع من فراش زوجها، وأمّا المعلّقة برجليها فإنّها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها، وأمّا التي كانت تأكل لحم جسدها فإنّها كانت تزيّن بدنها للناس، وأمّا التي شدّ يداها إلى رجليها وسلّط عليها الحيّات والعقارب فإنّها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب، وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض، ولا تتنظّف، وكانت تستهين بالصلاة.
وأمّا العمياء الصمّاء الخرساء فإنّها كانت تلد من الزنا فتعلّقه في عنق زوجها، وأمّا التي كان يقرض لحمها بالمقاريض فإنّها كانت تعرض نفسها على الرجال، وأمّا التي كان يحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنّها كانت قوّادة، وأمّا التي كان رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار فإنّها كانت نمّامة كذّابة، وأمّا التي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنّها كانت قينة نوّاحة حاسدة.
ثمّ قال(صلى الله عليه وآله): ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها.
المصدر الأصلي: عیون أخبار الرضا(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٥١-٣٥٢
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥٧
إنّ الصبّاح المزني وسدير الصيرفي ومحمّد بن النعمان الأحول وعمر بن أذينة حضروا الصادق(عليه السلام)، فقال(عليه السلام): يا عمر بن أذينة، ما ترى هذه الناصبة في أذانهم وصلاتهم؟ فقلت: جعلت فداك، إنّهم يقولون إنّ أبيّ بن كعب الأنصاري رآه في النوم، فقال(عليه السلام): كذبوا، والله، إنّ دين الله تبارك وتعالی أعزّ من أن يرى في النوم.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٥٤
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥٨
سئل رسول الله(صلى الله عليه وآله): بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟ فقال(صلى الله عليه وآله): خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وألهمني أن قلت: يا ربّ، أ خاطبتني أنت أم علي(عليه السلام)؟ فقال: يا أحمد، أنا شيء ليس كالأشياء، ولا أقاس بالناس، ولا أوصف بالأشياء، خلقتك من نوري، وخلقت عليّاً(عليه السلام) من نورك، فاطّلعت على سرائر قلبك، فلم أجد على قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئنّ قلبك.
المصدر الأصلي: إرشاد القلوب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٨٦-٣٨٧
الحديث: ٢٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٥٩
قال عليّ(عليه السلام): قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا عليّ، إنّه لمّا أسري بي إلى السماء تلقّتني الملائكة بالبشارات في كلّ سماء حتّى لقيني جبرئيل في محفل من الملائكة، فقال: لو اجتمعت أمّتك على حبّ عليّ(عليه السلام) ما خلق الله عزّ وجلّ النار؛ يا عليّ، إنّ الله تعالی أشهدك معي في سبعة مواطن حتّى آنست بك:
أمّا أوّل ذلك: فليلة أسري بي إلى السماء، قال لي جبرئيل(عليه السلام): أين أخوك يا محمّد؟ فقلت: خلّفته ورائي، فقال: ادع الله عزّ وجلّ فليأتك به، فدعوت الله عزّ وجلّ فإذا مثالك معي، وإذا الملائكة وقوف صفوفاً، فقلت: يا جبرئيل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يباهي الله عزّ وجلّ بهم يوم القيامة، فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة.
والثانية: حين أسري بي إلى ذي العرش عزّ وجلّ، قال جبرئيل: أين أخوك يا محمّد؟ فقلت: خلّفته ورائي، فقال: ادع الله عزّ وجلّ فليأتيك به، فدعوت الله عزّ وجلّ فإذا مثالك معي، وكشط لي عن سبع سماوات حتّى رأيت سكّانها وعمّارها وموضع كلّ ملك منها.
والثالثة: حيث بعثت إلى الجنّ، فقال لي جبرئيل: أين أخوك؟ فقلت: خلّفته ورائي، فقال: ادع الله عزّ وجلّ فليأتك به، فدعوت الله عزّ وجلّ فإذا أنت معي، فما قلت لهم شيئاً ولا ردّوا عليّ شيئاً إلّا سمعته ووعيته.
والرابعة: خصّصنا بليلة القدر وأنت معي فيها، وليست لأحد غيرنا.
والخامسة: ناجيت الله عزّ وجلّ ومثالك معي، فسألت فيك، فأجابني إليها إلّا النبوّة، فإنّه قال: خصصتها بك، وختمتها بك.
والسادسة: لمّا طفت بالبيت المعمور كان مثالك معي.
والسابعة: هلاك الأحزاب على يدي وأنت معي.
يا عليّ، إنّ الله أشرف إلى الدنيا، فاختارني على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الثالثة فاختار فاطمة(عليها السلام) على نساء العالمين، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار الحسن(عليه السلام) والحسين(عليه السلام) والأئمّة(عليهم السلام) من ولدها على رجال العالمين.
يا عليّ، إنّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن، فآنست بالنظر إليه: إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرتها: «لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، أيّدته بوزيره، ونصرته به»، فقلت: يا جبرئيل ومن وزيري؟ فقال: عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)؛ فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوباً: «لا إله إلّا الله أنا وحدي، ومحمّد(صلى الله عليه وآله) صفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره ونصرته به»، فقلت: يا جبرئيل ومن وزيري؟ فقال: عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)؛ فلمّا جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش ربّ العالمين وجدت مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: «لا إله إلّا الله أنا وحدي، محمّد(صلى الله عليه وآله) حبيبي وصفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره وأخيه ونصرته به».
يا عليّ، إنّ الله عزّ وجلّ أعطاني فيك سبع خصال: أنت أوّل من ينشقّ القبر عنه، وأنت أوّل من يقف معي على الصراط، فتقول للنار: خذي هذا فهو لك، وذري هذا فليس هو لك، وأنت أوّل من يكسى إذا كسيت، ويجيء إذا جئت، وأنت أوّل من يقف معي عن يمين العرش، وأوّل من يقرع معي باب الجنّة، وأوّل من يسكن معي علّيّين، وأوّل من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٣٨٨-٣٩٠