أحاديث في سبب اختلاف الناس في الغنى والفقر والصحة والسقم وما ورد عن النبي الأكرم (ص) في ذلك، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » كتاب العدل والمعاد
- » أحاديث في علّة اختلاف أحوال الخلق
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٨٧
عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل(عليه السلام)، قال: قال الله تبارك وتعالی: من أهان لي وليّاً فقد بارزني بالمحاربة، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله كتردّدي في قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بدّ منه، وما يتقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يبتهل إليّ حتّى أحبّه، ومن أحببته كنت له سمعاً وبصراً ويداً وموئلاً، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته.
وإنّ من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة، فأكفّه عنه لئلّا يدخله عجب فيفسده.
وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا بالفقر، ولو أغنيته لأفسده ذلك.
وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا بالغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك.
وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا بالسقم، ولو صحّحت جسمه لأفسده ذلك.
وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا بالصحّة، ولو أسقمته لأفسده ذلك، إنّي أدبّر عبادي بعلمي بقلوبهم، فإنّي عليم خبير.
بيــان:
قال الشيخ البهائي قدس الله روحه: ما تضمّنه هذا الحديث من نسبة التردّد إليه سبحانه، يحتاج إلى التأويل، وفيه وجوه:
الأوّل: أنّ في الكلام إضماراً، والتقدير: لو جاز علي التردّد ما تردّدت في شيء كتردّدي في وفاة المؤمن.
الثاني: أنّه لمّا جرت العادة بأن يتردّد الشخص في مساءة من يحترمه، ويوقّره كالصديق الوفيّ والخلّ الصفيّ، وأن لا يتردّد في مساءة من ليس له عنده قدر ولا حرمة كالعدوّ والحيّة والعقرب، بل إذا خطر بالبال مساءته أوقعها من غير تردّد ولا تأمّل، صحّ أن يعبّر بالتردّد والتأمّل في مساءة الشخص من توقيره واحترامه، وبعدمهما عن إذلاله واحتقاره؛ فقوله سبحانه: «ما تردّدت» المراد به _ والله أعلم _: ليس لشيء من مخلوقاتي عندي قدر حرمة كقدر عبدي المؤمن وحرمته، فالكلام من قبيل الاستعارة التمثيلیة.
الثالث: أنّه قد ورد في الحديث من طرق الخاصّة والعامّة: أنّ الله سبحانه يظهر للعبد المؤمن عند الاحتضار من اللطف والكرامة والبشاراة بالجنّة ما يزيل عنه كراهة الموت، ويوجب رغبته في الانتقال إلى دار القرار، فيقلّ تأذّيه به، ويصير راضياً بنزوله، راغباً في حصوله، فأشبهت هذه المعاملة من يريد أن يؤلم حبيبه ألماً يتعقّبه نفع عظيم، فهو يتردّد في أنّه كيف يوصل ذلك الألم إليه على وجه يقلّ تأذّيه، فلا يزال يظهر له ما يرغّبه فيما يتعقّبه من اللذّة الجسيمة والراحة العظيمة إلى أن يتلقّاه بالقبول، ويعده من الغنائم المؤدّية إلى إدراك المأمول.ص٢٨٤-٢٨٥
قال الشيخ البهائي قدس الله روحه: ما تضمّنه هذا الحديث من نسبة التردّد إليه سبحانه، يحتاج إلى التأويل، وفيه وجوه:
الأوّل: أنّ في الكلام إضماراً، والتقدير: لو جاز علي التردّد ما تردّدت في شيء كتردّدي في وفاة المؤمن.
الثاني: أنّه لمّا جرت العادة بأن يتردّد الشخص في مساءة من يحترمه، ويوقّره كالصديق الوفيّ والخلّ الصفيّ، وأن لا يتردّد في مساءة من ليس له عنده قدر ولا حرمة كالعدوّ والحيّة والعقرب، بل إذا خطر بالبال مساءته أوقعها من غير تردّد ولا تأمّل، صحّ أن يعبّر بالتردّد والتأمّل في مساءة الشخص من توقيره واحترامه، وبعدمهما عن إذلاله واحتقاره؛ فقوله سبحانه: «ما تردّدت» المراد به _ والله أعلم _: ليس لشيء من مخلوقاتي عندي قدر حرمة كقدر عبدي المؤمن وحرمته، فالكلام من قبيل الاستعارة التمثيلیة.
الثالث: أنّه قد ورد في الحديث من طرق الخاصّة والعامّة: أنّ الله سبحانه يظهر للعبد المؤمن عند الاحتضار من اللطف والكرامة والبشاراة بالجنّة ما يزيل عنه كراهة الموت، ويوجب رغبته في الانتقال إلى دار القرار، فيقلّ تأذّيه به، ويصير راضياً بنزوله، راغباً في حصوله، فأشبهت هذه المعاملة من يريد أن يؤلم حبيبه ألماً يتعقّبه نفع عظيم، فهو يتردّد في أنّه كيف يوصل ذلك الألم إليه على وجه يقلّ تأذّيه، فلا يزال يظهر له ما يرغّبه فيما يتعقّبه من اللذّة الجسيمة والراحة العظيمة إلى أن يتلقّاه بالقبول، ويعده من الغنائم المؤدّية إلى إدراك المأمول.ص٢٨٤-٢٨٥
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥
، ص٢٨٣-٢٨٤