أحاديث في ثواب الهداية والتعليم وفضلهما، وفضل العلماء وضرورة إخراج ضعفاء الشيعة من الجهل ووفضل العالم على المجاهد في سبيل الله (تعالى)، ومعنى قوله (سبحانه):(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٦
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): أشدّ من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه، يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه، ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه؟ ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا، وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلّمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام) ١ ، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢
(١) لم نظفر علی هذه الروایة في النسخة المطبوعة من تفسیر الإمام العسكري(عليه السلام)، وإن نقل عنه الطبرسي(رحمه الله) في الاحتجاج. راجع: الاحتجاج، ج١، ص١٦.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٧
قال عليّ(عليه السلام): من كان من شيعتنا عالماً بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به، جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضيء لأهل جميع العرصات، وعليه حلّة لا يقوم لأقلّ سلك منها الدنيا بحذافيرها، ثمّ ينادي منادٍ: يا عباد الله، هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمّد(عليهم السلام)، ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبّث بنوره، ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان، فيخرج كلّ من كان علّمه في الدنيا خيراً، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلاً، أو أوضح له عن شبهة.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٨
قال العسكري(عليه السلام): حضرت امرأة عند الصدّيقة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، فقالت: إنّ لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء، وقد بعثتني إليك أسألك، فأجابتها فاطمة(عليها السلام) عن ذلك، فثنّت فأجابت، ثمّ ثلّثت إلى أن عشّرت، فأجابت، ثمّ خجلت من الكثرة، فقالت: لا أشقّ عليك يا ابنة رسول الله، قالت فاطمة(عليها السلام): هاتي وسلي عمّا بدا لك، أ رأيت من اكترى ١ يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه؟ فقالت: لا، فقالت(عليها السلام): اكتريت أنا لكلّ مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً، فأحرى أن لا يثقل عليّ.
سمعت أبي(صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ علماء شيعتنا يحشرون، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدّهم في إرشاد عباد الله، حتّى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلّة من نور، ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ وجلّ: أيّها الكافلون لأيتام محمّد(صلى الله عليه وآله)، الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمّتهم، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفّلتموهم ونعشتموهم، فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا، يخلعون على كلّ واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم، حتّى أنّ فيهم _ يعني في الأيتام _ لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة، وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلّم منهم، ثمّ إنّ الله تعالی يقول: أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام، حتّى تتمّوا لهم خلعهم وتضعّفوها لهم فيتمّ لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ويضاعف لهم، وكذلك من يليهم ممّن خلع على من يليهم، وقالت فاطمة(عليها السلام): يا أمة الله، إنّ سلكة ٢ من تلك الخلع لأفضل ممّا طلعت عليه الشمس ألف ألف مرّة، وما فضل فإنّه مشوب بالتنغيص والكدر.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٣
(١) «اكتَری»: استأجر. المصباح المنير، ج٢، ص٥٣٢.
(٢) «السَلْكَة»: الخیط الذي يُخاط به الثوب. لسان العرب، ج۱۰، ص۴۴۳.
(٢) «السَلْكَة»: الخیط الذي يُخاط به الثوب. لسان العرب، ج۱۰، ص۴۴۳.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٩
قال السجّاد(عليه السلام): أوحى الله تعالی إلى موسى(عليه السلام): حبّبني إلى خلقي، وحبّب خلقي إليّ، قال: يا ربّ، كيف أفعل؟ قال: ذكّرهم آلائي ونعمائي ليحبّوني، فلأن تردّ آبقاً عن بابي أو ضالّاً عن فنائي، أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها، قال موسى(عليه السلام): ومن هذا العبد الآبق منك؟ قال: العاصي المتمرّد، قال: فمن الضالّ عن فنائك؟ قال: الجاهل بإمام زمانه تعرّفه، والغائب عنه بعد ما عرّفه، الجاهل بشريعة دينه تعرّفه شريعته وما يعبد به ربّه، ويتوصّل به إلى مرضاته.
قال السجّاد(عليه السلام): فأبشروا علماء شيعتنا بالثواب الأعظم والجزاء الأوفر.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٤
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٠
قال الباقر(عليه السلام): العالم كمن معه شمعة تضيء للناس، فكلّ من أبصر شمعته دعا له بخير، كذلك العالم مع شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة، فكلّ من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل، فهو من عتقائه من النار، والله يعوّضه عن ذلك بكلّ شعرة لمن أعتقه ما هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار، على غير الوجه الذي أمر الله عزّ وجلّ به، بل تلك الصدقة وبال على صاحبها، لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدي الكعبة.
بيــان:
لعلّه(عليه السلام) فضّل تعليم العلم أوّلاً على الصدقة بهذا المقدار الكثير في غير مصرفه، لدفع ما يتوهّمه عامّة الناس من فضل الظلمة الذين يعطون بالأموال المحرّمة العطايا الجزيلة على العلماء الباذلين للعلوم الحقّة من يستحقّه، ثمّ استدرك(عليه السلام) بأنّ تلك الصدقة وبال على صاحبها لكونها من الحرام، فلا فضل لها حتّى يفضل عليها شيء، ثمّ ذكر(عليه السلام) فضله في عمل له فضل جزيل ليظهر مقدار فضله ورفعة قدره. (ص٥)
لعلّه(عليه السلام) فضّل تعليم العلم أوّلاً على الصدقة بهذا المقدار الكثير في غير مصرفه، لدفع ما يتوهّمه عامّة الناس من فضل الظلمة الذين يعطون بالأموال المحرّمة العطايا الجزيلة على العلماء الباذلين للعلوم الحقّة من يستحقّه، ثمّ استدرك(عليه السلام) بأنّ تلك الصدقة وبال على صاحبها لكونها من الحرام، فلا فضل لها حتّى يفضل عليها شيء، ثمّ ذكر(عليه السلام) فضله في عمل له فضل جزيل ليظهر مقدار فضله ورفعة قدره. (ص٥)
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٤
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧١
قال الصادق(عليه السلام): علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلّط عليهم إبليس وشيعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممّن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرّة؛ لأنّه يدفع عن أديان محبّينا، وذلك يدفع عن أبدانهم.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢
قال الكاظم(عليه السلام): فقيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا المنقطعين عنّا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه، أشدّ على إبليس من ألف عابد؛ لأنّ العابد همّه ذات نفسه فقط، وهذا همّه مع ذات نفسه ذات عباد الله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته، فذلك هو أفضل عند الله من ألف ألف عابد وألف ألف عابدة.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٣
قال الرضا(عليه السلام): يقال للعابد يوم القيامة: نعم الرجل كنت، همّتك ذات نفسك، وكفيت الناس مؤونتك فادخل الجنّة، ألا إنّ الفقيه من أفاض على الناس خيره وأنقذهم من أعدائهم، ووفّر عليهم نعم جنان الله، وحصّل لهم رضوان الله تعالی. ويقال للفقيه: يا أيّها الكافل لأيتام آل محمّد(عليهم السلام)، الهادي لضعفاء محبّيهم ومواليهم، قف حتّى تشفع لمن أخذ عنك أو تعلّم منك، فيقف فيدخل الجنّة معه فئاماً وفئاماً وفئاماً _ حتّى قال عشراً _ وهم الذين أخذوا عنه علومه وأخذوا عمّن أخذ عنه وعمّن أخذ عمّن أخذ عنه إلى يوم القيامة، فانظروا كم فرق بين المنزلتين؟
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥-٦
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٤
قال الجواد(عليه السلام): من تكفّل بأيتام آل محمّد(عليهم السلام)، المنقطعين عن إمامهم، المتحيّرين في جهلهم، الأسراء في أيدي شياطينهم، وفي أيدي النواصب من أعدائنا، فاستنقذهم منهم، وأخرجهم من حيرتهم، وقهر الشياطين بردّ وساوسهم، وقهر الناصبين بحجج ربّهم ودليل أئمّتهم، ليفضّلون عند الله تعالی على العباد بأفضل المواقع، بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء، وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٦
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٥
قال الهادي(عليه السلام): لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا(عليه السلام) من العلماء الداعين إليه والدالّين عليه والذابّين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ ١ النواصب، لما بقي أحد إلّا ارتدّ عن دين الله، ولكنّهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عزّ وجلّ.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٦
(١) «فِخاخ»: جمع الفَخّ، وهي آلة يُصطاد بها. راجع: مجمع البحرین، ج۲، ص۴۳۹.
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٦
قال العسكري(عليه السلام): إنّ من محبّي محمّد وآل محمّد(عليهم السلام) مساكين، مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقراء، وهم الذين سكنت جوارحهم، وضعفت قواهم عن مقابلة أعداء الله الذين يعيّرونهم بدينهم، ويسفّهون أحلامهم، ألا فمن قوّاهم بفقهه وعلمه حتّى أزال مسكنتهم، ثمّ سلّطهم على الأعداء الظاهرين النواصب، وعلى الأعداء الباطنين إبليس ومردته، حتّى يهزموهم عن دين الله، ويذودوهم عن أولياء آل رسول الله(عليهم السلام)، حوّل الله تعالی تلك المسكنة إلى شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم، قضى الله تعالی بذلك قضاء حقّ على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله).
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٧
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٧
اختصم إلى فاطمة(عليها السلام) امرأتان، فتنازعتا في شيء من أمر الدين، إحداهما معاندة والأخرى مؤمنة، ففتحت على المؤمنة حجّتها فاستظهرت على المعاندة، ففرحت فرحاً شديداً، فقالت فاطمة(عليها السلام): إنّ فرح الملائكة باستظهارك عليها أشدّ من فرحك، وإنّ حزن الشيطان ومردته بحزنها أشدّ من حزنها، وإنّ الله تعالی قال لملائكته: أوجبوا لفاطمة(عليها السلام) بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف ممّا كنت أعددت لها، واجعلوا هذه سنّة في كلّ من يفتح على أسير مسكين، فيغلب معانداً مثل ألف ألف ما كان معدّاً له من الجنان.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٨
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٨
قال الحسين(عليه السلام) لرجل: أيّهما أحبّ إليك: رجل يروم قتل مسكين قد ضعف، أ تنقذه من يده؟ أو ناصب يريد إضلال مسكين من ضعفاء شيعتنا تفتح عليه ما يمتنع به ويفحمه ويكسره بحجج الله تعالی؟ قال(عليه السلام): بل إنقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب، إنّ الله تعالی يقول: ﴿وَمَن أَحيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، أي ومن أحياها وأرشدها من كفر إلى إيمان فكأنّما أحيا الناس جميعاً من قبل أن يقتلهم بسيوف الحديد.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٩
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٩
قال السجّاد(عليه السلام) لرجل: أيّهما أحبّ إليك، صديق كلّما رآك أعطاك بدرة دنانير، أو صديق كلّما رآك نصرك لمصيدة من مصاید الشيطان، وعرّفك ما تبطل به كيدهم، وتخرق شبكتهم، وتقطع حبائلهم؟ قال: بل صديق كلّما رآني علّمني كيف أخزي الشيطان عن نفسي فأدفع عنّي بلاءه، قال(عليه السلام): فأيّهما أحبّ إليك: استنقاذك أسيراً مسكيناً من أيدي الكافرين، أو استنقاذك أسيراً مسكيناً من أيدي الناصبين؟ قال: يا بن رسول الله، سل الله أن يوفّقني للصواب في الجواب، قال(عليه السلام): اللّهمّ وفّقه، قال: بل استنقاذي المسكين الأسير من يدي الناصب، فإنّه توفير الجنّة عليه وإنقاذه من النار، وذلك توفير الروح عليه في الدنيا، ودفع الظلم عنه فيها، والله يعوّض هذا المظلوم بأضعاف ما لحقه من الظلم، وينتقم من الظالم بما هو عادل بحكمه، قال(عليه السلام): وفّقت، للّٰه أبوك، أخذته من جوف صدري، لم تخرم ممّا قاله رسول الله(صلى الله عليه وآله) حرفاً واحداً.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٩
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٠
سئل الباقر(عليه السلام): إنقاذ الأسير المؤمن من محبّينا من يد الناصب يريد أن يضلّه بفضل لسانه وبيانه أفضل، أم إنقاذ الأسير من أيدي أهل الروم؟ قال الباقر(عليه السلام): أخبرني أنت عمّن رأى رجلاً من خيار المؤمنين يغرق، وعصفورة تغرق، لا يقدر على تخليصهما، بأيّهما اشتغل فاته الآخر، أيّهما أفضل أن يخلّصه؟ قال: الرجل من خيار المؤمنين، قال(عليه السلام): فبُعد ما سألت في الفضل أكثر من بُعد ما بين هذين، إنّ ذاك يوفّر عليه دينه وجنان ربّه وينقذه من نيرانه، وهذا المظلوم إلى الجنان يصير.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٩-١٠
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١
قال الرضا(عليه السلام): أفضل ما يقدّمه العالم من محبّينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذلّه ومسكنته، أن يغيث في الدنيا مسكيناً من محبّينا من يد ناصب عدوّ للّٰه ولرسوله، يقوم من قبره، والملائكة صفوف من شفير قبره إلى موضع محلّه من جنان الله، فيحملونه على أجنحتهم ويقولون: طوباك طوباك، يا دافع الكلاب عن الأبرار، ويا أيّها المتعصّب للأئمّة الأخيار.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١١
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٢
قال الصادق(عليه السلام): إذا كان يوم القيامة جمع الله عزّ وجلّ الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجّح مداد العلماء على دماء الشهداء.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٤
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٣
قال عليّ(عليه السلام) ١ : لمّا كلّم الله موسى بن عمران(عليه السلام)، قال موسى(عليه السلام): إلهي، ما جزاء من دعا نفساً كافرة إلى الإسلام؟ قال: يا موسى، آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٥
(١) نقلت الروایة في المصدر عن الإمام عليّ بن محمّد الهادي(عليه السلام). راجع: الأمالي (للصدوق)، ص٢٠٧.
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٤
قال الصادق(عليه السلام): كان فيما أوصى به رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّاً(عليه السلام): يا عليّ، ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصاف الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلّم.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٥
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٥
قال الصادق(عليه السلام): إذا كان يوم القيامة بعث الله عزّ وجلّ العالم والعابد، فإذا وقفا بين يدي الله عزّ وجلّ قيل للعابد: انطلق إلى الجنّة، وقيل للعالم: قف، تشفع للناس بحسن تأديبك لهم.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٦
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٦
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ الله عزّ وجلّ يجمع العلماء يوم القيامة ويقول لهم: لم أضع نوري وحكمتي في صدوركم إلّا وأنا أريد بكم خير الدنيا والآخرة، اذهبوا فقد غفرت لكم ما كان منكم.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٦
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٧
قال الصادق(عليه السلام): معلّم الخير تستغفر له دوابّ الأرض وحيتان البحر وكلّ صغيرة وكبيرة في أرض الله وسمائه.
المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٧
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٨
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): يجيء الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي، فيقول: يا ربّ، أنّى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علّمته الناس، يعمل به من بعدك.
المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٨
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٩
قال الباقر(عليه السلام): لا تخاصموا الناس، فإنّ الناس لو استطاعوا أن يحبّونا لأحبّونا ١ .
المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص١٩
(١) هذا الحديث وأمثاله لا يستفاد منه الجبر، وإلّا لانتفى الثواب والعقاب اللذان يدوران مدار الاختيار _ كما هو معلوم كلامياً _ بل المستفاد منها أنّ البعض يبلغ به العناد في عدم قبول الحقّ إلى درجة يسلب الاختيار عن نفسه بالاختيار، وذلك لوصوله إلى مرحلة ختم على القلب، فلا يتقبّل الهدى على وضوحه. ومن هنا يطلب الامام(عليه السلام) عدم مخاصمته، من جهة أنّ الكلام لا ينفذ إلى وجوده، ولا يترتّب عليه أثر؛ لما هو فيه من اللجاجة.
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٠
قال حمران بن أعين: قلت للصادق(عليه السلام): أسألك أصلحك الله؟ قال(عليه السلام): نعم، قلت: كنت على حال وأنا اليوم على حال أخرى، كنت أدخل الأرض فأدعو الرجل والاثنين والمرأة فينقذ الله من يشاء، وأنا اليوم لا أدعو أحداً، فقال(عليه السلام): وما عليك أن تخلّي بين الناس وبين ربّهم؟ فمن أراد الله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه، ثمّ قال(عليه السلام): لا عليك إن آنست من أحد خيراً أن تنبذ إليه الشيء نبذاً، فقلت: أخبرني عن قول الله: ﴿وَمَن أَحيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ قال(عليه السلام): من حرق أو غرق أو غدر، ثمّ سكت فقال(عليه السلام): تأويلها الأعظم أن دعاها فاستجابت له.
المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٠-٢١
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩١
قال الفضل بن يونس: قال لي الكاظم(عليه السلام): أبلغ خيراً وقل خيراً، ولا تكوننّ إمّعة، قال ١ : وما الإمّعة؟ قال(عليه السلام): لا تقولنّ: أنا مع الناس، وأنا كواحد من الناس، إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: أيّها الناس، إنّما هما نجدان: نجد خير ونجد شر، فما بال نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير؟
المصدر الأصلي: السرائر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢١
(١) ورد في المصدر: «قُلتُ». راجع: السرائر، ج٣، ص٥٩٥.
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٢
قال الحارث بن المغیرة، قال: لقيني الصادق(عليه السلام) في بعض طرق المدينة، فقال(عليه السلام) لي: يا حارث، فقلت: نعم، فقال(عليه السلام): أما لتحملنّ ذنوب سفهائكم على علمائكم، ثمّ مضى ثمّ أتيته فاستأذنت عليه، فقلت: جعلت فداك، لم قلت: لتحملنّ ذنوب سفهائكم على علمائكم؟ فقد دخلني من ذلك أمر عظيم، فقال(عليه السلام): نعم، ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهونه، ممّا يدخل به علينا الأذى والعيب عند الناس، أن تأتوه فتؤنّبوه وتعظوه وتقولوا له قولاً بليغاً؟ فقلت له: إذاً لا يقبل منّا ولا يطيعنا، فقال(عليه السلام): فإذاً فاهجروه عند ذلك، واجتنبوا مجالسته.
المصدر الأصلي: السرائر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٢
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٣
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): إذا مات المؤمن انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
المصدر الأصلي: غوالي اللئالي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٢
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٤
قال أمير المؤمنين(عليه السلام): ما أخذ الله ميثاقاً من أهل الجهل بطلب تبيان العلم، حتّى أخذ ميثاقاً من أهل العلم ببيان العلم للجهّال؛ لأنّ العلم قبل الجهل.
المصدر الأصلي: المجالس للمفيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٣
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٥
قال السجّاد(عليه السلام) في قوله تعالی ﴿وَلَكُم فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلبَابِ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ﴾: عباد الله، هذا قصاص قتلكم لمن تقتلونه في الدنيا وتفنون روحه، أ ولا أنبّؤكم بأعظم من هذا القتل، وما يوجب الله على قاتله ما هو أعظم من هذا القصاص؟ قالوا: بلى، يا بن رسول الله(صلى الله عليه وآله).
قال(عليه السلام): أعظم من هذا القتل أن تقتله قتلاً لا ينجبر ولا يحيا بعده أبداً، قالوا: ما هو؟ قال(عليه السلام): أن يضلّه عن نبوّة محمّد(صلى الله عليه وآله) وعن ولاية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ويسلك به غير سبيل الله، ويغويه باتّباع طريق أعداء عليّ(عليه السلام) والقول بإمامتهم، ودفع عليّ(عليه السلام) عن حقّه وجحد فضله، فهذا هو القتل الذي هو تخليد هذا المقتول في نار جهنّم، فجزاء هذا القتل مثل ذلك الخلود في نار جهنّم.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٣
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٦
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): ساعة من عالم يتّكئ على فراشه ينظر في عمله، خير من عبادة العابد سبعين عاماً.
المصدر الأصلي: روضة الواعظين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٣
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٧
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): فضل العالم على العابد سبعين درجة، بين كلّ درجتين حضر الفرس سبعين عاماً، وذلك أنّ الشيطان يدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها، والعابد مقبل على عبادته لا يتوجّه لها ولا يعرفها.
المصدر الأصلي: روضة الواعظين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٤
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٨
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): أ لا أحدّثكم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله على منابر من نور؟ فقيل: من هم يا رسول الله؟ قال(صلى الله عليه وآله): هم الذين يحبّبون عباد الله إلى الله، ويحبّبون عباد الله إليّ، قال(صلى الله عليه وآله): يأمرونهم بما يحبّ الله وينهونهم عمّا يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبّهم الله.
المصدر الأصلي: روضة الواعظين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٤
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٩
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): إنّ الله لا ينتزع العلم انتزاعاً، ولكن ينتزعه بموت العلماء حتّى إذا لم يبق منهم أحد، اتّخذ الناس رؤساء جهّالاً، فأفتوا الناس بغير علم فضلّوا وأضلّوا.
المصدر الأصلي: غوالي اللئالي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٤
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٠٠
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): من يشفع شفاعة حسنة، أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر، أو دلّ على خير أو أشار به فهو شريك، ومن أمر بسوء أو دلّ عليه أو أشار به فهو شريك.
المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٤
الحديث: ٣٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٠١
قال عليّ(عليه السلام): لم يمت من ترك أفعالاً تقتدى بها من الخير، ومن نشر حكمة ذكر بها.
المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٤
الحديث: ٣٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٠٢
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): رحم الله خلفائي، فقيل: يا رسول الله، ومن خلفاؤك؟ قال(صلى الله عليه وآله): الذين يحيون سنّتي ويعلّمونها عباد الله.
المصدر الأصلي: منية المريد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٥
الحديث: ٣٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٠٣
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): إنّ مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البرّ والبحر، فإذا طمست أوشك أن تضلّ الهداة.
المصدر الأصلي: منية المريد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٥
الحديث: ٣٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٠٤
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): يقول الله عزّ وجلّ للعلماء يوم القيامة: إنّي لم أجعل علمي وحكمي فيكم، إلّا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي.
المصدر الأصلي: منية المريد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٥
الحديث: ٤۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٠٥
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): ما تصدّق الناس بصدقة مثل علم ينشر.
المصدر الأصلي: منية المريد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٥
الحديث: ٤١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٠٦
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): ما أهدى المرء المسلم على أخيه هديّة أفضل من حكمة يزيده الله بها هدىً ويردّه عن ردىً.
المصدر الأصلي: منية المريد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٢٥