Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في معجزات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأن لكل عضو من أعضاءه الشريفة معجزة، وأن ذكره باق ما بقي الدهر يرفع على المنابر والمنائر، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٢٦٩

كان لكلّ عضو من أعضاء النبيّ(صلى الله عليه وآله) معجزة:

فمعجزة رأسه: أنّ الغمامة ظلّت على رأسه.

ومعجزة عينيه: أنّه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه.

ومعجزة أذنيه: هي أنّه كان يسمع الأصوات في النوم كما يسمع في اليقظة.

ومعجزة لسانه: أنّه قال للظبي: من أنا؟ قال: أنت رسول الله.

ومعجزة يده: أنّه أخرج من بين أصابعه الماء.

ومعجزة رجليه: أنّه كان لجابر بئر ماؤها زعاق ١ ، فشكا إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) فغسل رجليه في طشت وأمر بإهراق ذلك الماء فيها، فصار ماؤها عذباً.

ومعجزة بدنه: أنّه لم يقع ظلّه على الأرض؛ لأنّه كان نوراً، ولا يكون من النور الظلّ كالسراج.

ومعجزة ظهره: ختم النبوّة، كان على كتفه مكتوباً: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٧
، ص٢٩٩
(١) «الزّعاق»: ماء مرّ غليظ. كتاب العين، ج۱، ص١٣٣.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٢٧٠

من أوضح الدلالات على نبوّته(صلى الله عليه وآله) استيقان كافّتهم بحدوده، وتمكّن موجباتها في غوامض صدورهم، حتّى أنّهم يشتمون بالفسوق من خرج عن حدّ من حدوده، وبالجهل من لم يعرفه، وبالكفر من أعرض عنه، ويقيمون الحدود، ويحكمون بالقتل والضرب والأسر لمن خرج عن شريعته، ويتبرّأ الأقارب بعضهم من بعض في محبّته، وإنّه(صلى الله عليه وآله) بقي في نبوّته نيّفاً وعشرين سنة بين ظهراني قوم ما يملك من الأرض إلّا جزيرة العرب، فاتّسقت دعوته برّاً وبحراً منذ خمسمائة وسبعين سنة ١ مقروناً باسم ربّه، ينادى بأقصى الصين والهند والترك والخزر والصقالبة والشرق والغرب والجنوب والشمال، في كلّ يوم خمس مرّات بالشهادتين بأعلى صوت بلا أجرة، وخضعت الجبابرة لها، ولا تبقى لملك نوبته ٢ بعد موته.

وعلى ذلك فسّر الحسن ومجاهد قوله تعالی‌: ﴿وَرَفَعنَا لَكَ ذِكرَكَ﴾ ما يقول المؤذّنون على المنائر، والخطباء على المنابر. قال الشاعر:

وضمّ الإله اسم النبيّ إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذّن أشهد

ومن تمام قوّته أنّها تجذب العالم من أدنى الأرض وأقصى أطرافها في كلّ عام إلى الحجّ، حتّى تخرج العذراء من خدرها، والعجوز في ضعفها، ومن حضرته وفاته يوصي بأدائها، وقد نرى الصائم في شهر رمضان يتلهّب عطشاً حتّى يخوض الماء إلى حلقه، ولا يستطيع أن يجرع منه جرعة، وكلّ يوم خمس مرّات يسجدون خوفاً وتضرّعاً وكذلك أكثر الشرائع، وقد تحزّب الناس في محبّته حتّى يقول كلّ واحد: أنا على الحقّ، وأنت لست على دينه.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٧
، ص٣٠٠
(١) هذا حسب حیاة المؤلّف، وهو المتوفّی سنة ٥٨٨ بعد الهجرة النبویة.
(٢) «النوبة»: الفرصة والدولة. لسان العرب، ج١، ص٧٧٥.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٢٧١

كان للنبيّ(صلى الله عليه وآله) من المعجزات ما لم يكن لغيره من الأنبياء،
وذكر أنّ له أربعة آلاف وأربعمائة وأربعون معجزة، ذكرت منها ثلاثة آلاف، تتنوّع أربعة أنواع: ما كان قبله، وبعد ميلاده، وبعد بعثه، وبعد وفاته، وأقواها وأبقاها القرآن؛ لوجوه:

أحدها: أنّ معجزة كلّ رسول موافق للأغلب من أحوال عصره، كما بعث الله موسى(عليه السلام) في عصر السحرة بالعصا فإذا هي تلقف، وفلق البحر يبساً، وقلب العصا حيّة فأبهر كلّ ساحر وأذلّ كلّ كافر، وقوم عيسى(عليه السلام) أطبّاء فبعثه الله بإبراء الزمنى، وإحياء الموتى بما دهش كلّ طبيب، وأذهل كلّ لبيب، وقوم محمّد(صلى الله عليه وآله) فصحاء فبعثه الله بالقرآن في إيجازه وإعجازه بما عجز عنه الفصحاء، وأذعن له البلغاء، وتبلّد فيه الشعراء ليكون العجز عنه أقهر، والتقصير فيه أظهر.

والثاني: أنّ المعجز في كلّ قوم بحسب أفهامهم، على قدر عقولهم وأذهانهم، وكان في بني إسرائيل من قوم موسى(عليه السلام) وعيسى(عليه السلام) بلادة وغباوة؛ لأنّه لم ينقل عنهم من كلام جزل أو معنىً بكر، وقالوا لنبيّهم حين مرّوا على قوم يعكفون على أصنام لهم: اجعل لنا إلهاً، والعرب أصحّ الناس أفهاماً وأحدّهم أذهاناً، فخصّوا بالقرآن بما يدركونه بالفطنة دون البديهة، لتخصّ كلّ أمّة بما يشاكل طبعها.

والثالث: أنّ معجز القرآن أبقى على الأعصار، وأنشر في الأقطار، وما دام إعجازه فهو أحجّ، وبالاختصاص أحقّ، فانتشر ذلك بعده في أقطار العالم شرقاً وغرباً، قرناً بعد قرن، وعصراً بعد عصر، وقد انقرض القوم وهذه سنة سبعين وخمسمائة من مبعثه، فلم يقدر أحد على معارضته.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٧
، ص٣٠٢