Search
Close this search box.
Layer 5
فهرس نهج البلاغة
فهرس الخطب نهج‌البلاغة

الكتاب الثامن والسبعون من كتب أميرالمؤمنين عليه السلام المذكور في كتاب نهج البلاغة وهو كتاب لأبي موسى الأشعري بعد ما حدثت واقعة التحكيم الأليمة وأراد الإمام عبدالله بن عباس أن يكون حكما عنه ولكن تم مار أراد معاوية، فكان هذا الكتاب توبيخا من الإمام لأبي موسى ومن هم على شاكلته.

من كتاب له عليه السلام إلى أبي موسى الاشعري
إلى أبي موسى الاشعري، جواباً في أمر الحكمين ذكره سعيد بن يحيى الاموي في كتاب المغازي

فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ تَغَيَّرَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ حَظِّهِمْ، فَمَالُوا مَعَ الدُّنْيَا وَنَطَقُوا بِالْهَوَى، وَإِنِّي نَزَلْتُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْزِلًا مُعْجِباً اجْتَمَعَ بِهِ أَقْوَامٌ أَعْجَبَتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ، وَأَنَا أُدَاوِي مِنْهُمْ قَرْحاً أَخَافُ أَنْ يَكُونَ عَلَقاً.
وَلَيْسَ رَجُلٌ فَاعْلَمْ أَحْرَصَ عَلَى جَمَاعَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه وآله) وَأُلْفَتِهَا مِنِّي، أَبْتَغِي بِذَلِكَ حُسْنَ الثَّوَابِ وَكَرَمَ الْمَآبِ، وَسَأَفِي بِالَّذِي وَأَيْتُ عَلَى نَفْسِي وَإِنْ تَغَيَّرْتَ عَنْ صَالِحِ مَا فَارَقْتَنِي عَلَيْهِ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ نَفْعَ مَا أُوتِيَ مِنَ الْعَقْلِ وَالتَّجْرِبَةِ. وَإِنِّي لَأَعْبَدُ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ بِبَاطِلٍ وَأَنْ أُفْسِدَ أَمْراً قَدْ أَصْلَحَهُ اللَّهُ؛ فَدَعْ [عَنْكَ] مَا لَا تَعْرِفُ، فَإِنَّ شِرَارَ النَّاسِ طَائِرُونَ إِلَيْكَ بِأَقَاوِيلِ السُّوءِ، وَالسَّلَامُ.