الخطبة التاسعة عشر بعد المائة من خطب أميرالمؤمنين عليه السلام المذكورة في كتاب نهج البلاغة وقد حرضهم فيها على القتال وجهاد العدو بعد ما طالبوه بالمسير معهم فقال إنه لا يمكنه أن يدع أمور الدولة وتسيير أمورها والحكم بين الناس ليذهب في كتيبة يمكن الاستغناء عنه فيها بالأبطال والشجعان الذين يرتضيهم الإمام ثم يتمنى في آخرها الشهادة والانتقال عن جماعة العصاة.
فهرس نهج البلاغة
فهرس الخطب نهجالبلاغة
فهرس الكتب نهجالبلاغة
- نهج البلاغة
- » الخطب »
- الخطبة ١١٩
من كلام له عليه السلام وقد جمع الناس وحضّهم على الجهاد، فسكتوا ملياً
قد جمع الناس و حَضَّهم على الجهاد فَسَكتوا مَليّا
فَقَالَ (علیه السلام) مَا بَالُكُمْ أَ مُخْرَسُونَ أَنْتُمْ؟ فَقَالَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ سِرْتَ سِرْنَا مَعَكَ. فَقَالَ (علیه السلام):
مَا بَالُكُمْ! لَا سُدِّدْتُمْ لِرُشْدٍ وَلَا هُدِيتُمْ لِقَصْدٍ، أَ فِي مِثْلِ هَذَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَخْرُجَ وَإِنَّمَا يَخْرُجُ فِي مِثْلِ هَذَا رَجُلٌ مِمَّنْ أَرْضَاهُ مِنْ شُجْعَانِكُمْ وَذَوِي بَأْسِكُمْ. وَلَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَدَعَ الْجُنْدَ وَالْمِصْرَ وَبَيْتَ الْمَالِ وَجِبَايَةَ الْأَرْضِ وَالْقَضَاءَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالنَّظَرَ فِي حُقُوقِ [حق] الْمُطَالِبِينَ، ثُمَّ أَخْرُجَ فِي كَتِيبَةٍ أَتْبَعُ أُخْرَى. أَتَقَلْقَلُ تَقَلْقُلَ الْقِدْحِ فِي الْجَفِيرِ الْفَارِغِ وَإِنَّمَا أَنَا قُطْبُ الرَّحَى تَدُورُ عَلَيَّ وَأَنَا بِمَكَانِي فَإِذَا فَارَقْتُهُ اسْتَحَارَ مَدَارُهَا وَاضْطَرَبَ ثِفَالُهَا. هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ الرَّأْيُ السُّوءُ. وَاللَّهِ لَوْ لَا رَجَائِي الشَّهَادَةَ عِنْدَ لِقَائِي الْعَدُوَّ وَلَوْ قَدْ حُمَّ لِي لِقَاؤُهُ لَقَرَّبْتُ رِكَابِي ثُمَّ شَخَصْتُ عَنْكُمْ فَلَا أَطْلُبُكُمْ مَا اخْتَلَفَ جَنُوبٌ وَشَمَالٌ؛ طَعَّانِينَ عَيَّابِينَ حَيَّادِينَ رَوَّاغِينَ، إِنَّهُ لَا غَنَاءَ فِي كَثْرَةِ عَدَدِكُمْ مَعَ قِلَّةِ اجْتِمَاعِ قُلُوبِكُمْ. لَقَدْ حَمَلْتُكُمْ عَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ الَّتِي لَا يَهْلِكُ عَلَيْهَا إِلَّا هَالِكٌ، مَنِ اسْتَقَامَ فَإِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ زَلَّ فَإِلَى النَّارِ!