Search
Close this search box.
Layer 5
أسئلة ذات صلة بـ العلاقة بالله تعالى
Layer 5
السؤال
إن مشاعري في الإحساس بالقرب من المولى في ازدياد يوما بعد يوم، بل إني أحس إني أتقرب إلى الله تعالى بكل ثانية من عمري، بحيث أحاول أن لا أدع للشيطان وأعوانه أية ثغرة للدخول إلى قلبي، إلى درجة أنني أعتبر المستحب واجبا كالنوافل والوضوء الدائم!.. ولكن قبل حوالي ثلاثة أسابيع من هذا اليوم، وبينما أنا مضطجع على السرير، وإذا بروحي تنازعني للخروج من جسمي، وقد أحسست بها فعلا وأنا في حالة يقظة، حيث شعرت أن قلبي يخرج من بدني، وإذا بنداء يكلمني: هل لا زلت تحب الموت ولقاء الله تعالى!.. فأجبته وبكل سرور: إن كان الموت يقربني إلى الله ويدنيني منه، فالموت عندي أحلى من الشهد والعسل!.. فما هو تعليقكم على هذه المشاعر؟!..
الجواب
أعتقد أنه تمر في مرحلة حساسة، فمن جهة فتحت عليك أبواب الخير المعنوية، وهو ما يعبر عنه باليقظة الروحية، ولكن المهم هو الاستمرار في هذا الطريق لأن الآفات كثيرة.. ولا أدري ما أنتم فيه هل له رصيد، أو هو انعكاس لردة فعل عابرة: كالإحساس بالخطايا السابقة مثلا، أو الفرار من أزمة عالقة؟..
ومن هنا أعتقد أنه لا بد من دعم الحركة الباطنية من الإقبال وغيره، بموقف فكرى واضح، فمثلا: هناك فرق بين من يتوجه لعبادة الله تعالى بلهف وشوق، لأنه في موسم عبادي مثلا، أو في موقف مكاني متميز، أو لأنه في جمع تسوقهم الروح الجماعية كالاعتكاف أو الحج مثلا.. وبين من يرى من ناحية: أن عبوديته نابعة من اعتقاده بأن الله تعالى لم يخلق الوجود سدى، ويرى من ناحية أخرى بأن الإنسان هو الذي يحقق الغرض من الخلقة، بما آتاه الله تعالى من القدرة على انتخاب الطريق وعلى السير فيه، مواجها للتحديات المختلفة. وأن الإحساس بالعبودية التكوينية، يلازم تطبيق ذلك على العبودية التشريعية، بمعنى: أنه ما دام الله تعالى خلق الإنسان عبدا، فعليه أن يحقق هذا المعنى باختياره في ساحة الحياة، بحيث تتجلى آثار هذه العبودية في كل زاوية من زوايا الحياة.
وحينئذ يكون جريان الدمع له معنى متميز، لأن ذلك نتيجة كل هذه التفاعلات الفكرية، وذلك عندما يرى نفسه مقصرا في كل آن، في تحقيق العناوين السابقة.. وهذا يختلف كليا عن بكاء في خلوة، تستتبعه مخالفة في الجلوة مباشرة، كالعاصين بعد الرجوع من الحج مباشرة أو بعد الشهر الكريم!.
Layer 5