Search
Close this search box.
Layer 5
أسئلة ذات صلة بـ العلاقة بالله تعالى
Layer 5
السؤال
لدي يا أبي سؤال مهم، وأعتقد أنه لا يستطيع أحد أن يفهمني غيرك فيه، ألا وهو تفكيري المتزايد بمظلومية الله تعالى، نعم يا أبي مظلومية الله التي لم يفهمها الكثير!.. فالله يا أبي يشكو نفسه في القرآن والناس غافلون!.. إن إحساسي بأن الله (وحده)، يُبكي من كان له قلب!.. أرجوك يا أبي اشف غليلي وأجبني!.. ولعل حالة الإقبال والاستعداد هذه تزول مني أيضا، فللقلب إقبال وإدبار يا أبي!..
الجواب
أكبرتك كثيرا على هذا الشعور الذي قلما ينتاب حتى الخواص!.. واتفاقا كان لنا حديث في هذا المجال مع بعض المؤمنين قبل أيام وكان يعيش هذا الشعور النفسي، مما يدل على أن هناك نفوسا مستعدة للرقي في هذا العصر الذي غمره الفساد.
أعتقد أن هذا الشعور من أرقى المشاعر الروحية، لأن حالات الخضوع والخشوع الأخرى غالبا ما تعود إلى الفرد نفسه، طلبا لنعيم الوصال، أو فرارا من مرارة الهجران.. ولكن أن يعيش الإنسان حالة مظلومية واهب الوجود، من حيث أنه لا يعبد حق العبادة، لمن كواشف رقي العبد إلى درجة تجاوز ( الأنا) ليفكر في خارج دائرة ذاته.. ومن المعلوم أن الخلاص من جاذبية الأنا، مقدمة للوصول إلى أفلاك السير الأنفسي، مستعينا بجناحي: التدبر من جهة العبد، والتسديد من جهة الرب.
بإمكانك أن تعمق هذا الشعور، كلما وصلت إلى كلمة (وحده) في تشهد الصلوات اليومية. وأنصحك بكتمان هذه الحالات الروحية المتميزة، دفعا للعجب، أو لاستغراب بعض العباد الذين لا يمكنهم استيعاب هذه الحالات الراقية.
ولي إن أسألكم أخيرا: هل تعيش هذه المشاعر المقدسة، مع جريان شيء من الدمع ورقة القلب؟!.. هل من شك أن مثل هذه الدموع النادرة في الوجود ستطفئ بحارا من غضب الله تعالى؟!.. ولا يفوتني أخيرا أن أقول: بأن ظلمنا لله تعالى يعود ضرره إلينا، وإلا فإنه غني عن الخلائق في طاعتهم، مهما بلغت تلك الطاعة.
Layer 5