Search
Close this search box.
Layer 5
أسئلة ذات صلة بـ العلاقة بالله تعالى
Layer 5
السؤال
أنا دائما حساسة ودائمة البكاء، وليس لدي من أشتكي له همي.. أعلم بأنكم ستقولون لي: كيف تشتكين للناس والله تعالى موجود، أنا أعلم بذلك ومقرة به، وإليه الأمر وحده تعالى.. ولكن الإنسان يحتاج إلى من يقف بجانبه ويسانده ويخفف آلامه، كالأم أو الأخت أو الصديقة، ولكن أنا لا أحد قريب مني، ودائما وحيدة؛ وعندما أفكر بهذا الشيء أحزن كثيرا، حيث أني محتاجة إلى أحد أفضفض له.. فماذا أفعل برأيكم؟!..
الجواب
إننا لا ننكر بأن الإنسان بحكم مدنيته وحياته الاجتماعية، يحتاج إلى مصدر يبث إليه همومه على نحو الفضفضة-كما ذكرتم- ولكن لا نخفيكم سرا عندما نقول: بأن الحديث مع البشر لا يعدو في بعض الحالات من إظهار الشكوى من الشاكي، واستماع الشكوى من المشتكى عنده، وفي بعض الحالات قد يقوم المخلوق بحركة جزئية فيها شيء من النفع.. ولكن هل إن مشاكلنا كلها مما يمكن أن يقوم البشر فيه بدور فاعل، كما يريده المتورط في مشكلة من المشاكل؟!..
إننا نعتقد أن مقتضى العقل والفطانة أن يربط الإنسان قلبه، وفؤاده بتلك الجهة التي لا زوال لها، وهي التي بيده نواصي الخلق طرا، وهو الذي بيده أزمّة الأسباب، إذ ما أراد شيئا إلا هيأ له الأسباب بشكل مذهل.. ويكفي لمعرفة الفرق بين فعل الخالق والمخلوق أن نلتفت إلى قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ﴾ وقوله تعالى ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا﴾ وواضح نتيجة اتخاذ العنكبوت بنفسها بيتا، فصار من أوهن البيوت، وبين اتخاذ النحل بيتا فصار مستودعا لما فيه شفاء للناس!.
Layer 5