Search
Close this search box.
Layer 5
أسئلة ذات صلة بـ العلاقة بالله تعالى
Layer 5
السؤال
قرأت في حديثكم الذي بعنوان (بلاء الروح: النسيان، الغفلة، السهو)، فاستوقفتني جملة لم أفهمها وهي: (والحال أن أنس أهل الدنيا بالدنيا، يحتاج إلى مقدمات كثيرة، لا يوفق لها صاحبها دائما، ومن هنا يعيشون الانتكاسة تلو الانتكاسة).. فما هو قصدكم من المقدمات والانتكاسات؟..
الجواب
من الواضح-كما ذكرت- أن الأنس بالله تعالى حركة قلبية تتم عند زوال جميع الحجب المانعة من الاتصال الباطني بمبدأ الغيب؛ وهذه الحركة لا يمكن أن توصف بكل تفاصيلها، فإنها من الأمور التي تدرك ولا توصف!..
والحال أن صور الاستمتاع المادي في الحياة، هي حركة في ضمن دائرة المادة، ومن المعلوم أن كل حركة مادية محكومة بقوانين المادة من حيث حالة: المؤقتية، والزوال، والتصرم، والتوقف على أسباب كثيرة لا تتيسر بسهولة.
وعليه، فإن الحصول على شيء من المتاع الدنيوي، يحتاج إلى جهد جهيد لا يستهان به، فمنها: تهيئة المال الذي يكون مادة لشراء مواد الاستمتاع، والبحث عن الأشخاص الذين يتم بهم الأنس.. والخطب الفادح إن العبد قد يبني علاقة مكلفة-مادة وعمرا- وإذا بين عشية وضحاها ينهار كل شيء أمامه، وكأنه لم يكن شيئا مذكورا، وذلك كصور النزاع بين الزوجين مثلا، حيث أنه في ساعة الانفصال يذوب تاريخ بأكمله-بكل ما فيه- ليبدأ الإنسان من نقطة الصفر!..
إن الأولياء في ساعة خلوتهم، يهيمون بأرواحهم في سياحة روحية لا تساويها سياحة في هذا الوجود، والحال أن الأمر لا يكلفهم في أوله: سوى شيء من التركيز الذهني، والتحرر من كل الشواغل الدنيوية، ليتم لديهم التحليق التدريجي إلى عالم ينسيهم التجوال فيه كل ما في الأرض من عناصر المتعة والتلذذ!.
Layer 5