Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
ما قولكم في العصمة، وكيف نتعامل مع الآيات الدالة على خلاف ذلك؟..
الجواب
قد ألقينا محاضرة حول الأدلة العقلية للعصمة، بإمكانكم مراجعة الموقع (السلسلة العقائدية المحاضرة الرابعة) ففيها تفصيل في هذا المجال.. وملخص الفكرة: إن النبي إذا لم يكن معصوما، فلا يؤمن منه الخطيئة، ومن الخطايا الكذب في التبليغ وغيره، وحينئذ لا يمكن أن يؤخذ بأقواله وأفعاله، وهو نقض للغرض من البعثة.. أضف إلى أن النبي الذي يذنب، يكون شأنه شأن باقي البشر، فلا تبقى هناك له قدسية توجب الاقتداء.
وأما ما ورد في القرآن مما ظاهره خلاف العصمة، مثل: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ وكقوله: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا﴾ وما شابه من الآيات، فينبغي تفسيرها مع ملاحظة ما ذكر.. والعلماء قد ناقشوا كل هذه الآيات، وذهبوا إلى أنها دالة على ترك الأولى، لأن مخالفة مراد المولى الاستحبابي أيضا تعد درجة من درجات المعصية والمخالفة، من باب أن حسنات الأبرار سيئات للمقربين.
ومن الطبيعي أن نُؤَوّل كل آية تخالف أصلا ثابتا، كقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ التي ظاهرها التجسيم، فبما أن التجسيم له لوازم مستحيلة على الباري تعالى، فقد أَوّلنا (استوى) بمعناه المكاني إلى ما يرادف (الاستيلاء) بمعنى الحكومة.
Layer 5