Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الانحرافات الجنسية، كانت ولا تزال من الملفات الساخنة في حياة الإنسان، الذي أودعت فيه غريزة الشهوة، ضماناً لبقاء النسل البشري.. إلا أن الإنسان الظلوم الجهول، حوّلها إلى هدفٍ بدلاً من وسيلة، فلم يعد للبعض شغلٌ شاغل إلاّ العمل بما تقتضيه هذه الغريزة، وكأنها الهمّ الأوحد الذي خُلق الإنسان لأجله.
الكلمة:٢
إن الإسلام حارب بشدة حالة الميوعة الأخلاقية، وخاصة لدى الأنثى التي تمتلك قدرة غريزية في جذب الجنس المخالف.. وقد علق عليها الإمام علي (ع) عندما مَرّتْ امرأة جميلة بأصحابه، فرمقها القوم بأبصارهم فقال معلقا: (إن أبصار هذه الفحول طوامح).
الكلمة:٣
إن ممارسة بعض صور الفحشاء القبيحة عند الجنسين في سنوات المراهقة، تحدث شرخاً في النفس، يجعل صاحبه يشمئز من نفسه في سنوات الرشد.. ومن هنا لزم أن لا ندع فرصة للمراهقين، لممارسة الأمور التي تبقي تبعاتها النفسية إلى آخر العمر، ومع ذلك ينبغي التذكير دائما بعدم اليأس من رحمة الله تعالى.
الكلمة:٤
إن في روايات أهل البيت (ع): تارك الصلاة يعد كافراًً، والزاني لا يعد كافراً.. يقول مسعدة: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام): ما بال الزاني لا تسمّيه كافراً، وتارك الصلاة قد تسمّيه كافراً؟.. وما الحجّة في ذلك؟.. قال: لأنّ الزاني وما أشبهه، إنّما يفعل ذلك لمكان الشهوة وإنّها تغلبه).. فالله -سبحانه وتعالى- يعلم ضعف بني آدم، فإذا ارتكب الزنا، فلداعٍ في باطنه، ولو كان الداعي باطلاً.
الكلمة:٥
إن رفع الحدود بين الجنسين، يؤدي إلى أن يعيش الإنسان الهواجس الجنسية.. وبلا شك أن معايشة الهواجس الجنسية الشهوية؛ مقدمة للدخول في المحرمات العملية.. وهذا ما لاحظناه في بلاد الغرب من جراء إثارة الفتنة في كل مكان، فالصحافة والإعلام والشارع والسوق والجامعة؛ كلها مليئة بمثيرات الفتنة.
الكلمة:٦
إن العلماء يشبهون الغريزة الجنسية كماء البحر، كلما شرب منه الإنسان ازداد عطشاً.. وكالحطب على النار، كلما جعل فيه حطب أكثر، فقد اشتعلت النار بشكل أكثر وأشد!..
الكلمة:٧
إن الغريزة للسالك لا تخرج عن كونها أمراً هرمونياً.. فنبي الله يوسف (ع) لم تكن هرموناته متوقفة، وإلا لا فخر له في عمله.. فالإنسان المؤمن حتى لو كان سالكاً، فإن له إفرازاته الباطنية، وهذه الإفرازات تؤثر على السلوك، وعلى التفكير، وعلى الخيال، وفي المنام، وفي اليقظة.. فكون الإنسان سالكاً، لا يعني أنه أصبح غير ذي رغبة في النساء.. فعندما تكون له زوجة، كما في حديث أمير المؤمنين (ع): (إذا رأى أحدكم امرأةً تعجبه فليأت أهله، فإنّ عند أهله مثل ما رأى).. إذن تنتهي العملية بهذا الشكل.. فالزواج من موجبات الهدوء النفسي بلا شك.
الكلمة:٨
إن الشباب -ولله الحمد- ليس عندهم مشكلة عقائدية عميقة، ولا قضايا سرقات، ولا مشاكل قتل.. ولكن القضية كلها تدور حول فلك الشهوات.. حيث أنه يمضي ساعات، وحتى لعل في ليالي شهر رمضان، وهو ينظر إلى ذبذبات في التلفاز.. فهل المؤمن يبيع دينه ودنياه وآخرته، بالجلوس أمام هذه الشاشة؟.. ينظر إلى الحرام في جوف الليل، وإذا جاء الطفل الصغير يسرع ويطفئ الجهاز، وكأنه في حال عبادة.. فهو يخشى الطفل، ولكن رب العالمين هو أهون الناظرين، ووجوده كالعدم!.. أحد العلماء يقول: نحن في مقام العمل كلنا كفار، والقرآن الكريم يقول ذلك: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ}.. في مقام العمل -والحمد لله الذي لا يؤاخذنا في مقام العمل.. فالكافر من ينكر وجود الله علنا أو اعتقاداً- نحن نجعل وجوده -جل جلاله- كالعدم في مجال العمل.
الكلمة:٩
لا ينبغي أن ننكر بأن العلاقة بين الجنسين، أي التجاذب الموجود بينهما، ليس تجاذباً خيالياً أو وهمياً؛ كي نقولَ لفلان: لا تفكر فيما أنت فيه.. ولكن هنالك أجهزة في جسم الإنسان، تفرز بعض الهرمونات المهيّجة للشهوات.. وهذه الإفرازات في حدها الطبيعي ضرورية لإدامة الحركة: حركة الحياة، والتناسل.. ولكن المشكلة أن الإنسان بسوء اختياره لنظراته، ولسمعه، ولتخيله، ولممارساته.. فإنه يقلب الموازين الفسيولوجية في بدنه، فيختل توازنه الجسدي.. أي أن هنالك بعض المحطات في جسم الإنسان، تجعل الإنسان يتوجّه إلى هذا الجانب بشكل مفرط.. فالإكثار من الأفكار الشهوانية، والصور الشهوانية -سواء حقيقية أو صورية- فإن هنالك جانب من المخ، يتأقلم مع هذا الجو.. ولهذا تأتيه الهواجس في هذا المجال، فعندما ينام، فإنه يرى ما يناسب تلك الهواجس: كأن ينظر إلى المرأة البريئة، فيحولها في ذاكرته إلى صورة غير جميلة.. فعندما يصلي، ويقوم، ويقعد، فإن تلك الصورة لا تفارق مخيلته.. إن البعض يسأل كثيراً عن كيفية التخلص من هذه الهواجس المزعجة.. والحال بأنه هو الذي يثير الخيوط الأولية في هذا المجال.