Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الحسد من أغرب الأمراض النفسية ، فهو لا يعرف ضيقاً أو سعةً جغرافية، ولا يعرف مادة أو معنى..
الكلمة:٢
إن مشكلة الأمراض القلبية، أنها أمراض خفية تبرز من دون إشعار مسبق، فضلاً عن أن علاجها في غاية الصعوبة؛ لعدم وجود أدوات وآليات توصل إلى القلب.. ومن هذه الأمراض الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن الغير، ويشبهه الغبطة في كونه تمنٍ مجرد للنعمة من دون الرغبة في زوالها عن المحسود..
الكلمة:٣
من المعلوم أن موارد الحياة الدنيا محدودة، فلا يمكنها أن تحقق مراد كل فرد فيها.. ومن الطبيعي أن الذي يلهث وراء متاعها الزائل، أن يجر قهراً لحالة من حالات المناظرة لما للآخرين من النعم، وبالتالي يقع في الحسد.. ومن هنا، فإن الذي يريد أن يسلم من هذا الداء: عليه أن ينظر إلى سخافة الدنيا أولاً، وإلى فنائية ما فيها ثانياً، وأن يصل إلى ملكوتها ثالثاً..
الكلمة:٤
لا شك في أن الإنسان موجود ذو شعور وأحاسيس، ومن غير المعقول أن يرى الكمالات: دنيوية أو أخروية، ولا تطمح نفسه إليها، ثم إن ذلك باعثا على الهمة والنشاط، ويدفع التقاعس والكسل.. ومن هنا فإن الغبطة أمر مباح ومندوب، وهي: تمني مثل ما للغير من النعم، ولكن دون دوافع مرضية خبيثة، كما هو الحال في الحسد..
الكلمة:٥
لماذا هذا التأكيد على مسألة الحسد، ومذمومية الحسد.. إن الحسود إنسان غير مؤدب أمام الله عز وجل، الإنسان الحاسد كأنه يقول: يا ربِ، لماذا أنعمت على فلان، أسلب منهُ هذهِ النعمة؟!.. ومن هو الإنسان حتى يطلب من الله -عز وجل- أن يسلب النعمة؟!.. كم هذا سوء أدب!..
الكلمة:٦
إن عقوبة الحسود، الحرمان من التجليات الإلهية،؛ لأن نفس الحسود نفس ممقوتة، ولا يمكن أن تكون قابلة للتجلي الإلهي، الذي يعد من أغلى وأنفس الهبات في الوجود!.. وهنيئاً لمن وصل إلى هذه الدرجة: بأن يعيش حالة المعية الإلهية في نفسه في كل أحواله في الدنيا والآخرة!..
الكلمة:٧
إن الحسد مرض ينبغي المبادرة لعلاجه، قبل أن يستفحل ويصبح مستعصياً.. ومن المعلوم أن العلاج فرع معرفة العلة!..
الكلمة:٨
إن علاج الحسد يكون بعدة أمور منها: أن تهدي هدايا للمحسود، وأن تصرف نفسكَ عنه، وألا تلتقي به.. وهناك علاج آخر، وهو أفضل من كل ما سبق؛ ألا وهو التسديد من رب العالمين، فبعملية جراحية في العمق، يقتلع هذهِ الغدة السرطانية، ويلقيها جانباً في ليلة واحدة.
الكلمة:٩
إن الجمال اليوسفي، وحب يعقوب (ع) الأخاذ له، أوقعت في نفوس الأخوة حالة الحسد.. وبالتالي، فإن الشيطان استغل هذه الحالة أيما استغلال!.. مما لا شك فيه أن الحسد يوقع الإنسان في حالة اللاتوازن من اللاوعي والتفكير الجنوني.