Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن إزالة الحجب المعنوية عن حقيقة المعصية، لتظهر بشكلها القبيح؛ لهو خير معين على الطاعة، وخير دافع لترك الذنوب.. فالمغتاب الذي تكشفت له حقيقة المعصية من أنه يأكل لحم أخيه الغائب، حتماً ستشمئز نفسه من هذه المعصية، وسيبتعد عن ارتكابها، وسيكون عقله هو الآمر والمسيطر على هواه، والمسيطر على هفوات لسانه..
الكلمة:٢
أرواحنا فيها أشياء عندما نراها -{فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}- نتمنى لو كنا ترابا {يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا}.. وإذا لم تفتح هذه الزجاجة هذه الأيام، فإن عزرائيل (ع) سيفتحها ويكسر الزجاجة، وإذا بالنتن يتصاعد إلى أعلى عليين.. إن الإنسان الذي يغتاب تخرج من فمه رائحة نتنة، تزعج الملائكة.. فكيف إذا كانت الذات بكاملها ذات نجسة ونتنة!..
الكلمة:٣
إن الغيبة هي من أسخف أنواع الحرام، ولكن كيف لا يلتفت الناس إلى ذلك؟.. حرام سخيف، لأنّ المحرمات الشرعية عادةً فيها لذة وفيها فائدة: كالسرقة، والزنا، وغيرها.. أما الغيبة ما هي لذتها، وما هي فائدتها؟..
الكلمة:٤
إن البعض منا يقال له: فلان قال عنك كذا -وهي تهمة محضة-؛ ينقلب رأساً على عقب، وينهار عصبياً، ولعلهُ يغمى عليه، ويصاب بالصداع.. والحال بأنه يعلم أن ما قيل لا قيمة له.. إن الإنسان يسقط من عين الناس فيبالي، ويسقط من عين الله بمعصية ارتكبها؛ وهو لا يبالي..
الكلمة:٥
لماذا يقال: بأن الغيبة أشد من الزنا؟.. إن الزاني يقوم بذلك بدافع الشهوة، أما الغيبة فلماذا؟… ولماذا يكشف الإنسان ما ستره الله عز وجل؟.. فالمغتاب شأنه شأن الآخرين، له عيوبٌ مستورة.. فإذا جاز الشارع كشف العيوب المستورة، بدت عورات الجميع.. وإذا كان لأحدٍ الحق في أن يغتاب، فهو المعصوم -إذا كان له الحق- أما غير المعصوم، فلا حق له في الغيبة، فالإنسان له سوأته المستورة، فلماذا يكشف عن عيوب الآخرين؟!.. وإذا أراد الله لعبد فضيحة، كشفه ولو في جوف بيته.
الكلمة:٦
يجب على الإنسان أن لا يذهب إلى مجلس يتوقع فيه الغيبة، هذا التوقع يكفي، فدفع الضرر المحتمل واجب.. عندما يحتمل أنّ هذا المجلس يمكن أن يوقعه في مطبّ من المطبات، لا يذهب إليه.. وقلب المؤمن دليله.
الكلمة:٧
إن الفراغ الباطني من موجبات الغيبة، والمؤمن في شغل عن هذا كله.
الكلمة:٨
إن بعض الناس عندما يختلف مع أخيه، كأنه الناطق الرسمي باسم الله ورسوله، يتكلم وكأنه لا يحتمل الخلاف، وكأنه متصل بالعرش ومن علاه، وبالوحي وبالنبي.. القضية ليست هكذا بهذا الوضوح، نعم تكلم وقل: أنا أحتمل، يمكن، يجوز.. ولكن لا تجزم.
الكلمة:٩
إن الذي يتورط في عالم الغيبة، لا يجوز له مصارحة من اغتابه للتحلل منه، إذا كان ذلك من موجبات التوهين وإثارة العداوة.. بل عليه أن يكتفي بالدعاء، والاستغفار له في ظهر الغيب.. فإذا كان الإنسان منهيا عن الاعتراف بالغيبة أمام الشخص الذي اغتابه، فكيف بالاعتراف أمام القس أو إمام المسجد أو ما شابه!..
الكلمة:١٠
إن الملاحظ -مع الأسف- عند البعض هو حالة الفلتان في جانب التقييم القولي، والحديث عن الآخرين، كأن الأصل فيه الحلية!.. والحال بأنه نعلم -كما في سورة الحجرات- أن ذكر العيب الموجود في المؤمن من مصاديق الغيبة، وإذا كان قوله مبطلاً، فهو بهتان أعظم من الغيبة!.. وعليه، لابد وأن نكون في منتهى درجات الدقة في تقييم الطرف المقابل، وخاصة إذا كان مؤمن له خصوصيات زيادة عن الإيمان، كالعلم والعمل الصالح.
الكلمة:١١
لماذا يقال: بأن الغيبة أشد من الزنا؟.. إن الزاني يقوم بذلك بدافع الشهوة، أما الغيبة فلماذا؟… ولماذا يكشف الإنسان ما ستره الله عز وجل؟.. فالمغتاب شأنه شأن الآخرين، له عيوبٌ مستورة.. فإذا جاز الشارع كشف العيوب المستورة، بدت عورات الجميع.. وإذا كان لأحدٍ الحق في أن يغتاب، فهو المعصوم -إذا كان له الحق- أما غير المعصوم، فلا حق له في الغيبة، فالإنسان له سوأته المستورة، فلماذا يكشف عن عيوب الآخرين؟!.. وإذا أراد الله لعبد فضيحة، كشفه ولو في جوف بيته.
الكلمة:١٢
إن حرص السالك على حلية مكسبه ومأكله -وخاصة في زمن فشا فيه الحرام في كل أبعاده- ضروري لتحاشي الآثار السلبية للحرام الظاهري على الأقل، وإن كان السعي -قدر الإمكان- للتخلص من آثار الحرام الواقعي مطلوباً أيضاً.. فكما أن للغيبة ملكوتها (وهو أكل الميتة)، وللربا ملكوته (وهو التخبط من المس)، ولأكل مال اليتيم ملكوته (وهو أكل النار)، فكذلك للحرام المأكول والملبوس ملكوته الذي يعرفه أهله.