Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الصلاة القضائية، من الممكن أن تكون عند الله -عز وجل- أفضل من الصلاة الأدائية؛ لأنه ربما عندما يستيقظ لصلاة الفجر، وبين الطلوعين؛ يدخله شيء من العجب، ويرى في نفسه شيئا من التميز.. أما بعد طلوع الشمس، فإنه يشعر بشيء من الخجل والوجل والتقصير.
الكلمة:٢
إن من دواعي العجب أن العلم اليوم يحترم كل التخصصات المهنية والأكاديمية، فيرون أن من مصاديق الحركة الشاذة أن يتكلم الإنسان في غير حقل تخصصه، حتى وصل الأمر إلى رفض قول الطبيب العام فيما يتعلق بالتخصصات الدقيقة في الجسم.. وهذا كله في علم الأبدان!.. ولكن عندما يصل الأمر إلى علم الأديان، فإننا نلاحظ انقلاباً في هذا المفهوم، فالبعض يعطي نفسه الحق في أن يتكلم نيابة عن الشرع في كل موقع وزاوية!..
الكلمة:٣
ينبغي عدم الابتلاء بالعجب بعد إحياء ليلة من الليالي، فمن مجموع ثلاثمائة وخمس وستين ليلة، ما وزن هذه الليلة؟.. وإن زاد إلى عشرين ليلة ما وزنها؟.. على الإنسان ألا ينظر إلى ليالي التوفيق، بل ينظر إلى ليالي الحرمان، أين نحن في باقي الليالي والأيام؟.. لهذا نقرأ في دعاء كميل: (وسَكنتُ إلى قديم ذكرك لي، ومنِّك عليَّ).. علينا أن ننظر إلى النقص لا إلى التوفيقات، فنحن في أغلب أيام السنة على وتيرة واحدة من الغفلة. إذا أحس الإنسان في قلبه بوادر العجب والاستعلاء، فليكسر هذا الشعور بمطرقتين: المطرقة الأولى: عدم الركون إلى الماضي.. والمطرقة الثانية: الأمور بخواتيمها.
الكلمة:٤
إن الإنسان الذي يُعجب بنفسه، عادةً يكون من العاملين، لأن غير العامل ليس له ما يعجبه، فهو يعيش حالة المقت لنفسه.. ولكن الإنسان العامل هو في مظان العجب؛ يقول الإمام (ع): (ليمحق ما يكون من إحسان المُحسن).. أي أن إحسان المُحسن يمحق من خلال هذه الحالة من الإعجاب بالنفس.. ولو التفت الإنسان إلى حياته، لرأى عندما ينظر وراءه من سنوات الغفلة، ومن ساعات السهو والشهوة والمعاصي -على الأقل فيما بعد أيام البلوغ- فإنه سيلاحظ كثيراً من التقصير العمدي وغيره، الرافع بدوره لحالة العجب.. فمن منا كان ملتزماً أشد الإلتزام في سنوات بلوغه؟!.. فتكفي هذه القطعة من التاريخ الأسود، أو ما يشبه ذلك، لأن يعيش حالة الندامة والخجل دائماً بين يدي الله عز وجل.
الكلمة:٥
إن مِنْ ابتلاءات المؤمنين العاملين، هو الابتلاء بالعُجب.. فالإنسان الكسول الذي لا يعمل لآخرته، لا يُصاب بآفة، لأنه ليس هنالك ما يُثير فيه العُجب.. وأما الإنسان الذي يعمل لله عز وجل، وله شيء من العبادات، والذي له بعض التوفيقات، فإن مثل هذا الإنسان من الممكن أنْ يُبتلى بالعُجب القاتل.