Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن على المؤمن أن لا يصاب باليأس، إن لم يفعل الخيرات، ولم يتمكن من الإنفاق.. ولكن المهم هو أن يقدم أحسن الأعمال، وإن كان بسيطا؛ فإن هذا العمل يتقبله الله تعالى..
الكلمة:٢
إن الرب المتعال هو الذي إذا أراد أن يفتح الباب، فإنه يفتح الباب في ليلة.. ومن هنا ينبغي لأصحاب المجاهدة عدم اليأس؛ لأن الشيطان أيضاً يدخل على الخط هنا، ويثبط الهمم..
الكلمة:٣
إن من أهم أمراض العصر: (الاكتئاب المرحلي، والمزمن) نتيجة لليأس المتكرر في تحقيق الأهداف في الحياة.. إذ من المعلوم أن الإنسان، لا يصل إلا إلى جزء يسير من طموحاته.. وعليه، ففي كل خيبة أمل يصاب بنكسة قهرية، وما يصاحبها من الأمراض النفسية والبدنية، نتيجة لذلك.
الكلمة:٤
إن الحل لا يكمن في أن نحقق كل طموحاتنا في الحياة، فإن هذا لم يتسن لأحد من الخلق -إذ حتى الأنبياء لم يحققوا طموحاتهم في الدعوة- بل الحل أن نتعلم كيف نتجاوز مشكلة الإخفاق والفشل في الحياة، بأقل خسائر ممكنة.. وهذا يحتاج إلى ثقافة خاصة في هذا المجال.
الكلمة:٥
إن اليأس يكون تارة بالنسبة إلى: (عناصر الحياة)، وتارة يكون بالنسبة إلى (رحمة الله تعالى).. والأول يفقد الإنسان سعادته الفانية، والآخر يفقد الإنسان سعادته الدائمة.. وقد عدّ علماؤنا اليأس من رحمة الله بأنه من الكبائر الموبقة.. وعليه، فلا بد من التخلص من هذه المشكلة بشقيها، لأن الإنسان يحتاج إلى الراحة في الدارين.
الكلمة:٦
إن من موجبات اليأس الدنيوي: الاصطدام بأولى عقبة في الحياة.. فالذي لا يتمتع بصدر رحب لمواجهة المشاكل، وقدرة على استيعاب الأزمات، ينسحب إلى الوراء في أول أزمة.. ولا يحاول اقتحام ساحة الحياة في جولة ثانية، وهذه من إفرازات البيئة المترفة التي تُـعوّد الإنسان على الإتكالية، وتلبية ما يريد.
الكلمة:٧
إن الإصرار على أسلوب ومنهج واحدٍ في الحياة، من موجبات اليأس.. فالمطلوب من العاقل، أن يغير أساليبه الحياتية وفقا للمتغيرات.. فليس أسلوب الشدة أو اللين ناجحين دائما، بل لابد من استعمال كل أسلوب في موضعه.. وعليه، فإذا أخطأ الإنسان في ذلك، فإنه سيواجه نقمة الآخرين، وعدم تجاوبهم.. وهذا بدوره يستلزم اليأس من التأثير على الغير، بل التفاهم معهم.
الكلمة:٨
إن من موجبات اليأس: الاعتماد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة، والاهتمام برضاهم، ولو على أساس باطل.. فالذي يهتم برضا الآخرين، وحب قلوب الخلق، فإنه سيصطدم بحقيقة عدم وفاء الخلق له!.. فتراه يأتيه الضرر ممن كان يركن إليه، وفي ذلك درس عملي من رب العالمين، بعدم الركون إلى أحد سواه تعالى.
الكلمة:٩
إن العبد إذا وصل إلى مرحلة اليأس من رحمة الله -تعالى-؛ فإنه سيفقد القدرة على تغيير أي شيء في حياته.. وهو ما يتمناه إبليس، الذي يريد أن يبقى العبد في دائرة المعاصي إلى آخر عمره.. ومن هنا قال القرآن الكريم: {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
الكلمة:١٠
المؤمن قد يلاقي ربه بأعمال بسيطة، وعليهِ بعض التبعات، ولهُ بعض الذنوب، وقد يكون سببا في غواية الآخرين.. ربما يكون التعويض صعبا؛ ولكنه ممكن.. لذا، يجب عدم اليأس من رحمة الله عز وجل.
الكلمة:١١
إن الإنسان الذي له سلسلة من الحوائج، ويراها غير مقضية، عليه أن لا ييأس.. فهنالك بعض صور العطاء الإلهي في عرصات القيامة، مما يجعل الإنسان يعيش الأمل الآن.. وليس معنى ذلك أن يركن المؤمن إلى شيء من هذا القبيل، ولكن إذا حرصنا على الاستقامة وزلت بنا الأقدام، فرب العالمين سيعوضنا ويتدارك الموقف.
الكلمة:١٢
إن من الأمور التي لا بد أن يلتفت إليها، من لا يملك عزما راسخا في مجال مواجهة المنكر: أن لا يستسلم لليأس من رحمة الله تعالى، لأنها من كبائر الذنوب.. فالله -تعالى- لعلمه بضعف النفس الإنسانية؛ سريع الرضا.. ومن الممكن أن يطفئ الإنسان بحارا من غضب الله تعالى، بقطرات من دموع الندامة بين يديه.. ومن حسن الحظ أن أغلب معاصي شبابنا اليوم، يمكن تداركها بلحظات من الندامة، والعزم على عدم العود، لأنها من الحقوق بينهم وبين الله تعالى.. ومن المعروف في هذا المجال: أن التائب الحقيقي يشتد سيره في حركته التكاملية، لرغبته في تعويض أيام الغفلة السابقة، فتراه يقفز قفزا بدلا من السير البطيء.
الكلمة:١٣
إن الأرض طوال التاريخ، شهدت أنواعا من الحضارات قامت، وأخرى اندثرت.. وهذه هي السياسة الإلهية في الأرض، إذ الأيام -كما ذكرها القرآن الكريم- يداولها بين الناس، ويدفع الناس بعضهم ببعض!.. فلا ينبغي الركون لليأس، عندما يرى الإنسان غربة الدين في مرحلة من المراحل، فإن المد الإلهي كان في عملية صراع دائم مع الباطل، منذ أن خلق الله -تعالى- آدم.. فمن كان يصدق في الأيام الأولى لغربة الإسلام، أن يصل نداء التوحيد لشتى بقاع المعمورة؟!.. ومن كان يصدق أن تصل صرخة الحسين (ع) يوم عاشوراء مدوية في عمق التاريخ؟!..
الكلمة:١٤
إن من المسائل التي تقلق التائبين في حركتهم الصعودية إلى الله -تعالى- هو: إحساسهم باليأس لما يرونه من خيانة قوة المقاومة لديهم، عندما يواجهون المنكر الذي تركوه، بعد إحساسهم بالندامة مباشرة بعد ارتكاب ذلك المنكر.. وبذلك تمر عليهم فترة من ربيع العمر الذي يتم فيه زرع الآخرة، وهم يتأرجحون بين المعصية والتوبة.. ومن الواضح أن هذا الأمر لا يستقيم إلى الأبد.. فإما: إدمان المنكر، أو التوبة النصوح!..
الكلمة:١٥
إن عدم الإحساس بالتبرم واليأس، وعدم الانهيار والاستسلام، هو أول خطوة في علاج الأزمات.. فإن اليأس يعتبر نقطة الموت للنفس، فالحل هو القبول الواعي لهذه النقطة، مصداقا للحديث القائل: (إن لم يكن ما تريد، فأرد ما يكون).. ثم التأمل والتدبر في الحل، بدلا من زرع (ليت، ولعل) لتكون الثمرة الخيبة والخسران.
الكلمة:١٦
بلا شك أن استحضار جبروتية الله تعالى، وأنه هو المهيمن على كل عناصر الوجود؛ له دوره في انجلاء حالة اليأس، وبعث الأمل في النفوس من جديد.. إن الله تعالى ليس بناؤه على الإعجاز دائماً، أو على ترك الأمور في عالم الأسباب.. وإن المطالع في التأريخ وفي القصص القرآني، يلاحظ تجلي جبروت الله -تعالى- في اللحظة المناسبة.
الكلمة:١٧
إن اليقين هو أن يلتزم الإنسان بطاعة الله -تعالى- بشكل عام، وهو إذا زل في موضع من المواضع، فإن رحمة الله سوف تنتشله في الظرف المناسب.. -وللأسف- فإن البعض ممن يبتلى باليأس من رحمة الله تعالى، يعتقد بأن الله قد تركه، وأهمله، وختم على قلبه؛ فيبالغ في ارتكاب المعاصي، ولسان حاله: أنا الغريق فما خوفي من البلل!.. والحال، بأن رحمة الله تعالى واسعة.
الكلمة:١٨
إن التوغل والاحتراف في الحرام، من صور الخذلان الإلهي البليغ.. حيث يصل الإنسان إلى درجة أن يرى الصبغة الغالبة في حياته هي المعصية.. فنحن نعلم بأن هنالك قسما يعيش حالة النقاوة من الذنوب، وآخر حياتهم مزيج من الطاعة والمعصية، ولكن قلة من الناس من تغلب عليه المعاصي في شتى زوايا الحياة.. وبالتالي، يصل إلى مرحلة اليأس -والعياذ بالله- من روح الله.. وعليه، نقول: بأنه ينبغي أن لا ننسى هذه القاعدة: (لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار).
الكلمة:١٩
إياك أن تيأس من القرب من الله -تعالى- حتى مع ارتكابك للمعاصي!.. فعالم القلب يختلف عن عالم الجوارح، الإنسان قد يزل، وقد يعصي، وقد لا يراقب جوارحه.. ولكن تبقى الجانحة ممتلئة بحبه تعالى!.. علينا أن نمتلك هذا الحب، وإن دخلنا النار بمعاصينا!..
الكلمة:٢٠
إن من مشاكل المؤمنين هذه الأيام، هو هذا التحول الغريب في القلوب.. حيث أنها تقبل تارة، وتدبر أخرى.. وترق تارة، وتغلظ أخرى.. وتستبشر برحمة الله -عز وجل- في بعض الحالات، وفي بعض الحالات تعيش شيئاً من حالة اليأس من الرحمة، فلا تكاد تكون على حالة واحدة.
الكلمة:٢١
إن المؤمن لا ييأس، عندما يرى ظلم الظالمين.. عن الصادق (ع): (الله لا يعجل لعجلة العباد، ولإزالة جبل عن موضعه؛ أهون من إزالة ملك لم ينقض أجله).. فالدول، والحضارات، والسلاطين؛ لهم آجال.. بعض الطواغيت حكموا آلاف السنين، ولكن رب العالمين له صبر، وفي ليلة وضحاها، هدم ملكهم!.. لذا لا ينبغي اليأس من رحمة الله -تعالى- أبداً!..
الكلمة:٢٢
إن قصة يوسف كلها فرج بعد شدة، فهي تجربة لبني آدم.. وعليه، فإن على الإنسان أن لا يعيش اليأس في أسوء الحالات..
الكلمة:٢٣
إن تذكر الذنوب يوجب اليأس، ويوجب التقاعس.. ولكن في بعض الحالات، لا بأس بتذكر المعاصي، كيلا يصاب الإنسان بالعجب!..
الكلمة:٢٤
لكل عبادة ملف، ولكل طاعة برنامج مستقل.. فلا ينبغي أن نيأس من رحمة الله عز وجل..
الكلمة:٢٥
إن مشكلة الإحباط من الأمور التي يعاني منها الكثير هذه الأيام، إلى حد توصل البعض إلى حالة الشلل، فيفقد أمله في الحياة الناجحة، ليصبح أخيرا فريسة للوهم والتخبط، وترك الأمور تسير بشكل مسيب.. وبذلك يكون أمره أشبه بسائق فقد سيطرته على سيارته، ليرتطم في كل ساعة بعقبة من العقبات إلى أن يسقط في الهاوية..
الكلمة:٢٦
إن البعض عندما يصل الحديث إلى تربية النفس، وبناء النفس، وإلى القلب السليم؛ فإنه قد لا يصغي للحديث، ويقول: نحنُ أين وهذهِ المقامات أين؟.. تكلم عن الوضوء والغسل والتيمم؛ هذا الذي أنا مبتلى به.. وأما الحديث عن بناء النفس وتهذيبها؛ فهذا لهُ رجاله.. وأين نحنُ من هؤلاء الرجال!.. وهذا أول خطأ يرتكبهُ الإنسان، بل هذا ظلم.
الكلمة:٢٧
لماذا اليأس من الدرجات العليا، مهما بلغنا من السوء؟.. فالجاهليون أصبحوا بدريين وأحديين، أو تعلم أن البدريين أقل منا!.. لأن البدريين ما سمعوا كلام أمير المؤمنين (ع)، وما رأوا أحاديث أهل البيت -عليهم السلام- وما أحيوا ذكر الحسين (ع)، وكما هو معروف: أن إقامة ذكر الحسين من أفضل أنواع الذكر، وسبب لجلب الرحمة الإلهية..