Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن من موجبات العفو عن الآخرين؛ التعالي عن الأمور الحقيرة.. فالمؤمن مشغول بعالمه العلوي، فلا يكاد تشغله الأمور التافهة.. فما قيمة كلام الغير الذي لا يكشف عن الواقع، ليتخذ منه موقفا عدائيا يسلب منه نعمة العفو والسماح؟!..
الكلمة:٢
إن الرغبة في إصلاح الآخرين؛ هي من موجبات العفو.. فالتجاوز عن أخطاء الطرف الآخر، درس عملي للتحلي بمكارم الأخلاق.. لأن الإنسان بطبيعته خاضع أمام الفضيلة، وصاحب الفضيلة من دون أن يطلب ذلك بلسانه.
الكلمة:٣
تتأكد حالة العفو على ذوي الحقوق: كالوالدين، والزوجة، ومن لهم حق الهداية والإرشاد.. فإنه ليس من الإنصاف أبداً أن لا ننظر إلى الطرف المقابل بمجموع صفاته.. فلا نجعل إساءة واحدة كافية لأن تنسينا جميع الحقوق التي ينبغي مراعاتها في ذوي الحقوق.. إن هذا الإحساس -إذا ما تحلينا به- كفيل لترطيب العلاقات الاجتماعية والأسرية، بما يمنع حدوث المشاكل المختلفة.
الكلمة:٤
إن الذي يرحم العباد، ويعفو عن الخاطئين منهم، لهو في معرض الرحمة الإلهية الغامرة.. ومن الطبيعي أن ينظر الرحيم الودود بعين الود والرحمة، لمن غرس هذه الصفة الإلهية في نفسه إلى حد الملكة الراسخة.. فلنرحم من في الأرض؛ ليرحمنا من في السماء.
الكلمة:٥
إن الإنسان عندما يختلف مع أخيه، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه: محاولة المقارعة والمواجهة، بما يستتبعه من الهدم؛ بدلا من سياسة الاحتواء مع ما يقارنه من البناء.. ومن الأخطاء الكبرى في هذا المجال: أن الشيطان يسول للعبد الانتقام، بدعوى عدم تحمل الذل.. والحال أنه لا مانع من التظاهر بتحمل الذل في مرحلة من المراحل، ليصل الإنسان إلى عزة ثابتة في كل المراحل.. فتأمل في هذا النص، الذي يروي لنا موقف الإمام السجاد (ع)، حينما وقف عليه قريب له يشتمه، فإذا به يقول: (يا أخي!.. إنك كنت قد وقفت علي آنفا، وقلت، وقلت.. فإن كنت قد قلت ما في؛ فأنا أستغفر الله منه.. وإن كنت قلت ما ليس في؛ فغفر الله لك).
الكلمة:٦
إن من المجربات: أن الذي يكظم غيظه؛ الله -تعالى- يحشى جوفه نورا.. يراه الإنسان بوضوح عندما يتعالى على مقتضى طبيعته الثائرة، فلا يظهر ما يغلي في داخله من الغضب.. خوفا من أن يزل في القول، فيثير عليه غضب رب العالمين.. ولا تنس أن الله -تعالى- طالما عفا عنا، رغم اكتمال كل موجبات الانتقام؛ إلا أنه يمهل عبده، لعله يعود إلى رشده.. فهل حاولنا أن نتأسى بهذا الأدب الإلهي؟..