Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
في بداية سلوكي في طريق الحق، حيث التحكم في نفسي في كل الأحوال، وأن هناك مراقبا لي في كل الأحوال، ووصولي إلى المرحلة التي طالما انتظرتها، وهي الحلاوة الروحية التي ذقتها.. لكن للأسف تدهورت هذه الحالة، لدرجة أني رجعت إلى نقطة البداية!.. وأنا متأكد أن السبب في ذلك، هو عدم تقدير هذه النعمة من قبلنا.. ما تفسير هذه الحالة؟.. وكيف أستطيع أن أرفع من مجهودي في الحفاظ على هذه النعمة، وعدم التفريط بها، إذا رزقنا حلاوة الإقبال على الله تعالى؟..
الجواب
إن ما تشتكون منه هي المشكلة الكبرى في طريق السائرين إليه، فإن الارتفاع والتحليق إلى الأجواء العليا في سماء المعرفة، والإحساس من القرب، لهو أمر-على صعوبته- ميسور للكثيرين، وخاصة للمجاهدين في هذا المجال، والمشتاقين إلى جنة اللقاء الإلهي في الدنيا قبل الآخرة.
لكن المشكلة الكبرى هي في حفظ هذه المكاسب الكبرى!.. فإن التحليق يحتاج إلى جلسة شعورية، من إثارة الأشواق أو الأحزان، وإن إبقاء هذه الحالات يحتاج إلى مراقبة متصلة للنفس، وأي سوء أدب لمن أذن له بمجالسة المحبوب، يستدعي الطرد!.. ومن الواضح أن الذي سعد بأنس اللقاء الربوبي، ثم طرد من ذلك، فإنه سيعيش حالة التخبط وفقدان التوازن، حيث خرج من جنة القرب إلى جحيم الهجران!.. أعاذنا الله تعالى من هذه العاقبة التي لا يعلم مراراتها إلا المطرودون بعد الوصل، وهم أكثر الضحايا في هذا الطريق!.
Layer 5