Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
قرأت كثيرا من كتب الأخلاق، وغيرها من الكتب التي تتحدث عن عالم الأرواح، وآخر كتاب تقريبا قرأته كان (إرشاد القلوب), الذي أماتني من كثرة الخوف.. لكن مع هذا الخوف, استقامت أخلاقي فعلا، وداومت على بعض الأعمال المستحبة، وكنت أراقب كل صغيرة وكبيرة من نفسي, وكنت أكثر ما أشعر به هو الوحدة والخوف من عقاب المولى تعالى, وحاولت تطبيق ما كنت أقراه, مثلا: امتناعي عن الطعام حتى أجوع كثيرا، وقد خلق ذلك لي المشاكل في المعدة.. لكن عدم التدرج في هذه المسائل، كان سببا في انقطاعي عن المستحبات، ومراقبة النفس, واللسان, والتصرف..
وأما حالتي الآن: فأفتقد للمطالعة, والمستحبات، وحالة أسرتي تؤثر وتضغط علي نفسيا وجسديا, فحالتي كثيرة الإضراب, كما أصبحت مزاجية, ومشاكلي كثيرة.. لكن الله تعالى أكبر, وأساله أن يبلغكم مناكم، ويحشركم مع آل البيت (ع), كما أرجو منه تعالى أن يصبركم ويوفقكم لحل مسألتي.
الجواب
الذي أتوقعه أن هذه الحالة من الذبذبة والتأرجح بين طريق الإيمان وغيره، جعلت مدخلا للشيطان على نفسك، هذا هو السر في هذا التجاذب الذي تعيشونه بشكل مرهق.. وواقع الأمر أن السير إلى الله تعالى يحتاج إلى: عزمة راسخة، والى وضوح الخطة، والى معرفة بموانع الطريق.. ولا بد من الحذر في أن لا تنتاب الإنسان حالة العجب من المكاسب المرحلية، التي تعطى بين فترة وأخرى.. واعلمي أن الذي لا يعيش هاجس اللقاء الإلهي بشكل طبيعي، فإنه لا تمكنه المراقبة المستوعبة لكل حركاته وسكناته.
عليكم التعالي عن الجو العائلي، فإن حياتكم في البرزخ والقيامة، مفصولة عن حياة الأبوين وغيرهم.. ولا تتنزلي إلى مستوى الآخرين إذا كان مستواهم ذاك هو الذي يجركم إلى المستوى الهابط، فإن عامة الناس لا يعيشون الجدية في الحياة، ويعيشون الاهتمامات التي لا تستحق الالتفات إليها أبدا.
صممي تصميما لا رجعه فيه للخروج عن هذه الحالة التي ترهقكم كثيرا، ولا توصلكم إلى شاطئ الأمان أبدا.. إن الاعتراف بما أنتم فيه، خطوة أولى لتخليص النفس من الشوائب العالقة، والله تعالى معكم ما دمتم مع الله تعالى.
Layer 5