Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
تعرضت قبل عام إلى مشكلة عائلية، وانصدمت من أقرب الناس لي، ساعتها كرهت الدنيا وما فيها، وصرت أطلب الآخرة، وعلى إثرها تقربت إلى الله تعالى، ودعوته ليل نهار لينصرني، وأحسست بحلاوة الإيمان الحقيقي، والإقبال على العبادة، وندمت على السنوات التي مضت من عمري، وهيأت نفسي للموت في أية لحظة، لأني أحسست أن الأمور دائما ضدي، وكل الأبواب مغلقة في وجهي.. وما يحزنني الآن أن حالة الإقبال هذه، زالت من قلبي، ولا أدري ما السبب؟!.. مع أنني أحاول أن أرجع إليها، ولو إلى جزء بسيط من تلك الحالة، لأنني كنت سعيدة جدا في التقرب إلى الله تعالى، مع معاناتي للظروف القاسية التي مررت بها.. فأرجو من سماحتكم إرشادي إلى ما يجب علي فعله!..
الجواب
لا بد أختي الكريمة من التفريق دائما بين الحركات القلبية التكاملية الناتجة من حركة عقلية مدروسة وثابتة، وبين الحركات العاطفية التي تثيرها المشاكل والاحباطات في الحياة.. فمن المعروف أن المبتلى يعيش الحالة الفلكية التي يذكرها القرآن الكريم، والتي يصف أصحابها بأنهم مخلصون في دينهم، ولكن المشكلة تبدأ عند النجاة إلى البر، حيث يتحول الإيمان إلى الكفر في بعض الأحيان وإلى كفران في أحيان أخرى.
لا بد من تحويل الإقبال الانفعالي عند المصائب إلى إيمان له رصيده الباطني الإيديولوجي، بمعنى أن يكون تعلق العبد بربه من جهة ما له من جهات الجلال والكمال والأهلية للعبادة، لا أن نجعل التعلق به مقدمة لمعاملة تجارية مع المولى، فنعطي له شيئا من الحب والتوجه، على أمل أن يعطينا شيئا من الهبات الروحية أو المادية!..
ولا بد من التفرق بين حالة الاستحضار والمعية الثابتة-ولو لم تكن معها بعض المشاعر الوجدانية المتمثلة على شكل بكاء وحنين- وبين حالة الغليان الوجداني لينطفئ العبد بعدها، فلا يجد شيئا من المعاني التوحيدية في نفسه، بل قد يجد في نفسه ما يدعوه إلى الحرام في بعض الأحيان!.
Layer 5